|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
خطبة مفرغة / فضيلة الشيخ محمد حسان
هذا هو لقاءنا الأخير مع السبع الموبقات التي حذر منها النبي r في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال ((الشرك بالله، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكلُ مال اليتيم، وأكلُ الربا، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات))(1). ونحن اليوم على موعد مع الكبيرة الأخيرة ألا وهي قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وحتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في العناصر التالية. أولاً : المعنى اللغوي. ثانياً : شروط القذف وبما يثبت؟ ثالثاً : حكم القذف وعقوبته في الدنيا والآخرة. رابعاً : نموذج من القذف البشع. وأخيراً : صور مشرقة. فأعيروني القلوب والأسماع، فإن هذا اللقاء من الأهمية بمكان . أولاً : المعنى اللغوي. جاء في لسان العرب لابن منظور : القذف هو : الرمي والسَّب ومعناه هنا : رمي المرأة بالزنا أو ما كان في معناه . والمحصنات : جمع محصنة وهي المرأة المتزوجة . والُمحْنَةُ ، والُحْصِنةُ كذلك : هي المرأة العفيفة البعيدة عن الريبة والشك . والغافلات : من الغفلة ، وهي الترك والسهو . والغافلات: هن البريئات الطوايا المطمئنات النفس لأنهن لم يفعلن شيئا يحذرونه، ويخفن منه. ثانياً : شروط القذف وبما يثبت . إن القذف لا يصبح جريمة تستحق الجلد إلا بشروط منها ما يجب توفره في القاذف ومنها ما يجب توفره في المقذوف ، ومنها ما يجب توفره في الشيء المقذوف به. الشروط التي يجب توفرها في القاذف وهي : *: العقل والبلوغ والاختيار . وهذه الشروط هي أصل التكليف فإذا كان القاذف مجنوناً أو صغيراً أو مُكْرها فلا حد عليه . لقول النبي r في الحديث الذي رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والحاكم وغيرهم من حديث عليّ وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال : (( رُفِعَ القلمُ عن ثلاث ، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يفيق )) وفي لفظ ((عن المعتوه حتى يعقل)) ([1]) ولقوله r في الحديث الذي رواه الطبري عن ثوبان وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال : ((رُفِعَ)) ، وفي لفظ ((وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه .)) ([2]) الشروط التي يجب توفرها في المقذوف وهي : ·العقل · البلوغ (أيضاً) فلا يحد من قذف الصغير أو الصغيرة ، ولكن الإمام مالك رحمه الله يقول : إذا قذف بنتا قبل البلوغ ولكنها من الممكن أن يزنى بها والعياذ بها ، فإنه يستحق الحد لأنه قد يفسد عليها مستقبلها ويؤذي أهلها . ولكن جمهور العلماء قالوا يَزر ، ولا حد عليه ·الإسلام : أي أن يكون المقذوف مسلماً ·العفة : أي يكون المقذوف عفيفاً بريئاً من فعل الفاحشة التي رمي بها . ·الحرية : أي أن يكون المقذوف حراً وإن كان قذف الحر للعبد محرماً . لما رواه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص أنه r قال : ((من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قاتل )) ([3]) ولما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ، وهذا لفظ البخاري في كتاب الحدود أنه r قال : (( من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جُلِدَ يوم القيامة إلا أن يكون كما قال )) ([4]) الشوط التي يجب توفرها في المقذوف به وهي : التصريح بالزنا أو التعريض الظاهر الذي يفهم منه القذف ويستوي في ذلك القول والكتابة. ويثبت حد القذف بأحد أمرين * إما بإقرار القاذف نفسه . * أو بشهادة الشهود عليه . |
العلامات المرجعية |
|
|