|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
لعظيم شأن الفتوى اعتبرها علماء الشريعة الإسلامية توقيعًا عن رب العالمين.. وكتب فيها ابن القيم كتابه الشهير"أعلام الموقعين عن رب العالمين"..
ولخطورة مسئوليتها كان الكبار من العلماء الربانيين الصادقين مع ربهم وأنفسهم والناس- ممن عاصروا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم والوحى يتنزل عليه- يتحاشونها ويتدافعونها لى غيرهم فإذا أتيته تسأله عن مسألة فى العلم قد يفتى فيها سفيه من سفهاء عصرنا لا علم له ولادين، يحيلك إلى غيره ويقول لك اسال فلانًا فهو أعلم بها منى. وكان الإمام مالك رحمه الله وهو إمام أهل الهجرة إمام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يديه تتلمذ الشافعى والليث وغيرهما من كبار أهل العلم، يكثر من قوله" الله أعلم" فى كثير من الفتاوى التى يسألونه عنها، ولما ضج بعضهم قائلا: نأتيك من آخر الدنيا نضرب لك أكباد الإبل شهرًا لنسألك عن مسألة فتيجبنها " الله أعلم"، ومع ذلك لم تستفزه عاطفة المشقة ولا وعثاء السفر شهرًا على الجمل، والتعب والنصب فى الصحارى بقيظها نهارًا وظلامها الدامس المخيف ليلا لهؤلاء السائلين، فيخالف ما يراه من أنه أجهل من أن يفتى فيها بشىء لايرى أنه الصواب المطلق فى نظره، فيثبت على حال عدم الإجابة، ولسان حاله يخاطبهم بالمقولة الشهيرة "من قال الله أعلم فقد أفتى"، وهو يعلم أن المقولة الأخرى الشهيرة بشأن الفتوى:"من أفتى بغير علم فقد أفتى بغير سكين" تلاحقه وهو فى مجلس الافتاء، ويعتبرها فى قرارة نفسه "سكينا" على رقبته هو إن نطق بما لايراه صوابًا صرفًا، أو يكون فيه مصلحة المستفتى العامة أو الخاصة، فيصمت عن الإجابة ويرى صمته الذهب الخالص ويؤثره عن كلامه وإن كان فضة خالصة. فى عصرنا الحديث لم يعد المفتى كمالك ولا المستفتين كمستفتى مالك، وقد عشنا فتوى ومفتى وردود أفعال متباينة أما الفتوى فهى التى أباح فيها المفتى دم المتظاهرين على الرئيس يوم 24 أغسطس(غدًا) وأما المفتى فهو الشيخ هاشم إسلام على إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.وأما أثارها فقد استجلبت نوعًا من اللغط تجاهها وردود أفعال متباينة. وإن كان المفتى صادقًا فيما نسب إليه- ولم يظهر بيانًا توضحيًا يفسر اللبس الذى صار بشأن فتواه- لأوقفناه عن فتاويه ولو بالقوة، غير أن الرجل أوضح فى بيان لاحق حقيقة ماسئل عنه وما أجاب به وموطن اللبس الذى اعترى فتواه مما أقام عليه ردود فعل كبيرة معارضة بل وصل بعضها إلى رفع بلاغ إلى النائب العام، ورأينا الأزهر الشريف نفسه يستنكرها ويردها على صاحبها، ورأينا السياسيين( البرادعي- عمرو موسى) وغيرهما يتخذون من الفتوى إياها ذريعة سياسية وتحال بقدرة قادر إلى شأن سياسى صرف ويؤلبون الشعب كله على صاحبها، دون حتى السماع إلى بيانه التفصيلى الذى ينفى فيه استباحة دم المتظاهرين فى 24 أغسطس وإنما قال رد الاعتداء لو حدث من قبلهم بالمثل مستشهدًا بالآية "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".. لكن الناس تمسكوا بالفتوى فقط ولم ينتظروا توضيحًا ولا تفصيلا وكأنهم يقولون" سبق السيف العذل". وأيده البعض ممن يميلون إلى الشدة فى معالجة الأمور ومنهم الشيخ وجدى غنيم الذى أيد الفتوى على طول الخط. وفصل فيها الكلام على فيديو مشاهد. لكن حتى لا ننساق وراء من لهم مصلحة فى ضرب الأزهر وضرب الإسلاميين كلهم تعالوا ننصف صاحب الفتوى ونسمع له رأيه وبعد ذلك نقبله أو نسفهه. يقول الرجل:" واحتراما لهذا الشعب العظيم واحتراما للأزهر الشريف الذى أنتمى إليه ولجنة الفتوى التى أعمل بها فإنى أريد إيضاح الأمر لكل من يهمه الأمر: أولا: أن انتمائى الوحيد هو لمؤسسة الأزهر العريقة ولا أنتمى لأى حزب أو جماعة أو تيار وأعتز بأزهريتى التى لن أرضى بها بديلا. ثانيا: إننى دعيت إلى حفل إفطار وإلقاء محاضرة بالنادى الدبلوماسى المصرى حول القدس والمسجد الأقصى وأثناء الإفطار استفتانى بعض الحضور حول الدعوة إلى ثورة من قبل بعض الداعين إليها فى 24 اغسطس وأن هناك تهديدات بتحويلها إلى ثورة دموية وتكرار نفس السيناريو الذى حدث لأبنائنا فى سيناء وترويع الناس ومن باب خوفى وحقننا لدماء المصريين قلت ما نصه "إننى بصدد إعداد فتوى حول هذا الأمر وأوضحت فى ردى السريع أن هذا الأمر يعد ردة عن الديمقراطية وثورة 25 يناير، عن الديمقراطية وثورة 25 يناير. كما أننى أوضحت حق الدفاع الشرعى عن النفس فى حال التعرض للقتل من قبل الداعين لذلك فقط، وحق الدفاع الشرعى وهو مكفول فى القوانين الدولية والقانون المصرى وكل الشرائع السماوية. ثالثا: إننى لم أدعو إلى القتل "معاذ الله" أو حمل السلاح ولكنى تكلمت عن حق الدفاع الشرعى لمن تعرض للقتل. رابعا: إننى أؤكد اعتذارى للشعب المصرى كله عن اللبس الذى حدث فى فهم كلامى وهو لبس لم أقصده أو أسعى إليه. خامسا: أؤكد على حق الشعوب فى التعبير عن آرائها بأى وسيلة ومنها التظاهرات ولكن دون حمل السلاح وترويع الآمنين. سادسا: أتمنى من القائمين على الإعلام تحرى الحقيقة والصدق مع النفس ومع الآخرين وعدم إثارة الفتن وأدعو الله بكل الخير لمصر وللمصريين. سابعا: أؤكد على وجوب تفعيل ميثاق شرف بحرمة الدماء والأموال والأعراض والمنشآت العامة والخاصة على السواء بين جميع المصريين. ويختم بقوله:"عاشت مصر حرة قوية وعاش المصريون". هذا ماقاله الرجل، والحق أحق أن يتبع، فإن كان مخطئًا حتى فى بيانه فليرد عليه من قبل مؤسسة الأزهر نفسها التى ينتمى إليها الرجل وكلنا نحترمها ونقدر لها دورها كمؤسسة دينية عريقة ولها سمعتها فى العالم كله، وإن كان فى بيانه الحق الواضح وأظنه كذلك، فالحق أحرى أن نقبل كلامه وتصويبه وتوضيح لبسه ونتحرى له الحق ولا نقعد نتصيد له و لغيره الأخطاء التى تشتت شمل الوطن وتفرق كلمته فى وقت أحوج مانكون فيه لجمع الكلمة ولم الشعت والعبور بمصر إلى بر الأمان.
__________________
![]() آخر تعديل بواسطة Pro Saher Abdel-Aziz ، 23-08-2012 الساعة 01:52 AM |
العلامات المرجعية |
|
|