|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أخواتي الحبيبات... من منا ليس لها أحلام تطمح إلى تحقيقها؟ و نحن في مقتبل العمر، تكون احلامنا كبيييرة و طموووحة و المعوقات تكون أكبر... لكننا نتطلع إلى غد جديد مشرق لا تحد الصعوبات من عزائمنا مــــرام، فتاة في مثل عمركن، لديها أحلامها و طموحاتها الخاصة لديها نظرتها المميزة للحياة، و أفكارها المتعطشة للحرية و الانطلاق لديها ابتسامتها الحلوة و تفاؤلها معين لا ينضب... و لكن لديها أيضا دينها و عقيدتها لديها التزامها و عباداتها... أدعوكن إلى مشاركتها أحلامها عن طريق اليوميات التي سنقرؤها معا سنتعلم منها، من تجاربها، من أخطائها و نجاحاتها نؤيدها أو ننصحها... نقف معها أو نثنيها عن عزمها و نفضفض معا عن أحلامنا الخاصة أيضا... تعالين ندخل إلى عالم مرام... في انتظار ردودكن إن أعجبتكن الفكرة ...................
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
جميل اكرمكي الله ابداي ع بركه الله
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
شـكـرا لكـِ ام عمار لتشجيعكـ
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() هذه فتاة في كلية الطب
تعالوا لنرى قصتها لحلـــــــقة الأولـــــــــــى ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ اسمي مرام، في العشرين من عمري، طالبة في كلية الطب البشري... دخلت عالم الكلية مند سنتين، فتغيرت أشياء كثيرة في حياتي, هل كبرت؟؟ ربما! لكنني واثقة أن النضج الفكري ليس له علاقة جد وثيقة بالسن... ربما حصلت تحولات في حياتي و هو ما جعلني أحس بالاختلاف نعم، تغير المحيط تغير الأصدقاء و الأصحاب فقدت البعض و كونت صداقات جديدة... الحياة لا تتوقف و العمر يمضي... لكن ليس كل هدا مادعاني إلى كتابة مدكراتي! صحيح أن كل تفاصيل حياة مهمة و لها قيمتها الخاصة بالنسبة إلي فأنا أرى أن كل شخص مميز بالفطرة، لأن الله عز و جل خلقه مختلفا عن غيره من البشر لدا فكل فرد استثنائي بمجرد وجوده و اكتسابه لكينونة مستقلة و... يبدو أنني سأبحر في الفلسفة دعونا نعود إلى موضوعنا... اممم، ما الدي دعاني إلى كتابة مدكراتي؟ نعم... إنه إحساس مختلف بنفسي... إحساس بكوني قد ألعب أدوارا هامة في مستقبل بلدي و أمتي... ليس أن أكون محط الأنظار و حسب، لكن أن يكون لي تأثير في الناس من حولي أن أصنع تغييرا في حياة كل من يلتقي بي جميل أن تدرك قيمة نفسك، لكن الأجمل أن ينضاف إليه إحساس غيرك بقيمتك... هدا لا يعني أنه لم يحس أحد بقيمتي حتى اللحظة!! فأنا محبوبة من أهلي و إخوتي و رفيقاتي و أساتدتي و و و... لكن، ماهي إضافتي إلى كل هؤلاء؟؟ اليوم، اليوم فقط أحسست بأنني قادرة على الإضافة شعور يملأني سرورا و يملأ كياني حتى ما عاد يضاهيه شعور آخر إحساسي بأن الله يستخدمني لخير عباده و لا يستبدلني... هل جربت هدا الإحساس؟ جرب و لن تندم...
