اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > ركن الغـذاء والـدواء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2011, 05:09 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
Thumbs up الاعجاز فى خلق الأرض

أقدم لحضراتكم الاعجاز فى خلق الارض وهو منقول للفائدة
التكبير على كوكب الأرض في كل دقيقة

الأذان 24ساعة لا ينقطع





لقد توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة لمعادلة حسابية عبقرية تؤكد إعجاز الخالق عز و جل في إعلاء نداء الحق " صوت الأذان " طوال 24 ساعة يومياً وقال الباحث في دراسته : أن الأذان الذي هو دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبداً على مدار الساعة , فما أن ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!!

وشرح الباحث " عبد الحميد الفاضل " فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم إلى 360 خطاً تحدد الزمن في كل منطقة منها , يفصل كل خط عن الخط الذي يليه أربع دقائق بالضبط , والأصل في الأذان أن ينطلق في موعده المحدد , ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن .

ولتقريب الصورة أكثر فإذا افترضنا أن الأذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط الطول واحد , واستمر أربع دقائق , وانتهت الأربع دقائق فإنه سينطلق في المنطقة الواقعة عند الخط اثنين , وعندما ينتهي سينطلق في الخط الثالث ثم الرابع وهكذا لا ينقطع الأذان طوال اليوم الكامل من حياة أرضنا , ويمكن التأكد بعملية حسابية صغيرة:

4×360( خط طول ) = 1440 دقيقة

1440 / 60( دقيقة ) = 24 ساعة

المصدر : بحث للباحث عبد الحميد الفاضل
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-02-2011, 05:12 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

خلاصة الكلام الارض ثابتة و لا تدور

مجرَّدُ وهمٍ أم إنه حقيقةٌ علمية؟.. الأرض ثابتة ولاتدور حول نفسها ولا حول الشمس!!
المصدر : بلدنا - حسن العقلة 15/07/2009








من خلال 19 برهاناً علمياً من قوانين الطيران والفيزياء والميكانيك، بالإضافة إلى 11 آية قرآنية، يثبت الكابتن نادر جنيد (كابتن على الطائرات الأمريكية) أنَّ الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس بمدار إهليليجي، ويؤكِّد أنَّ الليل والنهار يتشكَّلان نتيجة دوران الشمس حول الأرض، وتتشكَّل الفصول الأربعة نتيجة حركة الشمس اللولبية بين مدار السرطان ومدار الجدي أثناء دوران الشمس حول الأرض، ليدحض النظرية الحالية التي يسير عليها العالم وتُبنى على أساسها العلوم،

والتي تُدرَّس في كل جامعات العالم، بالإضافة إلى الأبحاث الفضائية القائمة، وكذلك النظرية التي جاء بها العالِم (كوبر نيكوس) والتي تقول: «إنَّ الشمس ثابتة، وإنَّ الأرض تدور حول نفسها 360 درجة خلال 33 ساعة و56 دقيقة و4 ثوانٍ، وتنتقل الأرض حول الشمس كل يوم 2450000 كيلو متر خلال 3 دقائق و56 ثانية، لتكتمل ساعات اليوم (24 ساعة) ولتكتمل الدائرة الإهليليجية 360 درجة خلال 365 يوماً وربع، وبهاتين الدورتين يتشكَّل الليل والنهار، وتتشكَّل الفصول الأربعة.. وإنَّ القمر يدور مرة حول الأرض ومرة حول نفسه كلّ 28 يوماً، بحيث يبعد القمر عن الشمس 12 درجة يومياً».. واستدلَّ على انتقال الأرض حول الشمس بتغيير أبراج التنجيم، ثم طبع كتاباً حول النظرية من دون أن يحمل اسمه خشية بطش الكنيسة، لأنه خالف ما درجت عليه.. ليأتي بعده العالم الإيطالي (غاليلو)، مؤكِّداً صحة نظرية «كوبر نيكوس» ثم تراجع عن نظريته لينجو من حكم الإعدام.. ثم جاء العالم (كبلر) ووضع قوانين تعرف بقوانين كبلر في حركة الأجسام في الحقول المركزية وأصبحت من المُسلَّمات العلمية..
واليوم، يثبت الكابتن جنيد، أنَّ كلَّ ذلك عارٍ عن الصحة، من خلال بحثه في حساب زوايا الفجر وإثبات بداية الشهر الهجري من خلال الملاحة الجوية، كما أنه يثبت صحة ما يقوله بـ 19 برهاناً علمياً و11 آية قرآنية.

¶ 19 برهاناً علمياً

البرهان الأول: «إذا كانت جاذبية الشمس أقوى من جاذبية القمر، لظهرت تأثيرات جاذبية الشمس على الأرض، مثل المد والجزر؛ حيث إننا نلاحظ حدوث المد والجزر عندما يكون القمر عمودياً على الأرض, وليست الشمس».

البرهان الثاني: «فسَّر علماء الفلك حركة الأرض والقمر حسب نظرية كوبر نيكوس بطريقة حسابية خيالية وغريبة جداً؛ حيث جعلوا الشمس ثابتة، وللمحافظة على مدة طول اليوم 24 ساعة, قسَّموا مدة اليوم إلى قسمين: القسم الأول تدور فيه الأرض حول نفسها 360 درجة خلال 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوانٍ. والقسم الثاني، تنتقل الأرض فيه حول الشمس مسافة 2450000 كيلومتر خلال 3 دقائق و56 ثانية، ولو لم يجعل علماء الفلك هذا الرقم الخيالي (بأنَّ الأرض تنتقل حول الشمس وتدور الأرض أيضاً حول نفسها 0.98 من الدرجة) لكان عدد أيام السنة الميلادية 366.25 يوم».

البرهان الثالث: «إذا كانت الأرض تدور حول نفسها، فإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية- حسب قوانين الملاحة الجوية- كذبت على العالم بأنها هبطت على سطح القمر، وأنَّ الصور التي أرسلتها هي مِن صنع مدينة هوليوود السينمائية.. أما إذا كانت الأرض ثابتة، فإنَّ أمريكا قد هبطت فعلاً على سطح القمر».

البرهان الرابع: «إذا كانت الأرض تنتقل حول الشمس والقمر يدور حول الأرض، ونتيجة دوران القمر حول الأرض، يتغيَّر موقع القمر بالنسبة إلى الأرض، ومن الثابت أنَّ القمر والأقمار الصناعية لا تحتوي على قوة ذاتية تستطيع أن تزيد أو تنقص من سرعتها».

البرهان الخامس: «حسب نظرية كوبر نيكوس، فإنَّ الغلاف الجوي يُعدُّ قطعة من الأرض, وبالتالي، فإنَّ الغلاف الجوي والأرض يدوران مع بعضهما حول مركز الأرض وحول الشمس، حيث إنَّ أقصى سرعة لمركبة الفضاء 27,000 كيلومتر في الساعة، ومعدل سرعة دوران الأرض حول الشمس 100 ألف كيلومتر في الساعة, لذلك ستجد مركبة الفضاء صعوبة كبيرة عند العودة إلى الأرض، مع العلم بأنَّ مركبات الفضاء تخرج وتعود إلى الأرض عبر الغلاف الجوي بسهولة، بدليل أنَّ الرحلة إلى القمر استغرقت ستة أيام».

البرهان السادس: «للقمر ثلاث دورات؛ فالدورة الأولى تكون حول نفسه، والدورة الثانية تكون حول الأرض, والدورة الثالثة هي الدورة الظاهرية، أو منازل القمر، ولو أنَّ الشمس ثابتة والقمر يدور حول الأرض, فحسب قوانين المرايا وانعكاس الضوء، يجب أن تظهر جميع منازل القمر من الهلال إلى البدر ثم المحاق يومياً، وليس مرة واحدة في الشهر».

البرهان السابع: «لو أنَّ الأرض تدور حول نفسها بسرعة زاوية 15 درجة في الساعة, والقمر يدور حول الأرض بسرعة 14.5 درجة في الساعة, فيكون فرق السرعة هو الزاوية بين الأرض والقمر (0.5 درجة في الساعة)، وبالتالي سيكون فرق الزاوية بين القمر والأرض 6 درجات فقط، خلال 12 ساعة, وليس 180 درجة كما في الواقع».

البرهان الثامن: «يوجد في كلِّ ثانية أربعة مواقع للشمس بالنسبة إلى الأرض وهي: شروق الشمس وغروب الشمس وشمس منتصف النهار وشمس منتصف الليل، حيث تمَّ تحميل أوقات شمس منتصف النهار على أوراق ميليمترية بين مدار السرطان ومدار الجدي، وتبيَّن خلال سنة ميلادية أنَّ حركة الشمس بين مدار السرطان ومدار الجدي بالنسبة إلى وقت زوال الشمس، قد رسمت رقم 8 بالإنكليزية.. فلو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بشكل إهليليجي لحدوث الفصول الأربعة، فحسب القوانين الميكانيكية، يجب أن ترسم الشمس على الأرض خلال سنة ميلادية شكلا إهليليجياً».

البرهان التاسع: «إنَّ الأقمار الصناعية التلفزيونية ثابتة البعد عن الأرض، ولو تحرَّك القمر الصناعي من مكانه بمقدار متر واحد، فإنَّ الجاذبية الأرضية غير قادرة على إعادته إلى مكانه، فكيف إذا كانت الأرض تتحرَّك حول الشمس بسرعة100 ألف كيلومتر في الساعة».

البرهان العاشر: «يوجد في السيارات التي تنقل المياه حواجز في خزاناتها كمخمّدات لحركة المياه، للمحافظة على مركز توازنها، لذلك لو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بمدار إهليليجي فسوف تحدث حركة مياه عنيفة، وستكون أعنف من تسو نامي».

البرهان الحادي عشر: «الطائرات عندما تكون على الأرض تُعدُّ قطعة من الأرض، وعند طيرانها في الغلاف الجوي تقوم بإزاحة الهواء من أمامها، ولو تحرَّكت الأرض مثل الطائرة في الغلاف الجوي، لأزاحت الهواء من أمامها، وتجاوزت الغلاف الجوي في ثلاث ثوانٍ ونصف».

البرهان الثاني عشر: «الغلاف الجوي المحيط بالأرض جسم غازي ولا نستطيع الإمساك به، إلا إذا تمَّ حصره. ولو كان الغلاف الجوي ينتقل مع الأرض، لكانت سماكة الغلاف الجوي أمام حركة الأرض حول الشمس أقل من سماكته خلف الأرض, وفي الواقع، فإنَّ سماكة الغلاف الجوي متساوية ومتجانسة» .

البرهان الثالث عشر: «عندما تتجاوز الطائرة سرعة 1200 كيلومتر في الساعة, فإنَّ الطائرة تكون قد اخترقت جدار الصوت، وسُمِعَ صوت انفجار قوي، ولو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100000 كيلو متر في الساعة، لسمعت أصواتاً قوية عند اختراق الأرض جدار الصوت».

البرهان الرابع عشر: «لو كانت الجاذبية الأرضية قادرة على إمساك وتثبيت الغلاف الجوي أثناء دورانها حول نفسها أو دورانها حول الشمس، لمنعت حدوث الرياح، خاصة رياح الأعاصير من الدرجة الخامسة التي تصل سرعتها إلى 250 كيلو متراً في الساعة».

البرهان الخامس عشر: «لو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100 ألف كيلو متر في الساعة، لارتفعت درجة حرارة الأرض وتبخَّر الماء واحترقت الأرض، كما يحدث مع الأجرام السماوية إذا دخلت الغلاف الجوي للأرض».

البرهان السادس عشر: «لو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100 ألف كيلو متر في الساعة، لتمَّت مشاهدة مذنب للأرض من قِبل رجال الفضاء الذين طاروا خارج الغلاف الجوي؛ ولصوَّرت الأقمار الصناعية التي طارت لمسافات بعيدة حركة انتقال الأرض حول الشمس».

البرهان السابع عشر: «لو كانت الأرض تدور حول نفسها بسرعة 1667 كم/ساعة عند خط الاستواء وكان وزنك80 كيلوغراماً، فسوف يزداد وزنك فوق القطب بسبب تناقص سرعة دوران الأرض وتناقص القوة النابذة، وفي الواقع، إنَّ وزنك يتغيَّر بين القطب وخط الاستواء بمقدار غرامات فقط».

البرهان الثامن عشر: «من خلال الطيران في الأجواء العالية, كلما ارتفعنا عن الأرض تزداد سرعة الرياح ويصبح اتجاهها غرباً، ولهذا السبب تزيد مدة الطيران باتجاه الغرب وتنقص مدة الطيران باتجاه الشرق. ولو أنَّ الأرض تدور حول نفسها، لكانت مدة الطيران من دمشق إلى لوس انجلوس أقل من لوس انجلوس إلى دمشق، بسبب تعاكس الحركتين».




البرهان التاسع عشر: «إذا كانت الأرض تدور حول نفسها باتجاه عكس عقارب الساعة, فيجب أن تكون سرعة واتجاه دوران الأقمار التلفزيونية عكس عقارب الساعة.. وفي الواقع، يتمُّ القمر الصناعي باتجاه عقارب الساعة بسرعة تقريبية مساوية لسرعة المدار الذي يدور عكس عقارب الساعة، ومن ثم يحرّر القمر الصناعي من الصاروخ، وتعمل محركات صغيرة لتجعل محصلة سرعة دوران الفلك ودوران القمر صفراً»...

الكابتن الطيار نادر جنيد:
¶ مواليد: سورية– حمص عام 1953.
¶ عام 1972 حصل على الشهادة الثانوية.
عام 1973 تطوَّع في الكلية الجوية.
¶ عام 1975 تخرَّج برتبة ملازم طيار، حصل على إجازة في علوم الطيران.
¶ 1976 نُقِل من الجيش السوري إلى مؤسسة الطيران كطيار مدني بمرسوم جمهوري.
¶ 1984 حصل على شهادة مرحل جوي من أمريكا.
¶ 1986 حصل على شهادة كابتن طيار على الطائرات الأمريكية من منظمة الطيران الأمريكي.

11 آية قرآنية
أما الآيات القرآنية التي استدلَّ بها الكابتن جنيد على صحة ما جاء، فهي:
الآية الأولى: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس 39).

الآية الثانية: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يُسْبَحُونَ) (الأنبياء33).

الآية الثالثة: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَّجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى يُّدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد 2).

الآية الثالثة: (أَلَمْ تَرَّ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ ِبمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان 29).

الآية الثالثة: (يُوْلِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الملْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر13).

الآية الرابعة: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمَّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ) (الزمر 5).
وحسب قواعد اللغة العربية، فإنَّ كلمة (كل) في قوله تعالى: (وكل في فلك يسبحون) تعود على الليل والنهار والشمس والقمر فقط, وليس على الأرض.

الآية الخامسة: لا بل ذكر الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم أنَّ في الأرض رواسيَ لمنع تحرُّك الأرض، وهي المغنطيسية الأرضية، وليست الجبال، فقال الله عزَّ وجلَّ: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (النحل 15).

الآية السادسة: (وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِي أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنَا فِيها فِجَاجاً سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (الأنبياء 31)..

الآية السابعة: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا منْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) ( لقمان 60).

الآية الثامنة: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ* وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ ِبمَا تَفْعَلُونَ) (النمل 87- 88 ).

الآية التاسعة: لقد فسَّر معظم علماء المسلمين في الآية (وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) بشكل خاطئ؛ بأنَّ الأرض تدور حول نفسها، حيث إنهم لم ينتبهوا إلى الآية التي قبلها، والتي تشير إلى أنَّ حركة مرور الجبال ستحدث يوم القيامة وليس الآن.
لإيجاد وقت أذان الفجر.

ويقول الكابتن جنيد، إنَّ الفكرة ظهرت نتيجة بحثه لإيجاد وقت آذان الفجر لبدء الصيام أثناء الطيران فوق البحر.

لكن، ماذا سينفي اكتشاف عدم دوران الأرض حول نفسها؟ يقول جنيد: «لا شيء، إنَّ نقد نظرية كوبر نيكوس بعدم دوران الأرض، لإظهار خطأ علماء الفلك في حساب مواقيت صلاة الفجر, حيث تتمُّ صلاة الفجر قبل دخول الفجر بين نصف ساعة والساعتين في العالم.. نسأل الله القبول».
وماذا سيقدِّم للبشرية من جديد؟ أجاب جنيد: «لا شيء جديداً، ولكن أقول بصراحة، إنَّ فضل نظرية كوبر نيكوس الخاطئة وقوانين كبلر على البشرية كبير جداً، لأنَّ معظم العلوم الحديثة اعتمدت على دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، ولكن في الواقع، إنَّ الأرض ثابتة وجامدة في مكانها لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس».
وعن سرِّ اختيار الرقم 19 للبراهين قال جنيد: «أبداً، فعندما بدأت البحث في إيجاد البراهين كانت ثمانية، وبعد كلِّ مناقشة في الجامعات كانت البراهين تزداد وتنقص، فكنتُ ألغي البراهين التي تأخذ الاحتمالين، لأنها تكون صحيحة بنسبة 50 % وخاطئة بنسبة 50 %، والآن بعد أن أنتجت أربعة أفلام وطبعت كتاباً تحت عنوان «علوم الطيران في القرآن» فقد وجدت البرهان رقم 20، وهو: إذا كان المرحلون الجويون الروس الذين قرَّروا تدمير محطة مير الفضائية في المحيط الهادي قد ادخلوا في حساباتهم دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، فإنَّ نظريتي خاطئة والأرض تدور، وإذا لم يدخلوها في حساباتهم، فإنَّ نظريتي صحيحة، والأرض ثابتة في مكانها لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس».

لكن لماذا لم يتم تبنِّي الفكرة حتى الآن؟ قال جنيد: «بسبب عدم معرفة علماء الفلك بعلم الملاحة الجوية، وحتى أكون أكثر إقناعاً، خاصة مع رجال الدين، فقد وجدت 11 آية قرآنية، و19 برهاناً علمياً، تثبت أنَّ الأرض ثابتة».




=====================


نقلاً عن منتدى الموسوعة الجغرافية
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-02-2011, 05:14 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

كروية الأرض

كروية الأرض




قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) سورة الأعراف (53) .

لقد تحدث القرآن الكريم عن كروية الأرض في زمان ساد فيه الجهل والخرافة ففي الآيات يذكر الله سبحانه وتعالى أنه النهار يطلب الليل حثيثاً، ويطلبه حثيثاً تعني يلاحقه سريعاً، دون توقف .

لنتصور هذا ....النهار كائن من ضياء منبعث من الشمس يملأ الفضاء والجو في كل الجهات والليل كائن آخر لا ضوء فيه إلا بصيص الشهب يلاحق النهار بسرعة والنهار يلاحقه . هذا يجري وذاك يطلبه دون توقف .

لكن إلى أين ؟ و كيف .؟

هل يجريان في طريق مستقيمة طرفها اللانهاية ؟

لوكان ذلك لما مر على الأرض إلا نهار واحد لحقه ليل و ينتهي الأمر .

لكننا نراهما متعاقبين ، فالنهار يطلع كل يوم من نفس الجهة التي طلع منها في اليوم السابق و تسير شمسه لتغيب في نفس الجهة التي غربت فيها بالأمس .

و هكذا العتمة من الشرق و تغور في الغرب . ثم يتكرر المشهد و يتكرر إلى ما شاء الله .

لنتصور الحركة في قوله تعالى ( يطلبه حثيثاً ) من خلال هذا الواقع فنرى أن الطريق دائرية لا لبس فيها.

لندرك هذا بسهولة يجب علينا أن نتفهم جيداً الأسلوب التصويري في القرآن .

حينئذ، سيظهر لنا بوضوح ، من خلال الآية ن صورة طريق دائرية حول الأرض ، يجري عليها الليل و النهار ، ذاك يغشى هذا و هذا يغشى ذاك .

قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5) .

الآية واضحة كل الوضوح . يكور الليل على النهار فيخفيه و يكور الليل .

ويكور النهار على الليل فيخفيه و يكور النهار .

وبين تكورهما على بعضهما نرى جرماً كروياً يتدحرج بينهما فيجمعهما يكوران على بعضهما . هذا الجرم هو الأرض .

لنتصور أننا في منطقة النهار . وبعد ساعات سيغشى الليل هذه المنطقة ، لكنه لا يغشاها بشكل عادي بل يكور تكويراً، أي ينحني بشكل كروي ، ومن البديهي أن المنطقة يجب أن تكون كروية ليمكن فهم الكلام .

كانت الإنسانية تجهل هذا إلا بعض الخرافات التي كانت سائدة . فكيف عرفه محمد صلى الله عليه و سلم و أقره ؟!.

و قال جل و علا :

" و هو الذي مدَّ الأرض و جعل فيها رواسي ...". الرعد (3)

" و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي .." سورة الحجر (19).

كيف تكون الأرض ممدودة ؟ و ما معنى ذلك ؟ .

" معنى ذلك أننا مهدنا السير فيها فستبقى ممدودة أمامنا ، لن تنتهي فيها إلى حاجز يحول دون ما وراءه ، أو هوة أبدية نقف عندها عاجزين .

فلنسر في أي اتجاه نريد، و لتسر الليالي والشهور و السنين و العمر كله ، وسنبقى نسير وستبقى ممدودة ، ولا يوجد شكل من الأشكال الهندسية تتحقق فيه هذه الحالة إلا الشكل الكروي ، فيحثما سرت عليه يبقى ممدداً أمامك، و أي شكل آخر لا يمكن أن يحقق معنى هذه الآية ".

و لقد أشار كثير من المفسرين و الفقهاء المسلمين إلى كروية الأرض مم فهموه من كتاب الله عز و جل من ذلك :

وقد أشار أئمة الإسلام منذ القديم إلى هذه الحقيقة فقد أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلى كروية الأرض.

وأشار كذلك الإمام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب إلى كروية الأرض فقال :

"إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ".

وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال : "اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل و ليست تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز و هو الذي يسمى محيط الأثقال ".

ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونيك 9" بأجهزته المتطورة على سطح القمر ،و أرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض .

