من «الأطباء» إلى «المالية»: ليس أمامنا سوى الإضراب

[حسن السويسى]

من «الأطباء» إلى «المالية»: ليس أمامنا سوى الإضراب

وزارة المالية تتعنت فى رفع ميزانية الصحة ورفعت مخصصات «الشرطة» و«الدفاع» ورئاسة الجمهورية
بعد مرور نحو عام كامل على إضراب الأطباء الكلى، لم يتم تنفيذ أى مطلب من مطالبهم، التى فى مقدمتها رفع ميزانية الصحة، وإقالة الفلول (من أتباع وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلى) من وزارة الصحة، وهو ما دفع نقابة الأطباء إلى التهديد بالعودة إلى الإضراب الكلى مرة أخرى، بعد استنفاد كل الطرق السلمية من مناقشات بين الوزارة ووزارة المالية وأعضاء مجلس الشعب، والتى لم تُجْدِ. وهو ما أكده نقيب الأطباء، الدكتور خيرى عبد الدائم، الذى قال «كنت ضد الإضراب الكلى.. ولكن لا سبيل غيره لرفع ميزانية الصحة».
عبد الدايم قال لـ«التحرير» إنه منذ عهد الوزير الأسبق الدكتور أشرف حاتم، قد تم عقد اتفاقية بين وزارة الصحة ووزارة المالية برفع ميزانية الصحة إلى 7% عام (2012-2013)، على أن يتم زيادتها بعد ذلك إلى 10% خلال خمسة أعوام قادمة «إلى أن فوجئنا بأن تلك الاتفاقية كانت مجرد ضحك على الذقون».
وأضاف النقيب أنه لم يجد مبررا لتعنت الحكومة المتمثلة فى وزارة المالية فى رفع ميزانية الصحة، خصوصا أن 4.7% نسبة ضئيلة جدا، وأكد أن الواقع الفعلى هو انخفاض الإنفاق على الصحة عن العام الماضى، بعد أن تم خفض المخصص للمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى قرار ضم الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة للدولة، والتى كانت تُوجِد موردا بديلا للتمويل الذاتى فى هذه المستشفيات.
وأشار عبد الدائم إلى أنه فوجئ فى أثناء مناقشته الميزانية بلجنة الصحة بمجلس الشعب بالتعنت الشديد من قبل ممثلى وزارة المالية ومحاولتهم عرض مخصصات الصحة مجزأة حسب مخصصات كل مستشفى، مما يضيع ملامح الموازنة ولا يظهر أوجه ونسب الإنفاق بشفافية، كما اكتشف أن مخصصات الشرطة والدفاع ورئاسة الجمهورية قد زادت عن العام الماضى، مما يؤكد استمرار نفس نمط التفكير القائم على استحواذ الجهات السيادية على نصيب الأسد من الموازنة دون الاهتمام بالخدمات الصحية المقدمة للشعب المصرى.
من جانب آخر، أكد عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور أحمد حسين، أن هناك محاولات من وزارة الصحة لأخذ جزء من الميزانية المخصصة لعلاجهم المجانى لزيادة أجور الأطباء، واصفا تلك المحاولات بـ«الجريمة التى ترتكب فى حق المرضى»، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تحاول وضع حلول ولو كارثية لمنع إضراب الأطباء بعد أن تخلت عن مشاركة الأطباء فى الضغط لرفع ميزانية الصحة إلى 15%.
المصدر