وفي أحضاني تموت

[msamido]

<div align="center">وفي أحضاني تموت
.
.

.
.
بينما كانت أول لحظاتي في أحضانها .. تكون أخر لحظاتها في أحضاني ... بينما كانت سببا ليهبني الله الحياة .. أكون سببا ليأتيها الموت ... بينما أول ما تري عيني دمعة فرح في عينيها .. يكون أخر ما تري عينيها سيول دمع من الأحزان في أحداقي ... بينما بدأت حياتي علي صرخاتها تطالبني بالمجئ إلي نور الحياة .. تنتهي حياتها علي صرخاتي أودعها إلي نور الشهادة ... بينما كان يغرق جسدها دماء حياتي ... يغرق جسدي دماء مماتها .

.
.
في أحضاني تموت ... ويداها لا تزال تربت علي ... في أحضاني تموت ... ولا زالت عيناها تحمل لي نظرة الإشفاق ... في أحضاني تموت ... وأنا لا أقوي إلا علي البكاء .

.
.
في أحضاني تموت ... وبكاء العجز يملؤني ... في أحضاني تموت ... وصراخ القهر يهز أرجاءي لا يقوي علي الخروج ... في أحضاني تموت ... وصدي الظلم والجبروت يروغ في أحشاءي ... في أحضاني تموت ... وتعلم أن في عينيها حياتي ... فتجاهد ألا تغلق عينيها كي لا أموت ... في أحضاني تموت وتبقي مفتوحة العينين قائلة إني لك يا ولدي فداء ...

.
.
ماذا اقول وكيف أعبر عن مشاعر هذا الفتي ؟
ماذا أقول لأنعي إلي الدنيا هذه الأم ؟
ماذا أقول وقد أغرق الدمع وجنتي ؟
ماذا أقول وقد عجزت اليد علي تحريك الأصابع لتنتقل بين الأزرار لنقل علامة أستفهام رسمتها دماء الأم علي جسد وليدها ؟
ماذا اقول وقد ماتت بين أحضاني كما ماتت بين أحضان من ترون في الصورة ؟
والله إني لأشعر بيديها تحتضن وجهي ... وتيارا من المشاعر يخترقني قادم من عينيها ...
والله إني لأكره الظلم ... والله إني لأكره كل حكام العرب أكثر مما أكره شارون واولمرت وبوش وغيرهم .
والله إني لأكره ضعفنا وأكره ذلنا وهواننا ولكن لا اتعجب منه فهذا حالنا وهذا ما يحق لنا .
والله إني لأعجب ممن يتغني بالكرامة والعزة وأين انتم منها وكيف تدعونها كيف وأين الكرامة وأين العزة ...
والله ما جرؤ أحدا أن يتغني بهما إلا كاذب ... فأين هم من الكرامة ؟؟
عن اي كرامة يتحدثون ؟
والله إني لأعجز عن الحديث وماذا اقول وتلك الصورة لا تحمل إلا نموذجا يتكرر كل يوم ؟
فكفاني فماذا عساي أن أقول ؟
ماذا أقول ؟
.
.</div>