عشاء المتنبي الأخير مع سيف الدولة بقلم: علاء زهير كبها

[احمد احمد الدرس]

على قدر أهل الجود تأتي المناسفُ
وتأتي على قدر الضيوف الشراشفُ

و تصغر في عين اللئامِ ولائمٌ
و تعظم في عين الكرام النواشفُ

و كل طبيخ دون لحم و سمنةٍ
و رز طويل أو قصير لزائفُ

وكل قوي سوف يحمل قِدرهُ
وكل ضعيف في يديه المناشفُ

ويَتبعُ أكل اللحم صِنفانِ حلوةً
كنافةُ جبنٍ واللميظُ القطائفُ

وبقلاوةٌ إن كان للقوم صولةٌ
وبطيخةٌ كالثلج والفصل صائفُ

كأن بها قرباً إلى الشام تارةً
وأخرى يُقرّبُها من الحِلِّ طائفُ

ولما شبعنا قام كلٌ لشغلهِ
فتظهر من فوق الكروش المعاطفُ

ولكن بعضا قد توانى بشايهِ
وصهباءَ من بُنٍّ وهالٍ يوالفُ

يبادلُ أطرافَ الحديثِ رجالُها
ويُتبعها بالتمر والماء ضائفُ

يحُسِّنُها بردٌ إذا هي أمطرتْ
ويُؤنسُها جمعٌ إذا الجوُّ عاصفُ

كرامٌ لهم في كل أمر عزيمةٌ
إذا قرمُها قامت إليه المطارفُ

ويُعظِمُ أهلَ الجودِ بالطيب فِعلهمْ
وتكثرُ في ذكرِ الكرامِ السوالفُ