#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى في جلسة علمية إيمانية عصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذهن أصحابه قائلاً لهم : ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها) أي لايسقط ورقها . هل تعلم أخي المسلم الشجرة المقصودة في لحديث السابق؟! وما الحكمة في تشبيه المؤمن بهذه الشجرة ؟! الحديث كما رواه الامام مسلم في صحيحه: عن ابن عمر (رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه : أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن ؟!! وفي رواية ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها ). فجعل القوم يذكرون الشجر من شجر البوادي , قال ابن عمر (رضي الله عنهما): وألقي في روعي أنها النخلة , فجعلت أريد أن أقولها فإذا بأسنان القوم (أي كبارهم وشيوخهم) فأهاب أن أتكلم. فلما سكتوا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة " . إذاً الشجرة المقصودة هي النخلة. الشجرة والمؤمن: - الشجرة سيدة المملكة النباتية من الناحية العلمية , الظاهرية , والتشريحية والوظائفية , والبيئية فهي: معمرة تتغلب على التقلبات السنوية , طيبة مثمرة نافعة. - المؤمن : سيد المخلوقات الانسانية من الناحية العلمية, والعقائدية ,والوظائفية والاجتماعية فهو: يتحمل المصاعب , مثمر أينما وقع نفع . والسؤال المطروح عليك أخي المسلم مالحكمة في تشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة؟ إليك بعض ما فتح الله به علينا في ذلك : أولاً: ثبات الشكل الظاهري : فالنخلة رغم جمالها الأخاذ لها شكل ظاهري واحد لايتغير إلا للأحسن فيزداد حسنها بظهور ثمرها ودنو قطوفها , وللمؤمن أيضاً هيئة ظاهرية واحدة, لايتقلب حسب الموضة والأهواء, ولكنه يتزين لزوجته فيسرها بمنظره قال ابن عباس : ( إني أتزين لامرأتي كما احب أن تتزين لي ) , وهو يتزين في العيدين وقت قطوف ثواب الصوم والحج كما تتزين النخلة وقت قطوف الثمر , ويتزين يوم الجمعة , وعند المجالس, والمساجد ومقابلة الوفود , وهو يتزين بالمشروع ولايتزين بغير المشروع. ثانياً: ثبات الأصل وسمو الفرع : فالنخلة أصلها ثابت في الأرض , وفرعها في السماء , تتحمل الجفاف , وتقلبات الطقس , وتصبر على الشدائد البيئية , ولاتعصف بها الرياح بسهولة , وتستمد طاقتها من الشمس والهواء بورقها المهيأ لذلك وقوتها في هالتها الورقية. والمؤمن قوي ثابت في أصول الإيمان , يرتبط بالأرض التي خلق منها واستمد منها الماء والمعادن , ويتحمل الشدائد والفتن والابتلاء , ويصبر ولا يضجر وهامته مرفوعة تستمد نورها وعلمها من السماء , حيث الوحي وأوامر الله , ويرفع يديه إلى الله في الدعاء والشدة . وقوة المؤمن في عقله وتفكيره , وقوة النخلة في هالتها الورقية , والمؤمن لايستغني عن الوحي الإلهي , والنخلة لاتستغني عن الضوء الإلهي. ثالثاً: النفع الدائم: فالنخلة نافعة بثمارها , وأوراقها, وظلها, وجذعها , وخوصها , وكرانيفها, وليفها, وكروبها, وعذوقها , وأنويتها , وقطميرها , وجمارها, وجمالها في حياتها وبعد موتها. والمؤمن أينما وقع نفع , وهو نافع : بعلمه , وأخلاقه , وماله , وجهده , وحديثه , وفضل زاده , وفضل ظهره , وفعله , وقوته , وأمره بالمعروف , ونهيه عن المنكر , وتعاونه على البر والتقوى , وتراحمه , وترابطه , وتآزره مع المجتمع. رابعاً : مقابلة السيئة بالحسنة: فالنخلة صبورة حليمة كريمة تُرمى بالحجر فتسقط أطيب الثمر. والمؤمن معرض عن اللغو , وإذا خاطبه الجاهلون قال سلاما, ويصفح عن المسيئين ولا يظلم ولايجهل على الجاهلين كما قال الشاعر : كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا***يرمى بحجر فيلقي بأطيب الثمر خامساً: دنو القطوف مع سمو الأخلاق: فالنخلة قطوفها دانيه في كل أحوالها, في حال قصرها وطول جذعها لسهولة الصعود إليها , والصعود إليها لاينال من أوراقها , ولايكسر أغصانها , ولاينال جُمارها ولابرعمها الطرفي. والمؤمن سهل القطوف , يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة , ويطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا , يحب الناس ويغدق عليهم , ولايتخلى عن أخلاقه وثوابته مهما زادت الألفة والمحبة والمخالطةبينه وبين الناس. سادساً: يؤكل ثمرها كل حين : فالنخلة يؤكل ثمرها بكميات كافية كل حين على هيئة : الطلع , والجمري , والبُسر , والرطب , والمقابة , والتمر(1) , وعندما تجف الثمار تؤكل طوال العام فهي زاد للمسافر وعصمة للمقيم , سهلة التخزين بطيئة الفساد والتغير . والمؤمن يخرج زكاة ماله كل حول إن بلغ ماله النصاب , ويخرج زكاة فطره في رمضان , ويتصدق طوال العام , ويسارع في الخيرات , ويطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا , وهو يطعم عند