#1
|
|||
|
|||
![]()
المعلم بين الأمس واليوم
Tweet الخميس, 20 سبتمبر 2012 15:04 ![]() اقرأ أيضا لـ د. نوال على محمد سيطرت موضة إدخال نظم الجودة على المؤسسات التعليمية بجميع مراحلها، وتعددت الآراء فى كيفية تطبيق هذه النظم للارتقاء بالعملية التعليمية،ولنجاح تطبيق هذه النظم، يجب أن يكون المعلم هو حجر الزاوية فيها .فهو العمود الفقرى لهذه المنظومة التعليمية، بداية من معلم ماقبل المدرسة وحتى الجامعة، ولن أبالغ إذا قلت مرحلة الدراسات العليا ، فالأبحاث العلمية هى قاطرة التقدم للمجتمع. المعلم قدوة تلى الأسرة ، ولذلك يجب أن يكون قدوة حسنة، ليصبح نموذجا لتلاميذه، ففى ماضى ليس ببعيد، كان يذهب التلميذ وطالب الجامعة إلى مدرسته أو كليته متحمسا متشوقا منشرحا من أجل رغبته فى الحصول على الجديد والمفيد، ويتعلق بمعلمه ويركز فى حصته أو محاضرته، ويتمنى أن يصبح مثله فى مستقبل أيامه، فهو قدوة حسنة لكل تلميذ وطالب، وكان يسعى لإرضاء معلمه، ببذل الجهد والاجتهاد، فى المقابل كان المعلم لايبخل على تلميذه، بوقته وكتبه ونصائحه، فيوجه تلميذه إلى الكتب التى تفيده،و يجلس معه بالساعات فى غير أوقات الدراسة ، ليوضح له ما خفى وغمض عليه ويعظم التفوق. ففى إحدى الدراسات الأدبية عن سيرة أمير الشعراء «أحمد شوقى» تذكر هذه الدراسة أن أساتذته كانوا يتغاضون عنه إذا حضر متأخرا لأنهم يغفرون لكل تلميذ متفوق، وكان أستاذه الشيخ حسن المرصفى يقرأ معه كتاب الكشكول، لكى ينمى ذوقه الفن ، هذه العلاقة الأبوية بين شوقى ومعلمه جعلته ينظم قصيدة مهمة فى المعلم تحمل الكثير عن الدورالعظيم لهذا المعلم وكان مطلعها: «قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا» وتذكر هذه الدراسة أيضا أن التعليم بالمدارس الابتدائية الحكومية، كان يركز على النواحى التربوية بجانب تنمية المهارات فهناك الأناشيد والأنشطة الفنية المختلفة، واللعب واللهو الذى لاينتهى. وفى الخمسينيات من القرن الماضى، كانت بعض المدارس الابتدائية تقيم جلسات للدروس الخصوصية المجانية لجميع التلاميذ قبل بداية اليوم الدراسى أو فى نهايته ويفخر المعلم بالمتفوقين، فيمنحهم بعض الهدايا من ماله الخاص، بل تجاوز اهتمام المعلم أسوار المدرسة، إلى بيت الطالب المتفوق لتهنئته، أو لحل مشاكل طالب مع أسرته. كانت رسالة المعلم والتعليم هى تشجيع التفوق والأخذ بيد كل متفوق، والعلاقة الأبوية بين المعلم والتلميذ، أما اليوم فأين هؤلاء الرواد من معلمى عصر التنوير؟، فلم يعد هناك تواصل بين المعلم والطالب،وشكلت الماديات العلاقة بينهما فى معظم الأحوال، بل أصبحت العلاقة عدائية فى بعض الأحيان، ونافست أخبار المعلمين فى وسائل الأعلام المشاهير، فهذا معلم يقتل طفلا صغيرا لأنه لم يحل الواجب، وهذه معلمة تكسر ذراع تلميذ لأنه لم يستمع لها فى الفصل ،وهذا يفقأ عين طالبه، وتلميذ يعتدى على معلمه ومعلم يستخدم التكنولوجيا ليس لتعليم تلميذاته بل للتشهير بهن، ومعلمون معتصمون بداية العام الدراسى. وفى الختام أسوق نصيحة مرت عليها عدة قرون للعلامة ابن خلدون فى طريقة تعليم المتعلمين يقول «اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلا.. ويراعى فى ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حتى ينتهى إلى آخر الفن». ■ عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة |
العلامات المرجعية |
|
|