فكيف عرف محمد صلى الله عليه و سلم ذلك ؟!

إنه الوحي الإلهي، الذي يدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، وهو بكل شيءٍ عليم.

بقلم فراس نور الحق

المراجع :

الإسلام و الحقائق العلمية تأليف : محمود القاسم

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أ. د حسن أبو العينين .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-02-2011, 05:16 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الأرض ذات الصدع
قال تعالى : (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) (الطارق:12) .

فهذا قسم عظيم لحقيقة كونية مبهرة لم يدركها العلماء إلا في النصف الأخير من القرن العشرين فالأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً و عرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و 150 كيلومتر طولاً و عرضاً و من الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد ، يشبهه العلماء باللحام على كرة التنس و القرآن الكريم يقول ( و الأرض ذات الصدع )

و هذا الصدع لازمة من لوازم جعل الأرض صالحة للعمران فهو شق في الغلاف الصخري للأرض ، و لكنه ليس شقاً عادياً و إنما تتم عبره حركة إما رأسية أو أفقية لجزء من الغلاف الصخري للأرض كما أن الأرض فيها كم من العناصر المشعة التي تتحلل تلقائياً بمعدلات ثابتة هذا التحلل يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من الحرارة ، و لو لم تجد هذه الحرارة متنفساً لها لفجرت الأرض كقنبلة ذرية هائلة من اللحظة الأولى لتيبس قشرتها الخارجية ، و انطلاقا من ذلك يقسم الله تعالى بهذه الحقيقة الكونية المبهرة التي لم يستطع العلماء أن يدركوا أبعادها إلا بعد الحرب العالمية الثانية و استمرت دراستهم لها لأكثر من عشرين سنة متصلة ( 1945 ـ 1965 ) حتى استطاعوا أن يرسموا هذا الصدوع بالكامل .

المصدر: من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-02-2011, 05:17 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

إنقاص الأرض من أطرافها
إنقاص الأرض من أطرافها




قال الله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41}) (سورة الرعد).

جاءت هذه الآية الكريمة في خواتيم سورة الرعد‏,‏ وهي السورة الوحيدة من سور القرآن التي تحمل اسم ظاهرة من الظواهر الجوية‏,‏ وسورة الرعد توصف بأنها سورة مدنية‏.‏ وإن كان الخطاب فيها خطابا مكيا‏, ‏ يدور حول أسس العقيدة الإسلامية ومن أولها قضية الإيمان بالوحي المنزل من رب العالمين إلى خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين‏), ‏والإيمان بالحق الذي أشتمل عليه هذا الوحي الرباني‏, ‏ ومن ركائزه الإيمان بالله‏, ‏ وبوحدانيته المطلقة فوق كافة خلقه‏, ‏ والإيمان بملائكته‏, ‏ وكتبه‏, ‏ ورسله‏, ‏ وباليوم الآخر‏, ‏ وما يستتبعه من بعث ونشور‏, ‏ وعرض أكبر أمام الله‏, ‏ وحساب وجزاء‏, ‏وما يستوجبه هذا الإيمان من خشية لله وتقواه‏, ‏ وحرص علي طلب رضاه بالعمل الصالح لأن ذلك كله نابع من الإيمان بالوحي‏, ‏وبأن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ هو منزل القرآن الداعي إلى عبادة الله بما أمر‏(‏ سبحانه وتعالى‏), ‏ وبالقيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بحسن عمارتها‏, ‏ وإقامة عدل الله فيها‏.‏

وتعجب الآيات من منكري البعث والحساب والجزاء‏, ‏ الدين كفروا بربهم‏, ‏ وكذبوا رسله‏, ‏ وجحدوا آياته‏, ‏ وتعرض لشيء من عذابهم في الآخرة‏, ‏ وخلودهم في النار‏.‏

وتستشهد السورة في مواضع كثيرة منها بالعديد من الآيات والظواهر الكونية الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق والإفناء‏, ‏ وفي الأمانة والإحياء‏, ‏ وفي النفع والضر‏, ‏ والشاهدة علي أن كل ما جاء به القرآن الكريم حق مطلق‏, ‏ وإن كان أكثر الناس لا يؤمنون‏.‏

ثم تقارن الآيات بين أهل النار وأهل الجنة‏, ‏ وبين أوصاف كل فريق منهم وخصاله وأعماله‏, ‏ وضربت لهما مثلا بالأعمى والبصير‏, ‏ وبينت مصير كل من الفريقين‏, ‏ مع تصوير رائع لكل من الجنة والنار‏.‏

وتستطرد آيات سورة الرعد في الحديث عن عدد من الظواهر الكونية من مثل حدوث الرعد‏, ‏ والبرق‏, ‏ والصواعق‏, ‏ وتكوين السحاب الثقال‏, ‏ وإنزال المطر‏, ‏ وتدفق الأودية بمائه حاملة من الزبد والخبث الذي لا يلبث أن يذهب جفاء‏, ‏ وبما ينفع الناس من نفائس المعادن التي لا تلبث أن تمكث في الأرض‏, ‏ وتشبه الآيات الكريمة ذلك بكل من الباطل والحق‏, ‏ ولله المثل الأعلى‏.‏

ثم تعرض السورة لحقيقة غيبية تتمثل في تسبيح الرعد بحمد الله‏, ‏ وتسبيح الملائكة خشية لجلالة‏, ‏ وخيفة من سلطانه‏, ‏ وجميع من في السماوات والأرض يسجد لله طوعا وكرها‏, ‏ حتى ظلالهم فإنها تسجد لله بالغدو والآصال‏, ‏ أي مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏, ‏ فيمد الظل ويقبض في حركة كأنها الركوع والسجود‏.‏

وتنعي الآيات علي الكفار استهزاءهم بالرسل السابقين علي بعثة المصطفي‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏), ‏ وفي الإشارة إلى ذلك ضرب من التثبيت لرسول الله‏, ‏ والتأكيد له علي أن الابتلاء هو طريق النبوات‏, ‏ وطريق أصحاب الرسالات من بدء الخلق إلى قيام الدعوة المحمدية و إلى أن يرث الله‏(‏ تعالى ‏)‏ الأرض ومن عليها‏...!!!‏ وتشير السورة بالقرب من نهايتها إلى فرح الصالحين من أهل الكتاب بمقدم الرسول الخاتم‏, ‏ في الوقت الذي حاول فيه الكفار والمشركون التشكيك في حقيقة رسالته وتؤكد إنزال القرآن حكما عربيا مبينا‏, ‏ وتدعو المصطفي‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ إلى الحذر من ضغوط الكافرين من أجل إتباع أهوائهم‏.‏ وتؤكد أنه ما كان لرسول من الرسل أن يأتي بآية إلا بإذن الله‏.‏

ثم تأتي الآية الكريمة التي نحن بصددها ناطقة بحقيقة كونية يقول عنها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏

أو أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41})

ويتكرر معني هذه الآية الكريمة مرة أخري في سورة الأنبياء والتي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏( بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون‏)‏(‏الأنبياء‏:44)‏.

ثم تختتم سورة الرعد بالحديث عن مكر الأمم السابقة الذي لم يضر المؤمنين شيئا لأن لله‏(‏ تعالى ‏)‏ المكر جميعا‏, ‏ وأن له‏(‏ سبحانه وتعالى‏ )‏ عقبي الدار‏, ‏ كما تتحدث عن إنكار الكافرين لبعثة المصطفي‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏), ‏ وتأتي الآيات‏, ‏ مؤكدة أن الله تعالى يشهد له بالنبوة والرسالة وكذلك كل من عنده علم من رسالات الله السابقة لوجود ذكره‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ في الآيات التي لم تحرف من بقايا كتبهم‏.‏

وهنا يبرز التساؤل المنطقي‏:‏ ما هو معني إنقاص الأرض من أطرافها في هاتين الآيتين الكريمتين؟ وما هو مغزى دلالتها العلمية والمعنوية؟ وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض سريع لشروح المفسرين‏.‏



شروح المفسرة لمعني إنقاص الأرض من أطرافها

في تفسير قول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏ أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ذكر ابن كثير قول ابن عباس‏(‏رضي الله عنهما‏):‏ أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض‏, ‏ وقوله في مقام آخر‏:‏ إنقاصها من أطرافها هو خرابها بموت علمائها‏, ‏ وفقهائها‏, ‏ وأهل الخير منها وقال ابن كثير‏:‏ والقول الأول أولي‏, ‏ وهو ظهور الإسلام علي الشرك قرية بعد قرية‏, ‏ كقوله تعالى ‏‏ ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى‏)‏ الآية‏, ‏ وأشار إلى أن هذا هو اختيار ابن جرير‏.‏

كذلك ذكر ابن كثير قول كل من مجاهد وعكرمة‏:‏ إنقاص الأرض من أطرافها معناه خرابها‏, ‏ أو هو موت علمائها‏, ‏ وقول كل من الحسن والضحاك‏:‏ هو ظهور المسلمين علي المشركين‏, ‏ كما قالا‏:‏ هو نقصان الأنفس والثمرات‏, ‏ وخراب الأرض‏, ‏ وقول الشعبي‏:‏ لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك‏(‏ أي بستانك‏), ‏ ولكن تنقص الأنفس والثمرات‏.‏

وذكر صاحبا تفسير الجلالين‏‏ أو لم يروا‏)‏ أي‏:‏ أهل مكة وغيرها‏(‏ أنا نأتي الأرض‏)‏ نقصد أرضهم‏, (‏ ننقصها من أطرافها‏)‏ بالفتح علي النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أما صاحب الظلال فذكر‏:‏ أن يد الله القوية تأتي الأمم الغنية حين تبطر وتكفر وتفسد فتنقص من قوتها وقدرها وثرائها وتحصرها في رقعة ضيقة من الأرض بعد أن كانت ذات امتداد وسلطان‏.‏

وجاء في‏(‏ صفوة البيان لمعاني القرآن‏)‏ ما نصه‏‏ أو لم يروا أنا نأتي الأرض‏..)‏ أي أأنكروا نزول ما وعدناهم‏, ‏ أو شكوا ولم يروا أننا نفتح أرضهم من جوانبها ونلحقها بدار الإسلام‏!!‏ أولم يروا هلاك من قبلهم وخراب ديارهم كقوم عاد وثمود‏!‏ فكيف يأمنون حلول ذلك بهم‏!....‏

وجاء في صفوة التفاسير ما نصه‏:‏ أي أو لم ير هؤلاء المشركون أنا نمكن للمؤمنين من ديارهم ونفتح للرسول الأرض بعد الأرض حتى تنقص دار الكفر وتزيد دار الإسلام؟ وذلك من أقوي الأدلة علي أن الله منجز وعده لرسوله عليه السلام‏.‏

وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه‏:‏ وأن أمارات العذاب والهزيمة قائمة‏!‏ ألم ينظروا إلى أنا نأتي الأرض التي قد استولوا عليها‏, ‏ يأخذها منهم المؤمنون جزءا بعد جزء؟ وبذلك ننقص عليهم الأرض من حولهم‏, ‏ والله وحده هو الذي يحكم بالنصر أو الهزيمة‏, ‏ والثواب أو العقاب‏, ‏ ولا راد لحكمه‏, ‏ وحسابه سريع في وقته‏, ‏ فلا يحتاج الفصل إلى وقت طويل‏, ‏ لأن عنده علم كل شيء‏, ‏ فالبينات قائمة‏.‏ وفي الهامش جاء ذكر ما يلي‏:‏ تتضمن هذه الآية حقائق وصلت إليها البحوث العلمية الأخيرة إذ ثبت أن سرعة دوران الأرض حول محورها‏, ‏ وقوة طردها المركزي يؤديان إلى تفلطح في القطبين وهو نقص في طرفي الأرض‏, ‏ وكذلك عرف أن سرعة انطلاق جزيئات الغازات المغلفة للكرة الأرضية‏, ‏ إذا ما جاوزت قوة جاذبية الأرض لها فإنها تنطلق إلى خارج الكرة الأرضية‏, ‏ وهذا يحدث بصفة مستمرة فتكون الأرض في نقص مستمر لأطرافها‏, ‏ لا أرض أعداء المؤمنين‏, ‏ وهذا احتمال في التفسير تقبله الآية الكريمة‏.



من الدلالات العلمية لإنقاص الأرض من أطرافها

ترد لفظة الأرض في القرآن الكريم بمعني الكوكب ككل‏, ‏ كما ترد بمعني اليابسة التي نحيا عليها من كتل القارات والجزر البحرية والمحيطية‏, ‏ وإن كانت ترد أيضا بمعني التربة التي تغطي صخور اليابسة‏.‏ ولإنقاص الأرض من أطرافها في إطار كل معني من تلك المعاني عدد من الدلالات العلمية التي نحصي منها ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ في إطار دلالة لفظة الأرض علي الكوكب ككل‏:‏

في هذا الإطار نجد ثلاثة معان علمية بارزة يمكن إيجازها فيما يلي‏:‏

‏(‏أ‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني انكماشها علي ذاتها وتناقص حجمها باستمرار‏:‏

يقدر متوسط قطر الأرض الحالية بحوالي‏12742‏ كم‏, ‏ ويقدر متوسط محيطها بنحو‏40042‏ كم‏, ‏ ويقدر حجمها بأكثر من مليون مليون كم‏3.‏ وتفيد الدراسات أن أرضنا مرت بمراحل متعددة من التشكيل منذ انفصال مادتها عن سحابة الدخان الكوني التي نتجت عن عملية الانفجار العظيم إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عبر سديم الدخان الذي تولدت عنه مجموعتنا الشمسية‏, ‏ وبذلك خلقت الأرض الابتدائية التي لم تكن سوي كومة ضخمة من الرماد ذات حجم هائل يقدر بمائة ضعف حجمها الحالي علي الأقل‏, ‏ ومكونة من عدد من العناصر الخفيفة‏.‏ ثم ما لبثت تلك الكومة الابتدائية أن رجمت بوابل من النيازك الحديدية‏, ‏ والحديدية الصخرية‏, ‏ والصخرية‏, ‏ كتلك التي تصل الأرض في زماننا‏(‏ والتي تتراوح كمياتها بين الألف والعشرة آلاف طن سنويا من مادة الشهب والنيازك‏).‏

وبحكم كثافتها العالية نسبياً اندفعت النيازك الحديدية إلى مركز تلك الكومة الابتدائية حيث استقرت‏,‏ مولدة حرارة عالية أدت إلى صهر كومة الرماد التي شكلت الأرض الابتدائية وإلى تمايزها إلى سبع أرضين علي النحو التالي‏:‏

‏1‏ـ لب صلب داخلي‏:‏ عبارة عن نواة صلبة من الحديد‏(90%)‏ وبعض النيكل‏(9%)‏ مع قليل من العناصر الخفيفة مثل الكربون والفسفور‏,‏ والكبريت والسليكون والأوكسجين‏(1%)‏ وهو قريب من تركيب النيازك الحديدية مع زيادة واضحة في نسبة الحديد‏,‏ ويبلغ قطر هذه النواة حاليا ما يقدر بحوالي‏2402‏ كم‏,‏ وتقدر كثافتها بحوالي‏10‏ إلي‏13.5‏ جرام‏/‏سم‏3.‏

‏2‏ـ نطاق لب الأرض السائل‏(‏ الخارجي‏):‏ وهو نطاق سائل يحيط باللب الصلب‏,‏ وله نفس تركيبه الكيميائي تقريبا ولكنه في حالة انصهار‏,‏ ويقدر سمكه بحوالي‏2275‏ كم‏,‏ ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها‏450‏ كم تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق‏,‏ ويكون كل من لب الأرض الصلب والسائل حوالي‏31%‏ من كتلتها‏.‏

‏3‏ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح السفلي‏):‏ وهو نطاق صلب يحيط بلب الأرض السائل‏, ‏ ويبلغ سمكه نحو‏2215‏ كم‏(‏ من عمق‏670‏ كم إلى عمق‏2885‏ كم‏)‏ ويفصله عن الوشاح الأوسط‏(‏ الذي يعلوه‏)‏ مستوي انقطاع للموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل‏.‏

‏4‏ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح الأوسط‏):‏ وهو نطاق صلب يبلغ سمكه نحو‏270‏ كم‏, ‏ ويحده مستويات من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية يقع أحدهما علي عمق‏670‏ كم ويفصله عن الوشاح الأسفل‏, ‏ ويقع الآخر علي عمق‏400‏ كم ويفصله عن الوشاح الأعلى‏.‏

‏5‏ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح العلوي‏):‏ وهو نطاق لدن‏, ‏ شبه منصهر‏, ‏ عالي الكثافة واللزوجة‏(‏ نسبة الانصهار فيه في حدود‏1%)‏ يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي ويمتد بين عمق‏65‏ ـ‏120‏ كم وعمق‏400‏ كم ويتراوح سمكه بين‏335‏ كم و‏380‏ كم‏, ‏ ويعتقد بأن وشاح الأرض كان كله منصهرا في بدء خلق الأرض ثم أخذ في التصلب بالتدريج نتيجة لفقد جزء هائل من حرارة الأرض‏.‏

‏6‏ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض‏:‏ ويتراوح سمكه بين‏40‏ ـ‏60‏ كم‏(‏ بين أعماق‏60‏ ـ‏80‏ كم‏)120‏ كم ويحده من أسفل الحد العلوي لنطاق الضعف الأرضي‏, ‏ ومن أعلي خط انقطاع الموجات الاهتزازية المعروف باسم الموهو‏.‏

‏7‏ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض‏(‏ قشرة الأرض‏):‏

ويتراوح سمكه بين‏(5‏ ـ‏8)‏ كم تحت قيعان البحار والمحيطات وبين‏(60‏ ـ‏80)‏ كم تحت القارات‏, ‏ ويتكون أساسا من العناصر الخفيفة مثل السليكون‏, ‏ والصوديوم‏, ‏ والبوتاسيوم‏, ‏ والكالسيوم‏, ‏ والألمنيوم‏, ‏ والأوكسجين مع قليل من الحديد‏(5.6%)‏ وبعض العناصر الأخرى وهو التركيب الغالب للقشرة القارية التي يغلب عليها الجرانيت والصخور الجرانيتية‏, ‏ أما قشرة قيعان البحار والمحيطات فتميل إلى تركيب الصخور البازلتية‏.‏

وأدي هذا التمايز في التركيب الداخلي للأرض إلى نشوء دورات من تيارات الحمل‏, ‏ تندفع من نطاق الضعف الأرضي‏(‏ الوشاح الأعلى‏)‏ غالبا‏, ‏ ومن وشاح الأرض الأوسط أحيانا‏, ‏ لتمزق الغلاف الصخري للأرض إلى عدد من الألواح التي شرعت في حركة دائبة حول نطاق الضعف الأرضي نشأ عنها الثورات البركانية‏, ‏ والهزات الأرضية‏, ‏ والحركات البانية للجبال‏, ‏ كما نشأ عنها دحو الأرض بمعني إخراج كل من غلافيها المائي والغازي من جوفها وتكون كتل القارات‏.‏

هذا التاريخ يشير إلى أن حجم الأرض الابتدائية كان علي الأقل يصل إلى مائة ضعف حجم الأرض الحالية والمقدر بأكثر قليلا من مليون مليون وثلاثمائة وخمسين كيلومترا مكعبا وأن هذا الكوكب قد أخذ منذ اللحظة الأولي لخلقه في الانكماش علي ذاته من كافة أطرافه‏.‏ وكان انكماش الأرض علي ذاتها سنة كونية لازمة للمحافظة علي العلاقة النسبية بين كتلتي الأرض والشمس‏, ‏ هذه العلاقة التي تضبط بعد الأرض عن الشمس‏, ‏ ذلك البعد الذي يحكم كمية الطاقة الواصلة إلينا‏.‏ ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بنحو مائة وخمسين مليونا من الكيلومترات‏, ‏ ولما كانت كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلى كل كوكب من كواكب مجموعتها تتناسب تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس‏, ‏ وكذلك تتناسب سرعة جريه في مداره حولها‏, ‏ بينما يتناسب طول سنة الكوكب تناسبا طرديا مع بعده عنها‏(‏ وسنة الكوكب هي المدة التي يستغرقها في إتمام دورة كاملة حول الشمس‏), ‏ اتضحت لنا الحكمة من استمرارية تناقص الأرض وانكماشها علي ذاتها أي تناقصها من أطرافها‏.‏ ولو زادت الطاقة التي تصلنا من الشمس عن القدر الذي يصلنا اليوم قليلا لأحرقتنا‏, ‏ وأحرقت كل حي علي الأرض‏, ‏ ولبخرت الماء‏, ‏ وخلخلت الهواء‏,‏ ولو قلت قليلاً لتجمد كل حي علي الأرض ولقضي علي الحياة الأرضية بالكامل‏.‏

ومن الثابت علميا أن الشمس تفقد من كتلتها في كل ثانية نحو خمسة ملايين من الأطنان علي هيئة طاقة ناتجة من تحول غاز الإيدروجين بالاندماج النووي إلى غاز الهليوم‏.‏ وللمحافظة علي المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس لابد وأن تفقد الأرض من كتلتها وزنا متناسبا تماما مع ما تفقده الشمس من كتلتها‏,‏ ويخرج ذلك عن طريق كل من فوهات البراكين وصدوع الأرض علي هيئة الغازات والأبخرة وهباءات متناهية الضآلة من المواد الصلبة التي يعود بعضها إلى الأرض‏,‏ ويتمكن البعض الآخر من الآفلات من جاذبية الأرض والانطلاق إلى صفحة السماء الدنيا‏,‏ وبذلك الفقدان المستمر من كتلة الأرض فإنها تنكمش علي ذاتها‏,‏ وتنقص من كافة أطرافها‏,‏ وتحتفظ بالمسافة الفاصلة بينها وبين الشمس‏.‏ ولولا ذلك لانطلقت الأرض من عقال جاذبية الشمس لتضيع في صفحة الكون وتهلك ويهلك كل من عليها‏, ‏ أو لانجذبت إلى قلب الشمس حيث الحرارة في حدود‏15‏ مليون درجة مئوية فتنصهر وينصهر كل ما بها ومن عليها‏.‏

