التوبةُ على سجَّادَةِ السحرِ

[أنين المذنبين]

]

؛؛؛؛
إنتهَى النهارُ بذنوبهِ ومعاصيهِ وأثامِهِ ،ويأتى الليلُ بظلامِه
وأوجاعِهِ وغصصِهِ ..
ومُليئَ القلبُ بالأوساخِ ثمَّ يأتى وقتُ السحرِ !
فِى هذا الوقتِ يَقومُ المُذنِبُ والمُطيعُ سواءا
أمّا المُذنبُ فقدْ قامَ وحرارةُ قلبِهِ قدْ أرتفعتْ وأنغلقتْ نفسُهُ
إذ الإثام حاوطتهُ فِى خنادقِها الضيّقةِ
ولكنّهُ علمَ أنَّ له ربّ رحيما
فقامَ فتوضأ وهو يتوضأ يحسُّ بكلِّ قطرةِ ماءٍ عليهِ
تغسلُ جزءاً من جرائمِهِ فقامَ منتصبا بينَ يدى
ربِّ الورى خاشعاً يتلو الأياتِ فِى خشوعِ تامٍ
وقطراتُ دمعهِ تتقاطرُ على خدّيهِ تحملُ
من نيرانِ الأسَى وحرارةِ الذنوبِ ما يحمل !
وقدْ أمْتُلِئَتْ سجَّادتهِ بالدموعِ ولكنّها دموعٌ ****
قدْ أسودّت بظلامِ الذنوبِ ..
ثم سجدَ بحرارة قلبه وأنفاسِهِ
فدعى ربَّهُ قائلاً:
ربّاهُ هَا قدْ أتيتُ لابساً عباءةَ الذّنوبِ
أرجو غفرانكَ يغسلُ أثامِ وذنوبِ
عبدكُ العاصِى يرجُوكَ عفوكَ
أعظمُ مِنْ ذنبى
أنا لستُ بأهلٍ أنْ تصلَ إلىّ رحمتكَ وعفوكَ
ولكنّكَ جوّاد كريم
تقاطرتْ دمعاتِى خوفاً منكَ وحدَك
فارحمْ ذلتِى بينَ يديكَ وتوبْ علىّ
؛؛
وظلَّ فى دعائه العذب الطويلِ
ثمّ أنتهى من صلاتِه على سجَّادتِهِ الطيبة
وقدْ أبيضَّ قلبُهُ وأشرقَ وجههُ وأحسَّ بسعادةِ فى وجدانهِ
نعم !
إنّه طرقَ بابَ الكريم فى هذا الليلِ البعيد
وسط هذه الأصوات الليلة المُترنّمة
وسط هذا القمر الذى -بقدرة الله- أضاء الكونِ
مستأنسا بضيائه
ما أعظمَ عفوك يا كريم يا غفور