تسلم الدكتور محمد البرادعي ـ المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ جائزة كومبوستيلا جروب الدولية في نسختها الـ14 من اتحاد جامعات كومبوستيلا الإسبانية الذي يضم نحو 70 جامعة حول العالم، وذلك تقديراً لمكانته العلمية الرفيعة وجهوده في إحلال السلام خلال فترة رئاسته الوكالة، بالإضافة لدفاعه عن الاستخدام السلمي للطاقة النووية - وفقاً لبيان لجنة التحكيم.
وقد ألقي الدكتور البرادعي خلال تسلمه الجائزة محاضرة بعنوان «الطاقة النووية والتنمية»، وكانت في إطار سلسلة محاضرات بعنوان «كونسانسيا» وتعني «الوعي» بالإسبانية وقد نظمتها الجامعة لدعوة الحائزين علي جائزة نوبل والرموز البارزة في مختلف المجالات للحديث في مختلف القضايا العالمية المتعلقة بعلوم الطبيعة والعلوم الاجتماعية والإنسانية.
وتحدث قبل الدكتور البرادعي في هذه السلسلة ستيفن هوكينج ـ الأستاذ بجامعة كامبريدج ـ وأبرز علماء الفيزياء النظرية علي مستوي العالم والباحث في علم الكون والعلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية.
وحضر مراسم التكريم وزير التعليم بإقليم غاليثيا خيسوس «باسكيز أباد»، ورئيس اتحاد جامعات جاليثيا ماوريتس «فان رويخين»، ورئيس جامعة ليما في بيروللسي «ويسكوتزكي لولي»، ورئيس جامعة جيان الإسبانية مانويل باراس روسا، ورئيس جامعة بيرجين النرويجية سيجموند جرونمو.
وقد أشار رئيس اتحاد جامعات كومبوستيلا في حيثيات منح الجائزة للدكتور البرادعي والتي حصلت عليها «الدستور» إلي أن هناك شخصيات علي مدار التاريخ المعاصر تركت بصمتها علي مسار القيم الإنسانية، وذكر خمسة من هذه الشخصيات شملوا العالم هم الفيلسوف الألماني ألبرت شويزر الذي قضي حياته في الجابون لمعالجة مرض الجذام، والراهبة تريزا الألبانية التي قضت حياتها في مساعدة الفقراء في الهند، بالإضافة إلي سان سوكي ابنة مؤسس بورما والتي مازالت تحت الإقامة الجبرية تكافح من أجل إقامة نظام ديمقراطي في بلدها والقضاء علي الحكم العسكري، ونيلسون مانديلا الذي قاد حركة القضاء علي التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، ومارتن لوثر كينج الذي استطاع من خلال حركة الحقوق المدنية التي تزعمها في الولايات المتحدة القضاء علي التفرقة ضد السود.
وأوضح رئيس الجامعة أن الدكتور البرادعي ينتمي إلي هؤلاء نتيجة إسهاماته علي مدي عقدين من الزمان في المطالبة بإنشاء نظام أمن عالمي جديد خال من الاعتماد علي السلاح النووي وقائم علي المساواة والتوازن، وكذلك تركيزه علي الارتباط الوثيق بين عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين العالمين الأول والثالث حيث يعيش نصف سكان العالم بدخل أقل من دولارين ونصف الدولار في اليوم.
ويضيف رئيس الجامعة أن هذا كله يضاف إلي مواقفه الشجاعة أثناء توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل حرب العراق وغيرها من الأزمات الدولية.
http://www.dostor.org/politics/egypt...ember/22/29593