ومن حكمة الله البالغة أن كمية الشهب والنيازك التي تصل الأرض يوميا تلعب دورا هاما في ضبط العلاقة بين كتلتي الأرض والشمس إذا زادت كمية المادة المنفلتة من عقال جاذبية الأرض‏.‏

‏(‏ب‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني تفلطحها قليلاً عند القطبين‏, ‏ وانبعاجها قليلاً عند خط الاستواء‏:‏

في زمن الخليفة المأمون قيست المسافة المقابلة لكل درجة من درجات خطوط الطول في كل من تهامة والعراق‏, ‏ واستنتج من ذلك حقيقة أن الأرض ليست كاملة الاستدارة‏, ‏ وقد سبق العلماء المسلمون الغرب في ذلك بثمانية قرون علي الأقل لأن الغربيين لم يشرعوا في قياس أبعاد الأرض إلا في القرن السابع عشر الميلادي‏, ‏ حين أثبت نيوتن نقص تكور الأرض وعلله بأن مادة الأرض لاتتأثر بالجاذبية نحو مركزها فحسب‏, ‏ ولكنها تتأثر كذلك بالقوة الطاردة‏(‏ النابذة‏)‏ المركزية الناشئة عن دوران الأرض حول محورها‏, ‏ وقد نتج عن ذلك انبعاج بطئ في الأرض ولكنه مستمر عند خط الاستواء حيث تزداد القوة الطاردة المركزية إلى ذروتها‏, ‏ وتقل قوة الجاذبية إلى المركز إلى أدني قدر لها‏, ‏ ويقابل ذلك الانبعاج الاستوائي تفلطح‏(‏ انبساط‏)‏ قطبي غير متكافئ عند قطبي الأرض حيث تزداد قوتها الجاذبة‏, ‏ وتتناقص قيمة القوة الطاردة المركزية‏, ‏ والمنطقة القطبية الشمالية أكثر تفلطحا من المنطقة القطبية الجنوبية‏.‏ ويقدر متوسط قطر الأرض الاستوائي بنحو‏12756.3‏ كم‏, ‏ ونصف قطرها القطبي بنحو‏12713.6‏ كم وبذلك يصبح الفارق بين القطرين نحو‏42.7‏ كم‏, ‏ ويمثل هذا التفلطح نحو‏33.%‏ من نصف قطر الأرض‏, ‏ مما يدل علي أنها عملية بطيئة جدا تقدر بنحو‏1‏ سم تقريبا كل ألف سنة‏, ‏ ولكنها عملية مستمرة منذ بدء خلق الأرض‏, ‏ وهي احدي عمليات إنقاص الأرض من أطرافها‏.‏

‏(‏جـ‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني اندفاع قيعان المحيطات تحت القارات وانصهارها وذلك بفعل تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض‏:‏

يمزق الغلاف الصخري للأرض بواسطة شبكة هائلة من الصدوع العميقة التي تحيط بالأرض إحاطة كاملة‏,‏ وتمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات في الطول‏,‏ وتتراوح أعماقها بين‏65‏ كم و‏120‏كم‏,‏ وتفصل هذه الشبكة من الصدوع الغلاف الصخري للأرض إلي‏12‏ لوحا رئيسيا وعدد من الألواح الصغيرة نسبيا‏,‏ ومع دوران الأرض حول محورها تنزلق ألواح الغلاف الصخري للأرض فوق نطاق الضعف الأرضي متباعدة عن بعضها البعض‏,‏ أو مصطدمة مع بعضها البعض‏,‏ ويعين علي هذه الحركة اندفاع الصهارة الصخرية عبر مستويات الصدوع خاصة عبر تلك المستويات التصدعية التي تشكل محاور حواف أواسط المحيطات فتؤدي إلى اتساع قيعان البحار والمحيطات وتجدد صخورها‏,‏ وذلك لأن الصهارة الصخرية المتدفقة بملايين الأطنان عبر مستويات صدوع أواسط المحيطات تؤدي إلى دفع جانبي قاع المحيط يمنة ويسرة لعدة سنتيمترات في السنة الواحدة‏,‏ وتؤدي إلى ملء المسافات الناتجة بالطفوحات البركانية المتدفقة والتي تبرد وتتطلب علي هيئة أشرطة متوازية تتقادم في العمر‏.‏ في اتجاه حركة التوسع‏, ‏ وينتج عن هذا التوسع اندفاع صخور قاع المحيط يمنة ويسرة‏, ‏ في اتجاهي التوسع ليهبط تحت كتل القارات المحيطة في الجانبين بنفس معدل التوسع‏(‏ أي بنصفه في كل اتجاه‏), ‏ وتستهلك صخور قاع المحيط الهابطة تحت القارتين المحيطتين بالانصهار في نطاق الضعف الأرضي‏.‏

وكما يصطدم قاع المحيط بكتل القارتين أو القارات المحيطة بحوض المحيط أو البحر‏, ‏ فإن العملية التصادمية قد تتكرر بين كتل قاع المحيط الواحد فتكون الجزر البركانية وينقص قاع المحيط‏, ‏ وكما تحدث عملية التباعد في أواسط القارة فتؤدي إلى فصلها إلى كتلتين قاريتين مفصولتين ببحر طولي مثل البحر الأحمر يظل يتسع حتى يتحول إلى محيط في المستقبل البعيد وفي كل الحالات تستهلك صخور الغلاف الصخري للأرض عند خطوط التصادم‏, ‏ وتتجدد عند خطوط التباعد‏, ‏ وهي صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏.‏ وتتخذ ألواح الغلاف الصخري للأرض في العادة أشكالا رباعية يحدها من جهة خطوط انفصام وتباعد‏, ‏ يقابلها في الجهة الأخرى خطوط تصادم‏, ‏ وفي الجانبين الآخرين حدود انزلاق‏, ‏ تتحرك عبرها ألواح الغلاف الصخري منزلقة بحرية عن بعضها البعض‏.‏

وتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض يؤدي باستمرار إلى استهلاك صخور قيعان كل محيطات الأرض‏, ‏ وإحلالها بصخور جديدة‏, ‏ وعلي ذلك فإن محاور المحيطات تشغلها صخور بركانية ورسوبية جديدة قد لا يتجاوز عمرها اللحظة الواحدة‏, ‏ بينما تندفع الصخور القديمة‏(‏ التي قد يتجاوز عمرها المائتي مليون سنة‏)‏ عند حدود تصادم قاع المحيط مع القارات المحيطة به‏, ‏ والصخور الأقدم عمرا من ذلك تكون هبطت تحت كتل القارات وهضمت في نطاق الضعف الأرضي وتحولت إلى صهارة‏, ‏ وهي صورة رائعة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏.‏

ويبدو أن هذه العمليات الأرضية المتعددة كانت في بدء خلق الأرض أشد عنفا من معدلاتها الحالية لشدة حرارة جوف الأرض بدرجات تفوق درجاتها الحالية وذلك بسبب الكم الهائل من الحرارة المتبقية عن الأصل الذي انفصلت منه الأرض‏, ‏ والكم الهائل من العناصر المشعة الآخذة في التناقص باستمرار بتحللها الذاتي منذ بدء تجمد مادة الأرض‏.‏

ثانيا‏:‏ في إطار دلالة لفظ الأرض علي اليابسة التي نحيا عليها‏:‏

في هذا الإطار نجد معنيين علميين واضحين نوجزهما فيما يلي‏:‏

‏(‏أ‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها‏:‏

فسطح الأرض ليس تام الاستواء وذلك بسبب اختلاف كثافة الصخور المكونة للغلاف الصخري للأرض‏, ‏ وكما حدث انبعاج في سطح الأرض عند خط الاستواء‏, ‏ فإن هناك نتوءات عديدة في سطح الأرض حيث تتكون قشرة الأرض من صخور خفيفة‏, ‏ وذلك من مثل كتل القارات والمرتفعات البارزة علي سطحها‏, ‏ وهناك أيضا انخفاضات مقابلة لتلك النتوءات حيث تتكون قشرة الأرض من صخور عالية الكثافة نسبيا وذلك من مثل قيعان المحيطات والأحواض المنخفضة علي سطح الأرض‏.



ويبلغ ارتفاع أعلى قمة علي سطح الأرض وهي قمة جبل افريست في سلسلة جبال الهيمالايا‏8840‏ مترا فوق مستوي سطح البحر‏, ‏ ويقدر منسوب الخفض نقطة علي اليابسة وهي حوض البحر الميت‏395‏ مترا تحت مستوي سطح البحر‏, ‏ ويبلغ منسوب أكثر أغوار الأرض عمقا حوالي‏10,800‏ مترا وهو غور ماريانوس في قاع المحيط الهادي بالقرب من جزر الفلبين‏,‏ والفارق بينهما أقل من عشرين كيلو مترا‏(1960‏ مترا‏),‏ وهو فارق ضئيل إذا قورن بنصف قطر الأرض‏.‏

ويبلغ متوسط ارتفاع سطح الأرض حوالي‏840‏ مترا فوق مستوي سطح البحر ومتوسط أعماق المحيطات حوالي أربعة كيلو مترات تحت مستوي سطح البحر‏(3729‏ مترا إلي‏4500‏ متر تحت مستوي سطح البحر‏)‏ وهذا الفارق البسيط هو الذي أعان عوامل التعرية المختلفة علي بري صخور المرتفعات وإلقائها في منخفضات الأرض في محاولة متكررة لتسوية سطحها‏, ‏ وهي سنة دائبة من سنن الله في الأرض‏, ‏ فإذا بدأنا بمنطقة مرتفعة ولكنها مستوية يغشاها مناخ رطب‏, ‏ فإن مياه الأمطار سوف تتجمع في منخفضات المنطقة علي هيئة عدد من البحيرات والبرك‏.‏حتى يتكون نظام صرف مائي جيد‏,‏ وعندما تجري الأنهار فإنها تحت مجاريها في صخور المنطقة حتى تقترب من المستوي الأدنى للتحات فتسحب كل مياه البحيرات والبرك التي تمر بها‏,‏ وكلما زاد الحت إلى أسفل تزايدت التضاريس تشكلا وبروزا‏,‏ وعندما تصل بعض المجاري المائية إلى المستوي الأدنى للتحات فإنها تبدأ في النحر الجانبي لمجاريها بدلا من النحر الرأسي فيتم بذلك التسوية الكاملة لتضاريس المنطقة علي هيئة سهول مستوية‏(‏ أو سهوب‏)‏ تتعرج فيها الأنهار‏,‏ وتتسع مجاريها‏,‏ وتضعف سرعات جريها‏.‏ وقدراتها علي النحر‏,‏ وبعد الوصول إلى هذا المستوي أو الاقتراب منه يتكرر رفع المنطقة وتعود الدورة إلى صورتها الأولي‏,‏ وتعتبر هذه الدورة‏(‏ التي تعرف باسم دورة التسهيب‏)‏ صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏,‏ وينخفض منسوب قارة أمريكا الشمالية بهذه العملية بمعدل يصل إلي‏0,03‏ ـمم في السنة حتى يغمرها البحر إن شاء الله‏.‏



‏(‏ب‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها‏:‏

من الثابت علميا أن الأرض قد بدأت منذ القدم بمحيط غامر‏, ‏ ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري الابتدائي للأرض وبدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر‏, ‏ وبتصادم تلك الجزر تكونت القارة الأم التي تفتت بعد ذلك إلى العدد الراهن من القارات‏, ‏ وتبادل الأدوار بين اليابسة والماء هو سنة أرضية تعرف باسم دورة التبادل بين المحيطات والقارات

وتحول أجزاء من اليابسة إلى بحار ـ والتي من نماذجها المعاصرة كل من البحر الأحمر‏, ‏ وخليج كاليفورنيا‏, ‏ هو صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏ ليس هذا فقط بل أن من الثابت علميا أن غالبية الماء العذب علي اليابسة محجوز علي هيئة تتابعات هائلة من الجليد فوق قطبي الأرض‏, ‏ وفي قمم الجبال‏, ‏ يصل سمكها في القطب الجنوبي إلى أربعة كيلو مترات‏, ‏ ويقترب من هذا السمك قليلا في القطب الشمالي‏(3800‏ متر‏), ‏ وانصهار هذا السمك الهائل من الجليد سوف يؤدي إلى رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات لأكثر من مائة متر‏, ‏ وقد بدأت بوادر هذا الانصهار‏, ‏ وإذا تم ذلك فإنه سوف يغرق أغلب مساحات اليابسة ذات التضاريس المنبسطة حول البحار والمحيطات وهي صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏ وفي ظل التلوث البيئي الذي يعم الأرض اليوم‏, ‏ والذي يؤدي إلى رفع درجة حرارة نطاق المناخ المحيط بالأرض باستمرار بات انصهار هذا السمك الهائل من الجليد أمرا محتملا‏, ‏ وقد حدث ذلك مرات عديدة في تاريخ الأرض الطويل الذي تردد بين دورات يزحف فيها الجليد من أحد قطبي الأرض أو منهما معا في اتجاه خط الاستواء‏, ‏ وفترات ينصهر فيها الجليد فيؤدي إلى رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات وفي كلتا الحالتين تتعرض حواف القارات للتعرية بواسطة مياه البحار والمحيطات فتؤدي إلى إنقاص الأرض‏(‏ أي اليابسة‏)‏ من أطرافها‏, ‏ وذلك لأن مياه كل من البحار والمحيطات دائمة الحركة بفعل دوران الأرض حول محورها‏, ‏ وباختلاف كل من درجات الحرارة والضغط الجوي‏, ‏ ونسب الملوحة من منطقة إلى أخري‏, ‏ وتؤدي حركة المياه في البحار والمحيطات‏(‏ من مثل التيارات المائية‏, ‏ وعمليات المد والجزر‏, ‏ والأمواج السطحية والعميقة‏)‏ إلى ظاهرة التآكل‏(‏ التحات‏)‏ البحري وهو الفعل الهدمي لصخور الشواطيء وهو من عوامل إنقاص الأرض‏(‏ اليابسة‏)‏ من أطرافها‏.‏



ثالثا‏:‏ في إطار دلالة لفظ الأرض علي التربة التي تغطي صخور اليابسة‏:‏

‏(‏أ‏)‏ إنقاص الأرض من أطرافها بمعني التصحر‏:‏

أي زحف الصحراء علي المناطق الخضراء وانحسار التربة الصالحة للزراعة في ظل إفساد الإنسان للبيئة علي سطح الأرض بدأ زحف الصحاري علي مساحات كبيرة من الأرض الخضراء‏, ‏ وذلك بالرعي الجائر‏, ‏ واقتلاع الأشجار‏, ‏ وتحويل الأراضي الزراعية إلى أراض للبناء‏, ‏ وندرة المياه نتيجة لموجات الجفاف والجور علي مخزون المياه تحت سطح الأرض‏, ‏ وتملح التربة‏, ‏ وتعريتها بمعدلات سريعة تفوق بكثير محاولات استصلاح بعض الأراضي الصحراوية‏, ‏ أضف إلى ذلك التلوث البيئي‏, ‏ والخلل الاقتصادي في الأسواق المحلية والعالمية‏, ‏ وتذبذب أسعار كل من الطاقة والآلات والمحاصيل الزراعية مما يجعل العالم يواجه أزمة حقيقية تتمثل في انكماش المساحات المزروعة سنويا بمعدلات كبيرة خاصة في المناطق القارية وشبه القارية نتيجة لزحف الصحاري عليها‏, ‏ ويمثل ذلك صورة من صور خراب الأرض بإنقاصها من أطرافها‏.‏

هذه المعاني الستة‏(‏ منفردة أو مجتمعة‏)‏ تعطي بعدا علميا رائعا لمعني إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏ ولا يتعارض ذلك أبدا مع الدلالة المعنوية للتعبير‏, ‏ بمعني خراب الأرض الذي استنتجه المفسرون‏, ‏ بل يكمله ويجليه‏.‏ وعلي عادة القرآن الكريم تأتي الإشارة الكونية بمضمون معنوي محدد‏, ‏ ولكن بصياغة علمية معجزة‏, ‏ تبلغ من الشمول والكمال والدقة ما لم يبلغه علم الإنسان‏, ‏ فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة هذه الإشارة العلمية الدقيقة إلى حقيقة إنقاص الأرض من أطرافها‏, ‏ وهي حقيقة لم يدرك الإنسان شيئا من دلالاتها العلمية إلا منذ عقود قليلة‏, ‏ وقد يري فيها القادمون فوق ما نراه نحن اليوم‏, ‏ ليظل القرآن الكريم مهيمنا علي المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها‏, ‏ وتظل آياته الكونية شاهدة باستمرار علي أنه كلام الله الخالق‏, ‏ وشاهدة للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه بأنه‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏, ‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏

المصدر: مقالة للدكتور زغلول النجار في جريدة الأهرام العدد 41972 عام2001م.
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22-02-2011, 05:20 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

القرآن والحديث عن طبقات الأرض السبع

الأراضين السبع




قال الله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)(سورة الطلاق:12).ا

أقوال المفسرين :

جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" دل على كمال قدرته وأنه يقدر على البعث والمحاسبة. ولا خلاف في السموات أنها سبع بعضها فوق بعض، دل على ذلك حديث الإسراء وغيره. ثم قال: "ومن الأرض مثلهن" يعني سبعاً.

وورد في تفسير قوله تعالى: "فسواهن سبع سماوات" ذكر تعالى أن السموات سبع. ولم يأت للأرض في التنزيل عدد صريح لا يحتمل التأويل إلا قوله تعالى: "ومن الأرض مثلهن" [الطلاق: 12] وقد اختلف فيه، فقيل: ومن الأرض مثلهن أي في العدد، لأن الكيفية والصفة مختلفة بالمشاهدة والأخبار، فتعين العدد. وقيل: "ومن الأرض مثلهن" أي في غلظهن وما بينهن. وقيل: هي سبع إلا أنه لم يفتق بعضها من بعض، قال الداودي. والصحيح الأول، وأنها سبع كالسماوات سبع. روى مسلم عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبرا من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين).



الإعجاز العلمي :

كشف العلم أن الأرض تتألف من سبعة طبقات وهي :

‏1‏ـ لب صلب داخلي‏:‏ عبارة عن نواة صلبة من الحديد‏(90%)‏ وبعض النيكل‏(9%)‏ مع قليل من العناصر الخفيفة مثل الكربون والفسفور‏,‏ والكبريت والسليكون والأوكسجين‏(1%)‏ وهو قريب من تركيب النيازك الحديدية مع زيادة واضحة في نسبة الحديد‏,‏ ويبلغ قطر هذه النواة حاليا ما يقدر بحوالي‏2402‏ كم‏,‏ وتقدر كثافتها بحوالي‏10‏ إلي‏13.5‏ جرام‏/‏سم‏3.‏

‏2‏ـ نطاق لب الأرض السائل‏(‏ الخارجي‏):‏ وهو نطاق سائل يحيط باللب الصلب‏,‏ وله نفس تركيبه الكيميائي تقريبا ولكنه في حالة انصهار‏,‏ ويقدر سمكه بحوالي‏2275‏ كم‏,‏ ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها‏450‏ كم تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق‏,‏ ويكون كل من لب الأرض الصلب والسائل حوالي‏31%‏ من كتلتها‏.‏

‏3‏ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح السفلي‏):‏ وهو نطاق صلب يحيط بلب الأرض السائل‏, ‏ ويبلغ سمكه نحو‏2215‏ كم‏(‏ من عمق‏670‏ كم إلى عمق‏2885‏ كم‏)‏ ويفصله عن الوشاح الأوسط‏(‏ الذي يعلوه‏)‏ مستوي انقطاع للموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل‏.‏

‏4‏ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح الأوسط‏):‏ وهو نطاق صلب يبلغ سمكه نحو‏270‏ كم‏, ‏ ويحده مستويات من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية يقع أحدهما علي عمق‏670‏ كم ويفصله عن الوشاح الأسفل‏, ‏ ويقع الآخر علي عمق‏400‏ كم ويفصله عن الوشاح الأعلى‏.‏



‏5‏ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح العلوي‏):‏ وهو نطاق لدن‏, ‏ شبه منصهر‏, ‏ عالي الكثافة واللزوجة‏(‏ نسبة الانصهار فيه في حدود‏1%)‏ يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي ويمتد بين عمق‏65‏ ـ‏120‏ كم وعمق‏400‏ كم ويتراوح سمكه بين‏335‏ كم و‏380‏ كم‏, ‏ ويعتقد بأن وشاح الأرض كان كله منصهرا في بدء خلق الأرض ثم أخذ في التصلب بالتدريج نتيجة لفقد جزء هائل من حرارة الأرض‏.‏

‏6‏ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض‏:‏ ويتراوح سمكه بين‏40‏ ـ‏60‏ كم‏(‏ بين أعماق‏60‏ ـ‏80‏ كم‏)120‏ كم ويحده من أسفل الحد العلوي لنطاق الضعف الأرضي‏, ‏ ومن أعلي خط انقطاع الموجات الاهتزازية المعروف باسم الموهو‏.‏

‏7‏ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض‏(‏ قشرة الأرض‏):‏

ويتراوح سمكه بين‏(5‏ ـ‏8)‏ كم تحت قيعان البحار والمحيطات وبين‏(60‏ ـ‏80)‏ كم تحت القارات‏, ‏ ويتكون أساسا من العناصر الخفيفة مثل السليكون‏, ‏ والصوديوم‏, ‏ والبوتاسيوم‏, ‏ والكالسيوم‏, ‏ والألمنيوم‏, ‏ والأوكسجين مع قليل من الحديد‏(5.6%)‏ وبعض العناصر الأخرى وهو التركيب الغالب للقشرة القارية التي يغلب عليها الجرانيت والصخور الجرانيتية‏, ‏ أما قشرة قيعان البحار والمحيطات فتميل إلى تركيب الصخور البازلتية‏.‏

المصدر : مقالة للدكتور زغلول النجار نشر في جريدة الأهرام العدد41972 تاريخ ‏19 من شعبان 1422 هــ
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22-02-2011, 05:21 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

