اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2011, 10:57 PM
نزار سعيد نزار سعيد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 44
معدل تقييم المستوى: 0
نزار سعيد is on a distinguished road
افتراضي يا ثورة ماتمت : متى يثور المصريون ؟

* كتب : نزار مغاورى متى يثور المصريون ؟ وهل ثمة ثورات كبرى ناجحة فى التاريخ المصرى الطويل ؟ سؤال باعثه الشجن والألم على ما يحدث فى مصر الآن ، مع شعورى العارم بفشل الثورة المصرية – التى ليست الأولى من نوعها كما خدعونا ، بل هى إمتداد لتاريخ طويل حاول الحكام طمسه كما طمسوا الكثير من القيم المصرية ، كعادة الفراعنة المصريين فى طمس أسماء الفرعون القديم عند تولى فرعون جديد – فحالة الإستقطاب الشديدة ، ونبرة التخوين والتشكيك التى تسيطر على الجميع هذه الأيام ، دفعتنى للرجوع بعيداً فى أعماق التاريخ المصرى ، ومحاولة إستقراء ملامح الثورات المصرية ، فثورة المصرى فى أغلب الأوقات كانت سلبية شبيهة بما نسمية اليوم ( العصيان المدنى ) ، بمعنى تغاضيه أو تعامية عما يحدث حوله رغم وعيه الشديد ، فهو يرفض أن يضحك عليه أحد ويخدعه بل يخدع الجميع بصمته وعزوفه ، ولعل ما حدث فى الإنتخابات الأخيرة وخصوصاً ( استفتاء مارس ) لأكبر دليل على ما أقول ، فقد خرج المصرى لأول مرة ليقف فى طابور طويل إختيارى ، بعيداً عن الطوابير التى يجبر على وقوفها يومياً من أجل ( رغيف العيش ) و ( الأنبوبة ) و ( الأوتوبيس ) .... الخ ، عندما شعر أن لصوته قيمة ، تحرك ، وقبل ذلك نادراً ما كان يخرج ، لأنه لا يريد أن يضحك عليه أحد .
وملامح الإستقطاب الشديدة التى تجرى وقائعها اليوم ، تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه بشكل أو بآخر ، وأننا شعب لا نتعلم من دروس الماضى ، وأى ماض نحمل لو يعلم المصريون ! ، تمضى الأمور دائماً فى صالح الشعب ما دامت القيادة موحدة والهدف واضح ، وتفشل الثورة دائماً عندما يتمكن الطرف الماسك بزمام الأمور من تحويل الطاقة الثورية الى صدور الثوار بدلاً من توجيهها اليه ، وبعيداً عن التاريخ الحديث للثورات المصرية من ثورة القاهرة الأولى والثانية ، وثورة الأسكندرية على خورشيد باشا وتولية محمد على ، ثم الثورة العرابية وثورة 19 وحركة 52 ، حتى ثورة يناير ، أغوص بعيداً عن هذا وأسرد هنا جزءاً من وقائع ما سمى ب ( عصر الشهداء ) الذى تعرض فيه المصريون لأقسى أنواع الظلم والإضطهاد على يد الرومان في الفترة ما بين سنة (31 ق. م) وسنة (395 م ) والتى يؤرخ لها بالتقويم القبطى المصرى الموجود حتى الآن ، حيث اعتمدت روما في توطيد سلطانها بمصر على القوة العسكرية ، وكان يتولى حكم مصر وال يبعثه الإمبراطور نيابة عنه ومقره الإسكندرية يهيمن على إدارة البلاد وشئونها المالية ، وهو مسئول أمام الإمبراطور مباشرة ، وكانت مدة ولايته قصيرة حتى لا يستقل بها ، وهذا ما جعل الولاة لا يهتمون بمصالح البلاد بل صبوا اهتماماتهم على مصالحهم الشخصية ، وحرموا المصريين من الاشتراك في إدارة بلادهم مما جعلهم كالغرباء فيها – وهو بالمناسبة ما كان يحدث خلال الحكم العثمانى مثلاً مع اختلاف المسميات - بالإضافة إلى منع المصريين من الانضمام للجيش حتى لا يدفعهم ذلك إلى جمع صفوفهم ومقاومة الرومان في المستقبل ، كما منعوا من ذلك فى الدول التى تعاقبت على مصر ، ولم يشتركوا إلا نادراً حتى جاء محمد على ليفرض التجنيد الإلزامى على المصريين . ونعرض لنموذجين من الثورات الهامة فى تاريخ مصر ، الأولى حمل المصرى فيها السلاح فى وجه المحتل وكاد ينجح ، والثانية اعتمد فيها العصيان المدنى نموذجاً وسلاحاً لرفض المستعمر الغاشم .
