وفاة القاضي أبي يوسف
5 ربيع الأول 182 هـ ـ 21 أبريل 798م
هو الإمام المجتهد، العلامة المحدث، قاضي القضاة، تلميذ الإمام أبي حنيفة الأول، وأخص الناس به أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي، كان أبوه فقيرًا، له حانوت صغير، فكان أبو حنيفة يتعاهد أبا يوسف بالدراهم حتى يتفرغ لطلب العلم، لما رآه أبو حنيفة ذكيًا نابهًا، وظل أبو يوسف ملازمًا لأبي حنيفة قرابة العشرين سنة.
كان أبو يوسف من ثقات المحدثين، مهتمًا بجمعه وروايته والجلوس لأهله أكثر من شيخه أبي حنيفة، وكان أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف، وقال ابن معين: ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت منه في الحديث والحفظ، هذا مع مبالغته في العبادة والذكر حتى أن ورده في النوافل في اليوم مائتا ركعة، وكان على عقيدة السلف الصالح يكره أهل البدع ولا يرى صحة الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن، وكان هارون الرشيد يحبه ويجله وعينه قاضي الخلافة، فقام بالمهمة على أكمل وجه من غير محابة أو جور، والبعض يعده مجتهدًا في مذهب أبي حنيفة ولكن الحق والإنصاف أنه كان مجتهدًا مطلقًا.