و في الأرض آيات للموقنين
وفي الأرض آيات للموقنين



يستهل ربنا‏(‏ تبارك وتعالى ‏)‏ سورة الذاريات بقسم منه ـ وهو سبحانه الغني عن القسم ـ وجاء القسم بعدد من آياته الكونية على أن وعده لعباده وعد صادق‏,‏ وأن دينه الذي أنزله علي فترة من الرسل‏,‏ والذي أتمه في بعثة النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ والذي سماه الإسلام‏,‏ والذي لا يرتضي من عباده دينا سواه لهو حق واقع لاشك فيه‏.‏
ثم عاود ربنا‏(‏ تبارك اسمه‏)‏ القسم مرة أخري بالسماء ذات الحبك علي أن الناس مختلفون في أمر يوم الدين بين مكذب ومصدق‏,‏ وأن المكذبين الذين شغلتهم الحياة الدنيا عن التفكير في مصيرهم بعد الموت يصرفون عن حقيقة هذا اليوم الرهيب‏,‏ ثم تعرض الآيات لمصير كل من المكذبين والمصدقين بالآخرة‏,‏ كما تعرض لعدد من صفات كل من الفريقين‏,‏ ثم تعاود السورة في سياقها الاستدلال بعدد من الآيات الكونية الأخرى في الأرض وفي الأنفس وفي الآفاق علي أن وحي الله‏(‏ تعالى ‏)‏ إلي عباده في القرآن الكريم حق مطلق يجب علي الناس تصديقه كما يصدقون ما ينطقون هم أنفسهم به‏...!!!‏
ومن هذه الآيات الكونية التي استشهد بها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي صدق وحيه في آخر رسالاته وكتبه قوله‏ (‏ وهو أصدق القائلين‏):‏ (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) (الذريات:20) .
فما هي آيات الله في الأرض الدالة علي طلاقة قدرته‏,‏ وعظيم حكمته‏,‏ واحاطة سلطانه وعلمه؟ ما هذه الآيات التي استشهد بها‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ ـ وهو الغني عن كل شهادة ـ علي صدق وحيه الذي أنزله علي خاتم أنبيائه ورسله؟ هذا الوحي الذي تعهد‏(‏ سبحانه‏)‏ بحفظه فحفظ علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد بنفس اللغة التي أوحي بها‏(‏ اللغة العربية‏),‏ سورة سورة‏,‏ وآية آية‏,‏ وكلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا‏,‏ دون أدني زيادة أو نقصان‏,‏ وهذا وحده من أعظم الشهادات علي صدق القرآن الكريم وإعجازه‏,‏ وعلي أنه كلام الله الخالق‏,‏ وعلي صدق الصادق الأمين الذي تلقاه عن ربه‏,‏ وعلي صدق نبوته ورسالته‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏)‏

الدلالة اللغوية لألفاظ الآية الكريمة
‏(‏الأرض‏)‏ في اللغة العربية اسم جنس للكوكب الذي نحيا عليه‏,‏ تمييزا له عن بقية الكون‏,‏ والذي يجمع تحت اسم السماوات أو السماء‏,‏ ولفظة‏(‏ الأرض‏)‏ مؤنثة‏,‏ والأصل أن يقال لها‏(‏ أرضة‏)‏ والجمع‏(‏ أرضات‏)‏ و‏(‏أرضون‏)‏ بفتح الراء أو بتسكينها‏,‏ وقد تجمع علي‏(‏ أروض‏)‏ و‏(‏ آراض‏),‏ ولفظة‏(‏ الأراضي‏)‏ تستخدم علي غير قياس‏.‏
ويعبر‏(‏ بالأرض‏)‏ عن أسفل الشيء‏,‏ كما يعبر بالسماء عن أعلاه‏,‏ فكل ما سفل فهو‏(‏ أرض‏),‏ وكل ما علا فهو سماء‏,‏ ويقال‏‏ أرض أريضة‏)‏ أي حسنة النبت‏,‏ زكية بينة الزكاء أو‏(‏ الأراضة‏),‏ كما يقال‏‏ تأرض‏)‏ النبت بمعني تمكن علي الأرض فكثر‏,‏ و‏(‏تأرض‏)‏ الجدي إذا تناول نبت‏(‏ الأرض‏),‏ ويقال أيضا‏‏الأرض النفضة‏)‏ و‏(‏ الأرض الرعدة‏)‏ أي التي تنتفض وترتعد أثناء حدوث الهزات الأرضية والثورانات البركانية‏.‏
و‏(‏ الأرضة‏)‏ بفتحتىن دودة‏(‏ دويبة‏)‏ تأكل الخشب‏,‏ يقال‏‏ أرضت‏)‏ الأخشاب‏(‏تؤرض‏)(‏ أرضا‏)‏ فهي‏(‏ مأروضة‏)‏ إذا أكلتها‏(‏ الأرضة‏),‏ ولم تسم العرب فاعلا لهذا الفعل‏.‏

الأرض في القرآن الكريم
جاء ذكر الأرض في أربعمائة وواحد وستين‏(461)‏ موضعا من كتاب الله‏,‏ منها ما يشير إلي الأرض ككل في مقابلة السماء‏,‏ ومنها ما يشير إلي اليابسة التي نحيا عليها كلها‏,‏ أو إلي جزء منها‏,(‏ واليابسة هي جزء من الغلاف الصخري للأرض وهي كتل القارات السبع المعروفة والجزر المحيطية العديدة‏),‏ ومنها ما يشير إلي التربة التي تغطي صخور الغلاف الصخري للأرض‏.‏
وفي هذه الآيات إشارات إلي العديد من الحقائق العلمية عن الأرض والتي يمكن تبويبها بإيجاز علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ ـ آيات تأمر الإنسان بالسير في الأرض‏,‏ والنظر في كيفية بدء الخلق‏,‏ وهي أساس المنهجية العلمية في دراسة علوم الأرض‏.‏
‏(2)‏ ـ آيات تشير إلي شكل وحركات وأصل الأرض‏,‏ منها ما يصف كروية الأرض‏,‏ ومنها ما يشير إلي دورانها‏,‏ ومنها ما يؤكد علي عظم مواقع النجوم منها‏,‏ أو علي حقيقة اتساع الكون و‏(‏الأرض جزء منه‏),‏ أو علي بدء الكون بجرم واحد‏(‏ مرحلة الرتق‏),‏ ثم انفجار ذلك الجرم الأولي‏(‏ مرحلة الفتق‏),‏ أو علي بدء خلق كل من الأرض والسماء من دخان‏,‏ أو علي انتشار المادة بين السماء والأرض‏(‏ المادة بين الكواكب وبين النجوم وبين المجرات‏),‏ أو علي تطابق كل من السماوات والأرض‏(‏ أي تطابق الكون‏).‏
‏(3)‏ ـ آية قرآنية واحدة تؤكد أن كل الحديد في كوكبنا الأرض قد أنزل إليها من السماء إنزالا حقيقيا‏.‏
‏(4)‏ ـ آية قرآنية تؤكد حقيقة أن الأرض ذات صدع‏,‏ وهي من الصفات الأساسية لكوكبنا‏.‏
‏(5)‏ ـ آيات قرآنية تتحدث عن عدد من الظواهر البحرية المهمة من مثل ظلمات البحار والمحيطات‏(‏ ودور الأمواج الداخلية والسطحية في تكوينها‏),‏ وتسجير بعض هذه القيعان بحرارة عالية‏,‏ وتمايز المياه فيها إلي كتل متجاورة لا تختلط اختلاطا كاملا‏,‏ نظرا لوجود حواجز أفقية ورأسية غير مرئية تفصل بينها‏,‏ ويتأكد هذا الفصل بين الكتل المائية بصورة أوضح في حالة التقاء كل من المياه العذبة والمالحة عند مصاب الأنهار‏,‏ مع وجوده بين مياه البحر الواحد أو بين مياه البحار المتصلة ببعضها البعض
‏(6)‏ ـ آيات قرآنية تتحدث عن الجبال‏,‏ منها ما يصفها بأنها أوتاد‏,‏ وبذلك يصف كلا من الشكل الخارجي‏(‏ الذي علي ضخامته يمثل الجزء الأصغر من الجبل‏)‏ والامتداد الداخلي‏(‏ الذي يشكل غالبية جسم الجبل‏),‏ كما يصف وظيفته الأساسية في تثبيت الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وفي اتزان دورانها حول محورها‏,‏ وتتأكد هذه الوظيفة في اثنتين وعشرين آية أخري‏,‏ وردت بها كذلك اشارات إلي عدد من الوظائف والصفات الاضافية للجبال من مثل دورانها مع الأرض‏,‏ أو تكوينها من صخور متباينة في الألوان والأشكال والهيئة‏.‏ أو دورها في إنزال المطر‏,‏ وتغذية الأنهار‏,‏ وشق الأودية والفجاج أو في جريان السيول‏.‏
‏(7)‏ ـ آيات قرآنية تشير إلي نشأة كل من الغلافين المائي والهوائي للأرض‏,‏ وذلك بإخراج مكوناتهما من باطن الأرض‏,‏ أو تصف الطبيعة الرجعية لغلافها الغازي‏,‏ أو تؤكد حقيقة ظلام الفضاء الكوني الخارجي‏,‏ أو علي تناقص الضغط الجوي مع الارتفاع عن سطح الأرض‏,‏ أو علي تبادل الليل والنهار‏,‏ وعلي رقة طبقة النهار حول نصف الأرض المواجه للشمس‏,‏ أو علي أن ليل الأرض كان في بدء خلقها مضاء كنهارها‏,‏ ثم محي ضوءه‏.‏
‏(8)‏ ـ آيات تشير إلي رقة الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وإلي تسوية سطحه وتمهيده وشق الفجاج والسبل فيه‏,‏ وإلي تناقص الأرض من أطرافها‏.‏
‏(9)‏ ـ آيات تؤكد إسكان ماء المطر في الأرض مما يشير إلي دورة المياه حول الأرض وفي داخل صخورها‏,‏ أو تؤكد علاقة الحياة بالماء‏,‏ أو تلمح إلي امكانية تصنيف الكائنات الحية‏.‏
‏(10)‏ ـ آيات تؤكد أن عملية الخلق قد تمت علي مراحل متعاقبة عبر فترات زمنية طويلة
‏(11)‏ ـ آيات قرآنية تصف نهاية كل من الأرض والسماوات وما فيهما‏(‏ أي الكون كله‏)‏ بعملية معاكسة لعملية الخلق الأول كما تصف إعادة خلقهما من جديد‏,‏ أرضا غير الأرض الحالية وسماوات غير السماوات القائمة‏.‏
هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة للإنسان قبل هذا القرن‏,‏ بل إن الكثير منها لم يتوصل الإنسان إليه إلا في العقود القليلة المتأخرة منه عبر جهود مضنية‏,‏ وتحليل دقيق لكم هائل من الملاحظات والتجارب العلمية في مختلف جنبات الجزء المدرك من الكون‏,‏ وأن السبق القرآني في الإشارة إلي مثل هذه الحقائق بأسلوب يبلغ منتهي الدقة العلمية واللغوية في التعبير‏,‏ و الاحاطة والشمول في الدلالة ليؤكد جانبا مهما من جوانب الإعجاز في كتاب الله‏,‏ وهو جانب الإعجاز العلمي‏,‏ ومع تسليمنا بأن القرآن الكريم معجز في كل أمر من أموره‏,‏ إلا أن الإعجاز العلمي يبقي من أنجح أساليب الدعوة إلي الله في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه‏.‏
ومن هنا تتضح أهمية القرآن الكريم في هداية البشرية في زمن هي أحوج ما تكون إلي الهداية الربانية‏.‏ كما تتضح أهمية دراسات الإعجاز العلمي في كتاب الله مهما تعددت تلك المجالات العلمية‏,‏ وذلك لأن ثبات صدق الإشارات القرآنية في القضايا الكونية من مثل إشاراته إلي عدد من حقائق علوم الأرض‏,‏ وهي من الأمور المادية الملموسة التي يمكن للعلماء التجريبيين إثباتها لأدعي إلي التسليم بحقائق القرآن الأخرى خاصة ما يرد منها في مجال القضايا الغيبية والسلوكية‏(‏ من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات‏)‏ والتي تمثل ركائز الدين‏,‏ ولا سبيل للإنسان في الوصول إلي قواعد سليمة لها وإلي ضوابط صحيحة فيها إلا عن طريق بيان رباني خالص لا يداخله أدني قدر من التصور البشري‏.‏

من آيات الله في خلق الأرض وجعلها صالحة للعمران
الأرض هي أحد أفراد المجموعة الشمسية التي تتكون من تسعة كواكب‏,‏ أساسية‏,‏ يدور كل منها حول نفسه‏,‏ ويجري في مدار محدد له حول الشمس‏,‏ وهناك مدار للكويكبات بين كل من كوكبي المريخ والمشتري يعتقد أنها بقايا لكوكب عاشر قد انفجر‏,‏ وهناك احتمال بوجود كوكب حادي عشر لم يتم كشفه أو رصده بعد‏,‏ ولكن تم التوقع بوجوده بواسطة الحسابات الفلكية‏.‏
وكواكب المجموعة الشمسية المعروفة لنا هي من الداخل إلي الخارج علي النحو التالي‏:‏عطارد‏,‏ الزهرة‏,‏ الأرض‏,‏ المريخ‏,‏ الكويكبات‏,‏ المشتري‏,‏ زحل‏,‏ يورانوس‏,‏ نبتيون‏,‏ بلوتو‏,‏ بروسوبينا‏(‏ أوبريينا‏).‏
وهناك بعد ذلك نطق المذنبات التي تدور حول الشمس في مدارات مغلقة أو مفتوحة علي مسافات بعيدة جدا وتعتبر جزءا من المجموعة الشمسية‏.‏
ويقدر متوسط المسافة بين الشمس وأقرب كواكبها‏(‏ عطارد‏)‏ بحوالي‏58‏ مليون كيلو متر‏(‏ بين‏46‏ مليون‏,69‏ مليون كيلو متر‏),‏ ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي‏150‏ مليون كيلو متر‏,‏ ويبعد بلوتو عن الشمس بمسافة تقدر في المتوسط بحوالي‏6000‏ مليون كيلو متر‏,‏ ويقدر متوسط بعد الكوكب المقترح بروسوبينا بحوالي ضعف هذه المسافة‏(12‏ بليون كيلو متر‏),‏ ويبعد نطاق المذنبات عن الشمس عشرات أضعاف المسافة الأخيرة‏.‏
وعلي ذلك فالأرض هي ثالثة الكواكب بعدا عن الشمس‏,‏ وهي تجري حول الشمس في فلك بيضاني‏(‏ اهليلجي‏)‏ قليل الاستطالة بسرعة تقدر بحوالي‏30‏ كيلو متر في الثانية‏(29,6‏ كيلو مترا في الثانية‏)‏ لتتم دورتها هذه في سنة شمسية مقدارها‏365,25‏ يوم تقريبا‏,‏ وتدور حول نفسها بسرعة مقدارها حوالي‏30‏ كيلو مترا في الدقيقة‏(27,8‏ كيلو متر في الدقيقة‏)‏ عند خط الاستواء فتتم دورتها هذه في يوم مقداره‏24‏ ساعة تقريبا‏,‏ يتقاسمه ليل ونهار‏,‏ بتفاوت يزيد وينقص حسب الفصول‏,‏ التي تنتج بسبب ميل محور دوران الأرض علي دائرة البروج بزاوية مقدارها ست وستون درجة ونصف تقريبا‏,‏ ويعزي للسبب نفسه تتابع الدورات الزراعية‏,‏ وهبوب الرياح‏,‏ وهطول الأمطار‏,‏ وفيضان الأنهار بإذن الله‏.‏
والأرض كوكب فريد في كل صفة من صفاته‏,‏ مما أهله بجدارة أن يكون مهدا للحياة الأرضية بكل مواصفاتها‏,‏ ولعل هذا التأهيل هو أحد مقاصد الآية القرآنية الكريمة التي يقول فيها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ وفي الأرض آيات للموقنين ولعل من أوضح هذه الآيات البينات ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ بعد الأرض عن الشمس‏
يقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي مائة وخمسين مليونا من الكيلو مترات‏,‏ وقد استخدمت هذه المسافة كوحدة فلكية للقياس في فسحة الكون‏,‏ ولما كانت كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلي كل كوكب في مجموعتها تتناسب تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس‏,‏ وكذلك تتناسب سرعة جريه في مداره حولها‏,‏ بينما يتناسب طول سنة الكوكب تناسبا طرديا مع بعده عنها‏(‏ وسنة الكوكب هي المدة التي يستغرقها في إتمام دورة كاملة حول الشمس‏),‏ اتضحت لنا الحكمة البالغة من تحديد بعد الأرض عن الشمس‏,‏ فقد قدرت الطاقة التي تشعها الشمس من كل سنتيمتر مربع علي سطحها بحوالي عشرة أحصنه ميكانيكية‏,‏ ولا يصل الأرض سوي جزء واحد من بليوني جزء من هذه الطاقة الهائلة‏,‏ وهو القدر المناسب لنوعية الحياة الأرضية‏,‏ ولتنشيط القوي الخارجية التي تعمل علي تسوية سطح الأرض‏,‏ وتكوين التربة‏,‏ وتحريك دورة المياه حول الأرض‏,‏ وغير ذلك من الأنشطة الأرضية‏.‏ ولطاقة الشمس الإشعاعية صور عديدة أهمها‏:‏ الضوء الأبيض‏,‏ والحرارة‏(‏ الأشعة تحت الحمراء‏),‏ والأشعة السينية‏,‏ والأشعة فوق البنفسجية‏,‏ ونسب هذه المكونات للطاقة الشمسية ثابتة فيما بينها‏,‏ وإن اختلفت كمية الإشعاع الساقط علي أجزاء الأرض المختلفة باختلاف كل من الزمان والمكان‏.‏
وحزمة الضوء الأبيض تتكون من الأطياف السبعة‏(‏ الأحمر‏,‏ والبرتقالي‏,‏ والأصفر‏,‏ والأخضر‏,‏ والأزرق‏,‏ والنيلي‏,‏ والبنفسجي‏)‏ وتقدر نسبتها في الأشعة الشمسية التي تصل إلي الأرض بحوالي ‏38%,‏ ولها أهمية بالغة في حياة كل من النبات والحيوان والإنسان‏,‏ وتبلغ أقصي مدي عند منتصف النهار عموما‏,‏ وعند منتصف نهار الصيف خصوصا‏,‏ لأن قوة إنارة أشعة الشمس لسطح الأرض تبلغ في الصيف ضعفي ما تبلغه في الشتاء‏.‏
أما الأشعة تحت الحمراء فتقدر نسبتها في أشعة الشمس التي تصل إلي الأرض بحوالي‏53%,‏ ولها دورها المهم في تدفئة الأرض وما عليها من صور الحياة‏,‏ وفي كافة العمليات الكيميائية التي تتم علي سطح الأرض وفي غلافها الجوي‏,‏ الذي يرد عنا قدرا هائلا من حرارة الشمس‏,‏ فكثافة الإشعاع الشمسي والتي تقدر بحوالي‏2‏ سعر حراري علي كل سنتيمتر مربع من جو الأرض في المتوسط يتشتت جزء منها بواسطة جزيئات الهواء‏,‏ وقطرات الماء‏,‏ وهباءات الغبار السابحة في جو الأرض‏,‏ ويمتص جزء آخر بواسطة كل من غاز الأوزون وبخار الماء‏,‏ ومتوسط درجة الحرارة علي سطح الأرض يقدر بحوالي عشرين درجة مئوية وإن تراوحت بين حوالي‏74‏ درجة مئوية تحت الصفر في المناطق القطبية المتجمدة و‏55‏ درجة مئوية في الظل في أشد المناطق والأيام قيظا‏.‏
أما الأشعة فوق البنفسجية فتقدر نسبتها بحوالي‏9%‏ من مجموع أشعة الشمس التي تصل إلي الأرض وذلك لأن غالبيتها تمتص أو ترد بفعل كل من النطاق المتأين ونطاق الأوزون الذي جعلهما ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ من نطق الحماية للحياة علي الأرض‏,‏ ويقدر ما يصل إلي الأرض من طاقة الشمس بحوالي ثلاثة عشر مليون حصانا ميكانيكيا علي كل كيلو متر مربع من سطح الأرض في كل ثانية وتقدر قيمته ببلايين الدولارات مما لا قبل للبشرية كلها بتحمله أو وفاء شكر الله عليه‏...!!!‏
ولو كانت الأرض أقرب قليلا إلي الشمس لكانت كمية الطاقة التي تصلها كافية لإحراق كافة صور الحياة علي سطحها‏,‏ ولتبخير مياهها‏,‏ ولخلخلة غلافها الغازي‏.‏
فكوكب عطارد الذي يقع علي مسافة تقدر بحوالي‏0,39‏ من بعد الأرض عن الشمس تتراوح درجة حرارة سطحه بين‏220‏ درجة مئوية في وجهه المضيء و‏27‏ درجة مئوية في وجهه المظلم‏,‏ وكوكب الزهرة الذي يقع علي مسافة تقدر بحوالي‏0,72‏ من بعد الأرض عن الشمس تصل درجة الحرارة علي سطحه إلي‏457‏ درجة مئوية‏(730‏ درجة مطلقة‏).‏
وعلي النقيض من ذلك فإن الكواكب الخارجة عن الأرض‏(‏ المريخ‏,‏ المشتري‏,‏ زحل‏,‏ يورانوس‏,‏ نبتيون‏,‏ بلوتو‏)‏ لا يصلها قدر كاف من حرارة الشمس فتعيش في برودة قاتلة لا تقوي الحياة الأرضية علي تحملها‏.‏
ولذلك فإنه من الواضح أن بعد الأرض عن الشمس قد قدره ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بدقة بالغة تسمح للأرض بتلقي قدر من طاقة الشمس يتناسب تماما مع حاجات جميع الكائنات الحية علي سطحها‏,‏ وفي كل من مياهها‏,‏ وهوائها بغير زيادة أو نقصان إلا في الحدود الموائمة لطبيعة الحياة الأرضية في مختلف فصول السنة‏.‏
فلو كانت الأرض علي مسافة من الشمس تقدر بنصف بعدها الحالي لزادت كمية الطاقة التي تتلقاها أرضنا منها إلي أربعة أمثال كميتها الحالية ولأدي ذلك إلي تبخير الماء وخلخلة الهواء واحتراق جميع صور الحياة علي سطحها‏..!!!‏
ولو كانت الأرض علي ضعف بعدها الحالي من الشمس لنقصت كمية الطاقة التي تتلقاها إلي ربع كميتها الحالية‏,‏ وبالتالي لتجمدت جميع صور الحياة واندثرت بالكامل‏.‏
وباختلاف بعد الأرض عن الشمس قربا أو بعدا يختلف طول السنة‏,‏ وطول كل فصل من الفصول نقصا أو زيادة مما يؤدي إلي اختلال ميزان الحياة علي سطحها‏,‏ فسبحان من حدد للأرض بعدها عن الشمس وحفظها في مدارها المحدد وحفظ الحياة علي سطحها من كل سوء‏...!!!‏

