نحري دون نحرك يا رسول الله

[abomokhtar]

بقلم/ تراجي الجنزوري

يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتيي روحي فداك وكل ما ملكت يدي

في الآونة الأخيرة ازدادت الإهانة للإسلام والمسلمين.. فلا يكاد يمر عام إلا وتسمع عن إساءة للإسلام وللمسلمين.. حتى وصلت ذروتها في الإساءة إلى العظيم الشريف محمد (صلى الله عليه وسلم) .
فمنذ أعوام أنتجت شركة صينية نوعا ً من الأحذية طبع على أسفله لفظ الجلالة.. وفي نفس البلد أنتج مصنع للملابس الداخلية نوعا ً كتب عليه آيات من القرآن .
وفي أمريكا كتبت عبارات مسيئة للإسلام على غلاف نوع من المشروبات الغازية وفي هولندا تم عرض صور لنساء عاريات كتبت على أجسادهن آيات من القرآن ثم كانت الفاجعة في الدنمارك.. حيث تم رسم صور كاريكاتورية للرسول (صلى الله عليه وسلم) في صور قبيحة .
واختتمت بالمصيبة الكبرى في أمريكا.. حيث تم عرض فيلم يستغرق ثلاث ساعات يوم الحادي عشر من سبتمبر الماضي.. كله إساءة للمصطفى (صلى الله عليه وسلم).
من يذب عن النبي (صلى الله عليه وسلم)؟
إن إيماننا بحمد (صلى الله عليه وسلم) ومحبتنا له.. ليست كلاماً يقال.. أو مشاعر جياشة وفقط.. بل لابد أن يترجم ذلك لواقع عملي يكون نصرة حقاً له (صلى الله عليه وسلم) ولما جاء به .
فصفة كل متبع للنبي (صلى الله عليه وسلم) هي: "وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ".. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً".
هكذا كان الجيل الأول
سعد بن الربيع.. روى أهل السير أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث نفرا بعد غزوة أحد ليأتوا بخبر سعد بن الربيع.. فوجدوه في الرمق الأخير.. فنادي على سعد بن معاذ قائلا ً: "يا سعد أخبر قومي من الأنصار أنه لا عذر لهم عند الله إن خلص إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيكم عين تطرف".
أم عمارة.. في غزوة أحد تضمد لابنها جراحه وتقول له: "إياك إياك أن تتخلى عن رسول الله".. ثم تترست أم عمارة تصد السهام عن رسول الله حتى بدا جسدها كالقنفد.. وتقول نحري دون نحرك يا رسول الله.. ويرد عليها: من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة .
خبيب بن عدي.. لما وقع في الأسر.. أتى إليه أبوسفيان قائلا ً: يا خبيب أتود أن تكون في أهلك سالما ومحمد هنا مكانك فرد خبيب: "والله ما أحب أن أكون في أهلي سالما ويصاب رسول الله بشوكة" فقال أبو سفيان : والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ً.
الجذع يحن إلى رسول الله
لما هاجر النبي (صلى الله علي وسلم) من مكة إلى المدينة.. كان يخطب على جذع نخلة.. ثم بنوا له منبرا.. فاعتلاه صلوات ربي وسلامه عليه في خطبة الجمعة.. فسمع المسلمون أنينا في المسجد.. ثم ظل يعلو شيئا فشيئا حتى سمعه الجميع.
فنظروا فإذا هو جذع النخلة.. يبكي اشتياقا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحنينا لفراقه.. هذا هو حال الجماد مع رسول الله.
فيا أقباط المهجر.. ياقساة القلوب.. أين أنتم من الجماد ؟!.
بل أين أنتم من الحيوان ؟!
يمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بستان.. فيجد جمعا من الصحابة أمام البستان.. وهناك جمل شارد في البستان.. لا يستطيع أحد الدخول عليه لشدته ورعونته.. فدخل (صلى الله عليه وسلم) البستان والصحابة مشفقون عليه من الجمل.. فنادى عليه.. فجاء يجر شفرته على الأرض.
فتعجب الصحابة.. فقال لهم (صلى الله عليه وسلم) : "ما من شيء بين السماء والأرض إلا ويعلم أني رسول الله".. ثم أمر صاحب الجمل بأن يكثر العلف ويقلل العمل.. لأن الجمل شكى له العكس.
واجب الأمة لمواجهة هذه الحملة
من المعلوم أن المسلمين يملكون آليات كثيرة ومتنوعة للذب عن الإسلام ورسول الإسلام.. ومواجهة هذه الحملة الغوغائية.. سواء على المستوى الرسمي.. أو التمثيل الدبلوماسي.. وسفارات وقنصليات الدول المسلمة..أو عن طريق المنظمات الدولية .
وإننا نؤكد على دور المنظمات الإسلامية التي يجب أن تتعاون وتتكاتف للوقوف بكل حزم لهذه الهجمات.. وتعقد المؤتمرات والندوات لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والشريعة .
مقاطعة اقتصادية لمنتجاتهم
إن لم يبدوا اعتذارا ً رسميا ً.. وأسفا ً بليغ.. عما بدر منهم.. ويتم محاسبة الفاعلين ومعاقبتهم.. ولابد من وضع لهذا الوضع المزري.. فلابد أن تكون هناك مقاطعة اقتصادية لمنتجاتهم.. على جميع المستويات.
وهذا أقل واجب يقدم لنصرة الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)