|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل عدل الله مطلق حين يتم طرح سؤال ، فمن المفترض أن سائله يريد اجابة عليه ، و مثل هذه الأسئلة فهى شئ من أثنين ،
( أ ) اما انها تطرح لحوار بين صاحب عقيدة ( اى يؤمن بوجود اله ) و ملحد ( أى لايؤمن بوجود اله ) وفى هذه الحالة لن تكون هناك اجابة واحدة على السؤال ، فصاحب العقيدة شرط من شروط ايمانه باله أن يؤمن أن صفات الله كلها مطلقة و ليس عدله فقط ، و الا اذا لم يؤمن بذلك فلامعنى لايمانه أصلا ، أما الملحد سينكر هذه الصفات لأنه أصلا لايؤمن باله ، فكيف سيؤمن بصفاته . ( ب ) أن يكون النقاش بين مسلم وصاحب عقيدة أخرى غير الاسلام ، أو بين مسلم ومسلم ، و فى هذه الحالة سيكون السؤال لامعنى له أيضا ، لأنهم جميعا وطالما أنهم جميعا أصحاب عقيدة، فهو يؤمن بأن صفات الله كلها مطلقة . و فى هذه الحالة يكون من الأفضل طرح السؤال بطريقة مختلفة ، لكى يكون هناك نقاشا حقيقيا : س1 ما المقصود بكلمة العدل على وجه العموم ؟ س2- ما المقصود بمفهوم العدل فى الاسلام ؟ اجابة السؤال الأول ، تكون بين ثقافات متنوعة ، فبما أن لفظة العدل من الألفاظ المجردة ، فسنجد تعريفات متنوعة لها تختلف باختلاف الزمان والمكان ، رغم اتفاقهم جميعا على لفظ العدل ، ويقال أن سقراط أفنى حياته قديما محاولا أن يعطى تعريفا واحدا للفظ العدالة ولم ينجح ، لما وجده من تباين كبير بين الأغنياء والفقراء ، الحاكم والمحكوم ، المثقف والجاهل ، فكل منهم يعطى تعريفا للفظ وفقا لمصالحه ولما يراه هو . و مع تطور البشرية ومع التقارب بين الشعوب ، بدأت محاولة وضع تعاريف عامة للفظ العدالة تتفق عليها جميع الشعوب فى صورة مواثيق دولية ، مع الاعتراف بالاختلافان بين مجتمع وآخر . أما اجابة السؤال الثانى ، فهو الأفضل ، لأنه يزيدنا علما بديننا وتكون الفائدة فيه أفضل ، و لأن مصادره ثابتة ولاتتغير ، فلدينا القرآن والسنة المصدران الأساسيان للمسلم ، و التى نستطيع الرجوع اليهما لمعرفة هل مانقوله صحيح أم خاطئ ، فهناك مرجعية نؤمن بها جميها للتعريف . تبقى مشكلة واحدة ، ماذا لو اختلف المسلمون بعضهم مع بعض فى تعريف مفهوم العدل فى الاسلام ، ( أ ) هل يعنى ذلك أن أحدهم مسلما والآخر خارج عن الاسلام ، ( لتحديد ذلك يمكن الرجوع الى المصدر لمعرفة هل التعريفان متوافقان مع المصادر ام لا ، ان لم تكن متوافقة ، اذن هناك رأى صحيح والآخر خاطئ ) ولاجدال فى ذلك . ( ب ) أما اذا كانت التعريفات تتوافق من المصدر وليست خارجة عليه ، فهذا هو الاختلاف الذى يقال عنه أنه اختلاف رحمة ، و لاغبار على أى من الرأيين . ( جـ ) فى حالة الاختلاف ، فالمسلم الجاد ذو العلم والبصيرة يسعى مع غيره من المسلمين لوضع تعريفا عاما ، يتفق عليه جميع المسلمين ، ليكون اصلا للعمل و هذا مايطلق عليه ( مبادئ الشريعة الاسلامية ) ، و يترك الاختلاف فهو اختلاف مذاهب أو مدارس ولكن ليس فيه تكفير أو انكار . فى هذه الحالة يكون لدينا مانتفق عليه جميعا ونعتبره مبدأ اسلامى ، فلايحيد عنه مسلم ، و يكون لدينا أيضا اختلاف محمود تتوافق مع الطبيعة البشرية ، فكل شخص له الحق أن يأخذ مافيه اختلاف وفقا لثقافته ولكن شريطة أن يكون متفقا مع ماتم الاتفاق عليه . ملحوظة أخيرة : السؤال الثانى وهو ماهو مفهوم العدل فى الاسلام ، وتحديد التعريفات التى يتفق عليها المسلمون و هى المبادئ العامة لمفهوم العدل فى الاسلام ، يعتبر هو الاسهام الحقيقى الذى يقدمه المسلمون للعالم ، و لغيره من الأديان ، لكى يفهم و يعرف العالم الاسلام حق فهمه . |
العلامات المرجعية |
|
|