|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
مازال صدى قضية التمويل الأجنبى باقية حتى يتم الفصل فيها ، قضائياً أو بغلقها سياسياً، ولكن ما موقف الشرع الإسلامى منها؛ تلكم اجتهادات تلتبس بتساؤلات يتعين جلاؤها للمواطن المصرى المقهور، الذى من حقه أن يطمئن لحقيقة ما يجرى فى بلده بعد الثورة المباركة، التى مازالت لم تنضج معالمها، أو تتكشف جوانبها .
والسؤال الذى نرمى إلى الإجابة عليه هو ... هل جنينا نفعًا من وراء تسريب الأمريكان من يد العدالة ؟ هل نغفر للقضاء المصرى تلك الذلة التى لاذنب لهم فيها، وإن تورط فيها أحدهم ممن يعدّ من رموز القضاء المصرى ؟ لقد سطر التاريخ لسيف الله المسلول خالد بن الوليد موقفاً يشبه تماماً موقف مصر من المعونة الأمريكية وذلك عندما ذهب لملاقاة الرومان – فى موقعة اليرموك - فى عهد عمر بن الخطاب وقد كانوا قلة مقارنة بجيش الرومان الجرار حيث يمثل الرومان آنذاك أمريكا فى قوتها وثقلها على العالم فى الوقت الراهن ، حيث قد دار نقاش بين قائد المسلمين خالد بن الوليد وماهان قائد الرومان الذى بادر بالقول لخالد بن الوليد وذلك فى حوار طويل نقتصر منه على ما يفيد قضيتنا، حيث قال له : (( لقد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع ... فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاماً ، وترجعون إلى بلادكم ، وفى العام القادم أبعث إليكم بمثلها . وذلك بعد أن رأى قلة عدة المسلمين وظهور علامات الفقر من رثاثة ثيابهم المرقعة ووجوهم الشاحبة، فهم قوم يقومون الليل ويصومون النهار، فغضب خالد من ترجمة قائد الرومان لحال المسلمين وانتفض كالأسد الهصور، قائلاً لقائد الرومان : نحن قوم نحرص على الموت كحرصكم على الحياة. إن خالد يعلن أن المعونة من الرومان لاقيمة لها لأنها ليست المقصد ، بل العزة والكرامة . فهل درء المفاسد المتمثل فى سطوة أمريكا وجبروتها أولى من استعدائها ، وهل ما فعله الساسة فى مصر فى قضية التمويل الأجنبى هو مافعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما دخل بيته أعرابى ورفع صوته بصخب وقال ما قال من قول استقبحته عائشة رضى الله عنها،إلا أن الرسول الكريم قال لها : أدخليه فلما رآه الرسول الكريم أَلاَنَ له القول وأجلسه ثم قضى حاجته وصرفه ، فتعجبت عائشة رضى الله عنها قائلة : يارسول الله قال ما قال – تقصد من كلام سيئ – فأجلسته وألاَنتَ له القول فقال : ياعائشة إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه . ( حديث صحيح رواه البخارى ح. رقم ( 6054 ، 6131 ) ورواه مسلم ح. رقم ( 2591 ) . فهل ما فعله أولو الأمر فى مصر سياسة ترك السفيه، الضار، المفسد اتقاء فحشه تربصاً لاستقواء مصر الضعيفة اقتصادياً وسياسياً، لاسيما ونحن فى مرحلة مخاض وتحول ديمقراطى خطير يستدعى جلب المنافع ودرء المفاسد ؟ http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=108322
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|