سوسن .. مع السلامة ..
وكأني أول مرة أسمعه ، هي لم ينطلق به صوتها أبداً ، لم تخترق نبراتها - التي أثق في سحرها - قلبي ، بل هي كتبتها كتبت - اسمي - ضغطة يدها على حروفه صدّرت على صفحة الحديث بيننا حروفاً فلاشية مضيئة ولأول مرة أراك اسمي متلألئاً ، براقاً ، جملة بسيطة قالتها (مع السلامة يا عمرو) ، جملة لا تبدو عليها أي ملامح حبٍ أو غرام، لم تقل (مع السلامة يا عمري يا قلبي يا أملي يا حياتي - بموت فيك - بعشقك) هي لا تجيد تلك الجمل المائعة والتي تصدرها النساء (عمال على بطال) ، على النقيض انطلقت جملتها مخترقة كل الحجب مخترقة كل الفواصل الزمانية والمكانية حتى استقرت على أعتاب قلبي طارقة أبوابه طرقات قوية حنونة ، شديدة لينة ، لا قسوة بها لكن اجتياح ، أسرتني تلك البساطة العميقة ، ملكني ذلك العمق البسيط ، تهدجت حروفها شعرت برعشة صوتها في حروفها المكتوبة هي خائفة من (بكرة) لها الحق أن تخاف في زمن أصبح أهله لا يخافون ولا يأبهون يعيشون لحظاتهم فقط ولا يلقون بالاً بغد ، تركت أمرها بين يدي وكأن لسان حالها يقول (أنا أمانة بين اديك يا عمرو أنا مستاهلش تخدعني ولا تلعب بيا) ، أمثل تلك (الشفافة) يتلاعب بها أحد؟ ، أتستحق تلك (الرائقة) سوى كل خير وإخلاص؟ ، أم نحن بشر أدمنا تلويث كل نظيف ، وتدنيس كل طاهر؟ ، اهدأي بالاً فلن ألوثك فما كنت يوماً ملوثاً نقاء ، أو معكراً لماء ، فما أدمنت يوماً تشويه الملامح الطيبة ، بل أني أقف أمام لوحتك التي ارتسمت عليها ابتسامة ممزوجة بخوف ، فلا أحد يعلم أوجهها حزين أم مبتسم ؟ لوحة فاقت الموناليزا دقة وسحراً وغموضاً ، أقف أمامها مشدوهاً بها ، ناظماً أروع الكلمات وما كنت ناظمها لولا لوحتك ، أقف أمامها منادياً رسامي العالم ، ونحاتي الكون ، أن يأتوا ليصنعوا لوحة الطهر ، وتمثال البساطة ، (سوسنتي) اهدأي بالاً ، فإن كنتِ أنتِ غير النساء ، فاعلمي أني لست كبقية المدعين الرجولة.. مع السلامة يا (سوسن) ،، أراكِ على خير..
__________________
احلمي هغزلك الليل والنجوم فستان تجري في دمي واجري في الشريان بحبك
|