اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-08-2012, 11:59 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,261
معدل تقييم المستوى: 23
صوت الامة has a spectacular aura about
Impp (شيخ الازهر محمد مصطفى المراغي)



فــي عــام 1941م كانت مصــر تــوشك أن تــدخل الحرب إلى جــانب بــريطانيا ضد قــوات المحور التي تجتاح شمــال أفريقــيا، وكــان المصريون يعلمون أن دخول الحرب يــأتي ضد مصلحتهم، فهي حرب بين قوتين صليبيتين، قوة الحلفاء بزعامة بريطانيا من جهة وقوة المحور بزعامة ألمانيا من جهة أخرى، وكلاهما معادٍ للإسلام، ولكن مصــر دولة محتلة مــن قبل بريطانيا وتحكم من خلال حكومة موالية للمحتل، فمن بديهيات الأمور والحال كهذه أن تصدر قرارات الحكومة المصرية لمصلحة المحتل حتى وان كانت تتعارض مع مصلحة مصر، والشعب المصري كأي شعب محتل مغلوب على أمره، لا يستطيع التعبير عن رأيه، وإنما يحتاج الأمر إلى نوعية معينة من الرجال تستطيع أن تصدع بالحق أمام الطغاة والمتجبرين، ولا تلتفت إلى ما قد يترتب على ذلك من قرارات تعسفية قد تلحق الضرر بأشخاصهم أو مصالحهم.

وشخصية موضوعنا هو (شيخ الأزهر في ذلك الوقت) الشيخ / محمد مصطفى المراغي_ رحمه الله_ الذي قال من على منبر الجامع الأزهر كلمته المشهورة: " أنه لا ناقة لنا ولا جمل في هذه الحرب" فسرت كلمته في المجتمع المصري سريان النار في الهشيم، فالكل يتحدث بما قاله إمام الجامع الأزهر ويستحسن هذا القول ويؤيده، ومن لم يستطع أن يعبر عن رأيه بالأمس أصبح يتحدث أمام الجماهير وبالمنتديات العامة عن الويلات التي قد تجرها هذه الحرب على مصر، فما كان من الحكومة المصرية أمام هذا الضغط الشعبي الهائل إلا أن تدعو البرلمان المصري للانعقاد لتعلن أمام النوّاب قرارها بعدم دخول مصر الحرب، وتطلب منهم المصادقة عليه، وتمت مصادقة النوّاب على هذا القرار بالإجماع، أما الشيخ المراغي فقد أطيح به من إمامة الجامع الأزهر، وهذا الأمر كان متوقعاً لدى فضيلته، ولكنه لا يأبه لذلك فهو يحمل هم الأمة لا هم المنصب.

فالأمم دائماً بحاجة إلى من يوقظها من غفوتها ويشحذ همم أبنائها لدفع الأخطار التي قد تهدد مستقبلها، فما قام به الشيخ المراغي قد سبقه إليه الكثير من أبناء هذه الأمة، وسيأتي من بعده أيضاً الكثير من الرجال الذين يحملون بين جوانحهم هموم الأمة، فلن تعقم أمة محمد _صلى الله عليه وسلّم_ من إنجاب مثل هؤلاء الأفذاذ، فالذين يظنون أن الأمة قد هزمت ولن تستطيع النهوض من كبوتها وأن عليها مجاراة ما يجري على الساحة الدولية، والاحتكام إلى ما تقرره شرائعهم الظالمة واهمون، فسيأتي يوم يعزها الله بنفر من أبنائها يوقظونها من غفوتها، ويرفعونها من كبوتها، وليس ذلك على الله بعزيز فالحرب بين الأمة وأعدائها سجال فيوم لها ويوم عليها ولكن العاقبة للمتقين كما وعدنا ربنا _سبحانه وتعالى_ على لسان موسى _عليه السلام_ "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" (الأعراف:128).

وفــي (ســورة الحج آيــة 40) "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ". قال المفسرون: أي ينصر دينه، فهذا وعد من الله _سبحانه_ بالنصر والتمكين لأمة محمد _صلى الله عليه وسلّم_، ولكنه وعد مشروط بالعمل على نصر دين الله برفع راية الجهاد حسب ضوابطه الشرعية، فان لم تف الأمة بهذا الشرط فالبديل العذاب الأليم والاستبدال كما ورد في قوله _تعالى_: "إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (التوبة:39).

فالمسألة فيها ثواب وعقاب، ثواب بــالنصر والاستخلاف للعاملين وعقاب واستبــدال للمتخاذلين، فقــد تخذل بعض الأمم المصلحين مــن أبنائها كما خـذل بنــوا إسرائيل مــوسى _عليه السلام_، وقالوا: "فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" (المائدة: من الآية24). فعاقبهم الله بالذل والخذلان إلى قيام الساعة، فهذا جزاء من عرف الله وعصى أمره، فالله_ سبحانه_ يمتحن الأمم بالمصلحين من أبنائها، فإما تهتدي بهديهم وترشد وإما تأبى وتستكبر وتضل ويكون مصيرها الهلاك، نسأل الله العافية.

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيد ك الخير إنك على كل شيء قدير، اللهم أبرم لأمة محمد _صلى الله عليه وسلّم_ أمر رشد يعز به دينك وترفع به راية الجهاد لتكون كلمة التوحيد هي العليا ويذل به عبّاد الصليب وأبناء القردة والخنازير ومن دار في فلكهم وأتمر بأمرهم من الخونة والمنافقين.

__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:23 AM.