#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() لماذا ننام وكيف نحلم يقضي الانسان مالا يقل عن ربع حياته في المتوسط وهو نائم .. فما هو النوم؟ النوم عملية توقف نسبي في تفاعل حس الانسان وحركته وإدراكه مع ما يحيط به من مختلف أنواع المؤثرات عموما وهو ضرورة أساسية من ضرورات الحياة كالأكل والشراب لأنه يقدم فترة زمنية مناسبة للجسم لترميم خلاياه المتهدمة ولتجديد نشاطه ومتابعة نموه التكويني المتوازن فإذا منع الانسان عن النون وحرم منه لأيام متواصلة فقد يؤدي ذلك الى الهذيان الفكري وعدم التركيز والهزال والهلاوس أحيانا مع انهيار جسمي وعقلي شديد . وتدل الدراسات النفسية والعقلية وكذلك بحوث وظائف الأعضاء ان النوم ليس مجرد ظاهرة سلبية تتجلى في تناقص الحس والحركة والوعي الشعوري وانما هي ظاهرة مرتبطة كل الارتباط بالحياة الواقعية وما تتضمنه من شعور وادراك وانفعال وسلوك – اذن فدراستنا للنوم وما يكتنفه من أحلام تساعدنا على فهم غير قليل من عمليات اليقظة – وقد أشار القرآن الكريم الى عدة حقائق علمية تتصل بالنوم في قوله تعالى " وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا " وفيما يلي نتائج بعض الدراسات التي تناولت موضوع النوم :
ان الروئ حقيقة قائمة في الحياة الإنسانية في فترات النوم وهذه الحقيقة النفسية لا تستلزم صدق مضمون الأحلام أو عدم صدقها – كما لا تستلزم المقدرة على فهم طبيعة الرؤى أو عدم المقدرة أو فهم محتوياتها أو عدم فهمه .. ان الرؤى تتحرر من قيود المكان يتجلى بالزمن الحاضر وما يجري في أمكنة متباعدة تسقط بينها الحواجز – فالنائم قد يرى نفسه في مدينة أخرى مع أناس لا يعرفهم مثلا في مكان لا يدريه ..والتحرر الزماني يتجلى بالزمنيين الماضي والمستقبل – في الماضي عما حدث وقد طواه النسيان الشعوري – أو في المستقبل بطريق التنبؤ أو الترقب في سبيل الحذر مما يخشى او الترجي للمأمول .. فمن الرؤى ما هي انعكاس لحالات جسمية داخلية كالتخمة أو المغص حين يرى النائم نفسه في حرب أو خصام أو مرض أو هي انعكاس لمؤثرات خارجية مثل ضوء ساطع فيرى النائم نفسه في النهار المشرق – أو قريبا من حريق وتلك هي أضغاث أحلام أي أخلاط من انعكاسات مظهرية لا تتضمن إشارة هادفة الى معنى جدي مفيد في الحياة النفسية الداخلية . ومن الرؤى ما يعكس الحياة الواقعية بكل ما فيها من رغبات متصارعة ودوافع متناسقة فهي نوع من حديث النفس أثناء فترة النوم فالفقير وهو يتوق للغنى جاهدا يرى نفسه وقد أثرى بين عشيه وضحاها والغني الذي يخشى الفقر يرى نفسه وقد أفلس في تجارته . ومن الرؤى ما يحمل في طياته عنصر التنبؤ عن المستقبل حين تسقط حواجز الزمن .. ان القرآن الكريم قد استخدم كلمة (الرؤى) لما يراه النائم ويحتمل التأويل بينما استخدم (أضغاث أحلام) لما يراه النائم من اختلاط في تصورات لا تحتمل تعبيرا – وقد جمع هذين النوعين باسم(أحاديث) كما ورد في سورة يوسف( كذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك) . صدق الله العظيم
__________________
![]() آخر تعديل بواسطة ايه كمال ، 28-07-2010 الساعة 11:44 PM |
العلامات المرجعية |
|
|