|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم أن تعلم أن ماشاء الله كان , ومالم يشاء لم يكن . فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه , فتشكره عليها وتتضرع اليه أن لا يقطعها عنك , وأن السيئات من خذلانه وعقوبته , فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها , ولايكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك. وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد , وكل شر فأصله خذلانه للعبد . وأجمعوا أن التوفيق أن لايكلك (اي يتركك) الله الى نفسك , و أن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك . فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لابيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار إليه وصدق اللجوء والرغبة والرهبة إليه . فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له , ومتى أظله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا (اي مغلقاء ) دونه . قال أمير المومنين عمر بن الخطاب : إني لا أحمل هم الإجابه , ولكن هم الدعاء , فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه . وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك , يكون توفيقه سبحانه وإعانته . فالمعونة من الله تتنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم , والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك . فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين , يضع التوفيق في موضعه اللائق به , والخذلان في موضعه اللائق به , وهو العليم الحكيم. وما أوتي من أوتي إلا من قبل إضاعة الشكر , وإهمال الافتقار والدعاء , ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه الا بقيامه الشكر , وصدق الافتقار والدعاء , وملاك ذلك الصبر ’ فانه من الايمان بمنزلة الراس من الجسد , فاذا قطع الراس فلا بقاء للجسد... منقول عن الامام ابن القيم رحمه الله |
العلامات المرجعية |
|
|