ثانيا‏:‏ أبعاد الأرض‏
يقدر حجم الأرض بحوالي مليون كيلو متر مكعب‏,‏ ويقدر متوسط كثافتها بحوالي‏5.52 ‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏,‏ وعلي ذلك فإن كتلتها تقدر بحوالي الستة آلاف مليون مليون مليون طن‏,‏ ومن الواضح أن هذه الأبعاد قد حددها ربنا‏(‏تبارك وتعالى)‏ بدقة وحكمة بالغتين‏,‏ فلو كانت الأرض أصغر قليلا لما كان في مقدورها الاحتفاظ بأغلفتها الغازية‏,‏ والمائية‏,‏ وبالتالي لاستحالت الحياة الأرضية‏,‏ ولبلغت درجة الحرارة علي سطحها مبلغا يحول دون وجود أي شكل من أشكال الحياة الأرضية‏,‏ وذلك لأن الغلاف الغازي للأرض به من نطق الحماية ما لا يمكن للحياة أن توجد في غيبتها‏,‏ فهو يرد عنا جزءا كبيرا من حرارة الشمس وأشعتها المهلكة‏,‏ كما يرد عنا قدرا هائلا من الأشعة الكونية القاتلة‏,‏ وتحترق فيه بالاحتكاك بمادته أجرام الشهب وأغلب مادة النيازك‏,‏ وهي تهطل علي الأرض كحبات المطر في كل يوم‏.‏
ولو كانت أبعاد الأرض أكبر قليلا من أبعادها الحالية لزادت قدرتها علي جذب الأشياء زيادة ملحوظة مما يعوق الحركة‏,‏ ويحول دون النمو الكامل لأي كائن حي علي سطحها إن وجد‏,‏ وذلك لأن الزيادة في جاذبية الأرض تمكنها من جذب المزيد من صور المادة والطاقة في غلافها الغازي فيزداد ضغطه على سطح الأرض‏,‏ كما تزداد كثافته فتعوق وصول القدر الكافي من أشعة الشمس إلى الأرض‏,‏ كما قد تؤدي إلى احتفاظ الأرض بتلك الطاقة فتزداد باستمرار وترتفع حرارتها ارتفاعا يحول دون وجود أي صورة من صور الحياة الأرضية علي سطحها‏.‏
ويتعلق طول كل من نهار وليل الأرض وطول سنتها‏,‏ بكل من بعد الأرض عن الشمس‏,‏ وبأبعادها ككوكب يدور حول محوره‏,‏ ويجري في مدار ثابت حولها‏.‏
فلو كانت سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس أعلي من سرعتها الحالية لقصر طول اليوم الأرضي‏(‏ بنهاره وليله‏)‏ قصرا مخلا‏,‏ ولو كانت أبطأ من سرعتها الحالية لطال يوم الأرض طولا مخلا‏,‏ وفي كلتا الحالتين يختل نظام الحياة الأرضية اختلالا قد يؤدي إلي إفناء الحياة علي سطح الأرض بالكامل‏,‏ إن لم يكن قد أدي إلي إفناء الأرض ككوكب إفناء تاما‏,‏ وذلك لأن قصر اليوم الأرضي أو استطالته‏(‏ بنهاره وليله‏)‏ يخل إخلالا كبيرا بتوزيع طاقة الشمس علي المساحة المحددة من الأرض‏,‏ وبالتالي يخل بجميع العمليات الحياتية من مثل النوم واليقظة‏,‏ والتنفس والنتح‏,‏ وغيرها‏,‏ كما يخل بجميع الأنشطة المناخية من مثل الدفء والبرودة‏,‏ والجفاف والرطوبة‏,‏ وحركة الرياح والأعاصير والأمواج‏,‏ وعمليات التعرية المختلفة‏,‏ ودورة المياه حول الأرض وغيرها من أنشطة‏.‏ كذلك فلو لم تكن الأرض مائلة بمحورها علي مستوي مدار الشمس ما تبادلت الفصول‏,‏ وإذا لم تتبادل الفصول اختل نظام الحياة علي الأرض‏.‏
وبالإضافة إلي ذلك فإن تحديد مدار الأرض حول الشمس بشكله البيضاني‏(‏الإهليلجي‏),‏ وتحديد وضع الأرض فيه قربا وبعدا علي مسافات منضبطة من الشمس يلعب دورا مهما في ضبط كمية الطاقة الشمسية الواصلة إلي كل جزء من أجزاء الأرض وهو من أهم العوامل لجعلها صالحة لنمط الحياة المزدهرة علي سطحها‏,‏ وهذا كله ناتج عن الاتزان الدقيق بين كل من القوة الطاردة‏(‏ النابذة‏)‏ المركزية التي دفعت بالأرض إلي خارج نطاق الشمس‏,‏ وشدة جاذبية الشمس لها‏,‏ ولو اختل هذا الاتزان بأقل قدر ممكن فإنه يعرض الأرض إما للابتلاع بواسطة الشمس حيث درجة حرارة قلبها تزيد عن خمسة عشر مليونا من الدرجات المطلقة‏,‏ أو تعرضها للانفلات من عقال جاذبية الشمس فتضيع في فسحة الكون المترامية فتتجمد بمن عليها وما عليها‏,‏ أو تحرق بواسطة الأشعة الكونية‏,‏ أو تصطدم بجرم آخر‏,‏ أو تبتلع بواسطة نجم من النجوم‏,‏ والكون من حولنا مليء بالمخاطر التي لا يعلم مداها إلا الله‏(‏ تعالى ‏),‏ والتي لا يحفظنا منها إلا رحمته‏(‏ سبحانه وتعاليى)‏ ويتمثل جانب من جوانب رحمة الله بنا في عدد من السنين المحددة التي تحكم الأرض كما تحكم جميع أجرام السماء في حركة دقيقة دائبة لا تتوقف ولا تتخلف حتى يرث الله الأرض ومن عليها‏.‏

ثالثا‏:‏ بنية الأرض‏
أثبتت دراسات الأرض أنها تنبني من عدة نطق محددة حول كرة مصمتة من الحديد والنيكل تعرف باسم لب الأرض الصلب‏(‏ الداخلي‏)‏ ولهذا اللب الصلب كما لكل نطاق من نطق الأرض دوره في جعل هذا الكوكب صالحا للعمران بالحياة الأرضية في جميع صورها‏.‏
وتقسم النطق الداخلية للأرض علي أساس من تركيبها الكيميائي أو علي أساس من صفاتها الميكانيكية باختلافات بسيطة بين العلماء‏,‏ وتترتب بنية الأرض من الداخل إلي الخارج علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ لب الأرض الصلب‏(‏ الداخلي‏)
وهو عبارة عن نواة صلبة من الحديد‏(90%)‏ وبعض النيكل‏(9%)‏ مع قليل من العناصر الخفيفة من مثل الفوسفور‏,‏ الكربون‏,‏ السيليكون‏(1%),‏ وهو نفس تركيب النيازك الحديدية تقريبا‏.‏ ويبلغ قطر هذه النواة حوالي‏2402‏ كيلو متر‏,‏ ويمتد نصف قطرها من مركزها علي عمق‏6371‏ كيلو مترا إلي عمق‏5170‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏.‏
ولما كانت كثافة الأرض في مجموعها تقدر بحوالي‏5,52‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏,‏ بينما تختلف كثافة قشرة الأرض بين‏2,7‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏,‏ وحوالي‏3‏ جرامات للسنتيمتر المكعب‏,‏ فإن الاستنتاج المنطقي يؤدي إلي أن كثافة لب الأرض لابد وأن تتراوح بين‏10‏ و‏13,5‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏.‏

‏(2)‏ نطاق لب الأرض السائل‏(‏ الخارجي‏)
وهو نطاق سائل يحيط باللب الصلب‏,‏ وله نفس تركيبه الكيميائي تقريبا وإن كانت مادته منصهرة‏,‏ ويبلغ سمكه‏2275‏ كيلو مترا‏(‏ من عمق‏5170‏ كيلو مترا إلي عمق‏2885‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏),‏ ويفصل هذا النطاق عن اللب الصلب منطقة انتقالية يبلغ سمكها‏450‏ كيلو مترا تمثل بدايات عملية الانصهار وعلي ذلك فهي شبه منصهرة‏(‏ وتمتد من عمق‏5170‏ كيلو مترا إلي عمق‏4720‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏)‏ ويكون كل من لب الأرض الصلب ولبها السائل حوالي‏31%‏ من كتلتها‏.‏

‏(3),(4),(5)‏ نطق وشاح الأرض‏
يحيط وشاح الأرض بلبها السائل‏,‏ ويبلغ سمكه حوالي‏2765‏ كيلو مترا‏(‏ من عمق‏2885‏ كيلو مترا إلي عمق‏120‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏),‏ ويفصله إلي ثلاثة نطق مميزة مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل‏,‏ يقع أحدهما علي عمق‏670‏ كيلو مترا‏,‏ ويقع الآخر علي عمق‏400‏ كيلو متر من سطح الأرض‏,‏ وبذلك ينقسم وشاح الأرض إلي وشاح سفلي‏(‏ يمتد من عمق‏2885‏ كيلو متر إلي عمق‏670‏ كيلو متر تحت سطح الأرض‏),‏ ووشاح متوسط‏(‏ يمتد من عمق‏670‏ كيلو مترا إلي عمق‏400‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏),‏ ووشاح علوي‏(‏ يمتد من عمق‏400‏ كيلو مترا إلي عمق يتراوح بين‏65‏ كيلو مترا تحت المحيطات‏,‏ وعمق‏120‏ كيلو مترا تحت سطح القارات‏).‏
وقمة الوشاح العلوي‏(‏ من عمق‏65‏ ـ‏120‏ كيلو مترا إلي عمق‏200‏ كيلو متر تحت سطح الأرض‏)‏ يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي
لوجوده في حالة لزجة‏,‏ شبه منصهرة‏(‏ أي منصهرة انصهارا جزئيا في حدود نسبة‏1%).‏

‏(6),(7)‏ الغلاف الصخري للأرض
ويتراوح سمكه بين‏65‏ كيلو مترا تحت قيعان البحار والمحيطات‏,120‏ كيلو مترا تحت القارات‏,‏ ويقسمه خط انقطاع الموجات الاهتزازية المسمي باسم الموهو
إلي قشرة الأرض
وإلي ما تحت قشرة الأرض
وتمتد قشرة الأرض إلي عمق يتراوح بين‏5‏ و‏8‏ كيلو مترات تحت قيعان البحار والمحيطات‏,‏ وبين‏60‏ و‏80‏ كيلو مترا تحت القارات‏,‏ ويمتد ما تحت القشرة الي عمق‏120‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏.‏
وللأرض مجال جاذبية يزداد مع العمق حتى يصل إلي قمته عند الحد الفاصل بين وشاح الأرض ولبها‏(‏ علي عمق‏2885‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏)‏ ثم يبدأ في التناقص‏(‏ بسبب الجذب الذي يحدثه عمود الصخور فوق هذا العمق‏)‏ حتى يصل إلي الصفر في مركز الأرض‏.‏ ولولا جاذبية الأرض لهرب منها غلافها الغازي‏,‏ ولو حدث ذلك ما أمكنها أن تكون صالحة لاستقبال الحياة‏,‏ وذلك لأن هناك حدا أدني لسرعة الهروب من جاذبية الأرض يقدر بحوالي‏11,2‏ كيلو متر في الثانية‏,‏ بمعني أن الجسم لكي يستطيع الإفلات من جاذبية الأرض فعليه أن يتحرك في عكس اتجاه الجاذبية بسرعة لا تقل عن هذه السرعة‏.‏
ولما كانت حركة جسيمات المادة في الغلاف الغازي للأرض أقل من تلك السرعة بكثير فقد أمكن للأرض‏(‏ بتدبير من الله تعالى ‏)‏ أن تحتفظ بغلافها الغازي‏,‏ ولو فقدته ولو جزئيا لاستحالت الحياة علي الأرض‏,‏ ولأمطرت بوابل من الأشعات الكونية والشمسية‏,‏ ولرجمت بملايين من النيازك التي كانت كفيلة بتدميرها‏...!!!‏
كذلك فإن للأرض مجالا مغناطيسيا ثنائي القطبية‏,‏ يعتقد أن له صلة وثيقة بلب الأرض الصلب وحركة إطاره السائل من حوله‏,‏ ويتولد المجال المغناطيسي للأرض كما يتولد لأي جسم آخر من حركة المكونات فيها وفيه‏,‏ وذلك لأن الجسيمات الأولية للمادة‏(‏ وهي في غالبيتها مشحونة بالكهرباء‏)‏ تتحرك سواء كانت طليقة أو مرتبطة في داخل ذرات المادة‏,‏ وهي حينما تتحرك تولد مجالا مغناطيسيا‏,‏ والمجال المغناطيسي لأية نقطة في فسحة الكون يمثل بمحصلة اتجاه تمتد من القطب المغناطيسي الجنوبي للمادة إلي قطبها الشمالي في حركة معاكسة لاتجاه عقرب الساعة ومماثلة لحركة الطواف حول الكعبة المشرفة‏.‏
والمجال المغناطيسي للأرض كون لها‏(‏ بإرادة الله تعالى ‏)‏ غلافا مغناطيسيا يعرف باسم النطاق المغناطيسي للأرض وهو يلعب دورا مهما في حماية الأرض من الأشعة الكونية بتحكمه في حركة الجسيمات المشحونة القادمة إلينا من فسحة الكون فيجعلها تدور من أحد قطبي الأرض المغناطيسيين إلي الآخر دون الدخول إلي المستويات المنخفضة من غلافها الغازي‏.


ويمتد المجال المغناطيسي للأرض إلي مسافة تقدر بخمسين ألف كيلو متر فوق سطحها‏,‏ وكونت الجسيمات المشحونة القادمة من السماء والتي أسرها المجال المغناطيسي للأرض زوجين من أحزمة الإشعاع هلالي الشكل علي ارتفاع الفي كيلو متر وخمسين ألف كيلو متر علي التوالي يحيط كل زوج منهما بالأرض من احدي جهاتها‏,‏ ويحيط الزوج الآخر من الجهة الأخرى وهذه الحلقات من أحزمة الإشعاع تحاصر الأرض مع مستوي مركزي منطبق علي المستوي الاستوائي المغناطيسي لها‏,‏ وتحميها من وابل الأشعة الكونية المتساقط باتجاهها في كل لحظة‏,‏ ولولا هذه الحماية الربانية لهلكنا وهلكت جميع صور الحياة من حولنا‏,‏ والجرعة الإشعاعية في أحزمة الإشعاع تلك عالية الشدة لا تطيقها أية صورة من صور الحياة الأرضية‏,‏ وتبلغ الشدة الإشعاعية مداها في نطاق المنطقة الاستوائية للحزام الإشعاعي للأرض‏.‏

وللأرض كذلك نشاط ديناميكي يتمثل في حركة ألواح الغلاف الصخري لها‏,‏ الممزق بشبكة هائلة من الصدوع‏,‏ وتتحرك تيارات الحمل العنيفة المندفعة من نطاق الضعف الأرضي لتحرك تلك الألواح إما متباعدة عن بعضها البعض فتكون قيعان البحار والمحيطات وتساعد علي عملية اتساعها وتجديد مادتها باستمرار‏,‏ وإما مصطدمة مع بعضها البعض فتكون السلاسل الجبلية‏,‏ وتصاحب العمليتان بتكون السلاسل الجبلية وبالعديد من الهزات الأرضية‏,‏ و الثورات البركانية التي تثري سطح الأرض بالخيرات المعدنية والصخرية المختلفة‏.‏
والجبال لعبت ولا تزال تلعب دورا رئيسيا في تثبيت الغلاف الصخري للأرض‏,‏ ولولا هذا التثبيت ما تكونت التربة‏,‏ ولا دارت دورة المياه‏,‏ ولا خزنت المياه تحت السطحية‏,‏ ولا نبتت نبتة‏,‏ ولا أمكن لكائن حي أن يستقر علي سطح الأرض‏.‏
كذلك لعبت الجبال ولا تزال تلعب دورا مهما في تثبيت الأرض ككوكب يدور حول نفسه‏,‏ وتقلل من درجة ترنحه كما تقلل قطع الرصاص التي توضع في إطارات السيارات من معدل ترنحها‏.‏ ولولا نطاق الضعف الأرضي ما أمكن لهذه العمليات الداخلية للأرض أن تتم‏,‏ وهي من ضرورات جعلها صالحة للعمران‏.‏
هذه بعض آيات الله في الأرض وهي أكثر من أن تحصي في مقال واحد‏,‏ أشارت إليها هذه الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

وفي الأرض آيات للموقنين‏*‏
فسبحان من خلق الأرض بهذا القدر من الاحكام والإتقان‏,‏ وترك فيها من الآيات ما يشهد لخالقها بطلاقة القدرة‏,‏ وإحكام الصنعة‏,‏ وشمول العلم كما يشهد له‏(‏ تعالى ‏)‏ بجلال الربوبية وعظمة الألوهية‏,‏ والتفرد بالوحدانية‏,‏ وسبحان الذي أنزل هذه الآية الكريمة المعجزة من قبل ألف وأربعمائة سنة ولم يكن لأحد من الخلق إلمام بتلك الآيات الأرضية والتي لم تتكشف أسرارها للإنسان إلا منذ عقود قليلة من الزمان‏,‏ وفي ذلك من الشهادات القاطعة بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن نبينا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وآله وسلم‏)‏ هو خاتم أنبياء الله ورسله‏,‏ وأنه‏(‏ صلوات الله وسلامه عليه‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وصدق الله العظيم إذ يصفه بقوله الحق‏:‏
وما ينطق عن الهوي‏*‏ إن هو إلا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏*‏ ذو مرة فاستوي‏*‏ وهو بالأفق الأعلي‏*‏ ثم دنا فتدلي‏*‏ فكان قاب قوسين أو أدني‏*‏ فأوحي إلي عبده ما أوحي‏*‏ ‏(‏النجم‏:3‏ ـ‏10)‏.