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ
كنت دائما أتطلع إلى أن أكون دات نفع للآخرين لكنها ظلت أفكارا نظرية أكثر منها تطبيقية إلى حد... إلى حد يوم من الأيام فنحن تقريبا طوال دراستنا نأخد من الجميع و لا نعطي شيئا! نأخد من آبائنا و أمهاتنا، وقتهم و جهدهم و مالهم و حنانهم و رعايتهم... نأخد من الأساتدة و المعلمين و المدربين طاقاتهم و معرفتهم... و صبرهم و سعة صدورهم كما نأخد من الطبيعة من حولنا ثرواتها الطبيعية، و نلقي بفضلاتنا فيها (ليس نوعا من العطاء المستحب ) و نقول في كل يوم : أريد أن أكون إيجابيا!! أما آن لهاته الشعارات التي نتغنى بها، كشباب مثقف، ليلا و نهارا دون أن نبدي حراكا، أن تتحول إلى واقع، إلى حقيقة ملموسة، فنعطي شيئا؟؟ و الحقيقة أنني لم أكن أختلف عن الجميع في التشدق بالشعارات البراقة، و إلقاء الكلمات الرنانة على أسماع زميلاتي، فينظرن إلى فصاحتي و أفكاري الإبداعية بإعجاب ثم أنظر إلى نفسي و أقول : كفاك نفاقا!! إلى أن جاء يوم... كان دلك مند حوالي أسبوعين، كنت جالسة في المكتبة العمومية، أطالع مجلدا ضخما من المصطلحات الطبية المعقدة، التي لم أتعود عليها بعد... حين تناهى إلى مسمعي أصوات تتحدث بصوت عال غير بعيد عني. رفعت رأسي في انفعال واضح : يا عالم ياناس، أريد أن أركز!! ألا تكفيني المعادلات المعقدة و التركيبات الغريبة التي أكتشفها كل يوم في جسمي، فتشعرني تارة بالغثيان و تارة بالفزع و أخرى بالدهشة و الحيرة أمام عظمة الخالق، ليأتي بعض المشوشين و يفسدوا علي محاولاتي المتكررة و غير المجدية للتركيز !!!! طبعا لم تنبس شفتاي بكلمة مما ورد سابقا، بل اكتفيت بالعض على شفتي و التمتمة في حنق : لا حول و لا قوة إلا بالله!! التقطت أدناي كلمات استرعت انتباهي، فما لبثت أن تركت ما بين يدي، و نسيت أصلا أي مصطلح كنت بصدد المراجعة، و رحت أتابع الحديث باهتمام... كانت الفتاتان تجلسان غير بعيد عني، مما جعل الحوار مسموعا تماما من حيث أجلس... كان الحزن الشديد باديا على إحداهما، و كان في صوتها غصة، تغالب دموعها بصعوبة فيخرج صوتها مبحوحا... ـ ... المرض في وضع متقدم، و الطبيب يقول أنه إن لم تجر العملية في أقرب وقت فحياتها ستكون مهددة!! ـ يا حبيبتي يا نهى، شفى الله أمك و عافاها! إن شاء الله بعد العملية ستكون بخير، لا داعي للقلق، و احمدي الله أنكم اكتشفتم المرض قبل فوات الأوان... ـ المشكلة ليست هنا يا حنان! المشكلة أن العملية بااااهظة الثمن جدا!! و لن يكون في مقدور أبي أن يوفر ثمنها بسهولة... و أنت تعلمين أن مصاريف الكلية ليست بالقليلة عليه، و مصاريف إخوتي الصغار أيضا... أبي مهموم جدا هاته الأيام، حاله النفسية أسوأ من وضع أمي الجسدي، إحساسه بالعجز يقهره! كما أنه لا يجد من يقرضه المبلغ... تنهدت الفتاتان في حرقة... و سرحت ببصري للحظات و قد استولت علي حالة من الدهول أين الإيجابية يا مرام؟؟ أين روح المبادرة؟؟ و وجدتني أقف فجأة وسط القاعة بحركة مفاجأة أوقعت الكرسي و جعلت كل العيون تتوجه نحوي في دهشة فنظرت حولي في خجل، ثم جمعت أدواتي على عجل و خرجت من القاعة لا ألوي على شيء... إنها فرصتك يا مرام... فرصتك ليستخدمك الله فلا تضييعيها...
