صرخة معلم (1)
انتم اليوم لستم مع مقال انشائي او مقال من اجل ملئ وقت الفراغ , كلا انتم اليوم مع صرخة داخل صدور كل المعلمين المصريين , صرخة كتمها نظام كان يرفض للتعليم ان تقوم له قائمة , فأبي هذا النظام ان يكون فى مصر نظاما تعليميا قويا فهمش التعليم والمعلمين وجعل التعليم مجرد شهادة تعلق على الحوائط , فجعل من وظيفة المعلم اقل الوظائف تقديرا , تولي وزارة التربية والتعليم عبر النظام البائد وزراء لم يكن لهم اى فكر او رؤية فجاؤا جميعا من اجل ان يمر موسم الثانوية العامة على خير وبعدها يسعدوا بماجنوه بينما المعلم المهمش قابع فى فصله لايقدر على الكلام يتلقي كل الاوامر والنشرات بالطاعة , سرنا على هذا النهج طيلة 30 عاما لن تكفى مقالات العالم لتتحدث عن الظلم الذى تعرض له التعليم فى مصر وليس المعلم على وجه الخصوص , ولكن , جاءت اللحظة الفارقة , التى انتفض فيها الجميع يتلمس مستقبل افضل وعدالة تتحقق وليست مجرد شائعات , وفى الوقت الذى خرجت فيه معظم فئات الشعب للاعتصامات مطالبة بزيادة رواتبهم , استمر المعلم فى اداء رسالته لانه على قناعة ان انتظام التعليم هو امر استراتيجي ويعطي للدولة استقرار اكبر , وبدأ خيال الاحلام يتسرب رويدا رويدا من المعلم , لم يحلم ان يزيد راتبه الالاف الجنيهات بل كان حلم ان يزيد بضع جنيهات يشعر معها بتقدير دولته وشكره له واحساسها انها تقدر التعليم وتثمنه , ظل المعلم يترقب كل يوم التلفاز وفى يده الالة الحاسبة يحسب ماذا لو مرتبي زاد 100 جنيه اكيد ممكن اجيب كيلو لحمة , والله كانت تلك اقصي طموحاته , للأسف الشديد استكتر عليه الاخرون حلمه وكأنهم لايريدون ان يعلموا ان تقدم ونهضة اى امة فى رقي تعليمها , فكيف نهتم بالعاملين بالكهرباء ونقول ( وزارة منتجة للكهرباء ) ونهمل منتجي العقول , نعم المعلمين منتجي العقول فان زادت داخلهم عدم الراحة انتقل الى تلاميذهم
صرخة معلم الى رئيس مجلس الوزراء د/عصام شرف , ارجوك ياسيادة رئيس الوزراء المعلمين يستنجدوا بك بعد الله وياكدوا لك , لم تكن مطامعنا زيادة مالية انما مطامعنا ان نشعر بتقدير الدولة لنا , ان نشعر بتقدير الدولة للتعليم , نريد هيكلة التعليم بكل جوانبه , نريد نظرة يامعالى رئيس الوزراء , والله لن ينسى لكم التاريخ تلك الخطوة كما لم ينساها لمحمد علي الذى رأى ان تقدم الامة فى تعليمها
هل نري منكم استجابة ام تستمر حلقات صرخة معلم ?
|