قناة الحافظ تحت المرصاد..

[ابو الفاروق]

قناة الحافظ تحت المرصاد
بقلم : محمد الفاروق

" بالمرصاد " فقرة تقدم فى برنامج يسمي " في الميزان" أعتدت أن أشاهده بشكل منتظم على قناة " الحافظ " يقوم بتقديمه الدكتور - عاطف عبد الرشيد ، فكرة البرنامج قائمة علي ، استضافة ثلاث أو أربع ضيوف ، منهم علماء الدين ومنهم الصحفيين ومنهم المحامين ، أو خليط ما بين هذا وذاك ، ثم يتم عرض مقاطع مختلفة ومتنوعة من تصريحات وأراء ووجهات نظر بعض المفكرين أو الإعلاميين والشخصيات السياسة والاجتماعية العامة ، ويقوم كل ضيف بالتناوب بالرد على ما جاء في كل مقطع علي حدى ، الملاحظ هنا أن جميع المقاطع والآراء التي يتم رصدها هي آراء لمن يطلق عليهم علمانيين أو اشتراكيين ، نستطيع أن نقول إجمالا يتم عرض جميع الآراء التي تطرح أو تقال ممن هم لا يحسبون على التيار السياسي الإسلامي، ويتم الرد عليها من خلال الضيوف والذين هم ينتمون بالطبع إلي التيار السياسي الإسلامي .

مصطلحات عنصرية فئوية ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، فرضها الواقع علينا وفي الأصل نحن لسنا في حاجة إليها ، وبكل أسف اضطر أحياناً أن أستخدمها من باب التوضيح

من المقبول أن تُستخدم هذه المسميات من قِبل الجانب المسمى بالعلماني أو أصحاب الفكر المدني عامة ، ولكنها ليست مقبولة من قِبل علماء الدين ، فلغة التقسيم والفرقة ليست لغة الدين الإسلامي ولا مبتغاة ، حتى لو كان لسان حال التيار المدني ينطق بها ، فالحق أحق أن يتبع ، ولسان الحق ولغته الوحدة .

هذا البرنامج يعرض يومياً ومساحته الزمنية أربع ساعات ، لا أجد فيها إلا القليل النافع ، والباقي ضرره أكثر من نفعه، فلا أجد فيه وفى كافة البرامج التي علي شاكلته ، إلا أنه سبب في زيادة نسبة الخلاف والاحتقان بين أبناء الوطن الواحد ، بما يتم عرضه من آراء مقتطعه ومعارضة للفكر الإسلامي ، وهذا يتضح وبشدة من خلال المداخلات التليفونية والتي لا تخرج عن ؛ إما توعد ووعيد من المتصل لكل ما هو علماني أو ليبرالي .. الخ ، أو مطالبات بعدم عرض مثل هذه المقاطع لأنها لا تتناسب مع قناة دينية ، ولا فائدة تعود منها عليهم إلا حرقة الدم على حد تعبير أغلبهم أو الشعور بالاستياء نتيجة خروج بعض الضيوف عن المألوف مثل المحامي نبيل الوحش ، على سبيل المثال .

" بالمرصاد " في الأيام القليلة الماضية كان سبب مباشر في إثارة عدة قضايا لم نكن في حاجة لها اشهرها قضية الفنانة الهام شاهين ، والشيخ عبد الله بدر, فقد بدأت بعد تعليق الأخير علي مقطع فيديو تم عرضه في البرنامج ومن ثم تفاقم الأمر بين الطرفين حتى وصل بنا الحال إلي سماع الشتائم والسُباب المتبادل ، ما بين ( شيخ) , (وفنانة) وأصبحت قضيتهم أشبه بقضايا الرأي العام , مثلها مثل قضية الشيخ خالد عبد الله، والفنانة هالة فاخر، والتي أثيرت على قناة دينية أخري من قبل ، وغيرهم من القضايا الفارغة والتي رغم تفاهتها تحدث انقسام وبلبلة وفتنة في المجتمع ، بل وبين الشيوخ وعلماء الدين أنفسهم .

