|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّمَا مَثَل الْحَيَاة الْدُّنْيَا كَمَاءأَنْزَلْنَاه مِن الْسَّمَاء فَاخْتَلَط بِه نَبَات الْأَرْض مِمَّا يَأْكُل الْنَّاس وَالْأَنْعَام حَتَّى إِذَا أَخَذَت الْأَرْض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَت وَظَنأَهْلُهَا أَنَّهُم قَادِرُوُن عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلَاأَو نَهَارا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيْدا كَأَن لَم تَغْن بِالْأَمْس كَذَلِك نُفَصِّل الْآَيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُوْن} [يُوْنُس:24] وَقَال تَعَالَى أَيْضا : {وَاضْرِب لَهُم مَّثَل الْحَيَاة الْدُّنْيَا كَمَاءأَنْزَلْنَاه مِن الْسَّمَاء فَاخْتَلَط بِه نَبَات الْأَرْض فَأَصْبَح هَشِيَما تَذْرُوْه الْرِّيَاح } [الْكَهْف: مِن الْآَيَة45] إِخْوَتِي فِي الْلَّه .. فِي الْآَيَات الْسَّابِقَة شَبَّه الْلَّه تَعَالَى الْدُّنْيَا بِالْمَاء: فَلِمَاذَا هَذَا التَّشْبِيْه ؟! فَلْنَقْرَأ مُتَأَمِّلِين فِيْمَا قِيَل : قِيَل لِأَن الْمَاء لَيْس لَه قَرَار وَكَذَلِك الْدُّنْيَا وَقِيْل لِأَن الْمَاء إِن أَمْسَكْتَه تَغَيَّر وَنَتْن وَكَذَلِك الْدُّنْيَا لِمَن أَمْسَكَهَا بَلِيَّة وَقِيْل لِأَن الْمَاء يَأْتِى قَطْرَة قَطْرَةوَيُذْهِب دُفْعَة وَاحِدَة وَكَذَلِك الْدُّنْيَا وَأَيْضا الْمَاء يَسْتُر الْأَرْض وَكَذَلِك الْمَال ( وَهُو رَمْز لِلْدُّنْيَا ) يُغَطَّى عَيْب الْرَّجُل وَأَيْضا الْمَاء طَبْعُه الْنُّقْصَان كَذَلِك الْدُّنْيَا وَأَيْضا الْمَاء يَكُوْن فِى مَوْضِع كَثِيْر وَفِى مَوْضِع قَلِيْل كَذَلِك الْدُّنْيَا وَأَيْضا لَا يَقْدِر أَحَد أَن يَرُد الْمَطَر كَذَلِك لَا يَقْدِرأَحَد أَن يَرُد الْرِّزْق وَقِيْل الْمَاء قَلِيْلُه رَى لِلْعَطْشَ ان كثِيْرِه دَاء كَذَلِك الْدُّنْيَا وَقِيْل الزَّرْع يُفْسِد بِالْمَاء الْكَثِيْركَذَلِك الْقَلْب يُفْسِد بِالْمَال الْكَثِيْر وَأَيْضا الْمَاء كُلَّه لَا يَكُوْن صَافِيا كَذَلِك الْمَال فِيْه الْحَلَال وَالْحَرَام وَالْشُّبْهَة وَأَيْضا الْمَاء يُطَهِّر الْنَّجَاسَات كَذَلِك الْمَال الْطَّيِّب الْحَلَال يُطَهِّر دَنَس الْآَثَام ، قَال الْلَّه تَعَالَى {خُذ مِن أَمْوَالِهِم صَدَقَة تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيْهِم بِهَا} [الْتَّوْبَة: مِن الْآَيَة103] وَعَلَى الْجُمْلَة فَإِن هَذَا التَّشْبِيْه يُفِيْد أَن: كَلَّا مِن الْمُشَبَّه وَالْمُشَبَّه بِه (الْدُّنْيَا وَالْمَاء) إِذَا نَزَل وَأَثْمَرثَمَرَتُه يَمْكُث مَا شَاء الْلَّه وَهُو فِى إِقْبَال وَبَرَكَة ثُم عَمَّا قَلِيْل يَضْمَحِل وَيَزُوْل وَالْعِلْم عِنْد الْلَّه تَعَالَى . * * فَاجْعَل أَخِي / أُخْتِي فِي الْلَّه نَفْسِك فِي الْدُّنْيَا كَمَا دَلَّنَا رَسُوْلُنَا الْكَرِيم عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلَام فِيقَوْلِه : " مَالِي وَلِلْدُّنْيَا ؟ مَا أَنَا فِي الْدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِب اسْتَظَل تَحْت شَجَرَة ، ثُم رَاح وَتَرَكَهَا ." صَحِيْح الْأَلْبَانِي وَلَقَد جَاء فِي الْأَثَرمِن وَصَايَا عِيْسَى عَلَيْه الْسَّلَام : [الْدُّنْيَا قِنْطَرَة فَاعْبُرُوْهَا وَلَا تَعْمُرُوهَا] وَقَوْلُه أَيْضا : [ مَن ذَا الَّذِي يَبْنِي فَوْق مَوْج الْبَحْردَارا ؟! تِلْكُم الْدُّنْيَا فَلَا تَتَّخِذُوْهَا قَرَارا ] وَقِيْل لِنُوْح عَلَيْه الْسَّلَام: يَا أَطْوَل الْأَنْبِيَاء عُمْرَاكَيْف رَأَيْت الْدُّنْيَا ؟ ..قَال : [ كَدَّار لَهَا بَابَان دَخَلْت مِن أَحَدِهِمَاوَخَرَجْت مِن الْآَخَر ] * * فَطُوْبَى لِمَن كَان صَمْتُه فِكْرَا وَنَظَرِهعِبْرَة جَعَلَنِي الْلَّه وَإِيَّاكُم مِنْهُم منقول للامانه |
العلامات المرجعية |
|
|