اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2012, 09:14 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New المسلمون وأوربا التطور التاريخي لصورة الآخر


كتب – د. عبد الرحيم ريحان

الجهل بالآخر سمة غالبة على شعوبنا العربية ومصر خاصة، ناجم عن الفقر الذي فرض على شعب مصر في عهد النظام السابق حيث شغله النظام في البحث عن لقمة العيش، ولم يصبح لديه وقت للبحث فى أصول تاريخنا وحضارتنا العظيمة واستغل الإعلام المضلل قضية الجهل بالآخر لتشويه صورة تيار معين، ومن هذا المنطلق جاء كتاب المؤرخ والمفكر الكبير د. قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ والحاصل على جائزة الدولة للتفوق والتقديرية في العلوم الاجتماعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وعنوانه "المسلمون وأوربا التطور التاريخي لصورة الآخر" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب العام الحالي، ويؤكد فيه أن العلاقة بين الأنا والآخر في الحضارة الإسلامية قامت على أساس أخوة ال*** البشرى كله على أساس حق الآخر فى الوجود والاختلاف.

الانسجام الثقافى فى الحضارة الإسلامية

من منطلق الحقائق التاريخية التي تؤكد نورانية الفكر الإسلامي جاء فى كتاب د. قاسم عبده قاسم أن المسلمين لم ينبذوا التراث الثقافي للمناطق التي فتحوها وإنما أقبلوا على ترجمة آثار هذا التراث مستعينين في الترجمة ببعض العلماء المسيحيون وعندما انتقلت عاصمة المسلمين من المدينة المنورة إلى دمشق كان ذلك يعنى الانتقال إلى وسط أكثر تأثراً بالتراث الهيللينستى الذي يجمع بين الثقافة الإغريقية القديمة وثقافات مصر وبلاد الشام والعراق، وكانت البقعة التي فتحها المسلمون منذ الربع الثاني من القرن الأول الهجري (السابع الميلادى) تزخر بالتراث الفلسفي بفضل المترجمين السريان المسيحيين على وجه الخصوص، وكانت مدرسة الإسكندرية حتى أوائل القرن السابع الميلادي تزدهر بعلوم الأوائل ولا سيما الطب.

وفى شرق العالم الإسلامي ازدهرت العلوم اليونانية في البلدان التي كان أهلها يتكلمون السريانية والفارسية مثل الرها ونصيبين والمدائن وغيرها، وكانت هذه المؤسسات العلمية والفكرية قبل ظهور الإسلام هي الأساس الذي قامت عليه حركة الترجمة إلى العربية فيما بعد وكان من أبرز رجالها عدداً من العلماء والمفكرين المسيحيين وكان هذا هو الأساس الذي قامت عليه البنية المعرفية للمسلمين بالمسيحية والمسيحيين في عالمهم وفى خارج هذا العالم، وكان المسيحيون المحليون من السريان وغيرهم حلقة الوصل بين المسلمين والتراث اليوناني القديم.

بيت الحكمة

أنشأ الخليفة المأمون مؤسسة خاصة وهى التي عرفت باسم "بيت الحكمة" لترجمة علوم الأوائل من اليونانية والسريانية إلى العربية ويعتبر خالد بن يزيد بن معاوية " توفى 85هـ ، 704م" الرائد الأول فى نقل العلوم إلى اللغة العربية مما وفر أداة معرفية قوية لم تكن متاحة فى أوربا المسيحية على الجانب الآخر، وقد لعب بيت الحكمة دوراً هاماً في معرفة المسلمين بالآخر المسيحي وكانت عملية الترجمة عملاً منظماً ترعاه الدولة، فقد أرسل الخليفة المأمون بعثة إلى الدولة البيزنطية بحثاً عن المخطوطات اليونانية وكان من أعضائها الحجاج بن مطر ويوحنا بن البطريق كما أرسل حنين بن إسحاق للحصول على المخطوطات من بلاد الروم وكان تراث شعوب المنطقة العربية قبل الإسلام تراثاً إنسانياً وجد فيه المسلمون ما يفيدهم في بناء حضارتهم، ولم يوجد أي تعصب في التراث الإسلامي ولم يكن هناك صدام بين الحضارة البيزنطية المسيحية والحضارة الإسلامية وكان التعايش السلمي هو السمة المشتركة بين الطرفين.