المصدر : بحث للدكتور زغلول النجار .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-02-2011, 05:23 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الأرض قرارا

الله الذي جعل لكم الأرض قرارا‏..*




هذا النص القرآني المعجز جاء في الربع الأخير من سورة غافر وهي سورة مكية‏,‏ عدد آياتها‏85,‏ وقد سميت بهذا الاسم الجليل غافر الذي هو صفة من صفات الله العلا لوروده في مطلع السورة‏,‏ وفي ثناياها بصيغة الغفار وهو من أسماء الله الحسني‏.‏
ويدور محور سورة غافر حول قضيتي الإيمان والكفر‏,‏ وصراع أهليهما عبر التاريخ‏,‏ ومحاولات أهل الباطل للعلو‏,‏ في الأرض‏,‏ والتجبر علي الخلق بغير الحق ــ تماما كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية وذنبها الأعوج المسمي إسرائيل‏,‏ وحلفاؤهما اليوم ــ وترد آيات السورة الكريمة باستعراض لبأس الله الذي يأخذ المتجبرين في الأرض أخذ عزيز مقتدر‏,‏ وتشير إلي عدد من مصارع الغابرين الذين طغوا وبغوا في الأرض بغير الحق‏,‏ فكان جزاؤهم من الله الإفناء الكامل‏,‏ وما ذلك علي الله بعزيز‏...!!‏
وتبدأ سورة غافر بالحرفين المقطعين حم وبهما تبدأ سبع سور من سور القرآن الكريم وتسمي بالحواميم أو بــ آل حم والحروف المقطعة التي تفتتح بها تسع وعشرون سورة من سور القرآن الكريم‏,‏ والتي تضم أسماء نصف حروف الهجاء العربية الثمانية والعشرين تعتبر من أسرار القرآن التي لم يتم اكتشافها بعد‏,‏ وإن بذلت محاولات عديدة من أجل ذلك‏.‏
ويلي هذا الاستفتاح بيان من الله‏(‏ تعالى‏)‏ بأن القرآن الكريم هو تنزيل من الله العزيز العليم الذي وصف ذاته العلية بقوله‏:‏ غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير‏*‏ والغفر هو الستر والمحو والتكفير‏,‏ و‏(‏الطول‏)‏ هو الفضل والإنعام عن غني وسعة واقتدار‏.‏
وتخاطب الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالحقيقة الواقعة‏:‏ أنه لا يجادل في آيات الله بغير علم إلا الذين كفروا‏,‏ وأنه لا يجوز أن يحزنه تقلب الكافرين في البلاد بشيء من السلطان والبطش‏(‏ كما ينقلب الأمريكان والإسرائيليون وأعوانهم اليوم‏)‏ فإن ذلك استدراج لهم‏,‏ حتى إذا ما بالغوا في جرائمهم أخذهم الله بذنوبهم أخذ من سبقوهم من الأمم الكافرة والمشركة من أمثال قوم نوح والأحزاب الذين أفسدوا في الأرض إفسادا كبيرا‏,‏ فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر‏,‏ وتؤكد السورة أن مصيرهم إلي جهنم وبئس المصير‏...!!‏
وتحدثت السورة عن حملة العرش وعمن حولهم من الملائكة الذين يسبحون بحمد الله ويؤمنون به‏,‏ ويستغفرون للمؤمنين من أهل الأرض‏,‏ ويدعون للذين تابوا منهم بالنجاة من عذاب الجحيم‏,‏ ويسألون الله‏(‏ تعالى‏)‏ لهم‏,‏ ولمن صلح من آبائهم‏,‏ وأزواجهم‏,‏ وذرياتهم جنات عدن‏,‏ وأن يقيهم السيئات‏,‏ كما تعرض لشئ من أحوال الكافرين والمشركين يتذللون بين يدي الله يوم القيامة في انكسار واضح وهم يقولون‏:‏ (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (غافر:11)
وتستشهد السورة بالعديد من آيات الله في الكون‏,‏ وتوصي المؤمنين بالثبات علي التوحيد الخالص لله ولو كره الكافرون‏,‏ وتصفه‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ بأنه‏:‏ رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره علي من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق‏*‏ وهو يوم التقاء الخلق في المحشر‏,‏ وهو يوم عصيب‏,‏ يبرز فيه الخلق أمام الله‏(‏ تعالى‏)‏ لا يخفي علي الله منهم شيء‏,‏ وينادي فيهم المنادي‏:‏ لمن الملك اليوم؟ ويأتي الجواب حاسما‏,‏ جازما قاطعا‏:‏ لله الواحد القهار و‏(‏الروح‏)‏ هنا هي الوحي والنبوة لأن القلوب تحيا بهما كما تحيا الأجساد بأرواحها‏...!!‏
ويأتي القرار الإلهي‏:‏ اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب‏.‏
وتحذر الآيات من أهوال يوم القيامة‏:‏ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ) (غافر:18).
وتؤكد أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور(وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (غافر:20).
وتعتب الآيات علي الذين لم يعتبروا بمصارع الأمم البائدة والذين( كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)(غافر: من الآية21) وتعرض السورة لقصة سيدنا موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع كل من فرعون وهامان وقارون‏,‏ ومحاولة فرعون القضاء علي الحق وجنده وأتباعه‏,‏ قمعا للإيمان‏,‏ ونشرا للشرك والكفر والطغيان‏(‏ تماما كما يفعل الأمريكان وحلفاؤهم اليوم‏)‏ وتشير إلي مؤمن آل فرعون الذي كان يخفي إيمانه‏,‏ وحديثه إلي قومه‏,‏ وتحذيره إياهم من مصائر الغابرين من أقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ومن أهوال يوم التناد‏,‏ ومن إهمالهم دعوة يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ من قبل‏,‏ ومن اغترارهم بالدنيا ومتاعها الزائل بينما الآخرة هي دار القرار‏,‏ وذلك كله بشئ من اللطف والحذر‏.‏
وتتحدث الآيات عن كيف زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل فحاق بآل فرعون سوء العذاب في الدنيا‏(‏ بغرقه في اليم هو وجنده وأعوانه ونجاة رسول الله موسي ومن آمن معه‏),‏ وفي قبورهم‏,‏ كما تؤكد الآيات‏,‏ ويوم تقوم الساعة حيث يلقون أشد العذاب‏.‏
وتعرض الآيات للحوار بين الذين اتبعوا والذين اتبعوا وهم في النار‏,‏ ورجاؤهم في مذلة بادية إلي خزنة جهنم كي يدعوا الله تعالى أن يخفف عنهم يوما من العذاب‏....!!‏
وتؤكد الآيات أن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏,‏ وتعرض لشيء من أخبار سيدنا موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع بني إسرائيل‏,‏ وتأمر المصطفي‏(‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالصبر والاستغفار والتسبيح بحمد الله بالعشي والإبكار‏,‏ والاستعاذة بالله من الكبر الكاذب الذي يتخفى وراءه الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم‏.‏
وكما لا يستوي الأعمى والبصير لا يستوي المسيئون والصالحون‏,‏ وتجزم الآيات بأن الساعة آتية لا ريب فيها‏,‏ وتطالب المؤمنين بالتوجه إلي الله تعالى بالدعاء‏,‏ فيستجيب لهم‏,‏ لأن الدعاء هو قمة الخضوع لله بالطاعة‏,‏ وأن الذين يستكبرون عن الدعاء سوف يدخلون جهنم داخرين‏...‏
وتصف الآيات شيئاً من أحوال المكذبين بكتب الله ورسله من الكفار والمشركين‏,‏ وتوصي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالثبات علي التوحيد الخالص لله‏,‏ والصبر علي ما يلقي من عناد الكافرين‏,‏ وتؤكد أن وعد الله حق‏,‏ وأن الله‏(‏ تعالى‏)‏ قد أرسل رسلا من قبل‏,‏ قص شيئا من أخبار بعضهم عليه‏,‏ ولم يقصص عن البعض الآخر‏,‏ وأنه ما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله‏,‏ فإذا جاءت الآية‏...‏ وجحد بها المكذبون‏..!‏ استحقوا حينئذ عقاب رب العالمين فخسروا خسرانا مبينا‏...!!‏
وتختتم السورة بعتاب للمرة الثانية علي الذين لم يعتبروا بمصارع الأمم البائدة من قبلهم والذين كانوا أكثر منهم عددا‏,‏ وأشد منهم قوة وأثارا في الأرض‏,‏ فما أغني عنهم ما كانوا يكسبون‏,‏ لأنهم كذبوا رسل الله إليهم‏,‏ واستعلوا عليهم بما كان عندهم من العلم فحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون‏,‏ فلما رأوا عقاب الله محيطا بهم قالوا‏:‏ آمنا بالله وحده‏,‏ وكفرنا بما كنا به مشركين‏,‏ ولكن ما كان ينفعهم هذا الإيمان الاضطراري بعد أن رأوا العذاب واقعا بهم‏,‏ وهي سنة الله التي قد خلت في عباده‏,‏ وخسر هنالك الكافرون‏...!!‏
ومن الآيات الكونية التي استشهدت بها السورة علي توحيد الألوهية‏,‏ والربوبية‏,‏ وتنزيه الأسماء والصفات لهذا الخالق العظيم‏,‏ والاستدلال علي طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه ما يلي‏:‏
‏(1)‏ إنزال الرزق من السماء‏.‏
‏(2)‏ تضاؤل خلق الناس ــ علي عظمته ــ بجوار خلق السماوات والأرض‏.‏
‏(3)‏ حتمية الآخرة‏.‏
‏(4)‏ تخصيص الليل لراحة وسكون العباد وجعل النهار مبصرا‏.‏
‏(5)‏ حقيقة الخلق ووحدانية الخالق‏.‏
‏(6)‏ أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ قد جعل الأرض قرارا‏,‏ والسماء بناء‏.‏
‏(7)‏ وأنه‏(‏ تعالى‏)‏ قد صور بني الإنسان فأحسن صورهم‏,‏ ورزقهم من الطيبات‏.‏
‏(8)‏ أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ خلق الناس من تراب‏,‏ ثم من نطفة‏,‏ ثم من علقة‏,‏ ثم يخرجهم طفلا‏,‏ تم يبلغوا أشدهم‏,‏ ثم ليكونوا شيوخا‏,‏ حتى يبلغوا أجلا مسمي‏,‏ فيتوفاهم الله ومنهم من يتوفى من قبل‏.‏
‏(9)‏ أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ هو الذي يحيي ويميت‏,‏ فإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون‏.‏
‏(10)‏ خلق الله‏(‏ تعالى‏)‏ الأنعام ليركب الناس منها‏,‏ ومنها يأكلون‏.‏
‏(11)‏ مكن الله‏(‏ تعالى‏)‏ بقدرته مياه البحار أن تحمل الفلك بقوانين الطفو حتى تكون وسيلة لنقل الناس وحمل أمتعتهم‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي أكثر من مقال لاستيعابها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر الحديث هنا علي جعل الأرض قرارا وأبدأ بدلالة تلك اللفظة في اللغة العربية‏.‏
مدلول اللفظة‏(‏ قرارا‏)‏ في اللغة العربية
يقال في العربية‏(‏ قر‏)‏ في مكانه‏(‏ يقر‏)(‏ قرارا‏)‏ إذا ثبت ثبوتا جامدا‏,‏ وأصله من‏(‏ القر‏)‏ وهو البرد لأنه يقتضي السكون‏,‏ والحر يقتضي الحركة‏,‏ و‏(‏القرار‏)‏ المستقر من الأرض‏,‏ و‏(‏القرار‏)‏ في المكان‏(‏ الاستقرار‏)‏ فيه تقول‏‏ قررت‏)‏ بالمكان بالكسر‏(‏ أقر‏)(‏ قرارا‏),‏ و‏(‏قررت‏)‏ أيضا بالفتح‏(‏ قرارا‏)‏ و‏(‏قرورا‏),‏ و‏(‏استقر‏)‏ فلان إذا تحري‏(‏ القرار‏),‏ و‏(‏الإقرار‏):‏ إثبات الشيء.‏
قال‏(‏ تعالى‏):‏ الله الذي جعل لكم الأرض قرارا‏...‏ أي مستقرا تعيشون فيها‏,‏ ويسأل‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ سؤال التبكيت للكافرين بقوله‏:‏ أمن جعل الأرض قرارا‏...(‏ النمل‏:61)‏ أي مستقرا‏,‏ وقال‏(‏ تعالى‏)‏ في صفة الآخرة‏:‏ (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) (غافر:39) .

وقال في أصحاب الجنة‏:‏
(أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (الفرقان:24).

وقال سبحانه وتعالى‏:‏ (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) (الفرقان:76).

وقال في وصف النار (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) (الفرقان:66) .

وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ) (إبراهيم:29) .

وقال‏(‏ سبحانه وتعالى‏):...‏ (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(لأعراف: من الآية24).

وقال‏(‏ جل شأنه‏):‏ (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:98)

أقوال المفسرين:

في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏ (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر:64)

ذكر أبن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:....‏ أي جعلها لكم مستقرا‏,‏ تعيشون عليها وتتصرفون فيها‏,‏ وتمشون في مناكبها‏...‏
وذكر صاحبا تفسير الجلالين‏(‏ رحمهما الله رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏:‏ أي مكانا لاستقراركم وحياتكم‏.‏
وجاء في الظلال‏‏ رحم الله كاتبها رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏:....‏ والأرض قرار صالح لحياة الإنسان بتلك الموافقات الكثيرة التي أشرنا إلي بعضها إجمالا‏....‏
وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏ على كاتبه من الله الرضوان ما نصه‏‏ الأرض قرارا‏)‏ مستقرا تعيشون فيها‏..‏
وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه‏:‏ الله ــ وحده ــ الذي جعل لكم الأرض مستقرة صالحة لحياتكم عليها‏.....‏
وجاء في صفوة التفاسير جزي الله كاتبها خير الجزاء ما نصه‏:‏ أي جعلها مستقرا لكم في حياتكم وبعد مماتكم‏,‏ قال ابن عباس‏:‏ جعلها منزلا لكم في حال الحياة وبعد الموت‏....‏

الله الذي جعل لكم الأرض قرارا‏...‏
في مفهوم العلوم المكتسبة‏.‏
جاء ذكر هذه الحقيقة في كتاب الله مرتين‏:‏
أولاهما في سورة النمل حيث يقول ربنا‏(‏تبارك وتعالى‏):‏
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النمل:61)
وتكرر هذا السؤال‏:‏ أإله مع الله؟ خمس مرات في خمس آيات متتاليات من سورة النمل استنكارا لشرك المشركين بالله‏...!!‏
ويأتي الجواب قاطعا جازماً حاسماً في كل مرة‏:‏
( بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)(النمل: من الآية60)
( قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(النمل: من الآية62) .‏
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(النمل: من الآية64) وتسبق هذه الآيات الخمس بالحقيقة القاطعة التي يقررها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ لذاته العلية علي لسان هدهد سليمان بقوله الحق‏:‏ الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم‏*(‏ النمل‏:26).‏
والمرة الثانية التي جاءت فيها الإشارة إلي جعل الأرض قرارا هي الآية التي نحن بصددها من سورة غافر والتي يقول فيها الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر:64) .
وواضح من دلالة اللغة‏,‏ ومن شروح المفسرين أن التعبير جعل الأرض قرارا تعني مستقرا في ذاتها‏,‏ وقرار للحياة علي سطحها‏,‏ وهما قضيتان مختلفتان ولكنهما متصلتان اتصالا وثيقا ببعضهما علي النحو التالي‏:‏
أولا‏:‏ جعل الأرض قراراً بمعني مستقرة بذاتها
الأرض ثالثة الكواكب السيارة الداخلية جريا حول الشمس‏,‏ ويسبقها من هذه الكواكب الداخلية قربا من الشمس كل من عطارد والزهرة علي التوالي‏,‏ ويليها إلي الخارج أي بعدا عن الشمس بالترتيب‏:‏ المريخ‏,‏ المشتري‏,‏ زحل يورانوس، نبتيون‏,‏ وبلوتو‏,‏ وهناك مدار لمجموعة من الكويكبات بين كل من المريخ والمشتري يعتقد بأنها بقايا لكوكب عاشر انفجر منذ زمن بعيد‏,‏ كما أن الحسابات الفلكية التي قام بها عدد من الفلكيين الروس تشير إلي احتمال وجود كوكب حادي عشر لم يتم رصده بعد أطلقوا عليه اسم بروسوبينا أو بريينا‏.‏
وبهذا يصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية أحد عشر كوكبا‏,‏ وهنا يبرز التساؤل عن إمكانية وجود علاقة ما بين هذه الحقيقة الفلكية ــ التي لم تكتمل معرفتها إلا في أواخر القرن العشرين ــ وبين رؤيا سيدنا يوسف‏(‏ علي نبينا وعليه من الله السلام‏)‏ التي يصفها الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ في محكم كتابه بقوله‏:‏
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف:4) .

وإن كان ظاهر الأمر في السورة الكريمة أن المقصود هو ما تحقق بالفعل بعد تلك الرؤيا بسنين عديدة من سجود إخوة يوسف الأحد عشر وأبويه له عند قدومهم إلي مصر من بادية الشام‏,‏ وعلي الرغم من ذلك فإن هذه العلاقة لا يمكن استبعادها‏,‏ وهذا السبق القرآني بالإشارة إليها لا يمكن تجاهله‏....!!‏
والأرض عبارة عن كوكب صخري‏,‏ شبه كروي له الأبعاد التالية‏:‏
متوسط قطر الأرض‏=12,742‏ كيلو متر
متوسط محيط الأرض‏=40,042‏ كيلو متر
مساحة سطح الأرض‏=510,000,000‏ كيلو متر مربع منها‏:‏
‏149‏مليون كم‏2‏ يابسة
‏361‏ مليون كم‏2‏ ماء
حجم الأرض‏=108,000,000‏ كيلو متر مكعب
متوسط كثافة الأرض‏=5,52‏ جرام‏/‏للسنتيمتر المكعب
كتلة الأرض‏=5520‏ مليون مليون مليون طن
متوسط كثافة الصخور في قشرة الأرض‏=2,5‏ جرام‏/‏للسنتيمتر المكعب
متوسط كثافة الصخور الجرانيتية المكونة لكتل القارات‏=2,7‏ جرام‏/‏للسنتيمتر المكعب
متوسط كثافة الصخور البازلتية المكونة لقيعان المحيطات‏=2,9‏ جرام‏/‏للسنتيمتر المكعب

أمن جعل الأرض قراراً

وبمقارنة متوسط كثافة الصخور المكونة لقشرة الأرض والتي تتراوح بين‏2,9,2,5‏ جرام للسنتيمتر المكعب مع متوسط كثافة الأرض ككل والمقدرة بحوالي‏5,52‏ جرام للسنتيمتر المكعب ثبت أن كثافة المادة المكونة للأرض تزداد باستمرار من سطحها في اتجاه مركزها حيث تتراوح الكثافة من‏10‏ إلي‏13,5‏ جرام للسنتيمتر المكعب ويفسر ارتفاع متوسط الكثافة بالقرب من مركز الأرض بوجود نسبة عالية من الحديد‏,‏ وغيره من العناصر الثقيلة في قلب الأرض‏,‏ وتناقص نسبة هذه العناصر الثقيلة بالتدريج في اتجاه قشرة الأرض‏.‏
وتقدر نسبة الحديد في الأرض بحوالي‏35,9%‏ من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي‏5520‏ مليون مليون مليون طن‏,‏ وعلي ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بحوالي الألف وخمسمائة مليون مليون مليون طن‏,‏ ويتركز هذا الحديد في قلب الأرض علي هيئة كرة ضخمة من الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ وبعض العناصر الخفيفة من مثل السيليكون‏,‏ والكربون والفوسفور والكبريت والتي لاتشكل في مجموعها أكثر من‏1%‏ مما يعرف باسم لب الأرض‏,‏ والذي تشكل كتلته‏31%‏ من كتلة الأرض‏,‏ ويمثل طول قطره حوالي‏55%‏ من طول قطر الأرض‏,‏ أما باقي الحديد في الأرض‏(5,9%‏ من كتلة الأرض‏)‏ فيتوزع علي باقي كتلة الأرض‏(‏ وشاح الأرض وغلافها الصخري‏)‏ بسمك يقدر بحوالي ثلاثة آلاف كيلو متر‏(2895‏ كيلو مترا‏)‏ في تناقص مستمر يصل بنسبة الحديد في الغلاف الصخري للأرض إلي‏5,6%.‏
وتركيز هذه الكتلة الهائلة من الحديد وغيره من العناصر الثقيلة في قلب الأرض من وسائل جعله جرما مستقرا في ذاته‏.‏
وهنا تأتي الإشارة القرآنية إلي تلك الحقيقة سبقا يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة لأن أحدا في زمانه ولا لقرون متطاولة من بعده لم يكن له علم بهذه الحقيقة التي لم يكتشفها الإنسان إلا في القرن العشرين‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} [سورة الزلزلة ]

ولو أن الزلزال المقصود هنا هو زلزال الآخرة عند نفخة البعث‏,‏ إلا أن الحقيقة المصاحبة للهزة الأرضية تبقي واحدة‏,‏ ولو أن المفسرين السابقين قد رأوا في أثقال الأرض إشارة ضمنية إلي أجساد الموتى‏(‏ بما تحمل من أوزار‏)‏ والتي تلفظها الأرض من داخل بطنها بسبب هذا الزلزال الأخير‏,‏ تلفظهم أحياء للحساب والجزاء‏,‏ وإن كان رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قد وصف لبعث الأموات صورة مغايرة لذلك‏.‏
والأثقال جمع ثقل‏(‏بكسر فسكون‏)‏ وهو الحمل الثقيل‏,‏ أو جمع ثقل‏(‏ بالتحريك‏)‏ وهو كل نفيس مصون‏.‏
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحة يروي عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قوله‏:‏تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة‏,‏ فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت‏,‏ ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي‏,‏ ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي‏,‏ ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا‏.‏
وهذا الحديث الشريف يؤكد أن المقصود بأثقال الأرض في سورة الزلزلة هو الأحمال الثقيلة كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة‏,‏ وليست أجساد الموتى فقط كما تخيل العديد من المفسرين السابقين‏,‏ وهذا سبق علمي قرآني ونبوي معجز لأن أحدا من البشر لم يكن له علم بأن أثقال الأرض في جوفها حتى القرن العشرين‏.‏
ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي مائة وخمسين مليونا من الكيلومترات‏,‏ وهذه المسافة قد حددتها بتقدير من الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ كتلة الأرض تطبيقا لقوانين الجاذبية‏,‏ والتي تنادي بأن قوة الجذب بين جسمين تتناسب تناسبا طردياً مع كتلة كل منهما‏,‏ وتناسبا عكسيا مع مربع المسافة بينهما حسب المعادلة التالية‏:‏
قوة الجاذبية بين كتلتين م‏1,‏ م‏2=‏ ثابت الجاذبية‏*‏ م‏1*‏م‏2/‏مربع المسافة بينهما
وهذا يعني أنه كلما زادت كتلة أي من الجسمين زادت قوة الجذب بينهما‏,‏ وكلما زادت المسافة بينهما قلت قوة الجاذبية‏.‏
والاتزان بين قوة جذب الشمس للأرض‏,‏ والقوة النابذة المركزية التي دفعت بالأرض الأولية من الشمس هو الذي حدد‏(‏ بمشيئة الله الخالق‏)‏ بعد الأرض عن الشمس‏.‏
والارتباط الوثيق بين كل من كتلتي الأرض والشمس بطريقة منتظمة بمعني أنه كلما تغيرت كتلة أحدهما تغيرت كتلة الآخر بنفس المعدل‏,‏ هو من الأمور التي تعمل علي تثبيت بعد الأرض عن الشمس‏,‏ وجعلها مستقرة في دورانها حول محورها‏,‏ وفي جريها حول الشمس في مدار محدد مما يؤدي إلي تثبيت كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلي الأرض وهي من عوامل تهيئتها لاستقبال الحياة واستقرارها‏,‏ وذلك لأن كمية الطاقة التي تصل من الشمس إلي كل كوكب من كواكبها تتناسب تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس‏,‏ وكذلك تتناسب سرعة جري الكوكب في مداره حول الشمس‏.‏
والأرض كوكب فريد في صفاته الفيزيائية والكيميائية والفلكية مما أهله بجدارة إلي أن يكون مهدا للحياة الأرضية بكل مواصفاتها النباتية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والإنسية‏.‏
فقد أثبتت دراسات الفيزياء الأرضية أن الأرض مبنية من عدد من النطق المتمركزة حول كرة مصمطة من الحديد والنيكل تعرف باسم لب الأرض الصلب أو اللب الداخلي للأرض‏,‏ وتقسم هذه النطق الأرضية علي أساس من تركيبها الكيميائي أو علي أساس من صفاتها الميكانيكية علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ قشرة الأرض‏:‏ وتتكون من صخور نارية ومتحولة صلبة تتغطي بسمك قليل من الصخور الرسوبية أو الرسوبيات‏(‏ التربة‏)‏ في كثير من الأحيان‏,‏ وتغلب الصخور الحامضية وفوق الحامضية علي كتل القارات وذلك من مثل الجرانيت والصخور الجرانيتية‏(‏ بمتوسط كثافة‏2,7‏ جرام‏/‏للسنتيمتر المكعب‏)‏ ويغلب علي قيعان البحار والمحيطات الصخور القاعدية وفوق القاعدية من مثل البازلت والجابرو‏(‏بمتوسط كثافة‏2,9‏ جرام‏/‏ للسنتيمتر المكعب‏).‏
ويتراوح متوسط سمك القشرة الأرضية في كتل القارات من‏35‏ إلي‏40‏ كيلو مترا‏,‏ وإن تجاوز ذلك تحت المرتفعات الأرضية من مثل الجبال‏.‏
ويتراوح متوسط سمك القشرة الأرضية المكونة لقيعان البحار والمحيطات من‏5‏ إلي‏8‏ من الكيلو مترات‏.‏
‏(2)‏ الجزء السفلي من الغلاف الصخري للأرض‏:‏ ويتكون من صخور صلبة تغلب عليها الصخور الحامضية وفوق الحامضية في كتل القارات بسمك يصل إلي‏85‏ كيلو مترا‏,‏ بينما تغلب عليها الصخور القاعدية وفوق القاعدية تحت البحار والمحيطات بسمك في حدود‏60‏ كيلو مترا‏.‏
ويفصل هذا النطاق عن قشرة الأرض سطح انقطاع للموجات الاهتزازية يعرف باسم ). (TheMohoDiscontinuity(‏

