بعيدا ً عن الكفر

[abomokhtar]

بقلم/ تراجي الجنزوري
"الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً"
إن ما حدث ليلة أمس في رفح على الحدود المصرية منكر من الفعل وزورا.. إنها جريمة نكراء أمر يندى له الجبين يغضب الله رب العالمين.
مصيبة عظمى.. مصيبة في الفهم وفي الفكر وفي التصور.. إنها فعلة منافية لكل دين وكل عقل.. إنه فهم مقلوب.. وفكر مغلوط .
أين عقولكم.. وأين قلوبكم؟!!
إن ما فعلتموه مناف للشريعة جملة وتفصيلاً
فالشريعة رحمة كلها.. فأي رحمة كانت في قتل جنود.. أيا كانت صفتهم.. ناهيك عن أنهم كانوا صائمين.. يحرسون في سبيل الله.. قتلوا ركعا ً وسجدا ً.
الشريعة عدل كلها.. فأي عدل كان في قتل في غير محله؟!
أي عدل في أن يكون القتل من أجل القتل ؟!
أي عدل في إزهاق نفس بغير حق ؟!
أي عدل في أن ترمل النساء وييتم الأطفال؟!
الشريعة حكم كلها.. وأي أمر انتقل من الحكمة إلى العبث فهو ليس من الشريعة.. وإن ما فعلتموه لا أقول عين العبث.. بل هو حقيقته.
فمن المعلوم أن الحكمة هي: فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي.
قولوا لي بالله عليكم :
"بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ"؟!!
ما هي الحكمة في ما فعلتموه؟!!
إن اختيار الوقت 17 رمضان يوم غزوة بدر.. حتى تحسبوها وتعدوها غزوة.. هذا فكر مقلوب.. فالعدو كان كافرا ً محاربا ً خرج بحده وحديده لحرب الإسلام وأهله.. أما هؤلاء فهم مسلمون.. بديار مسلمة.. فقياسكم باطل باطل .
الشريعة مصالح كلها.. فأي مصلحة تحققت؟!
إن ما فعلتموه هو الفساد بعينه.. والشريعة منه براء.. وهو الدمار والخراب .
الدماء.. الدماء
أين أنتم من قوله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً".
لا تقولوا متأولين.. فأنتم لستم أهلا للاجتهاد والفتيا.. حتى علماؤكم.
أين أنتم من قوله (صلى الله عليه وسلم): "الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه".
أين أنتم وأين عقولكم من قوله (صلى الله عليه وسلم) : "لزوال الدنيا أهون عند الله من أين يقتل أحدكم أخاه".
أين أنتم من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لأسامة بن زيد: "أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله".. وهؤلاء كانوا صائمين.. وكانوا ركعا ً وسجدا ً.. قاموا يحرسون في سبيل الله.
نداء ورجاء
أنادي على مشايخنا.. مشايخ الأزهر أن يقيموا عليهم الحجة ويبطلوا زعمهم.. ويفسدوا تأويلهم.. ويبطلوا قياسهم.. وذلك عن طريق إصدارات لهذا الشأن.. وأن تكون هناك قناة متخصصة لهذا الشأن.
لابد من نشر وتدريس كتب المراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية.. فهي تعالج هذا الأمر من أصله وأساسه.
لابد وحتما ً ولزاما ً أن تضرب الدولة بيد من حديد على من يفتأت ويخرج علينا بهذا الفكر وهذا الفهم المفض للقتل في غير محله.
بشرى لهؤلاء الجنود
"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"
يغفر لكل واحد منكم بأول قطرة دم.
يأمن فتنة القبر.
يتزوج بسبعين من الحور العين.
يشفع في سبعين من أهل بيته.. كل وجبت له النار.
فهنيئا لكم الشهادة في سبيل الله.. نحسبكم كذلك ولا نزكيكم على الله
دعاء من القلب
أسأل الله لكم موجبات رحمته وعزائم مغفرته والفوز بالجنة والنجاة من النار.
وأن يرزق أهلكم الصبر والسلوان والرضا والاستسلام.
وأن يهدي شبابنا للحق وإلى الطريق المستقيم.