لم أشأ يوماً أن انتقد برنامجً أو قناة دينيه ، ليس لأنها فوق النقد ولكن لأنه من الطبيعي أن تنأى هذه القنوات بنفسها عن النقد ، بعدم الدخول في مهاترات ومجادلات لا نفع منها على الإطلاق ، أما وقد تخطي الأمر كل الحدود وبصورة فجة في حلقة يوم الخميس الماضي ، وقد اجتمع في هذه الحلقة كلاً من الشيخ عبد الله بدر ، والشيخ هاشم إسلام ، صاحب فتوى جواز قتل المتظاهرين ، حيث تم اقتسام وقت البرنامج ساعتين لعرض مقاطع من قنوات تبشيرية تبث من خارج مصر، فيها سباب وشتائم وتشكيك في وجود الله عز وجل وفى الرسول(ص) من بعض القساوسة ومقدمي البرامج في تلك القنوات ، والعجيب أن يتم ذلك وأحداث السفارة الأمريكية في أوجها ومشاعر الجميع ملتهبة ، وكالعادة كانت مداخلات المشاهدين جميعاً تعبر عن استياؤهم مما يتم عرضة وما الفائدة منه الآن ولماذا تلقون بمثل هذه الكلمات على مسامعنا ، كما أتصل الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود، وأبدى رفضه لعرض هذه المقاطع لأن المُشاهد لم يراها من قبل ولن يستفيد منها فلا يصح شرعاً عرضها وأن الأصل هو عدم مشاهدتها والابتعاد عنها، وساعتين يستعرض فيهما الشيخين قوتهما العلمية والعضلية وأطلق الشيخ عبد الله بدر العنان للسانه بالتهديد والترهيب لـ" الهام شاهين" ولمن يؤيدها وأظهر قدرته على الحشد كالعادة وكأن الأمر معركة بين مسلمين وكفار، وبدت القناة والقائمين عليها وضيوفها وكأنهم ليسوا من مصر ولا يدركون ولا يعون ما يدور حولهم من أحداث في هذا اليوم .

تحسستُ كلماتي والتزمت الدقة في عبارتي، فلا أريد أن أكل لحمٍ مسموم ما تبقي بحياتي ، وسأرسل رسالة لوم وعتاب من مُحب ، واللوم لا يوجه إلا إلي الأحباب ، للمهذب دمث الخلق د عاطف عبد الرشيد , محتوي برنامجكم يحض على الفرقة والانقسام ، وقناتكم الدينية وما تستضيف من علماء ، الأصل فيها وفيهم إرسال رسائل الحب والتسامح وزيادة الألفة والتقارب بين أبناء الوطن الواحد ، وعرض المنهج الإسلامي وأخلاقياته كما كان يعرضه الرسول صل الله عليه وسلم لمعارضيه ، بالحكمة والموعظة الحسنة لا بإظهار مساويء الغير ، كي لا تكون ردة الفعل من الآخر هي الإصرار والتصميم علي ما هو فيه ، فضلاً عن إعطاءه الفرصة لتصيد أخطاؤكم وتوجيهها تجاه التيار الإسلامي وعلمائه بوجه عام ، كل إناء ينضح بما فيه ، إن كان إناء غيرك ينضح كرهاً ، فكن بالمحبة والدعوة والنصح والإرشاد والاستتابة ناضح ، وانظر بعين الاعتبار لتلك الملايين التي تتابعكم وتتخذ من كلمات العلماء وفتواهم وأسلوبهم وطريقتهم مسلكاً لهم في حياتهم , فمن لنا بعد الرسول(ص) إلا علماء الدين ليكونوا قدوة لنا في المجتمع
http://tahrir2day.com/2011-05-09-11-...%A7%D8%AF.html