(3)‏ الجزء العلوي من وشاح الأرض‏(‏ نطاق الضعف الأرضي‏):‏
وتوجد فيه الصخور في حالة لدنة‏,‏ شبه منصهرة‏(‏ أو منصهرة انصهارا جزئيا في حدود‏1%),‏ ويتراوح سمك هذا النطاق بين‏280‏ كيلو مترا‏,335‏ كيلو مترا‏,‏ وهو مصدر للعديد من نشاطات الأرض من مثل الزلازل‏,‏ والبراكين‏,‏ وتحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وتكون الجبال والسلاسل الجبلية‏.‏
‏(4)‏ الجزء الأوسط من وشاح الأرض‏:‏ ويتكون من مواد صلبة‏,‏ كثيفة‏,‏ ويقدر سمكه بحوالي‏270‏ كيلو مترا‏,‏ ويحده من أسفل ومن أعلي مستويات من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل يقع أحدهما علي عمق‏400‏ كيلومتر من سطح الأرض‏,‏ ويقع الآخر علي عمق‏670‏ كيلو مترا من سطح الأرض‏.‏
‏(5)‏ الجزء السفلي من وشاح الأرض‏:‏ ويتكون من مواد صلبة تعلو لب الأرض السائل‏,‏ ويحده من أعلي أحد مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل علي عمق‏670‏ كيلو مترا من سطح الأرض‏,‏ ويحده من أسفل نطاق انتقالي شبه منصهر يفصله عن لب الأرض السائل علي عمق‏2885‏ كيلو مترا من سطح الأرض‏,‏ ولذا يقدر سمك هذا النطاق بحوالي‏2215‏ كيلو مترا‏.‏
‏(6)‏ لب الأرض السائل‏(‏ الجزء الخارجي من لب الأرض‏):‏
وهو نطاق سائل يحيط بلب الأرض الصلب‏,‏ وله نفس تركيبه الكيميائي تقريبا‏,‏ ويقدر سمكه بحوالي‏2275‏ كيلو مترا‏(‏ من عمق‏2885‏ كيلو مترا إلي عمق‏5160‏ كيلو مترا تحت سطح الأرض‏),‏ وتفصله عن النطاقين الأعلى والأسفل منطقتان انتقاليتان شبه منصهرتين‏,‏ أضخمهما المنطقة السفلي والتي يقدر سمكها بحوالي‏450‏ كيلو مترا‏.‏
‏(7)‏ لب الأرض الصلب‏(‏ اللب الداخلي للأرض‏):‏ وهو عبارة عن كرة ضخمة من الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ مع القليل من العناصر الخفيفة من مثل السيليكون‏,‏ الكربون‏,‏ الكبريت‏,‏ الفوسفور والتي لاتكاد نسبتها أن تتعدي‏1%.‏
وهذا هو نفس تركيب النيازك الحديدية تقريبا‏,‏ والتي تصل الأرض بملايين الأطنان سنويا‏,‏ ويعتقد بأنها ناتجة عن انفجار بعض الأجرام السماوية‏.‏
وهذه البنية الداخلية للأرض تدعمها دراسة النيازك التي تهبط علي الأرض‏,‏ كما تؤيدها قياسات الجاذبية الأرضية والاهتزازات الناتجة عن الزلازل‏.‏
ولولاهذه البنية الداخلية للأرض‏,‏ ماتكون لها مجالها المغناطيسي‏,‏ ولا قوتها الجاذبية‏,‏ ولولا جاذبية الأرض لهرب منها غلافها الغازي والمائي‏,‏ ولاستحالت الحياة‏,‏ ولولا المجال المغناطيسي للأرض لدمرتها الأشعة الكونية المتسارعة من الشمس ومن بقية نجوم السماء‏.‏
والأرض تجري حول الشمس في فلك بيضاني قليل الاستطالة‏,‏ بسرعة تقدر بحوالي‏30‏ كيلو مترا في الثانية‏,‏ لتتم دورتها في سنة شمسية مقدارها‏365.25‏ يوم تقريبا وتدور حول محورها بسرعة تقدر اليوم بحوالي‏30‏ كيلو مترا في الدقيقة عند خط الاستواء فتتم دورتها هذه في يوم مقداره‏24‏ ساعة تقريبا‏,‏ يتقاسمه ليل ونهار‏,‏ بتفاوت يزيد وينقص حسب الفصول السنوية‏,‏ والتي تنتج بسبب ميل محور دوران الأرض علي دائرة البروج بزاوية مقدارها‏66,5‏ درجة تقريبا‏.‏
كذلك فإن حركات الأرض العديدة ومنها حركتها المحورية‏,‏ والمدارية‏,‏ وترنحها في دورانها حول محورها‏,‏ وتذبذبها‏(‏نودانها أو ميسانها‏),‏ وقربها وبعدها من الشمس في حركتها المدارية‏,‏ والتغير التدريجي في توازن حركاتها مع حركات القمر حولها‏,‏ ومع باقي كواكب المجموعة الشمسية ومع الشمس حول مركز المجرة‏، ومع المجرة‏,‏ حول مركز التجمع المجري‏,‏ وكلها حركات تحتاج إلي ضبط وإحكام حتى تصبح الأرض مستقرة بذاتها‏,‏ وقرارا للحياة علي سطحها‏.‏
وتكفي في ذلك الإشارة إلي دور الجبال في تثبيت الأرض والتقليل من ترنحها في دورتها حول محورها تماما كما تقوم قطع الرصاص التي توضع حول إطارات السيارات في التقليل من معدلات ترنحها أي السيارة‏.‏


ثانيا‏:‏ جعل الأرض قرارا بمعني قرارا لسكانها

ومن معاني جعل الأرض قرارا لسكانها هو جعل الظروف العامة للأرض مناسبة للحياة علي سطحها‏,‏ ومن أولها مقدار جاذبية الأرض الذي يمسك بكل من غلافها المائي والغازي وبالأحياء علي سطحها‏,‏ والماء هو سر الحياة علي الأرض‏,‏ ولذا جعل ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ كوكب الأرض أغني الكواكب التي نعرفها في المياه حتى ليسميه العلماء بالكوكب الأزرق أو الكوكب المائي‏,‏ وتقدر كمية المياه علي سطح الأرض بحوالي‏1360‏ مليون كيلو متر مكعب‏,‏ ويغطي الماء حوالي‏71%‏ من مساحة الأرض بينما لا تتعدى مساحة اليابسة اليوم‏29%‏ من مساحة الأرض‏.‏
كذلك فإن غاز الأوكسجين يشكل سرا من أسرار الحياة الراقية علي الأرض فجعل الله‏(‏تعالى‏)‏ لها غلافا غازيا تقدر كتلته بحوالي خمسة آلاف مليون مليون طن‏,‏ ويقدر سمكه بعدة آلاف من الكيلو مترات فوق مستوي سطح البحر حيث يصل ضغطه إلي حوالي الكيلو جرام علي السنتيمتر المربع‏,‏ ويتناقص مع الارتفاع إلي واحد من مليون من ذلك الضغط في أجزائه العليا‏.‏
ويضم الجزء السفلي من هذا الغلاف الغازي‏(‏ من‏6‏ إلي‏20‏ كيلومترا فوق مستوي سطح البحر‏)‏ حوالي‏66%‏ من كتلته‏,‏ ويتكون من غازات النيتروجين‏(‏ بنسبة‏78,1%‏ بالحجم‏)‏ والأوكسجين‏(‏ بنسبة‏21%‏ بالحجم‏)‏ والأرجون‏(‏ بنسبة‏0,93%‏ بالحجم‏),‏ وثاني أكسيد الكربون‏(‏ بنسبة‏0,03%‏ بالحجم‏)‏ بالإضافة إلي نسب ضئيلة من بخار الماء وغازات أخري‏.‏ ولولا هذا التركيب للغلاف الغازي ما استقامت الحياة علي الأرض‏.‏
كذلك فإن كتلة وأبعاد الأرض‏,‏ ومسافتها من الشمس قدرت كلها بدقة بالغة‏,‏ فلو كانت الأرض أصغر قليلا لاندفعت بعيدا عن الشمس ولفقدت الكثير من طاقتها‏,‏ ولما كان بمقدورها الاحتفاظ بغلافها المائي والغازي‏,‏ وبالتالي لاستحالت الحياة‏,‏ ولو كانت أكبر قليلا لاندفعت إلى مسافة أقرب من الشمس ولأحرقتها حرارتها‏,‏ ولزادت قدرتها علي جذب الأشياء زيادة ملحوظة مما يعوق الحركة‏,‏ ويحول دون النمو الكامل للأحياء‏,‏ ويخل بالميزان الحراري علي سطحها‏.‏
وكذلك يعتمد طول السنة الأرضية علي بعد الأرض من الشمس‏,‏ ويعتمد طول يوم الأرض علي سرعة دورانها حول محورها‏,‏ وكل ذلك مرتبط بأبعاد الأرض‏,‏ وكذلك يعتمد تبادل الفصول المناخية علي ميل محور دوران الأرض علي دائرة البروج فلو لم يكن مائلا ما تبادلت الفصول‏,‏ ولا يختل نظام الحياة علي الأرض‏.‏
ولولا تصدع الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وتحرك ألواحه متباعدة عن بعضها البعض ومصطدمة ببعضها البعض لما تكونت الجبال‏,‏ ولا ثارت البراكين‏,‏ ولا حدثت الهزات الأرضية‏,‏ وكلها من صور ديناميكية الأرض‏,‏ ووسائل تجديد وتثبيت غلافها الصخري‏,‏ وإثرائها بالمعادن‏,‏ وتكوين التربة وتحرك دورة الماء حول الأرض ودورة الصخور‏,‏ وبناء القارات وهدمها‏,‏ وتكون المحيطات واتساعها ثم إغلاقها وزوالها‏,‏ وهذه الحركات الأرضية‏(‏ وغيرها كثير‏)‏ لعبت وـ لا تزال تلعب ـ أدوارا أساسية في جعل الأرض كوكبا مهيئا لاستقبال الحياة الأرضية وصالحا للعمران‏.‏
هذه بعض آيات الله في جعل الأرض كوكبا مستقرا في ذاته علي الرغم من حركاته العديدة‏,‏ وجريه في فسحة الكون‏,‏ وفي تهيئته ليكون مستقرا للحياة التي أراد الله أن تزدهر علي سطحه‏,‏ علي الرغم من المخاطر العديدة المحيطة به‏,‏ حتى يؤمن الناس بقدر الرعاية الإلهية التي يحيطنا الله بها في هذا الكون‏,‏ ويستشعرون حاجتهم إلي هذا الخالق العظيم وإلي رحمته وعنايته في كل وقت وفي كل حين لأننا لو تركنا لأنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك لهلكنا‏...‏
وسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق‏:‏
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر:64) .
وعاتب الكافرين والمشركين والمتشككين بقوله الحق‏:‏
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النمل:61)

المصدر : بحث للدكتور زغلول النجار
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-02-2011, 05:26 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

مكة المكرمة تقع في مركز اليابسة

مكة مركز يابسة العالم





المساحة والهندسة :

علم المساحة والخرائط من العلوم الأساسية التي تعنى بالإسقاط الفعلي للمشروع الهندسي على أرض الواقع كما تعنى بالخرائط الكنتورية التي تستخدم في إسقاط المشاريع الهندسية .

وهنا يبدر سؤال مهم وهو ما السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره الله تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث آخر أنبياءه محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر الله وغيب الله ، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصرة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم الله الذي لا نهاية له . ففي حقل الجيولوجيا الهندسية هنالك ما يعرف بعلم المساحة والخرائط ، وفي هذا العلم الجميل والواسع استطاع فريق علمي يرأسه الدكتور حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية ، وقد كان هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه في الأرض (قلنا في الأرض وليس على الأرض لأن الغلاف الجوي تابع لكوكب الأرض وعليه يكون الإنسان دائما داخل الأرض إلا إذا نفذ إلى الفضاء) إلا أنه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات ، فقد اتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستة وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها ، فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط ، ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة ، ولاحظ أنه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية ، وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكانا لبيت الله الحرام (عن مجلة العربي العدد 237 أغسطس 1978) . وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينيات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها الطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا العهد التسعيني للقرن العشرين الميلادي .

وحول هذا الموضوع يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :

(( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )) ‏ ‏(الآية رقم 92) .

فلماذا مكة أم القرى ؟ . ولماذا أطلق الله تعالى على بقية الأرض لفظ من حولها ؟ . وكان الأمر يتعلق بمركز ما والأفلاك التي تدور حوله ، لنرى ماذا يفصل برنامج المعجزة الخالدة هذا الموضوع .

فضّل الله جلّ وعلا بعض الأماكن على بعض كتفضيل مكة على سائر بقاع العالم لتكون مركزا لظهور الدين الخاتم وانتشاره إلى باقي بقاع الأرض . ومعلوم أن عدد قارات العالم في الأرض سبع قارات منها خمس مأهولة بالسكان والقارتان القطبيتان خاليتان من الحياة البشرية وكذلك من المعروف أن الرقم (7) ذو أهمية كبيرة في الحقائق الكونية فهناك سبع قارات وسبعة ألوان طيف وسبع سموات (إذ أن آخر تقسيم علمي فلكي لطبقات السماء هو سبعة – من محاضرة الدكتور أنيس الراوي بعنوان الكيمياء الذرية) ، أما في القرآن فإن الرقم سبعة له دلالة وأهمية عظيمة .

فضّل الله تبارك وتعالى مكة وكرمها حين جعلها مركز جذب الإشعاعات الروحية ، مركزا يحج إليه المسلمون من كل فج عميق ، وشاءت إرادة الله تبارك وتعالى أن يوضع أول بيت للناس لعبادته وحده لا شريك له في مكة ، فهي وجهة الناس ومتجههم في الحج والعمرة وهي ذات موقع متوسط في العالم إذ أنها تمثل المعنى والمفهوم الجغرافي لوسطية الأمة الإسلامية كما قال تعالى : (( ‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )) ‏ ‏(البقرة 143) .

وهي وسطية في الإسلام شاملة المعاني ، وسطية في التمتع بطيبات الحياة دون إفراط أو تفريط ، وسطية في الأمور العامة والخاصة فلا تبذير ولا تقتير ، ثم أنها وسطية بالموقع والمكان ولذلك اختارها الله تبارك وتعالى لتكون مهبط خاتم رسالاته . ومكة كما هو معروف تحتل موقعا متميزا منذ أقدم العصور ، وهي حتى الآن منطقة عبور القوافل التجارية .

مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية

نعود ونتكلم بعض الشيء عن الجغرافية وعلم المساحة والخرائط الذي سبق أن أشرنا إليه فنقول : تطور علم الخرائط تطورا كبيرا بعد اختراع الأقمار الصناعية وسفن الفضاء ، وهي التي قامت ولا تزال بتصوير وجه الكرة الأرضية من أبعاد واتجاهات مختلفة وظهرت حقائق علمية عديدة لم تكن معلومة للإنسان عن مساحات ، ومسافات ، وتضاريس لقارات ، وبحار ، وجزر ، ومحيطات . وتوضع على الخرائط الجغرافية خطوط ودوائر ، أما الخطوط فهي خطوط الطول وهي عبارة عن خطوط يتصورها العلماء على سطح الكرة الأرضية ، وتصل فيما بين القطبين ، وخط الطول الأساسي فيها يأخذ رقم الصفر ، وهو الخط المار بضاحية غرينتش بالقرب من لندن ، وعدد خطوط الطول هذه هو 360 خطا نصفها شرق غرينتش ، والنصف الآخر غربه ، تساعد هذه الخطوط على تحديد المكان على سطح الكرة الأرضية . وأما الدوائر فهي دوائر يتصورها العلماء على وجه الأرض ومنها دائرة أو خط الاستواء ، وتقع في منتصف المسافة بين القطبين ودرجتها الصفر ، ثم توجد دوائر موازية لخط الاستواء هذا عند 90 درجة شماله وكذلك 90 درجة جنوبه ، والمسافة بين دوائر العرض واحدة تقريبا على خرائط العالم ، أما فائدتها فهي معرفة بعد الموقع محددا بالدرجات عن خط الاستواء شمالا أو جنوبا .

وحديثا استطاع العلماء أن يتحققوا من وسطية مكة المكرمة بواسطة الصور الحقيقية التي يصورها القمر الصناعي عندما يلتقط صورا للكرة الأرضية مبتعدا عن سطحها بما لا يقل عن مائة كيلومتر في الفضاء وهو البعد الذي تستطيع أجهزة التصوير بالقمر الصناعي أن تلتقط صورا للكرة الأرضية مشتملة على القطبين . وباستعمال أجهزة التكبير في فحص هذه الصور الحقيقية تتضح وسطية مكة بين أقصى يابسة في القطب الشمالي ، وأقصى يابسة في القطب الجنوبي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي ، قام أحد العلماء الأمريكان والمتخصص في علم الطبوغرافيا بإجراء بحوث استنتج منها أن مكة المكرمة هي المركز المغناطيسي للكرة الأرضية ، وقد قامت بحوث هذا العلم على أساس ظاهرة كونية موجودة منذ خلق الكون ، وهي ظاهرة التجاذب في ما بين الأجرام السماوية (التجاذب المتبادل فيما بينها) ، وتصدر فاعلية هذا التجاذب من مراكز هذه الأجرام أي الكواكب والنجوم ، والكرة الأرضية شأنها شأن أي كوكب آخر ، تصدر قوة جذبها للأشياء من مركزها في باطنها ، وهي النقطة أو المركز الذي درسه ذلك العالم الأمريكي وتحقق من وجوده وموقعه والمكان الذي يدل عليه على سطح الأرض ، وإذا به يجد أن موقع مكة هو الموقع الذي تتلاقى فيه الإشعاعات الكونية ، وأعلن بحوثه هذه دون أن يدفعه على إجرائها أو إعلانها أي وازع ديني ، وبعد ذلك نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 4/2/1977م. نبأ العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل آنذاك رئيسا لقسم المساحة التصويرية بجامعة الرياض في السعودية ، تذكر فيه أنه توصل لنفس النتيجة التي توصل إليها العالم الأمريكي ، وهي أن مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية ، وقد ذكر هذا البحث بالتفصيل في مجلة العربي الكويتية .

المصدر : كتاب المنظار الهندسي للقرآن الكريم لمؤلفه د. خالد فائق العبيدي
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-02-2011, 05:28 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الخــوف والمــطر
الخــوف والمــطر




أول معركة خاضها محمد صلى الله عليه وسلم بين الكفر والإسلام في غزوة بدر الكبرى حيث خرج المسلمون وهم قلة يريدون قافلة الكفار وإذا الأمر تحدث فيه المفاجآت فهم أمام جيش قوي كبير أضعافهم عدد وتدور المعركة ويثق الكفار بأن النصر لهم قال تعالى : ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً )



فوثق الكفار بالنصر , إن المسلمين قلة ثلاث مئة أو يزيدون عددا قليلا أما الكفار فكانوا ألفا فيهم مائتا فارس والفارس يحسب بعشرة من المقاتلين . لما نظر الكفار المسلمين وقد زاد عدد الكافرين وقد قل المسلمون في نظر الكافرين أيضا أيقنوا أن النصر لهم , فأرادوا أن يسجلوا نصرا في مجال العقيدة , إلى جانب النصر المضمون في مجال المعركة فخرجوا يستفتحون الله يقولون : اللهم من كان منا على حق فانصره .. لكن الله لا يضيع عبادة .. لايضيع رسوله صلى الله عليه وسلم لقد علم الرسول أنها موقعة فاصلة , فاستغاث بربه فأنزل الله قوله : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) الأنفال - 9 -10 فعندما يرى المسلمون جند الله بينهم تطمئن القلوب , وما النصر إلا من عند الله , لا من عند الملائكة ولا من عند البشر ثم ماذا ؟ هذا النعاس الذي جعله الله نعمة للناس , إذا ناموا استعادت أبدانهم قوتها بعد إجهاد وتعب يشاء الله أن يخرق السنة للمسلمين الخائفين ليلة المعركة , فنزل عليه نعاسا يغشاهم جميعا , في لحظة واحدة , فينام كل واحد منهم على حاله ومع هذا النعاس الذي غشيهم جميعا حيث النوم العميق والأمان القوي .. احتلم بعض المسلمين فأجنب فقاموا في الصباح, فجاء الشيطان واعظا لهم يقول : كيف تدخلون معركة وأنتم جنب ؟!! كيف تقتلون وتلقون الله وأنتم جنب ؟! فرد الله كيد الشيطان فأنزل مطرا من السماء ليطهر المسلمين به , ويذهب عنهم رجز الشيطان

يقول الأطباء عند الخوف تفرز في الدماء مادة معينه ترتعش منها الأطراف فلا تثبت , ومن وسائل تثبيت الأطراف بتقليل هذه المادة أن يرش من هذه حالته بالماء , وقد كان نزول الماء أيضا من الأسباب المادية التي جعلها الله وسيلة لتثبيت الأقدام , بتقليل هذه المادة في الدماء إلى جانب تثبيت الأرض التي يسير عليها المجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون ثابتة تحت أقدامهم , لأن الرمال إذا بللت تماسكت وسار عليها السائر بعزم وثبات وتتقدم القدم فلا تغوص ونزل الماء على الكفار فعطلهم عن السير ترى عندما التقى الجيشان ماذا كانت النتيجة ؟ بعد المعركة وبعد أن التحم الصفان صفت الملائكة مع المؤمنين إذا بالمؤمنين يزدادون عددا في نظر الكافرون , ويرونهم مثليهم رأى العين بعد أن كانوا يرونهم قليلا ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْن )

المصدر: " العلم طريق الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22-02-2011, 05:29 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الـزلازل والقـرآن
الـزلازل والقـرآن



قال تعالى في كتابه الحكيم :

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا {3}[سورة الزلزلة ] .

