العلمانية هي الحل ..!

[آسر الصمت]

=== العلمانية هي الحل ===

لا يمكن خروج مصر من ثقافة ومن آليات العصور الوسطى إلا بعد تأسيس دعائم الدولة العصرية .. وأول هذه الدعائم ضرورة فصل الدين عن الدولة ( وليس المجتمع ) .. وبتعبير أدق فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية ..!

والمحك الطبيعي لهذا الفصل هو إعداد دستور علماني يخلو من النص على دين معين للدولة .. كما هو الوضع والحال فى الأنظمة الليبرالية التي تكرس دساتيرها وقوانينها لترسيخ حق المواطنة .. وتُعلي من شأن هذا الحق الذي يتجسد في منظومة أن الولاء للوطن سابق علي ولاء ( عقيدي .. فلسفي .. ديني .. ) ..!!

وتتأسس فلسفة هذه الدساتير على أن الدولة هي شخصية اعتبارية .. مثلها مثل المؤسسات والهيئات .. والمؤسسات ليس لها دين ولا تتعامل بالدين أصلا ..!

وعليه فالحياد المتمثل في ( علمنة الدولة ) هو الضمانة الحقيقية لتطبيق قواعد العدالة علي جميع أبناء الوطن بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية ..!

والنص مثلا علي أن الإسلام هو دين الدولة .. هو مصدر فرقة لا نقول بين المسلمين وغير المسلمين .. بل بين المسلمين أنفسهم .. فهم لم يفهموه علي وجه واحد بعد .. والنص علي دين بعينه للدولة يتنافي وحرية الاعتقاد .. !

فمعني ذلك النص أن الدولة مكلفة بقوة القانون أن تمحو حرية الرأي محوا في كل ما من شأنه أن يمس الإسلام أو المسلمين من قريب أو من بعيد ... سواء صدر ذلك من مسلم أو من غير مسلم ( أى صناعة كهنوت ولاهوت إسلاميين ) ..!

ومعني ذلك أيضا ان الدولة مأمورة بحكم الدستور في أن تسمع ما يقوله الشيوخ في هذا الباب .. فإذا أعلن أحدهم رأيا أو ألف كتابا أو نشر فصلا أو اتخذ موقفا .. ورأي الشيوخ في ذلك مخالفة للدين ونبهوا الحكومة إلي ذلك .. فعلي الحكومة بحكم الدستور وبقوة القانون أن تسمع لهؤلاء الشيوخ وتعاقب من يخالف الدين ( أو ربما الشيوخ نفسهم ) ...!!

العلمانية هي الحل يا بني مصر


" حليم "