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ
خرجت من قاعة المكتبة و قد اعتملت في دهني أفكار كثيرة... أولا : من واجبي كمسلمة مثقفة واعية ... أن أفعل شيئا لمساعدة الأخت نهى في مرض والدتها ثانيا : أنا لا أعرف نهى هده، و لا أعرف كيف يمكنني أن أساعدها!! ثالثا : أنا في حيرة من أمري و لا أدري من أين أبدأ، لكن يجب أن أفعل شيئااااااا رابعا : يجب أن أحل النقاط الثلاث الأولى قبل المرور إلى غيرها دخلت إلى غرفتي و أنا لم أكف طوال الطريق عن التفكير... مع أن مندوبا رسميا عن ضميري المهني، أقصد الدراسي، كان يحاول أن يفسد علي هدوئي و يحول نظري إلى المجلد المرمي على الفراش بين الفينة و الأخرى ليدكرني باختبار بيولوجيا الخلايا بعد يومين لكنني شخص يعرف أولوياته جيدا و أعلم أن المجلد لن يضيع إن انا تركته مهملا على فراشي بعض الوقت، في حين أن حياة والدة نهى في خطر محقق... وجدتها!! طرت إلى حاسوبي و تسمرت أمامه لبضع دقائق، و أصابعي تعالج الأزرار تارة، و تقرص على الفأرة تارة أخرى و عيناي مشدودتان إلى الشاشة أتابع نتاج عملي في رضا... دخلت أمي إلى الغرفة، فناديتها في حماس لتنظر إلى الشاشة كنت قد انتهيت من إعداد القصاصة الاعلامية... (( المسلم للمسلم رحمة... إخوتي، إحدى زميلاتنا بالكلية تمر بظروف قاهرة و في حاجة إلى تعاونكم لانقاد والدتها من الموت... ندعوكم إلى التبرع جميعا بمبالغ صغيرة من مصروفكم اليومي علنا نسد من حاجتها جزءا نثاب عليه في الدنيا و الآخرة...)) و في خلفية القصاصة لم أنس أن أضع صورة لأم تحضن ابنتها و الدموع على خديهما... تعبت كثيرا حتى عثرت على الصورة المناسبة على شبكة الأنترنت ابتسمت أمي وقالت : ـ من هي هاته الفتاة؟ ـ نهى... خمنت أمي قليلا في حيرة... ـ هل حدثتني عنها من قبل؟ ابتسمت و قلت : ـ ليس كثيرا، و لكننا سنصبح مقربتين أكثر في الفترة القادمة... لم يبد على أمي أنها فهمت الكثير، لكنني عاجلتها قبل أن تخرج من الغرفة ـ أظنني في حاجة إلى زيادة صغيرة (أقصد كبيرة نوعا ما ) في مصروفي لأقوم بطبع القصاصات و توزيعها على الزملاء في الجامعة، ثم للمشاركة بمبلغ صغير في الحملة!!
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ
التقيت صديقتي و أختي في الله راوية أمام باب الكلية... نظرت في فضول إلى حزمة الأوراق التي أحملها و سألتني مشيرة إليها ـ هل توزعين منشورات يامرام؟! هل جننت؟؟! ممنـــــــــــــــــوع في الكلية!! ـ اششش... ليس الأمر كما تظنين، أنا في مهمة! ـ مهمة؟؟ ـ و في حاجة إلى مساعدتك أيضا... سنقوم بوضع المنشورات في أدراج الطلبة، لا نريد أن يلحظنا أحد... ضحكت ساخرة و قالت ـ كيف تريدين أن لا يلاحظك أحد و أنت تحملين هاته الرزمة؟ انتبهت حينها إلى حقيقة الوضع، فأخفيت القصاصات في حقيبتي الدراسية، و مددت واحدة لراوية لتفهم الموضوع... ـ أفهم من القصاصة أنك تنوين جمع مبلغ من المال لمساعدة إحدى الطالبات لمعالجة والدتها... هززت رأسي موافقة و ابتسامة تعلو شفتي ـ لكنك في نفس الوقت لا تريدين ان يلاحظك أحد و خاصة صاحبة الموضوع... ـ نعم... ـ لكن إلى من سيقدم المتبرعون المبلغ!؟؟ فالقصاصة لا تنص إلى الطرف الدي يجمع المال!!!! صحيييييييح يا لدكاء حبيبتي راوية ـ لست أدري ما كنت سأفعل من دونك يا راوية! أنت أروع صديقة في الدنيا!! نمر إدن إلى النقطة الرابعة : رابعا : نحتاج طرفا موثوقا منه يلعب دور الوسيط لجمع المبلغ خامسا : يجب أن يكون معروفا في الكلية حتى يقصده الجميع بدون تردد سادسا : علينا استئدانه قبل توزيع المنشورات ليكون على علم بالعملية... ـ ما رأيك في الدكتورة منى؟ إنها محبوبة من الجميع، و مكتبها معروف حيث تستقبل الطلبة، و لا أظنها تمانع قبلت صديقتي الحبيبة راوية في امتنان و قلت : ـ هيا بنا نكلم الدكتورة منى!! كانت الدكتورة منى بالفعل في مستوى تطلعاتنا و تقبلت المهمة بترحاب كبير و كانت أول المساهمين بمبلغ محترم حتى انها تكفلت بتوزيع عدد من القصاصات على الأساتدة و الدكاترة لحثهم على المساهمة في الحملة... انتظرنا بداية الحصة، حيث دخل الطلبة إلى قاعات المحاضرات، و لم يبق أحد في الساحة، فانطلقت رفقة راوية بسرررررعة إلى مكان الأدراج، و رحنا نرمي بالقصاصات داخل الأدراج بسرعة البرق... فعلينا أيضا أن نلحق المحاضرة الحمد لله، انتهينا، فلننتظر النتيجة الآن...