وقال تعالى :

وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5} يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ {9}[سورة النازعات ].

الإعجاز العلمي :

تصف لنا هاتين الآيتين بعض مشاهد قيام الساعة و التي من مشاهدها الزلزال العظيم الذي سوف ينتاب الكرة الأرضية يوم القيامة ، و كلمة إذا هنا تجمع ما بين معنى الظرفية و المباغتة و المفاجئة ، و ذلك لأن الزلازل تتم بدون علم الناس و بدون سابق إنذار ، فيصب لنا سبحانه وتعالى أهوال هذا اليوم حيث الأرض تخرج أثقالها من باطنها إلى سطحها الخارجي .

لقد أجمع جل المفسرين تقريباً بأن المقصود بجملة : ( وأخرجت الأرض أثقالها ) إنما يقصد به بعث وخروج الموتى من أجداثهم ويرافق ذلك خروج الكنوز المدفونة تحت الأرض . وهنا أقول أيا كان التفسير، فإن من الأمور المعروفة والمسلم بها أن حدوث الزلزال العادي سبب من أسباب صعود مواد الأرض الباطنية العميقة إلى سطح الأرض وما تجدد البراكين بسبب حدوث الزلازل إلا شاهد حي على ما ذكرته . هذه الزلازل العادية التي عاشها الإنسان خلال وجوده على الأرض، قد أدت إلى قتل ملايين البشر وإلى تبدلات ملحوظة في مظهر التضاريس، وعملت على صعود كميات كبيرة من الصخور الباطنية نحو السطح . فما بالك بزلزلة يوم القيامة التي ستنال كامل الأرض وليس مناطق محددة كما هو الأمر حالياً، وكيف يتم نسف الجبال والبحار، وكيف تحمل الأرض والجبال وتدك دكة واحدة، إن لم تكن قوة الدفع الباطنية زلزلة هائلة القوة، وهل من المعقول أن يحدث مثل هذا الواقع المرعب وتتبدل الأرض غير الأرض كما جاء في البيان الإلهي، ولا تخرج الأرض أثقالها الباطنية وتدفع بصخورها المصهورة العالية الكثافة إلى سطح الأرض الخارجية فتمتد الأرض مدا .

لقد أشار القرآن الكريم في هذه الآيات إلى حقيقة علمية كبيرة و هي أخراج الأرض لأثقالها و كأن أثقال الأرض مخبوءة في داخلها فيوم القيامة تخرج هذه الأثقال إلى سطحها و هذا دليل على اختلال في القوانين التي تشير إلى نهاية الدنيا ..

ولقد كشف العلم على صدق الآية القرآنية و توافقها مع ما توصل إليه علم الجيولوجيا وطبقات الأرض .

يقول علماء الأرض أنه إذا فحصنا طبقات الأرض من طبقة القشرة إلى النواة فإنه يزداد الوزن النوعي الكثافة للصخور تدريجياً حيث تزداد نسبة المركبات الحاوية على عنصر الحديد و أكاسيده المختلفة و ذلك مع اقترابنا من النواة .

وتزايد الكثافة مرده أساساً إلى أمرين هما

الأول : تزايد الضغط فكلما تعمقنا داخل الأرض تزايد وزن الطبقات الأرضية.

الثاني : عمليات الفرز الثقلي بسبب الحرارة العالية في نواة الأرض ومركزها، مما يسمح بتمركز العناصر الحديدية الأثقل والأكثر كثافة في النواة، بينما تتمركز في الأجزاء العليا من طبقات الأرض الصخور الرسوبية والغرانيتية ثم البازلتية في صخور القشرة الأرضية

و في نواة الأرض سواء الخارجية منها أو الداخلية يسيطر فيها الحديد وأكاسيده المختلفة Feo، Fe203 مع قليل من النيكل وكبريت الحديد .

و بسبب ما ذكرناه يرتفع الوزن النوعي للنواة عامة إلى ( 4،4ـ 5،3) .

و عندما تقع زلزلة يوم القيامة المروعة التي ستستمر طويلاً لا بد من أن تندفع كميات كبير من الطبقات الباطنية العميقة ذات الوزن النوعي الكبير إلى السطح الخارجي، ويبين لنا الجدول التالي تزايد كل من قيم الوزن النوعي والكثافة في باطن الأرض لارتباطهما مع بعضهما البعض بالنسبة لبنية الأرض.

الطبقة
السماكة بالكم
الوزن النوعي
الكثافة غ/سم
الضغط ( ضغط جوي )

القشرة الأرضية
حتى 150
2.7ـ2.5
حتى 3.6
حتى 60 ألف

الرداء
حتى2920
3 ـ3.5
حتى 5.5
حتى 1.3 مليون

النواة
حتى 6370
4.4 ـ5.3
حتى 12.6
حتى 3.2 مليون




وقال تعالى : (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5} يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ {9}[سورة النازعات ].

نتوقف في هذه السورة عند الآيتين الكريمتين ( يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة ). وهما لوحتان لمشهد زلزالي واحد، ، انقسم علماء التفسير في بيانهما وتوضيحهما . فأكثر العلماء اعتبروا الراجفة النفخة الأولى، والرادفة الثانية . ووجد آخرون في الرجفة الأرض، والرادفة الساعة، كما أن منهم من قال إن الراجفة هي الزلزلة، والرادفة الصيحة، وقلة من أشاروا إلى أن الراجفة تمثل اضطراب الأرض، والرادفة الزلزلة . إن التصور الأخير في اعتقادي هو الأكثر واقعية وليس هنالك من فارق في الزلازل بين اضطراب الأرض والزلزلة، ويجب أن أبين أن ترتيباً معيناً يتم عند حدوث الزلازل : ففي البدء وقبل حدوث الهزة الكبرى الأساسية عادة . تظهر هزات أرضية خفيفة تمهيدية تعرف باسم الهزات الطلائية ( for shoch) بعد هذه الهزات تأتي الهزة الأساسية المخربة أو ذات التأثير الأكبر . وبعد فترة هدوء نسبية غير طويلة عادة تأتي الهزة المكملة وهي التي تكمل مهمة الهزة الأساسية في التدمير والتخريب، إذ تنهي في الزلازل القوية تخريب ما لم يخرب سابقاً . وتعرف عادة باسم ما بعد الهزة ويقصد بها الأساسية ـ أو(( After shoch .

و لقد قصد القرآن بتصوري بكلمة الرادفة هذه الهزة المكملة . والهزة الرادفة أضعف من الأولى بشكل عام ولكن قد يحدث العكس و لعل ذكر القرآن الكريم للزلالزل بهذه الدقة لهو من الإعجاز العلمي .

المصدر : الزلازل وتطور وتبدل الأرض في القرآن الكريم تأليف د. شاهر جمال آغا .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22-02-2011, 05:31 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

القرآن وزحف القارات

حركة الجبال




قال تعالى : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)



إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي تتواجد عليها، حيث إن القشرة الأرضية تطفوا فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة . في بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنران القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها .

و لم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته . وكما واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي .

و قبل 180 مليون عام تقريباً انقسمت البانجيا إلى قسمين انجرفا باتجاهين مختلفين، فسميت إحدى هذه القارتين العظيمتين الغوندوانا وتضمنت أفريقيا واستراليا والأنتاركتيكا والهند، فيما سميت الأخرى للوراسيا وشملت أوربا وأمريكا الشمالية وآسيا باستثناء الهند وبعد مرور 150 مليون عاماً على هذا الافتراق انقسمت الغوندوانا واللوراسيا إلى أقسام أصغر .

و القارات التي انبثقت عن انقسام البانجايا هي في حركة دائمة على سطح الأرض تقد رببضع سنتيمترات سنوياً، وهذه الحركة تحدث تغييراً في نسبة اليابسة إلى الماء في الكرة الأرضية . وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي :

القشرة الأرضية والقسم العلوي من الأوشحة اللذين تبلغ مساحتهما 100كلم تقريباً مقسمات إلى ستة صفائح أساسية، ومجموعة أخرى أصغر، ووفقاً للنظرية المسمات : تشوه الصفائح فإن هذه الصفائح تنتقل في الأرض حاملة معها القارات وقاع المحيطات . وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب1ـ 5 سنتيمترات في السنة . وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فإنها سوف تحدث تغيراً في جيولوجية الأرض، فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الأطلسي قليلاً.

هناك نقطة مهمة يجب ذكرها هنا وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الآية الكريمة إلى حركة القارات على أنها عملية انجراف . واليوم استعمل العلم الحديث مصطلح الانجراف القاري للتعبير عن هذه الحركة .

و بالطبع فإن ذلك كله أحد وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية، في حين أن العلم الحديث لم يستطع اكتشافها إلا مؤخراً .

المصدر : كتاب معجزة القرآن تأليف هارون يحيى .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22-02-2011, 05:32 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

علاقة الماء بلون الصخور

علاقة الماء بلون الصخور




إن من آيات الإعجاز العلمي المتعلقة بالماء قول الله جل جلاله: ) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28، 27)

ورد اختلاف الألوان في ثلاث فقرات في هذه الآية، إن بحثاً علمياً مطولاً ملخصه أن ألوان الصخور هي نتاج ألوان المعادن المكونة لها، وأن ألوان المعادن نتاج تركيبها العنصري ، وبيئتها ، وتفاعلها مع الماء ، فالماء هو العامل الحاسم في تلوين صخور الجبال ، لذلك قال تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً قد يعجب الإنسان من علاقة إنزال الماء من السماء باختلاف ألوان الجبال ، ففي بحث مطول ومعقد جداً عن الماء ، هذا العنصر الحيوي ، والذي يعد من أعلى العناصر المذيبة والفعالة، تبين أنه هو العامل الحاسم في تلوين الجبال، التي تأخذ ألوانها من ألوان معادنها التي تشترك في بنيتها، والمعادن تتلون بقدر أكسدتها، حيث إن الماء له علاقة بهذه الأكسدة ، لذلك تجد أن أحد عوامل تلوينها ، واختلاف ألوانها ، من جبال كالغرابيب السود، وجبال جدد بيض ، وحمر مختلف ألوانها يعود إلى الماء ..

فكلما تقدم العلم كشف عن جانب من إعجاز القرآن الكريم العلمي، من أجل أن نعلم علم اليقين أن الذي أنزل هذا القرآن هو الذي خلق الأكوان، وأن هذا التوافق بين معطيات العلم، وبين معطيات الوحي هو منطقي إلى درجة قطعية، لأن الوحي كلام الله، الفطرة السليمة غير المشوهة، وخطوط الواقع الموضوعي غير المزور ، فلا بد أن نعلم علم اليقين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن قال تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ.

هنا عطف . قال تعالى : وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ

و" إنما " تفيد القصر والحصر ، أي : ما لم تطلب العلم فلا سبيل إلى أن تخشى الله، فإن أردت أن تخشى الله الخشية الحقيقية فلا بد من طلب العلم ، لأن الله عز وجل يقول : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) : أي العلماء وحدهم يخشون الله ، ولا أحد سواهم .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : (يقول تعالى منبهاً على كمال قدرته في خلق الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد ، وهو الماء الذي ينزله من السماء ، يخرج به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ، وطعومها ، وروائحها ، كما قال تعالى في الآية الأخرى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4).

وقوله تبارك وتعالى : (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ أي وخلق الجبال كذلك مختلفة الألوان كما هو المشاهد أيضاً ، من بيض وحمر ، وفي بعضها طرائق وهي الجدد، جمع جدة مختلفة الألوان أيضاً ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : الجدد : الطرائق .. والغرابيب : الجبال الطوال السود .. والعرب إذا وصفوا الأسود قالوا : أسود غربيب .. وقوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ أي كذلك الحيوانات من الناس والدواب ،وهو كل ما دب على القوائم ، والأنعام من باب عطف .

وكذلك الدواب والأنعام مختلفة الألوان ، حتى في الجنس الواحد، بل النوع الواحد منهن مختلف الألوان، بل الحيوان الواحد يكون فيه من هذا اللون، وهذا اللون فتبارك الله أحسن الخالقين .. ولهذا قال تعالى بعد هذا : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) أي : إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر .

المصدر : الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة أعداد وتأليف الدكتور الشيخ راتب النابلسي
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22-02-2011, 05:34 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الطواف حول الكعبة
الطواف حول الكعبة




قال تعالى : (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (التوبة:3)

فرض الله الحج و العمرة بمكة المكرمة خاصة جعلها الله تعالى فيها .

و من كرامات هذا المكان أن الله قد اختصه بأن يكون أول مكان يعبد فيه الله على الأرض ، و في كلا الشعيرتين .

الحج و العمرة يطالب المسلم بالطواف حول البيت الحرام سبعة أشواط بدءاً من الحجر الأسود و انتهاءً بالحجر الأسود ،و هذا الطواف يتم في عكس عقارب الساعة ، و هو نفس اتجاه الدوران الذي تتم به حركة الكون من ادق دقائقه إلى أكبر وحداته ، فالإلكترون يدور حول نفسه ، ثم يدور حول نواة الذرة في نفس اتجاه الطواف عكس عقارب الساعة ،و الذرات في داخل السوائل المختلفة تتحرك حركة موجبة .

حتى في داخل كل خلية حية تتحرك حركة دائرية ، البروتوبلازم يتحرك حركة دائرية في نفس الاتجاه الأرض تدور حول الشمس و القمر يدور حول الأرض ،و المجموعات الشمسية تدور حول مركز المجرة ، و المجرة تدور حول مركز تجمع مجري ،و التجمع المجري يدور حول مركز الكون لا يعلمه إلا الله عكس عقارب الساعة.

و كذلك أن البيضة عندما تخرج من المبيض إلى قناة الرحم، قناة (فالوب) في رحلتها إلى الانغراس في بطانة الرحم تدور حول محورها بعكس اتجاه عقرب الساعة وهي تحيطها الحيوانات المنوية في دوران عكس اتجاه عقرب الساعة، مثل دوران الحجيج أو الطواف حول الكعبة و من الغريب أيضاٍ في كافة أجسام الكائنات الحية و هي تتكون من البروتينات و هي جزيئات معقدة للغاية لبناتها الأحماض الأمينية ، وهي مكونة من خمسة عناصر ( الكربون ـ الهيدروجين ـ الأكسجين ـ الكبريت ـ النتروجين )هذه العناصر تترتب حول ذرة الكربون تترتب ترتيباً يسارياً أي نفس اتجاه الطواف حول الكعبة .

المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار ندوة للدكتور محمد جميل الحبال على قناة الجزيرة في برنامج الشريعة و الحياة تاريخ الحلقة الاثنين 12/2/1422هـ الموافق 6/5/2001م
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22-02-2011, 05:36 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

المشارق و المغارب
المشارق والمغارب






ظاهرة يومية عرفت منذ تكونت الشمس والأرض وهي ظاهرة الشروق والغروب .. جاءت في كتاب الله بصور وصيغ ثلاث قال تعالى : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) وقال تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ) وقال تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) ففي الآية الأولى جاء ذكر المشرق والمغرب في صيغة المفرد وفي الثانية في صيغة المثنى وفي الثالثة في صيغة الجمع فما هو السبب في اختلاف الصيغ ؟ وأين كل هذه المشارق والمغارب ؟ لا يبدو وجود صعوبة في فهم صيغة المفرد فأينما كنا وحيثما وجدنا رأينا للشمس مشرقا ومغربا . أما المشرقان والمغربان فقد فسرهما المفسرون مشرقي ومغربي الشمس في الشتاء والصيف . فالأرض كما نعرف تتم دورتها حول الشمس في 365 يوما وربع يوم كذلك نعلم أن ميل محور دورانها عن المحور الرأسي يسبب اختلاف الفصول ومن ثم اختلاف مكان ووقت الشروق والغروب على الأرض على مر السنة . فالواقع أن المشرق والمغرب على الأرض - أي مكان الشروق والغروب - يتغيران كل يوم تغيرا طفيفا , أي أن الشمس تشرق وتغرب كل يوم من مكان مختلف على مر السنة وهذا بدوره يعني وجود مشارق ومغارب بعدد أيام السنة وليس مشرقين ومغربين اثنين فقط , وإن بدأ الاختلاف بين مشرقي الشمس ومغربيها أكثر وضوحا في الشتاء والصيف . فقد يكونا إذن مشرقي الشمس ومغربيها في الشتاء والصيف هما المقصودان في الآية الكريمة : ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) كذلك قد تكون هذه المشارق والمغارب المتعددة التي نراها على مر السنة هي المقصودة في الآية الثالثة : ( بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) وقد يكون المقصود بها أيضا مشارق الأرض ومغاربها في بقاعها المختلفة فشروق الشمس وغروبها عملية مستمرة ففي كل لحظة تشرق الشمس على بقعة ما وتغرب عن بقعة أخرى . وقد يكون المقصود بها مشارق الأرض ومغاربها على كواكب المجموعة الشمسية المختلفة , فكل كوكب - مثله في ذلك مثل الأرض - تشرق عليه الشمس وتغرب كانت هذه تفسيرات مختلفة لمعنى المشارق والمغارب والمشرقين والمغربين . بقى لنا أن نعرف السبب في ذكر المشرق والمغرب في صيغة المختلفة , والسبب يبدو أكثر وضوحا إذا تلونا الآيات مع سوابقها وبتدبر وإمعان فالآية الأولى تبدأ ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) وكما نلاحظ أن ذكر رب المشرق والمغرب هنا كان مقرونا باسم الجلالة فالله سبحانه وتعالى يأمر رسوله بأن يذكر اسم ربه وأن يتبتل إليه , والتبتل هو الاتجاه الكلي لله وحده بالعبادة والإخلاص فيها بالخشوع والذكر , فليس للرحمن من شريكة ولا ولد ويأتي ذلك مؤكدا في المقطع الثاني من الآية ( لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) ففي هذا المقام الذي يؤكد الله فيه وحدانيته لعبده ويدعوه لعبادته وحده عبادة خالصة مخلصة نجد أن صيغة المفرد هنا هي أنسب الصيغ وذكر المشرق والمغرب في صيغة المفرد يكمل جو الوحدانية الذي نعيش فيه مع هذه الآية الكريمة .. أما في الآية الثانية فالوضع يختلف ولنبدأ ببعض الآيات التي تسبق الآية الثانية قال تعالى : ( خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) الحديث في هذه الايات كلها في صيغة المثنى يذكرنا فيها الرحمن بأنه هو الذي خلق الإنس والجان وأنه هو رب المشرقين والمغربين وأنه هو الذي مرج البحرين ليلتقيا ولكن بدون أن يبغي أحدهما على الآخر ومهما يخرج اللؤلؤ والمرجان فصيغة المثنى هي الغالبة في هذه الآيات وكذلك فقد يبدو من الأنسب أن يذكرا المشرقين والمغربين أيضا في صيغة المثنى . وبالمثل في الآية الثالثة فإذا كتبناها مع سوابقها ولواحقها من الآيات الكريمة عرفنا سبب ذكر المشرق والمغرب في صيغة الجمع قال تعالى : ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ * فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) فالحديث هنا كما يلاحظ القارئ منصب على الذين كفروا ولذلك ذكرت المشارق والمغارب على نفس النمط في صيغة الجمع أيضا حتى يتأتى التوافق في الصيغ الذي وجدناه في الآيتين السابقتين . ومن ناحية أخرى يدعونا العلي القدير للتعمق والتفكير في معاني الصيغ المختلفة فقد يكون المقصود بالمشارق والمغارب هنا على كفار جدد في أماكن جديدة وكأن العلي القدير يخاطبهم ويقول ( فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ) هذه التي عرفتموها ورأيتموها في كل مكان وزمان على الأرض إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منكم وما نحن بمغلوبين .. لا شك في أن التوافق الذي رأيناه في صيغ الآيات الثلاث السابقة هو مثل حي من بلاغة الأسلوب القرآني وجمال تعبيره ودقة معانية وإلى جانب ذلك نجد أن ذكر المشرق والمغرب مرة في صيغة المفرد ومرة في صيغة المثنى ومرة في صيغة الجمع يعطي باعـثا للبحث والتفكير وحافزا للتعمق والتأمل . فالمعاني والكلمات والتعبيرات بل والصيغ لا تأتي منقادة بهذه السهولة واليسر إلا للعزيز الحكيم وإذا تعمقنا مرة أخرى في معنى رب المشارق والمغارب لوجدنا في هذا التعبير أيضا هذه الزاوية الجديدة التي لا عهد للإنسان بها فشروق الشمس وغروبها في كل لحظة على بلد جديد وعلى بقعة مختلفة من بقاع الأرض في أبعد ما يكون عن التصور الإنساني.

المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د. يحيى المحجري
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:50 AM.