1- ( محمد حسنى مبارك ) يحتاج الى قاموس لتعداد مساوئه ، ولكن الأصل فيها كلها هو شراهته للمال. شراهته للمال هى التى جعلت منه مستبدا وضيعا ومتسولا من أمراء الخليج وأثريائه ، دون أى إحساس بكرامة منصبه ، وأهمية مصر ومكانتها . شراهته للمال جعلته مختلفا عن بقية المستبدين الذين تعطيهم السلطة المطلقة عزة ـ ولو زائفة ـ وغرورا ولو مصطنعا . السلطة بالنسبة لمبارك كانت مجرد وسيلة للحصول على المال ، وفى سبيل المال كان ينسى منصبه ويتحمل رزالات وسفاهات القذافى مثلا ، ولا يتحرج هو أو زوجته أوأولاده من السرقة المكشوفة ، ولا يجد بأسا من التطامن لأى ثرى طالما يطمع فى أخذ مال منه.
عاش الامير ترك بن عبد العزيز وزوجته يعيثون فى مصر فسادا وإجراما ويهينون المصريين، وتنتقدهم الصحف المصرية وترتفع صرخات المصريين ومبارك يبتسم . قبلها كان الأمير ترك وزوجته فى تونس فمارست الزوجة بعض الانفلات فأمر الرئيس التونسى بن على بطردهم فورا . هذا هو الفارق بين مستبد يعبد السلطة ويستشعر بها عزة فى النفس وغرورا يجعله يثور لكرامة وطنه ومواطنيه وبين مستبد وضيع يعبد المال ويصل به جشعه للمال الى إهانة نفسه وبلده ، وهو لا يحس ولا يشعر ولا يهتم . إذ كان مبارك لا يأبه بأى نقد ، فتح حرية الصحافة بقدر غير مسبوق من حكم العسكر، ولسان حاله يقول : قولوا ما تشاءون وانا افعل ما أشاء، فلم يكن يعنيه إلا مقدار ما ينهب وما يسرق وما يتسول .
د.أحمد صبحي