|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
صندوق الدنيا
الإمام الحسين بقلم: أحمد بهجت ![]() معالي الكاتب الكبير أحمد بهجت القدير المحترم بعد التحية بعدما تولي يزيد بن معاوية حكم المسلمين خلفا لأبيه عام60 هـ, جمع حوله مجموعات من المنافقين والجلادين وعاثوا في الأرض فسادا.. ولما كان ذلك قريبا من عهد النبوة فقد انهالت علي الإمام الحسين في الحجاز آلاف الدعوات من المسلمين تؤيده وتدعوه إلي الظهور وطلب البيعة والحكم لنفسه. ولما حذره البعض من نذالة القوم, ومن إنهم أهل شقاق, وإنهم يصطنعون الحماسة بينما هم قد فطروا علي الخوف والخنوع, قرر إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل إلي الكوفة, ليستطلع له الرأي.. وفي الكوفة جمع مسلم ثمانية عشر ألف مبايعة للإمام الحسين, وتجمع الآلاف حول مسلم, فتشجع وأمر من ينادي في الناس بشعار الشيعة يامنصور! أمت. لكن أصحاب المصالح ممن غلبت معداتهم ضمائرهم, أشاعوا عن قرب وصول عسكر يزيد.. فلما غربت شمس ذلك اليوم صلي مسلم صلاة المغرب, ثم نظر حوله فلم يجد أحدا!! فقد تسللوا من حوله تحت الظلام وبقي وحيدا, فقبض عليه الحاكم وضرب عنقه, وقتها تسابق القوم علي إنكار مبايعاتهم السابقة!! أما الامام الحسين فلم يرجع, لأنه كان قد خرج فعلا من مكة, ولما وصل إلي كربلاء وعرف القوم أنها الحرب, انفضوا من حوله, ولم يبق غير آل بيته, حيث تصدي له العسكر وقطعوا رأسه!! وأنصار الامام يقولون: القلوب معك والسيوف عليك والنصر من عند الله!.. فتشتعل الثورة, وما هي إلا أربع سنين إلا وتحل الكوارث بالبيت الأموي ويضيع الحكم منهم وتزول دولتهم.. ومن وقتها وحتي اليوم يلطم الأحفاد وجوههم في كربلاء خجلا مما فعله الأجداد. ويري المؤرخون ومنهم الألماني ماريين في كتابه السياسة الاسلامية أن الحسين هو الذي انتصر, فإنه حينما يتعلق الأمر بالقضايا الانسانية الكبري, فإن الأمور لا تقاس بدفاتر التجار.. ويري العملاق عباس العقاد أن الحسين قد غلب علي مستوي الأسبوع والعام, لكنه غلب علي مستوي الأجيال, ويمكننا القول إنه بموت الحسين عاشت المبادئ العليا التي بعث من أجلها ـ جده ـ الحبيب المصطفي. هذه هي الرسالة التي وصلتني من المستشار محمود العطار نائب رئيس مجلس الدولة. |
العلامات المرجعية |
|
|