نعمة الإسلام

[أ.صابر]

لقد أسبَغ الله على الخلقِ نِعمًا ظاهرة وباطِنة، واصطَفى نعمةً لأمة محمد هي أَنفَسُ النعَم وأغلاها، ألا وهي نعمة الإسلام، ولذا فيجب على المسلم أن يحمد الله - تعالى- ليل نهار على تلك النعمة الكبرى والمنة العظمى، إذ جعله من أهل التوحيد الخالص والدين الحق، والقرآن الكريم يخبرنا عن التسمية التي رضيها الله لأتباع محمد وهي اسم المسلمين فيقول تعالى : ( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) ويقول سبحانه أيضا : ( ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإسْلاَمَ دِينًا ) ويقول في آية أخرى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ويقول : ( مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) كما أننا نجد جميع الرسل والأنبياء ينصحون أقوامهم ويوصونهم بالتمسك بالإسلام فالقرآن يتحدث عن وصية يعقوب عليه السلام فيقول : ( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ويقول نوح لقومه عندما أعرضوا عنه ( فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) . هذه وصية الأنبياء والصالحين ، فتعالوا لنرى حال الكفار مع الإسلام ، فهذا فرعون الكافر عندما يعرف حقيقة الإسلام قبل غرقه يقول : ( آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) بل إن الكافرين يوم القيامة حين يرون المسلمين وحالهم يتمنون أن يكونوا مسلمين، قال عزّ وجلّ: (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ، رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ )

مما تقدم من أدلة فإنه لا يجوز التسمية بغير كلمة ( مسلم ) لمن يعتنق دين الإسلام فمثلا من يقول أنا سلفي لأنني أنتسب إلى السلف الصالح نقول له وهل كان السلف الصالح يسمون أنفسهم سلفيين . فاليهود والنصارى قد نسبوا أنفسهم إلى أنبيائهم فاليهود نسبة إلى أحد أنبيائهم وهو ( يهوذا ) والنصارى سموا أنفسهم مسيحيين نسبة إلى نبيهم المسيح ، ونحن إذا سرنا على نهجهم فقد كان الأولى بنا أن نسمي أنفسنا محمديين نسبة إلى نبينا محمد المعصوم وليس السلفيين نسبة إلى السلف الصالح الذين هم بشر وليسوا معصومين من الخطأ ويؤخذ منهم ويرد عليهم