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ
جلست في قاعة المحاضرة و انا مشغولة البال... يا الله... كم سيكون عدد المتبرعين يا ترى؟ كم سيكون المبلغ؟ يا لحظك يا مرام... كلما تبرع واحد كانت لك حسنات إضافية دون أن ينقص من حسناته شيء!! ((الدال على الخير كفاعله)) و أنت دللت على الخير و شجعت عليه... ما أحلى الاحساس بالإيجابية... ما أحلى إحساس الفرد بانتمائه إلى المجموعة ما أحلى الأخوة في الإسلام، حيث لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه... و وجدتني أعانق راوية في سعادة ناسية أننا في قاعة المحاضرة ـ مرام!! هل جننت؟؟ الناس ينظرون إلينا! أنت مثيرة للشبهات... مادا دهاك؟؟ ـ أحبك في الله يا راوية!! نظرت إلي كمن ينظر إلى مجنون يخشى ردة فعله العصبية ـ أحبك الله الدي أحببتني فيه، لكن ما لزوم العناق في قاعة المحاضرة؟؟ ـ التعبير عن الحب ليس مرتبطا بمكان و لا زمان هزت كتفيها في يأس ـ لا حول و لا قوة و لا بالله... أرجو أن تشفي بسرعة من مرض الحب المفاجئ لأنني لا أريد أن أتعرض إلى المزيد من المواقف المحرجة بسببك وقفنا في وسط الساحة نراقب جموع الطلبة بعد أن عثر كل منهم في درجه على القصاصة الإعلامية، و قد تجمع بعضهم في حلقات يتناقشون المسألة... اقتربت منا سهير، طالبة في الصف الرابع و هتفت ـ هل قرأتما القصاصات؟ جميل... الآن ستدهبان أمامي إلى مكتب الدكتورة منى... هيا، هيا بلا تأخير!! الجميع يجب أن يشارك... إنها حالة إنسانية... ثم انطلقت إلى المجموعات الأخرى المتفرقة في الساحة تحثهم على التبرع، و بالفعل كان عدد منهم يتوجه إلى المبنى المقابل حيث مكتب الدكتورة منى... نظرت إليها و على شفتي ابتسامة سعيدة... إنها تنال نصيبها من الحسنات هي الأخرى، الحمد لله أنها لا تنقص من حسناتي شيئا و لا من حسنات المتبرعين... ـ كم أحبك في الله يا سهير... نظرت إلي راوية مبهوتة و تنهدت ـ يا إلهي، ها قد عادت إليها حمى الحب!! تم جمع المبلغ، و قد ساهم الكثيرووون و خلال أيام قليلة تمكنت أم نهى من إجراء العملية... لم أكن إلى جانب نهى حين تسلمت المبلغ من الدكتورة منى و هي في غاية التأثر و الحيرة، لكنني أتخيل دموعها التي كانت تسيل على خديها بغزارة في عدم تصديق... فتسيل دموعي في فرح حقيقي أنا و بكل فخر صنعت الحدث بتوفيق من الله تعالى و الله إنه شعور لا يعادله شعور أن يستخدمك الله لتيسير شؤون عباده اللهم استخدمني و لا تستبدلني و وفقني إلى ما تحبه و ترضاه... اليوم كنت في زيارة والدة نهى رفقة بعض الأخوات... جميعنا لم تربطنا بها صداقة سابقة... لكنها الأخوة في الله فالحمد لله على نعمة الإسلام... إنها الخطوة الأولى... لقد أيقنت بأنني قادرة على أن اكون فاعلة و إيجابية في محيطي، و لا تزال أمامي خطوات كثيرة لتحقيق الحلم... تمت الحلقة الأولى بحمد الله
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]()
والحلقة القادمة سأعرضها عن قريب إن شاء الله
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]()
جزاكي الله خير لكن واحده واحده علينا القراءه بتاخد وقت كبيييير فياريت جزء جزء الله يكرمك ههههههههه
لكن قصه فعلا راائعه اسال الله عز وجل ان يستعملنا لخدمه دينه ولا يستبدلنا |
#11
|
