المصائب وأثرها فى حياة المسلم
لا ننكر أن الجميع يدعوا ربه أن يحميه من الأضرار والمصائب وان الإسلام طالبنا ان نلجأ إلى الله دائما بطلب الستر والعافية فى الدنيا والآخرة ولكن يجب علينا أن نعلم أيضا ان للمصائب فوائد مثل تكفير الذنوب وعند الصبر رفع الدرجات ون اشد الناس ابتلاء فى الدنيا هم الرسل والأنبياء والشهداء والامثل فالأمثل وان الرسول ص اخبرنا ان المؤمن مصاب ومن يرد الله به خير يصب منه حتى يلجأ إلى الله بالدعاء وكما قال ص ان الله يحب العبد الملحاح اى الذى يلح فى الدعاء وان الدعاء لا يخسر صاحبه فإما أن يقبل منه او يرفع عنه من العذاب ما يقابله أو يدخر له يوم القيامة وان الله تعالى اخبرنا انه لو لم يخطىء العباد ثم يدعونه ليغفر لهم لاستبدلهم بآخرين يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم ونذكر قوله ص ( ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ) رواه مسلم وفى موطأ مالك قال ص ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) وفى الأثر ( يقول تعالى : انى لا اخرج أحدا من الدنيا وأنا أريد أن ارحمه حتى أوفيه بكل خطيئة كان عملها سقما فى جسده ومصيبة فى أهله وولده وضيقا فى معاشه وإقتارا فى رزقه حتى ابلغ منه مثاقيل الذر فان بقى عليه شىء شددت عليه الموت حتى يفضى إلى كيوم ولدته أمه ،وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا أريد أن أعذبه حتى أوفيه بكل حسنة عملها بصحة فى جسده وسعة فى رزقه ورغد فى عيشه وامن فى سربه حتى ابلغ منه مثاقيل الذر فان بقى له شىء هونت عليه الموت حتى يفضى إلى وليس له حسنة يتقى بها النار )ولكن هل هذا يعنى أن نتمنى من الله المصائب وحدوثا ؟ بالطبع لا . ولكن ان حدثت المصيبة وحلت بأحدنا فعليه بالصبر فانه له كفارة من الذنوب كما وعد الرسول من أصيب بالحمى إن صبر أن يخرج من ذنوبه كما ولدته أمه وكما نعلم من أحاديث الرسول كثرة الدعاء وسؤال الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة وان يقينا شر المرض والفقر والعجز والدين والهم وان لا يفتنا على ايدى أعدائنا . وطلب الرسول من العبد أن يحسن الظن دائما بالله فقال فيما رواه البخاري ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) وكما قال العلماء أن الخوف من الله أفضل فى حالة الصحة أما فى سكرات الموت فيكون المقام مقام رجاء وأمل فى الله . ولكن لا يجوز للمسلم أن يفهم أن حسن الظن بالله يعنى التكاسل فى أداء حقوقه أو الاستهانة بأحكامه ففى هذه الحالة يكون قد حكم على نفسه بالخسران المبين وكما قال ص ( المصر على الذنب كالمستهزىء بالرب )
ونذكر مصيبة أيوب عليه السلام والرسول فى وفاة أبنائه وأثناء وفاته ومصائب المجاهدين مع العصاة والظالمين والأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء مع طغاة عصرهم من الحكام عندما خالفت فتاواهم أهواء هؤلاء الحكام تعرضوا للعذاب والسجن أو الطرد أو دس السم لهم أو يسلط عليهم من يقتله غيلة .
|