أيها المعلمون : لقد تخلى عنكم الجميع فلن تنالوا حقوقكم إلا بجهدكم ، والله معكم .

[aly almasry]

أيها المعلمون : لقد تخلى عنكم الجميع فلن تنالوا حقوقكم إلا بجهدكم ، والله معكم .


متى يتخلص المجتمع المصري من حالة ( الفصام الجمعي ) التي تنتابه حينما يتناول قضية التعليم في مصر ؟
ومتى يتخلى ذلك المجتمع عن حالة ( الاستهبال ) الممنهج حينما تطرح المشكلات التي يعاني منها المعلمون في مصر ؟
ومن الذي يزيل عن المعلم المصري تلك النظرة المجتمعية العدائية من غير جرم ارتكبه ؟
نعم هي الدروس الخصوصية اللعينة التي فتحت الباب أمام انتقاد المعلمين ، نعم هناك من المعلمين من لا يؤدون عملهم بإخلاص ولكنهم يمثلون النسبة المتوسطة في أي جماعة فئوية أخرى ، فالمعلمون ليسوا ملائكة ولا شياطين .
لكن هل المعلم وحده هو المسؤول عن تلك الظاهرة ؟
هل هو المسؤول عن كثافة الفصول و المناهج العقيمة المليئة بالحشو والتعقيد؟
هل هو المسؤول وإخراجه بتلك الصورة المنفرة ؟ و عن سباق المجاميع من أجل الالتحاق بكليات القمة ؟
هل هو المسؤول عن الامتحانات والتي تقوم على قياس الحفظ والتذكر ؟هل هو المسؤول عن سوء حالة المبنى المدرسي وقلة الملاعب والصالات المخصصة لممارسة الأنشطة ؟
هل هو المسؤول عن ذلك ( الننوس ) الذي لا يقوى على الاستيقاظ الباكر والانتظام في الفصول الدراسية .
هذا هو ما فعلتموه بالمعلم حرمتوه من كل الأفضال وحملتموه كل الأوزار
إذا تفوق الولد فبفضل عبقريته وذكائه وإذا فشل فالعيب من المعلم .
إذا أحسن الأدب فنعم تربية الوالدين وإذا أساءه فبئس تأديب المعلمين .
ما هذا الذي تفعلونه بالمعلمين ، هل عقدتم اتفاقاً ضمنياً على إذلاله وتحطيمه ؟
فالوزير والمحافظ .ولجان المتابعة والتفتيش بالإدارات والمحليات والتوجيه ......... و ......و ........
كل هؤلاء هدفهم واحد ؛ ضبط كل المخالفات الشاردة والواردة لذلك الكائن المعدوم الضمير المدعو ( معلم ) .
وفي الامتحانات الشهادات فالحماية كل الحماية لأوراق الأسئلة والإجابة التي ، أما المعلم فله رب يحميه .
والتصحيح يتم في جو خانق بطريقة ( المح الإجابة ) فلا وقت للمراجعة والتدقيق وكله على مسؤوليتك الخاصة .
وإذا أكرمك الله بالترقية وأصبحت سيادة المدير فانتبه جيدا فإن الغش إجباري للوصول إلى نسبة النجاح المحددة سلفاً ، فلا يوجد لدينا أماكن لبقاء الطلاب الراسبين .
أما أولياء الأمور فالحذر كل الحذر من إغضابهم ف ( الزبون دائماً على حق ) ومن المؤكد أن العيب كل العيب في المدرسة مبانيها ومديرها ومعلميها وأخصائيها وإدارييها وعامليها ، أما ابن سعادته فهو الأدب بعينه .
أما قضية الأجور فهي معضلة المعضلات ، فالمعلم يحصل على كادر ومكافأة امتحانات وحوافز و ....و ....
هذا ما يعرض على الرأي العام ، أما الحقيقة المرة التي لا يعلمها الكثيرون فهي أن المعلم لا يصل إلى مبلغ 1000 جنيه إلا بعد مرور 15 سنة تعيين وكفى .
ما هذا الذي يحدث ؟ كل ما في التعليم صوري ومزيف وحبر على ورق ، ولا يوجد لدينا تعليم حقيقي في مصر والكل يعلم ذلك ، فلماذا نستمر في ( الضحك ) على بعض في تلك المسرحية الهزلية المملة ولماذا نلقي باللائمة على المعلمين ، هل حقاً لأنهم الطرف الأضعف في تلك المعادلة ، وهل تتقدم أمة ضعاف معلميها ؟ .
الإخوة المعلمون ... لقد انصرف الجميع عنكم ، فالوزير يصم أذنيه والحكومة غير عابئة بكم ، ولن تنالوا حقوقكم إلا كما فعل غيركم ، بالاعتصام والتظاهر السلمي حتى تتحقق المطالب المشروعة .
وموعدنا السبت 10/9 أمام مجلس الوزراء ، فما ضاع حق وراءه مطالب ، ولكم الله يا ورثة الأنبياء .

منقول للامانة