العقيقة لأبنائه , وعند الزواج , وعند الأضحية , وعند الحج , وعند خروج الثمار وغير ذلك من أوجه اطعام الطعام. سابعاً : محكومية الحركة : فالنخلة غير مدادة , لاتعتدي على جيرانها بسيقانها أوفروعها , ولها حرم معلوم, وهي محكومة في انتشارها في البيئة لذلك لاتؤذي المحيطين بها. والمؤمن محكوم بالضوابط الشرعية مع المحيطين به , متوقع السلوك , لايدخل بيت غيره إلاﱠ بإذنه , ولايطلع على عورات غيره , ولايترك لبصره العنان , تجده حيث أمره الله , وتفتقده حيث نهاه , ويتقي الله حيثما كان. ثامناً: تشذب في العام مرة : فالنخلة تشذب في العام مرة حيث تسقط الأوراق الصفراء التالفة . والمؤمن يصوم في العام مرة , وتسقط عنه ذنوبه بالصوم , ويتزين بعد الصيام في العيد. تاسعاً : أهمية البرعم الطرفي : فالنخلة على خلاف معظم الشجر تموت إذا قطع برعمها الطرفي . والمؤمن من دون العقل يسقط عنه التكليف والحساب , ويصبح في عداد الأموات من حيث الثواب والعقاب. عاشراً: معلومية التلقيح: فالنخلة رغم أنها من ذوات الفلقة الواحده ذاتية التلقيح الهوائي مثل القمح والشعير والذرة والموز والأرز, ولكن النخلة خلاف نباتات الفلقة الواحدة تحتاج إلى تأبير , وهي تعلن عن حاجتها للتلقيح عندما تخرج نوراتها , وعندما يتم تلقيحها تنشق بطريقة يعلم الجميع منها أنها لقحت , وإذا تركت دون تلقيح بالإنسان شاصت. وكذلك المؤمن مشهود على زواجه ودخوله بزوجه من الجميع , ومعلن عن ذلك بالدفوف , ويحتاج زواجه إلى شاهدين وولي وإيجاب وقبول , والزواج السري باطل. أحد عشر: أفضلها معلومة الصفات الوراثية : فأفضل أنواع النخل معلوم الأصل يتم تكاثره خضرياً بالفسائل أو بزراعة الأنسجة . والمؤمن معلوم الأصول الوراثية , وهو ثابت في دينه , لايبتدع , ولايخلط شرع الله بشرع البشر , وإذا صنع ذلك فسد عمله ورد كما يتلف النخل إذا بدل صفاته الوراثية , ولاتؤكل ثماره ولاتباع بسهوله , بل يعلف به الدواب لرداءته. ثاني عشر: حلو الطعم عديم الرائحة : فثمار النخلة حلوة الطعم عديمة الرائحة , وكذلك المؤمن الذي يعمل بالقرآن ولايقرؤه , فطعمه حلو ولا رائحة له . ثالث عشر : تفاوت الدرجات : فالنخلة أنواع وأجناس وأصناف , منها شديد الحلاوة ممتاز الطعم (كالعجوة وهي تمر المدينة المنورة التي زرعها المصطفى صلى الله عليه وسلم بيديه ومنها جيد الطعم ومع ذلك ففي كل النخل خير , وكذلك إيمان المؤمن يزيد وينقص , والمؤمنون درجات منهم الصديقون ومنهم السابقون ومنهم المذنبون ( والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). رابع عشر : النخلة لايتساقط ورقها : الورقة في النبات هي الموضع الرئيس للبناء الضوئي والنتح ورفع العصارة من الأرض , وتثبت ثاني أكسيد الكربون الجوي وطاقة الشمس الضوئية وتشطر الماء لتنتج المواد الغذائية والأكسجين للكائنات الحية وبها تظلل الشجرة الانسان والحيوان , وعندما تسقط الورقة في النباتات الوسطية , تتوقف العمليات السابقة وتدخل الشجرة في كمون للعام القادم . أما النخلة فهي من النباتات دائمة الخضرة التي لايتحات ( أي يسقط ) ورقها فهي دائمة البناء الضوئي وانتاج الأكسجين والتظليل وصعود العصارة . وهكذا المسلم دائم التلقي من الله ودائم الانتاج والعبادة طوال العام ولايستغني عن رحمة الله ورزقه وطاعته طرفة عين فهو دائم التلقي والعطاء , كما أن النخلة دائمة التلقي والعطاء. النخلة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وأصحابه الكرام: النخلة هي الزرع أي الأصل , والصحابة هم الشطء أي الفسائل وهذا مثل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه في الإنجيل ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) الفتح 29. وقدبينا الاعجاز العلمي في هذه الآية , وكيف يشهد القرآن والنبات بعدالة الصحابة واتباعهم(2). وصف جميل للنخلة : قال لقمان لإبنه يابني : ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنما الخليل الصالح كالنخلة إذا قعدت في ظلها أظلتك , وإذا احتطبت من حطبها نفعتك , وإذا أكلت من ثمارها وجدته طيبا. وعن الشعبي أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أما بعد فإن رسلي أخبرتني أن قِبَلكم (بكسر القاف وفتح الفاء ) شجرة , تُخرج مثل أذان الفيله , ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض , ثم تخضر كالزمرد الأخضر, ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر, ثم تنضج فتكون كأطيب فالوذج (حلوى) أكل , ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر , فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة . فكتب إليه عمر رضي الله عنه يقول : بسم الله الرحمن الرحيم, من عبدالله أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم السلام على