إن للغربة أثر نفسي تتركه بداخل من يمتطي جوادها فيصارع الريح وتصارعه ، ولكن الحياة إن وجد فيها من تشغل بالنا ونسعد حينما نراها ، ها هو محمد سافر إلى العراق للعمل بها منذ عمر طويل كان شغله الشاغل هو البحث عن العمل وإسعاد أهله بما هو فيه ولكن سرعان ما تقابل مع فتاة جميلة المنظر ممشوقة القوام صاحبة القلب الأخضر والتي ما تزال في ريعان شبابها ، نظرة فابتسامة فحب فشوق فغرام فزواج هذا ما حدث تزوج محمد بهمس تلك الفتاة التي أثارت ما بداخل قلبه من حب وبحث عن الحياة الجديدة بين طيات القلوب المدفونة وحرارة الأشواق المبعوثة .
أستقر محمد للعمل بأرض الرافدين ومعه زوجته همس التي ما تزال في سن مبكر والتي سعدت به جداً فعيناه جميلتان ذو بشرة بيضاء متحدث هذا ما جذب زوجته له فكانت أشواق الحب تتحدث عنهما . وبدأ توثيق الحياة الزوجية بمولود جميل ، أنجبت همس ولدها الأول فهد ، وكم كانت فرحة حينما هل بطلته البهية معه الرزق الوفير .
ولكن أحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، هذا هو حال الدنيا فحرب الخليج والتي أثارت فزع في قلوب جميع العرب حينما قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بغزو الكويت ولكن توحد صفوف بعض الدول العربية منعته من الاستمرار فيها وكان الانسحاب هو الأمر اليسير لذلك . بدأ اقتصاد العراق في الهبوط وبدأت الجاليات الوافدة إلى العراق من أجل العمل في التقلص ، عاد محمد إلى أرض وطنه سالماً هو وزوجته وولده الذي لا يزال صغيراً . ولكنه بعد فترة بسيطة من الزمن أصر على الذهاب إلى العراق مرة أخرى فله أعمال هناك فطلبت منه همس الذهاب معه فرفض وأبلغها بأنه في القريب سيرسل لها ولكن حينما تستقر الأمور .
مرت الأيام تلاها الشهور والسنين ونار الفراق تشعل قلب الزوجة الباحثة عن العشق الحلال ، ولكن بعاد زوجها عنها لم تستطيع أن تعوضه فلهيب الفراق والبحث عن جميع حقوقها الشرعية جعل منها إنسانة على غير العادة ، وكأنها فقدت زوجها فصارت كالزوجة المعلقة . العمر يمر وهي تتزايد رونقاً وجمالاً ، عاد محمد من العراق ولكن لأيام قلائل أسعد فيها همس بكل ما يستطيع من قوة ، توجها من مدينته إلى مدينة الإسكندرية لقضاء أجمل أيام الحياة والتي لم تنساها همس قط وسرعان ما تمر الأيام .
اتصال هاتفي من بغداد ، تغير وجه محمد مما أثار الظنون بداخل زوجته فأبلغها بأنه لابد من الرحيل فالعمل هناك يريده على وجه السرعة . قطع محمد أجازته وسافر من حيث أتى فصارت بغداد هي بلد محمد والتي يجد فيها ملاذه على العكس من همس والتي فقدت أهلها وعاشت بين أهل زوجها بمصر فصارت الأوطان متغيرة وتعلقت القلوب بالحياة أكثر مما تعلقت بها من أوطان .
ولنا لقاء في الجزء القادم ،،،