إن الله قد نشر الحسن بين الناس

[صوت الامة]

إن الله قد نشر الحسن بين الناس

إن الله علمنا في سورة آل عمران منهج (ليسوا سواء ) ....

فالشخص القرآني لا يعمم فيقول هذه طائفة مبتدعة أو هذه جماعة انتهازية أو هذه دعوة متنطعة كلا...
فان الله قد نشر الحسن بين الناس وطالب المؤمن أن يكون كالنحلة لا تقع إلا على طيب وجعل بعض الحسن عند كل طائفة ثم طالبنا أن نستمع للجميـــــــع ثم نستخرج الحسن فنتبعه
فقال سبحانه :((( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )))
فيخرج المؤمن بأحسن ما وزعه الله من الخير في كل طائفة ومن يتحر الخير يعطه
فان جمع المؤمن هذا الخير أنشا الله بهذا المؤمن نموذجا اخرا فنفع الناس بشكل خر
وسينتهي به المقام الى نسيج به الخير والشر أيضا
فيأتي باحث عن الخيرِ جديد فيأخذ من أخيه الباحث القديم خلاصة ما استخلصه من أحسن ما استجمعه
ليجمع اليه غيره مما سيتبدى له في مسيره في الحياة ليكون نموذجا اخر أيضا من خليط حسن استفاده من غيره ثم خلطه بحسن مثله مما وجده في مسيره وهكذا دواليك.... فيتراكم الحسن
ويعلو بنيان الخير بتزايد لبناته التي وضعها أفراد بحثوا عن الحكمة وجعلوها ضالتهم ...
ولم يمنعهم شر طائفة أو فساد فيها أن يأخذوا الخير منها ويستجمعوا الصالح الذي عندها
فيطول مكوث الخير والحسن والنفع لان اللاحق أخذ من السابق وأضاف إليه
وكان في أخذه مستوعبا جميع الخير عند كل من عاصرهم
غير قاصر على فئة دون أخرى غير آبه بأن يرضي جماعته المرجعية
وغير مستح من أن يذمه أقوام من كل طائفة لأنه اتبع ما رآه خيرا عند طائفة أخرى
فيطول مكث النفع في الأرض بما صنعت يد الباحثين عن الحق
(( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) ....

لذا نقول ...

للإخوان عيوب ومزايا .. وفي الصوفية خير وشر .. وعند السلفية حق وباطل .. وفي كل طائفة من غير هؤلاء حسن وقبيح.

ونحن كأفراد نمتثل قول الله فنستمع ونجرب ثم نقطف من كل بستان زهرة . ونتبع أحسن القول .

وهذا صميم ما نادى به الامام البنا حين قال في رسالة دعوتنا واصفا الإخوان :

(( يرون أن مع كل قوم علما،وفي كل دعوة حقا وباطلا، فهم يتحرون الحق ويأخذون به
ويحاولون في هوادة ورفق إقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك،
وإن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا ولهم الهداية)).

لذلك فإنه يجمل منهاج الإخوان أمام مخالفيهم فيقول :

(( يمكن أن أجمله لك في أن الإخوان يجيزون الخلاف ويكرهون التعصب للرأي
ويحاولون الوصول إلي الحق، ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب)) .



اخوكم فى الله