من اتبع الهدى , أما بعد , فإن رسلك قد صدقتك , وإنها الشجرة التي أنبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى فاتق الله ولاتتخذ عيسى إلها من دون الله . قال أبو حاتم السجستاني رحمه الله في كتابه النخل : النخلة سيدة الشجر مخلوقة من طين آدم – صلوات الله عليه – وقد ضربها الله – جل وعز- مثلاً لقول ( لاإله إلا الله ) فقال تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) , وهي قول لاإله إلا الله (كشجرة طيبة) وهي النخلة , فكما أن لاإله إلاالله سيدة الكلام كذلك النخلة سيدة الشجر وهكذا إخوة الإسلام مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها فهو كالنخلة في صفاتها ونفعها وجمالها وكرمها وسموها. -------------- الهوامش: (1)- مراحل نمو الثمرة وتكوينها – للتفصيل انظر موضوع النخلة في القرآن الكريم والعلم الحديث في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات . (2)- انظر موضوعنا القرآن والنبات يشهدان بعدالة الصحابة. المصدر : كتاب معجزات حيوية للدكتور نظمي خليل أبو العطا
__________________
قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .! فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا .. |
#2
|
||||
|
||||
![]()
سبحان الله
![]()
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك اخى الكريم
وسلمت اناملك الت سطرت تلك الكلمات الرائعة وجعل الله كل حرف سطرته فى ميزان حسناتك يوم الدين موضوع غاية الروعة |
#4
|
||||
|
||||
![]()
موضوع رائع
جزاك الله خيرا |
#5
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيراً مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء ، لا يسقط ورقها ولا يتحات . فقال القوم : هي شجرة كذا ، هي شجرة كذا ، فأردت أن أقول : هي النخلة ، وأنا غلام شاب فاستحييت ، فقال : هي النخلة ، وعن شعبة : حدثنا خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن ابن عمر . . مثله ، ( فحدثت به عمر فقال : لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا ) . الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6122أخي الحبيب لم أقف علي حديث به العبارة التالية بهذا اللفظ (مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها) ولم أجد له درجة فأرجو بيان درجة هذا الحديث أو تعدله لأحد الأحاديث التالية من أحاديث رسول الله في هذا الشأن ================================= ======================= =============== ======= === = خلاصة حكم المحدث: [صحيح] مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع ، من حيث أتتها الريح كفأتها ، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء . والفاجر كالأرزة ، صماء معتدلة ، حتى يقصمها الله إذا شاء الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5644
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] مثل المؤمن كمثل خامة الزرع ، يفيء ورقه ، من حيث أتتها الريح تكفئها ، فإذا سكنت اعتدلت ، وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء . ومثل الكافر كمثل الأرزة ، صماء معتدلة ، حتى يقصمها الله إذا شاء الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7466 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه " أخبروني عن شجرة ، مثلها مثل المؤمن " . فجعل القوم يذكرون شجرا من شجر البوادي . قال ابن عمر : وألقي في نفسي أو روعي ؛ أنها النخلة . فجعلت أريد أن أقولها . فإذا أسنان القوم ، فأهاب أن أتكلم . فلما سكتوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة " . صحبت ابن عمر إلى المدينة . فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا . قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم . فأتي بجمار . الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2811 خلاصة حكم المحدث: صحيح إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المؤمن . حدثوني ما هي . قال عبد الله : فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هي النخلة ، فاستحييت يعني أن أقول ، قال عبد الله : فحدثت عمر بالذي وقع في نفسي فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2867 خلاصة حكم المحدث: صحيح مثل المؤمن مثل النحلة ، ما أخذت منها من شيء نفعك الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5848 خلاصة حكم المحدث: صحيح 27 - مثل المؤمن مثل النحلة ، لا تأكل إلا طيبا ، و لا تضع إلا طيبا الراوي: أبو رزين العقيلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5847 خلاصة حكم المحدث: صحيح |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|