|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أما تذكُرني ؟! إهداء أخي الحبيب / ……………………. قرأتُ هذه الرسالة .. فحسبتُ أنها موجهة إليك ! ![]() أخي الحبيب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..طال العهد .. مرَّت الأيام .. طُويت صفحاتٌ من أعمارنا .. أما تذكرني ؟! عجيبٌ منك ألَّا تذكرني ، وقد كنا في يوم صديقَيْن لا يفارق أحدُنا الآخرَ إلا إذا فارق الظل صاحبه .. ولكنه طول العهد .. لعله هو الذي أنساك .. أما تذكرني ؟! أما تذكرني ؟! أنا صاحبك الذي لم تكن تتخيل أن يفارقك يومًا من الأيام .. ولا أخفيك قولًا .. أنا أيضًا لم أكن أتخيل أن شيئًا سيفرق بيننا .. ولا عجب ؛ فقد كنَّا وكأننا خلقنا من نفسٍ واحدة .. رغبات واحدة .. طريقة تفكير واحدة .. ثم فجأة .. نعم ، هذا ما حدث .. لعلَّك تذكر اليوم الذي قرَّرتُ فيه أن ألتزم وأترك طريق الهوى والشهوات .. وكانت تلك النهاية .. بل قل : البداية .. لا تعجب .. أعلم أنك ستذكِّرني بنظراتنا لهؤلاء الملتزمين المعقَّدين الذين لا يفعلون مثلنا لمجرد أنهم لا يقدرون ! .. نعم ، كانت هذه نظرتنا لهم .. وكم أسخر اليوم من نفسي ، ومن تلك النظرة ! أذكر يوم كنا ـ أنا وأنت ـ واقفَين بالجامعة مع بعض الفتيات ، ثم وجدنا أحد هؤلاء الملتزمين متوجهًا إلينا .. القصة المتكررة : يا أخي اتق الله .. أترضاه لأختك ؟ فلمَ ترضاه لأخوات الناس ؟ .. كلمات متكرِّرة لاقت قلوبًا كالحجارة أو أشد قسوة .. أتذكُر كيف كنا ننظر إليهم ، وكيف كنا نرد عليهم ؟ ألم تسأل نفسك يومًا : ثم لماذا يُشغِلون أنفسهم بنا وبمعاصينا ؟ ثم إذا رددناهم وجدنا ابتسامة هادئة وكأنَّ شيئًا لم يكن ! كنا نسأل أنفسنا تلك الأسئلة ، ولا نجد لها جوابًا .. لم نكن نعلم حينئذ أن هؤلاء الشباب بالرغم من شهواتهم ورغباتهم ـ التي في أصلها لا تختلف عن أي شاب ـ فقد سَمَت نفوسهم إلى ما هو أعلى من الدنيا .. كيف يستطيع شاب أن يمتنع عن لذة ومتعة من متع الدنيا إلا إذا كان في لذة ومتعة أعلى وأسمى ؟ أخي .. كلامي ليس شِعرًا .. كم كنت أعيش في عذاب وألم .. نعم ، كنا أمام الناس في أسعد حال .. نعيش دنيانا بطولِها وعرضِها كما يقولون .. ولكن أما توافقني أن تلك الحال كانت صورةً بلا حقيقة ، ومظهرًا بلا جوهر ؟ كم كنا نتألم .. نتقلب في فُرُشنا وكأننا نتقلب على الجمر .. نشعر بهمٍّ وضيق لا نعرف لهما سببًا .. كُنا أحيانًا نبحث عن حلٍّ في نزهة .. رحلة .. سيجارة .. فيلم .. أغنية .. ولكن الألم كان لا يزداد إلا مرارةً .. ما أشقى أهل المعاصي حينما يحسبهم أناسٌ أنهم في سعادة ، وهم إن أطلعوك على خبايا صدروهم عرفت أن من الشقاء والضنك ما لا يمكن وصفه بكلام البشر ! لم أكن أدري أن السبب في هذا الهم والشقاء هو البعد عن طريق الله .. أنت تعلم كيف كنتُ .. لقد قال ربك تبارك وتعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) .. فالعقوبة ليست في الآخرة فقط ، وإنما في الدنيا قبل الآخرة .. فأهل المعاصي يُحشرون يوم القيامة عُميًا ، ثم يُقذفون في النار ـ إلا من رحم ربي ـ .. وهُم في الدنيا قبل ذلك في ضنك من العيش (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) .. أخي .. كيف يكون حالك وأنت تعصي الله عز وجل ، والجدران التي حولك تسبح الله ، والأرض التي تحتك تسبح الله ، والسقف الذي فوقك يسبح الله ؟ .. بل أعضاؤك أيضًا تسبح الله ، بل تشهد عليك يوم القيامة ، قال تعالى : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .. ما ظنك بحالك إذا خالفت العالَم من حولك ؟ كيف تظن أنك ستستطيع الحياة بهذه الحال ؟ أخي الحبيب .. لقد ذقتُ .. نعم والله .. كم ينفطر قلبي شفقةً على أصحابي الذين كنتُ رفيقًا لهم أيام المعاصي .. ثم أنا الآن في نعيم ، وأراهم ما زالوا يتقلبون على جمر الهمِّ .. أخي .. لعل العجب قد زال .. ولْتعلم أن الفضل لله عز وجل وحده .. فالله عز وجل لا يُطاع إلا بفضله .. ووالله ما أنسبُ لنفسي فضلًا في هدايتي ، ولكنها منة من الله عز وجل .. الهداية من عند الله عز وجل .. ولكن الهداية رزقٌ ونعمةٌ ، ولا يصح أن نجلس وننتظرها دون أن نأخذ بالأسباب .. ألم نكن ـ أخي ـ نعيب على من يجلسون منتظرين الرزق دون أخذٍ بالأسباب .. كذلك حال الهداية .. اسعَ وخذ بالأسباب يُعِنْك الله .. قال عز وجل في الحديث القدسي : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ) ، أي : اطلبوا مني الهداية أرزقكم إياها .. وقال تعالى أيضًا في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .. اذكر الله يذكرك .. تقرب إليه يتقرب إليك .. واطلب الهداية منه يهدِك عز وجل .. أخي .. أخي الحبيب ..
أنتظرك !
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟ رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون! رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" ! رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين ! أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟! يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين ! |
العلامات المرجعية |
|
|