أن الكافر في الدنيا، وإن كان ظاهرة أنه يُنّعم ويُمّتع والدنيا جنته، إلا أن حقيقة أمره في الدنيا أنه في معيشة ضنك لعدم صلته بالله
(فلا سكينة ولا طمأنينة ولا توكل ولا استعانة ولا ثقة ولا استسلام ولا رجاء ولا محبة لله)
ولولا أن قلبه مغمور بشهواته ودنياه لملأ الدنيا صراخاً واستغاثة من شدة الآم المعيشة الضنك على قلبه وروحه
لأن الله تعالي هكذا خلق القلب والروح إن أتصل بالله أحياه الحياة الطبية، وإن أنقطع عن الله جعل الله له معيشة ضنكا، ولم يسمها حياة ـ بل معيشة ـ لأنها كحياة الأنعام ؛ بل أضل
ويوم يكشف عنه الغطاء ستظهر له هذه الآلام ويعرفها ويعرف سببها .
أما وهو لا يزال في دنياه فكلما أفاق يبدأ يشعر بالألم في قلبه وروحه، وعندئذ يُسارع في تطيب عيشته بتغييب عقله بالخمر أو بالموسيقي الصاخبة والرقص المجنون أو بالأكل بنهم متصل أو بالانهماك في الأعمال والأشغال أو الاستغراق في مشاهدة الأفلام والإثارة وغير ذلك ,,,