||||
|
||||
![]()
الحلــــــــقة الثــــــــانية
ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ مثل كل فتاة مسلمة أحلم ببناء بيت مسلم متين البنيان أحلم بالزوج الصالح، و الذرية الصالحة و الوئام و الانسجام... أحلم برجل يملأ حياتي بهجة، أكون له أمة مطيعة فيكون لي عبدا ملبيا... يعينني على طاعة الله و يأخذ بيدي إلى الفردوس الأعلى... يااااه، أيقظوني، فإنني قد أغرق في مثل هذه الأحلام، أحلام اليقظة!! كانت هذه الأحلام تراودني، و لازلت، مذ وعيت أهدافي في الحياة و حصرت محاورها. و كان يوم... أحسست فيه أن أحلامي قاب قوسين أو أدنى مني... كان ذلك منذ بضعة شهور، كنت في قاعة المكتبة (غريب أمري، كأن كل مذكراتي تبدأ في قاعة المكتبة!! أرأيتن كم أن العلم يفتح الأبواب، واظبن على الذهاب إلى المكتبة العمومية و ستتغير حياتكن إن شاء الله، مثلما تغيرت حياتي...) كان في الكلية عدد من الطلبة الأجانب، بعضهم فلسطينيون و لبنانيون مسيحيون. بل أن بعضهم يحاول التبشير في الكلية و دعوة الشباب المسلم إلى المسيحية المحرفة. و المصيبة هي أن بعض الشباب المتذبذب يستجيب إلى الدعوة فيغير دينه، لأنه أصلا لم يكن يطبق الدين الإسلامي على أسس صحيحة... و لا حول و لا قوة إلا بالله... المهم كنت يومها في المكتبة، و كالعادة كانت هنالك أصوات تتعالى بحوار بدا ساخنا... رفعت رأسي في سخط، ألا يحلو لهم الكلام إلا في المكتبة؟؟ هناك ساحات مخصصة لذلك، كما أنهم يختارون الطاولة المجاورة لطاولتي... لا بأس يا مرام، صبرا جميلا، و الله المستعان على ما تصفون... كم أحب دعاء سيدنا يعقوب. لا سبيل إلى التركيز على الجهاز العصبي، أعصابي أصلا لم تعد تستحمل, فلأنظر فيما يتحدثون و هل يستحق الموضوع كل هاته الضوضاء... انتبهت إلى أن أحد الشباب يتكلم بلهجة لبنانية واضحة... ثم سمعته يهتف بكلمات مثل اليسوع و التضحيات الجسيمة و... لم أعد أحتمل! وقفت من مكاني إلى حيث تجلس المجموعة، حيث توسط المبشر مجموعة من الشباب و الفتيات يشرح لهم نظريات دينه المحرفة!! لم أستطع تمالك نفسي، فاقتربت لأدخل في النقاش : ـ يبدو أن الحوار شيق هنا... دعونا نستفيد!! تطلع إلي الشاب في دهشة و قد استفزه منظر حجابي الذي يغطي صدري و كتفي : ـ أهلا بك يا أختي، إن كنت مهتمة باليسوع، تفضلي و شاركينا!! ـ بالطبع مهتمة، و إلا لما كنت تركت مراجعتي و انضممت إليكم! أحست المجموعة الجالسة حوله بأن حربا على وشك أن تشب بين الإسلام و المسيحية في ساحة الوغى، أقصد المكتبة... فأخذ المجتمعون يتسللون رويدا رويدا من الحلقة ليتركوني قبالة الشاب و كلانا يتطلع إلى الآخر في هدوء مستفز... طيب قمت بمهمتي و فرقت الناس من حوله، الآن يجب أن أنسحب لأنه ليس من اللائق أن أجلس إليه وحدنا، ثم ماذا سيقال عني أنا المسلمة الملتزمة إن رآني أحدهم أحادثه؟ أنه نجح في تنصيري؟؟ ـ أظن أنه علي أن أذهب الآن... رمقني بنظرة فاحصة : ـ ظننتك متحمسة للحوار، ثم إن لدينا متسعا من الوقت للحديث بهدوء و ترو بما أن المجموعة انسحبت... أم أنك لا تثقين في متانة حججك، فتفضلين الانسحاب! إنه يحاول إغاظتي!! اشتعل وجهي، و تصاعدت الدماء إلى رأسي و هممت بأن... و لكن...
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|