الأولى حدثت في عهد الإمبراطور ( ماركوس أورليوس) الذى تولى الحكم فى الفترة من (161-180 م ) الذى تناول فيلم Gladiator او المصارع جزء من حياته ، عرفت هذه الثورة بحرب الزرع أو الحرب البكوليه - نسبة إلى منطقه في شمال الدلتا - تزعم هذه الثورة كاهن مصرى يدعى ( ايسيدوروس Isidoros) ضد الضرائب الباهظة التى فرضها الرومان على مصر ، وعندما حاول الرومان إجهاض هذه الثورة ، تمكن المصريون من هزيمة الفرق الرومانية والوقوف بوجهها لأول مرة ، وقتل القائد الرومانى فى ذلك الوقت ، وكادت الإسكندرية ( أهم مدن الإمبراطورية الرومانية فى ذلك الوقت ) أن تقع في قبضة الثوار ، اللذين كانوا يلجأون الى خدعة غريبة فى اصطياد الجنود الرومانيين ، وذلك بأن يرتدى أحدهم زى إمرأة ، ويظهر للجنود الرومان لإغرائهم ، أو عرض المال عليهم ، وعندما يقترب الجنود منهم يقومون باصطيادهم واحداً تلو الآخر ، ورغم وصول إمدادات للرومان من سوريا ، إلا أنها لم تتمكن من القضاء على هذه الثورة الشعبية الكبيرة ، وتمكن المصريون من هزيمتهم ، فعمد ( أفيديوس كاسيوس ) القائد الرومانى القادم من سوريا الى إستعمال بعض الخونة من المصريين للوقيعة بين الثوار ليقتتلوا معاً ، وذلك بافتعال أزمات وقتل وتخريب وإلصاق التهم ببعضهم ، فانشغلوا فى صراعات داخلية حتى تمكن كاسيوس من القضاء على الثورة وأعلن نفسه إمبراطوراً من الأسكندرية ، بتأييد من بعض القوات الرومانية التى أتت معه من سوريا ، لكن محاولته الإنفصال بالشرق أجهضت بإغتياله بعد ثلاثة شهور من قضائة على الثورة المصرية ، زار بعدها ( ماركوس أوروليوس ) الإمبراطور الشرعى - الأسكندرية ، وتم إعدام عائلة ( كاسيوس ) وكل من ساندوه فى انقلابه على الإمبراطورية ، وعمد ( ماركوس ) بعدها الى اصلاحات طفيفة لإحتواء الثورة ولتقليل سخط المصريين ، لكنها لم تؤدى الى تغيير حقيقى يذكر فى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، لتحبط ثورة من أهم الثورات فى تاريخ مصر لو قدر لها النجاح فى ذلك الوقت لأعادت لمصر مكانتها المفقودة منذ نهاية عصر الأسرات .
