#1
|
||||
|
||||
![]() رواتب المعلمين وكادرهم فى مائة عام بقلم د. كمال مغيث المعلم هو أهم أركان العملية التعليمية، والتقدير المادى للمعلم أحدأهم المحكات التى تحدد درجة رضا المعلم عن مهنته ودرجة تفانيه فيها وبذل الجهد فىسبيلها. ومن هنا فسوف يقتصر هذا المقال على تناول رواتب المعلمين، وتطورها عبرما يقرب من مائة عام كشكل من أشكال التقدير من الدولة لمهنة المعلم، ومن ثم لكىنتبين واحدًا من أوجه تدهور التعليم ومكانة المعلم، وأحد أسباب استفحال ظاهرةالدروس الخصوصية كمحاولة من المعلمين لزيادة دخولهم. وأقدم تقدير أقدمه هنا هو راتب المعلمفى منتصف العشرينيات من القرن العشرين،إذ عمل أبى معلما فىالمدرسة الابتدائية سنة ١٩٢٨فى بداية عمله بالتدريس -وقد كان حاصلا على دبلومالمعلمين- براتب أربعة جنيهات مصرية كاملة، وقد كانت قيمة الجنيه المصرى وقتها -ولسنين طويلة- تزيد على قيمة الجنيه الذهب -وكان الجنيه الذهبى الشائع فى ذلكالوقت هو الجنيه الإنجليزى- وكان ثمن جنيه الذهب هذا سبعة وتسعين قرشا ونصفا . وكان وزن الجنيه الذهبهذا ثمانية جرامات، وكان هذا يعنى أن جرام الذهب يساوى اثنى عشر قرشا، ومن هنا فقدكان راتب المعلم فى بداية عهده بالتعليم يعادل اثنين وثلاثين جراما ذهبيا، من عيار١٨، فإذا كان سعر هذا الجرام من الذهب اليوم (أوائل فبراير٢٠٠٩) يزيد قليلا علىالمائة جنيه، فإن معنى ذلك أن المعلم فى أول عهده بالمهنة كان يتقاضى ما يزيد علىثلاثة آلاف ومائتى جنيه. وبالطبع يعنى هذا إلى أى حد يمكن إشباع حاجة المعلم وأسرته من سلعوبضائع وخدمات وترفيه وغيرها من الاحتياجات. و الاستقرار واحدا من أهم سمات النظام الاقتصادى قبلثورة يوليو، ومن هنا فلم ترتفع أسعار الذهب إلا بعد الحرب العالمية الثانية إلىالحد الذى تضاعفت فيه. كما ارتفعت مرة ثانيةبعد ثورة يوليو سنة١٩٥٢،وواصلت الارتفاع بعد حرب السويس ١٩٥٦، ليصل سعر جرام الذهب إلى ثلاثةوثلاثين قرشا، فى نفس الوقت الذى كان فيه راتب المعلم قد وصل إلى تسعة جنيهات،ومعنى ذلك أن راتب المعلم كان يعادل سعر سبعة وعشرين جراما من الذهب،وفى أواخر الخمسينياتوصل راتب أصحاب المؤهلات العليا إلى اثنىعشر جنيها، كما زادت الرواتب لتصل فى منتصف الستينيات إلى سبعة عشر جنيها، فى نفسالوقت الذى واصل فيه سعر الذهب ارتفاعه ليصل سعر الجرام سنة ١٩٦٧ إلى ستة وستينقرشا، ومعنى هذا أن راتب المعلم كان بإمكانه شراء خمسة وعشرين جراما منالذهب. وفى أواخر السبعينيات،وصلت رواتب المعلمين من أصحاب المؤهلاتالعليا إلى ثمانية وعشرين جنيها، (وكان هذا أول راتب تقاضيته كمعلم سنة ١٩٧٨) بينمازادت أسعار الذهب ليصل سعر الجرام منها إلى ١٢٠ قرشا، أى أن راتب المعلم أصبح يعادلثلاثة وعشرين جراما من الذهب، ومعنى هذا أيضا أن رواتب المعلمين قد انخفضت بواقعالثلث بين عشرينيات القرن العشرين وسبعينياته. ولقد جرتفى ربع القرنالأخيرمياه كثيرة، وتدهورت قيمة العملة تدهورا كبيرا بفعل التضخم، وبفعلطباعة أوراق البنكنوت «على المكشوف» بدون أن يوازيها الإنتاج أو الذهب، مع استمرارسياسة ربط السوق المصرية بالسوق العالمية، وتحرير العملة، وتساوى أسعار السلع بينداخل مصر وخارجها، وهكذا راحت أسعار الذهب ترتفع بسرعات كبيرة لتصل اليوم -كماأشرنا من قبل- إلى ما يزيد على مائة جنيه، بينما ارتفعت الرواتب كذلك وإن كانتبسرعة لا تتناسب بحال من الأحوال مع تزايد الأسعار. واليوم بداية شهر فبراير ٢٠٠٩ يبلغ راتب المعلم فىأول تعيينه حوالى مائتين وأربعين جنيها، أى ما يقل عن جرامين ونصف من الذهب. وهكذا يمكننا أن نقول إن راتبالمعلم فى مطلع القرن الحادى والعشرين قد انخفض بمقدار خمس عشرة مرة بالمقارنةبزميله معلم أول القرن العشرين.. هل اقتربنا الآن من فهم أحد أهم أسباب تدهورالتعليم فى مصر. نشرت بجريدةالمصرى اليوم عدد ٥/ ٢/ 2009 __________________________________________________ __________ *******2011____سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم 7-3-2011 237.86 جنيه __اما سعر جنيه الذهب 1902.86 المصدر : http://100fm6.com/vb/showthread.php?t=267927 أى حوالـــــــــــــــــى جرام ونصف ... دا بالنسبه للمعلم المساعد...اما مدرس الحصه فمرتبه بحوالى نصف جرام $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ $$$$$$$$$$$ |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعلم, الاسعار, الذهب, رواتب |
|
|