بين المجامله والنفاق

[M I D O]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( بين المجــــــــــــاملة والنـفـــــــــــاق ))



هنــاك كلمتان يخطئ مفهمومهما الكثير من الناس فيجعلونهما مترادفتين في معنى واحد وهما : المجاملة والنفاق ..
فقد أختلط الأمر على الكثيرين وصاروا يعدونهما نوعا مختلطا من الكذب والخداع والمغالطة والتضليل ...
وما علموا أن بينهما خيطا دقيقا لو وعوه وتبينوه .. لأيقنوا أن هناك فرقا شاسعا بين المفهومين .. بل لعلموا أن كلا منهما
مغايرة للآخر ومناقض له !!

وأبرز هذه التناقضات وأوضحها في هذا المجال .. هو أن المجاملة أدب أجتماعي خلقي من أهم خصوصياته:
الصدق , الأخلاص , المودة , اللباقة , والذوق الرفيع , والخلق الحسن , والعبارات المهذبة الرقيقة .. وغير ذلك
من الصفات الحميدة والخصال الرشيدة .

أما النفاق : فهو وحده الذي يجمع تلك الخصال القبيحة التي يفهمها عامة الناس وخاصتهم .. كالكذب , والخداع ,
والمغالطة , والتضليل , والرياء , والمداهنة , والكيد , والزور , والوقيعه بين الناس , والشماته بمصائب الغير ..
وإظهار المرء للناس من قوله وفعله عكس ما يبطن .

ومن النفاق أن يمدح إنسان أنسانا بما ليس فيه ويصفه بصفات غير متوفره لديه , وعندما تسأله عن سبب ذلك
يقول لك وبكل بساطة بأنه يجامله ! وأقول لمن يفعل ذلك وبكل صراحة : إن هذا النفاق بعينه .. وهو الكذب
الواضح والخداع الفاضح !!


كيف لا وقوله هذا في حد ذاته إخفاء للحقيقة وتزوير للواقع المشاهد فالحقيقة لا تخفى على أحد لأنها تعلن عن نفسها
دائما وتثبت وجودها لكونها واقع الشيء الملموس وحالته الراهنه .. وهي من الوضوح بحيث يراها كل ذي عينين ..


أن للمجاملة حدودا واضحة ومعالم ثابته يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها أو تحميلها ما لاتطيق ...
فإذا تعدت الحدود وتجاوزت الأسوار المتعارف عليها .. حينئذ عدت نفاقا لا مرية فيه .




فعلينا أيها الأخوه أحترام الكلمة ووضعها في مكانها الصحيح قولا وعملا .. وعدم إسباغ الصفات إلا على من يستحقها
ولا توزيع خصال التفوق إلا على من هو أهل لها وجدير وخليق لها . وإلا فإننا بهذا نعتمد المغالطة والوقوع في الخطأ
ونساوي بين المتناقضات ونلبس الأشياء غير لبوسها .