جانب آخر لثورة المصريين فى ذلك العصر ، على الرغم من أن المسيحية صارت الدين الرسمي للإمبراطورية ، لم تنعم مصر بالسلام لوقوع خلاف وجدال في طبيعة السيد المسيح - عليه السلام - بين كنيسة الأسكندرية ، وبين كنيسة روما ، وبذلك تعرض المصريون لألوان العذاب لاعتناقهم مذهبا مخالفا لمذهب الإمبراطورية . إلا أنهم أصروا على مذهبهم وبدأوا في المقاومة السلبية أو العصيان المدنى باللجؤ الى الأديرة ، والتهرب من دفع الضرائب وزراعة الأرض ، وظهور نظام الرهبنة للمرة الأولى فى مصر فى القرن الثالث الميلادى كنوع من الرفض للهيمنة والسلطة الأجنبية ، بل وصل الأمر الى الثورة فى وجه الحامية الإمبراطورية وإعمال القتل فيها ، ولكن الإمبراطورية نجحت فى فرض بطريرك من المذهب الملكى ( الرومانى ) على كرسى البطريركية ، وما إن مات الإمبراطور الذى ولاه ، حتى هجم الشعب السكندرى على هذا البطريرك ومزقته قطعاً فى صحن الكنيسة فيما يطلق عليه الجمعة الحزينة .

وفى القرن السابع الميلادى ، اضطر الإمبراطور البيزنطى بعد موت كسرى ، وعودة مصر الى ولايته أن يسترضى المصريين بإبتداع مذهب لا ينفى إزدواج طبيعة المسيح ، ولكنه يقول بوحدة مشيئته ، فأوفد الى مصر البطريرك قوروش ( المقوقس ) يبشر بالمذهب الجديد ويمد الى سلطته الروحية سلطته الزمنية كحاكماً لمصر ، وقبل أن تطأ أقدامه أرض مصر ، نظم البطريرك القبطى ( بنيامين ) أمور الكنيسة الوطنية ، وأوحى الى الجميع بالمقاومة حتى الموت فى سبيل العقيدة ، ثم نزح الى الصحراء يحتمى بها هو وأساقفته ، ففشل المقوقس فى فرض مذهبه الجديد على المصريين ، واستعمل العنف والإرهاب والتعذيب ضد المصريين فى السنوات العشر الأخيرة من حكمه ، فكال له المصريون أبشع أنواع السباب ، فشبهوه بابن الشيطان ، وبالمسيخ الدجال ، وأنواع أخرى من الشتائم التى يتميز بها المصريين .
وكانت مصر على قدر مع دخول عمرو بن العاص اليها فى هذه الفترة ، فاستقبله المصريون استقبال الفاتحين ، وحارب بعضهم الى جانبه ضد الإحتلال الجاثم على صدورهم سبع قرون من الزمان ، ورأوا فيه المخلص من الذل والإهانة ، وبادلهم عمرو بالمثل فأمنهم على دينهم وكنيستهم وأديرتهم ( النطرون – دير أنبا مقار ) وجاء الرهبان أفواجاً يرحبون بالقائد العربى ويؤكدون إخلاصهم له ، ويكتب وقتها الوثيقة العمرية ، التى أعطت الحق للمصريين لأول مرة منذ فترة طويلة فى بلدهم بعد قرون من القهر والإستعباد .
فمعظم الثورات التى قام بها المصريون عبر التاريخ – والتى سنلقى الضؤ على أبرزها وأهم معالمها فى مقالات لاحقة – قامت إما لجور وظلم الولاة ، أو للتعدى على العقائد ومحاولة فرضها بالقوة ، نجح بعضها ، وتعرض البعض بأسلوب أو بآخر للفشل أو لعدم تحقيق غايته لسببين رئيسيين ، الأول هو الخيانة ، وهى المحرك الأول لما يليها ، بأن ينشق فريق عن الثائرين وتحدث خصومات ونزاعات تؤدى فى النهاية الى صراع كالذى نشهده الآن بين التيارات السياسية المختلفة ، وللحديث بقية عن الثورات المصرية ما بعد الفتح الإسلامى حتى ثورة يناير المجيدة لنأخذ بعض العبر علها تنفعنا فى قادم الأيام .




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-12-2011, 11:19 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل على هذا المقال الرائع و بارك الله فيك
و فى انتظار المزيد ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-01-2012, 06:16 AM
الصورة الرمزية راغب السيد رويه
راغب السيد رويه راغب السيد رويه غير متواجد حالياً
معلم لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 9,278
معدل تقييم المستوى: 24
راغب السيد رويه is a jewel in the rough
افتراضي

لم تفشل الثورة أخى الفاضل ولكن يجب علينا الصبر والعمل
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:31 PM.