|
#1
|
|||
|
|||
![]()
لن تنال رحمة الله إلا إذا تخلقت بخلق الله. هذا هو ملخص ما فهمته من الآية الكريمة التى تقول: «وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (22، النور).
والمعنى المباشر للآية؛ أى لا يحلف أهل الثراء وفضل المال ألا يعطوا أقرباءهم والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله؛ فاعفوا عنهم واصفحوا (أى تأكيد للعفو بالصفح والحلم واللطف) وهو ما لا يكون إلا مع من ظلمنا، ألا تحب أن تتخلق بخلق الله سبحانه الذى نعصاه ونبارزه بالمعاصى ومع ذلك، فهو يعفو ويصفح ويعطى العاصين ويمنح. وقيل إن هذه الآية نزلت فى سيدنا أبى بكر الصديق حين حلف ألا يعطى واحداً من المسلمين الذين خاضوا فى عرض أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبى بكر فى حادثة الإفك. فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على من كان تكلم من المسلمين فى ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه - شرع تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة، أن يعطف الصديق على هذا الرجل وقد كان من أقارب سيدنا أبكر (اسمه مسطح بن أثاثة)، وكان مسكيناً لا مال له إلا ما ينفق عليه أبوبكر، رضى الله عنه، وكان من المهاجرين فى سبيل الله، وأقيم عليه الحد. وحين نزلت هذه الآية الكريمة وصولاً إلى قوله سبحانه: «ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم» فعند ذلك قال الصديق: «بلى، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا.» وأعاد النفقة على قريبه. ولن تنال رحمة الله إلا إذا تخلقت بخلق الله. وهذا هو جوهر العلاقة بين العدل والإحسان، فالآية الكريمة التى تقول «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (النحل 90)، فى هذه الآية العظيمة يبدأ الله أمره لنا بالعدل، وكأنه الحد الأدنى لعلاقة الإنسان بالآخرين، ويذكر فى عقبه الإحسان وهو تعجيل الخير وهى منزلة أعظم ولا شك. فالعدل يعنى القسط والموازنة، وعليه «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به» لكن للإحسان نصيب «ولئن صبرتم لهو خير للصابرين» فمن العدل قوله تعالى: «وجزاء سيئة سيئة مثلها» ولكن من الإحسان «فمن عفا وأصلح فأجره على الله». ومن العدل قوله تعالى «العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص» ومن الإحسان قوله تعالى «فمن تصدق به فهو كفارة له». أعظم الناس هم الأكثر قدرة على العفو، ولا أنسى فى هذا المقام من الأمثلة المعاصرة، نيلسون مانديلا، الذى خرج على الجميع معلناً أنه سامح كل من ظلمه (ولنتذكر أنه ظلم لمدة 26 سنة ضاع منه فيها أهم سنوات عمره) وطالب المجتمع كله بأن يتحلى بروح التسامح، ولولا هذه الروح لكانت جنوب أفريقيا «صومال» أخرى. واقتبس مانديلا عبارة شهيرة لغاندى يقول فيها: «إن العين بالعين ستجعل العالم كله أعمى». وكأنه يقول: عند نقطة بعينها سيكون على بعض البشر أن يتخلقوا بأخلاق رب البشر حتى تتوقف عجلة الانتقام. لذا فإن العفو والصفح والإحسان معانٍ تحتاج إلى حكمة وتقدير الأمور بحجمها الحقيقى وتحسّب للنتائج المترتبة عليها حتى لا يخلط من فى قلوبهم مرض بين هذه المعانى العظيمة وبين الضعف وقلة الحيلة. وصدق ربنا: «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم».
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() نـــــعم التسامح خلق جميل لكن ليس في أمور الدين
جزاكم الله خيراً أستاذنا الفاضل
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
التسامح صفة جميلة ولابد ان نتحلي بها
شكرا لك وبارك الله فيك |
#4
|
||||
|
||||
![]() جزاكم الله خيراً
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|