علمانيون أم جهلانيون

[أيمن الوزير]

ردًا على مقالين يستنكران تطبيق الشريعة.. "جبهة علماء الأزهر" تتهم "الأهرام" بإعلان الحرب على الإسلام
كتب حسين أحمد (المصريون): | 08-06-2011 02:05

اتهمت "جبهة علماء الأزهر" جريدة "الأهرام" بإعلان الحرب على الإسلام، بسبب سماحها بنشر مقالات تتهكم على الحدود الإسلامية وتسخر منها، معتبرة أن أسباب الكفر الاستخفاف بشعيرة أو شريعة من شعائر الله وشرائعه الثابتة.
وقالت في بيان أصدرته تعليقا على كتابات ترى أن منه غير الملائم تطبيق الشريعة في هذا الوقت غير ملائم، إن جحود واحد من تلك الحقوق هو جحود للإسلام كله على ما قال الله تعالى "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب".
جاء ذلك في سياق تعليقها على مقال للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد بصحيفة "الأهرام" الأحد الماضي تحت عنوان: "الحدود"، يقول فيه .. "ومن ثم يصبح من المنطقي وقد تطورت مع متغيرات العصر مفاهيم الثواب والعقاب ومعاني حقوق الإنسان أن نسأل أنفسنا هل يعني تطبيق أحكام الشريعة في القرن الحادي والعشرين أن نقطع أطراف العصاة ونرجم والمشككين والمرجفين في ميدان عام رغم أن أبواب التوبة مفتوحة إلى يوم الدين، ونُحرِّم الموسيقى والتصوير، والغناء...".
وجاء ما سبق بعد أن أشار في ذات المقال: "في هذا الوقت المبكر من فجر الإسلام كان يتم درء الحدود بالشبهات"، وكان أصعب القرارات وأشقها على الرسول الكريم [صلى الله عليه وسلم ] تطبيق الحدود على مرتد أو عاصية، أو زانية أو سارق".
وأشارت إلى أنه في ذات الصحيفة والعد كتب حازم عبد الرحمن مقالا يقول فيه "فهل يمكن تطبيق وتنفيذ أحكام وحدود عمرها أكثر من أربعة عشر قرنا على الزمن المعاصر".
وعقبت الجبهة، قائلة: "كأن الزمان والعصر هما الميزان اللذان يقاس بهما الحق والباطل ومن ثم فهما الحاكمان على الشرع وليس الشرع بحاكم عليهما وأن مفاهيم الثواب والعقاب ليست ثابتة ولا راسخة! ومع أن لازم الكفر ليس بكفر، كما أن لازم المذهب ليس بمذهب فإن من المسلَّم به كذلك شرعا أن الكفر بالتزام هذا اللازم إلا أن يكون اللزوم لزوما بيِّنا فعندئذ يكون اللزوم في قوة الالتزام[ موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين1/ 163] ثم إنه من قضايا الإجماع التي لا تجحد أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله –صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، ومن استحلَّ أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير إتباع لما أنزل الله فهو كافر[ منهاج السنة 5/ 130]".
وأضافت: "إننا مع هذا نتمنى على كاتبي الأهرام وإخوانهما أن يكون ما جرى به قلمهم هو عن غواية لا عن دراية، وعن جهالة لا عن إرادة وكما تمنينا على هؤلاء الكاتبين ما تمنيناه فإننا كذلك نتمنى على علماء الشريعة بمصرنا الحبيبة قبل غيرهم وبخاصة ذوي المكانة الرسمية أن لا يشغلهم شاغل عن مواجهة قرون الضلالة والكفر في أمتنا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله".
وفيما يتعلق بكلام مكرم محمد أحمد بشأن الموسيقى والغناء فاعتبرت أنه "لا يعدو أن يكون من باب الاستكثار من الباطل ليدحض به الحق نقول له اطمئن إن استقام العود منك على الإسلام لما تحب وتهوى فقد نقل ابن الملقن في كتابه التوضيح لشرح الجامع الصحيح للبخاري عن عروة بن الزبير رضي الله عنه" نعم زاد الراكب الغناء" 12/ 587. ذلك أن الأصل الذي بنى عليه الأئمة فقههم أن الأعمال عبادات وعادات، وأن الأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وأن الأصل في العادات أنه لا يحظر منها إلا ما حظره الله".