الحروب الصليبية

لم تنتج الحروب الصليبية أي تأثير سلبي من جانب المسلمين تجاه المسيحيين من أبناء البلاد العربية آنذاك واستمر المسيحيون فى حياتهم الطبيعية يتمتعون بكل الحقوق المتساوية وتولى عدداً منهم مناصب مرموقة فى الدولة الإسلامية وساعد على ذلك قوة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التي ترسخت عبر أربعة قرون قبل قدوم الصليبيين كما رأى مسيحيو الشرق فى الحروب الصليبية من خلال الواقع العملي هي حركة عدوان خارجي ضد أوطانهم خصوصاً مع مهاجمة الصليبيين لممتلكات المسيحيين والتعدي على كنائسهم والمذابح التي ارتكبوها في البلاد الإسلامية مثل مذابح أنطاكية عام 1098م وم***ة بيت المقدس 1099م والم***ة التى ارتكبها ريتشارد قلب الأسد ضد أهالي عكا على الرغم من الأمان الذي بذله لهم عام 587هـ /1191م، ورغم ذلك فإن المسلمين لم ينسبوا هذه الوحشية والدموية من الصليبيين للديانة المسيحية لأنهم يعرفون المسيحية عن قرب ويحترمون السيد المسيح عليه السلام باعتباره نبياً رسولا ويعترفون بمعجزاته كما جاءت بالقرآن الكريم ويبجلون السيدة مريم.

النموذج المصري وتسامح الأديان

يشير المؤلف لمصر كنموذج مشرف لتسامح الأديان اعتمد على التناغم والانسجام والتوافق بين السكان فرضته ظروف جغرافية وطبيعية من عصر مصر القديمة من اعتماد المصريين على نهر النيل الذي فرض الصيغة المثلى للحياة على أساس التعاون والوحدة وشبه نهر النيل بشارع ممتد من الجنوب للشمال واستحالة أن ينفصل سكان هذا الشارع عن بعضهما الذين ارتبطوا برباط اجتماعي ثقافي لا يتكرر في أي بقعة على وجه الأرض وبهذا كان قبول الآخر أول درس تعلمه المصريون عبر تاريخهم وساهمت الدكتاتورية وأعوانها في تسطيح الفكر المصري لمحو هذا التاريخ المشرف رغم أنه استحال على أي قوى خارجية عبر تاريخها الطويل أن تسيطر على الفكر المصري أو تخترق النسيج الاجتماعي والثقافي المصري فالهكسوس والبطالمة والرومان ظلوا يعيشون بعيداً عن الحياة المصرية بمستوياتها المختلفة، واستوعبت الثقافة المصرية كل العناصر الثقافية الصالحة الوافدة إليها من المنطقة العربية ومن أفريقيا ومن البحر المتوسط ومزجتها في بوتقة الثقافة المصرية وتيارها العام.

وبعد الفتح الإسلامي لمصر تجلى هذا التسامح بصورة واضحة وبشكل مطرد ولما عرف بنيامين بطريرك الأقباط آنذاك بقدوم المسلمين استبشر بزوال الحكم البيزنطي ونهاية الاضطهاد المذهبي ضدهم وطلب من الأقباط أن يساعدوا المسلمين وبالفعل أسهم الأقباط في بناء الجسور والطرق وإقامة الأسواق لجيش الفتح الإسلامي بل أن بعضهم قاتل في صفوف المسلمين ضد البيزنطيين.

قبول الآخر

اتسمت الثقافة العربية الإسلامية بقبول الآخر على أساس حقه في الوجود والتعبير الفكري والإسهام الثقافي وساهم هذا في نمو الحضارة الإسلامية وازدهارها ولمعت أسماء كثيرة من اليهود والمسيحيين الذين كرسوا مواهبهم وعبقريتهم فى خدمة الحضارة الإسلامية التي لم تنبذهم وتتبرأ منهم وتعاملت الجماعة العربية المسلمة مع الآخر المختلف دينياً على أنه جزء من الذات الثقافية وكان اليهود والمسيحيون ممن عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية يعتبرون "هم" من الناحية الدينية فقط ولكنهم كانوا "نحن" من حيث انتمائهم إلى الحضارة العربية الإسلامية وكان هذا الموقف مؤسساً على الحقوق والواجبات التي حددها الفقهاء المسلمون فحظى المسيحيون واليهود في مصر بضمان حرية العقيدة والعمل وكسب العيش وتأمين الأرواح.

واتسمت علاقاتهم بالمسلمين نتيجة ذلك بالود والمحبة وترك المسيحيون واليهود بصماتهم فى المجتمع المصري ومارسوا كافة أنواع النشاط الاقتصادي وتملكوا العقارات في سائر البلاد ومارسوا كافة الحرف والمهن وأسسوا الشركات وبرزوا في ميادين العلم والثقافة وكان منهم الأطباء والأدباء والعلماء في شتى العلوم ولو أنهم اعتبروا آخر على نحو ما حدث في أوروبا في العصور الوسطى لما أمكن لهم أن يسهموا في خدمة بلادهم ومجتمعاتهم .

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-06-2012, 11:09 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

بوركت أخى الكريم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:55 PM.