خاطرة مما خط قلمى

[نور الحياة2020]

بحرى الحبيب
بحري الحبيب عندما اجلس امامك يمتلكنى شعور عجيب فتارة أشعر بأنى أملك الدنيا وأنك صديقى بها.. وتارة أشعر بأنى أملكك .. نعم أملكك أنت بكل ما تحتويه من مياه زرقاء جميلة و أمواج ثائرة أجمل .. وتارة أشعر أننا اثنان خلقهما الله يحيان ويحبان ويعشقان و يعانيان من نفس الاشياء و الظروف القاسية فتواسينى مرة وأواسيك أخرى .. وتارة أشعر بأننا أصدقاء نتكلم معا ونشكى الى بعضنا وكلانا يشد أزر الاخربكلمات رائعة حنونة عندما تلامس الجراح تتلاشى وكأن لم تكن ..وتارة أشعر بأننا حبيبان يتناجيان فيبث كلانا مشاعره للأخر ويبوح بأسرار فؤاده المحترق فتبتسم لى وترسل الىّ هواءك العليل فأشعر ببرودته فى صدرى وكأنك تنادينى لأجلس بالقرب منك اكثر ..فأختار صخرة قريبة أجلس عليها مشتاقة متأهبة لحديث طويل وعتاب رقيق ..وأتكلم وأشكوا اليك وأسمع ردك وكأنك تقول لى أنك مثلى تشعر بما أشعر وتعانى مما أعانى ..فسجينٌ انت بحري الحبيب بين شواطئك وسجينةٌ انا بين جنبات نفسى .. وعندما تجد أن الحزن قد استبد بى أراك تبعث الىًٌ بالحل من خلال موجة شقية ترتطم بالصخور تحاول تحطيمها لتخرج الى الشاطىء وتأتى الى الصخرة التى اجلس عليها فترتطم بها فتداعب مياهها وجهى و شفتىًٌ حتى أشعر أنها تقبلنى حتى تصالحنى فأقذف إليك بالوردة الحمراء الجميلة بيدى لأتم المصالحة وكأنك تقول لى " صافى يا لبن " فأرد " حليب يا قشطة " فأبتسم فأراك تقلدنى وكأن لك عينان لهما بريق غاية فى السحر تتألقان من جمال الابتسامة وأتمنى فى هذه اللحظة لو كنت متعلمة فنون الغوص و السباحة فأقفز بداخلك حتى أحتضن مياهك الشفافة و التى تبدوا لمن يراها من بعيد وكأنها زرقاء متلونة بلون السماء -فسبحان من صورك- فأقبلها كما قبلتنى ..فتغمرنى المياه رضاءاً بما فعلت .. و أدخل عالمك الساحر فأرى بداخلك ما لا عينٌ رأت ..ارى جنة على الارض تحرسها عين الخالق فى السماء .....ارى الاسماك ذات الألوان البارعة الجمال بمختلف أنواعها وأحجامها و اللآلىء النادرة تحميها أصدافها و كأنها الحور العين تحرسها حراس الجنة و أراك تهدينى أجملها لتزين بها أجمل تاج فى الوجود فتضعه فوق جبينى فتحتضننى مياهك حتى أشعر أن قلبى امتلأ حبا للعالم أجمع فيعطينى هذا الحب قوة هائلة ليس لها مثيل وأظل اسبح وأسبح لا أشعر بتعب ولا أشعر إلا بقوة تدفعنى لأن أكتشف هذا العالم الساحر و بينما انا كذلك إذ يسارق النوم عينى وأجد نفسى بعدها أعود الى مكانى على الشاطىء وكأننى على بساط صنع من أمواج الحب و الأمل و القوة ليعيدنى الى الصخرة التى بدأت عليها قصتنا وتستمر عليها حكايتنا ان شاء الله ....
فيا بحرى الحبيب ..أعشقك بكل قطرة مياه تعطى به الحياه لكل انسان على هذه الارض كما علمتنى أن اعطيهم انا الحب ..أعشقك بكل صدفة.. بكل موجة حب تبعثها الىًٌ لتخبرنى بها عن اسرارك التى لا يعلمها الا خالقنا ثم أنا وأنت فى هذه الدنيا التى عندما أجلس امامك أشعر أننا وحدنا فيها ....
ويمر الوقت..وتنساب الدقائق من فوق الصخور و أفيق فأجدنى تأخرت كثيراً فأقوم لأودعك بإبتسامة يخالطها الحزن لفراقك فأشعر بك تقول لى " سأنتظرك عندما تشعرين أنك بحاجة إلىًُ" .

فإلى لقاءٍ يا صديقى الحبيب