اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2012, 07:59 PM
الصورة الرمزية ابو الفاروق
ابو الفاروق ابو الفاروق غير متواجد حالياً
أخصائى مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 47
المشاركات: 958
معدل تقييم المستوى: 15
ابو الفاروق is on a distinguished road
افتراضي الرئيس بين التقييم والتقليم .. بقلم : محمد الفاروق

الرئيس بين التقييم والتقليم .. بقلم : محمد الفاروق
ليس من المعقول أن أنتقد أو أشيد أو حتى أقيم ما قد تم فعله خلال فترة المائة يوم المنقضية من عمر المولود الجديد في القصر الرئاسي ، فما قد وعد الرئيس بتحقيقه خلال فترة المائة يوم أو ما أطلق عليه مشروع المائة يوم ، ما هو إلا أضغاث أحلام ، ودغدغه لمشاعر وطموحات المصريين، ويبقي انتقادي أو إشادتي لهذه الفترة أو تقييمها في ضوء ما تم الإعلان عنه من مشاكل برهاناً على تصديقي أنها ستُحل ولو نسبياً في تلك الأيام المعدودات ، والحقيقة أنني لم أكن مصدقاً لها من الأساس .

وعدم تصديقي لهذه الوعود الخاصة بمشروع المائة يوم لا يعني تمني الفشل للرئيس ، ولا يعني بالضرورة أنها مشاكل بلا حلول أو أنني متشائماً أكثر من اللازم ، وإنما بنظرة واقعية يتخللها قليلاً من المنطق ، سنجد أن الخمس مشاكل من الحجم المُعقد الذي يستحيل معه حل واحدة منهم في مائة يوم ، فعند حل مشكلة ما يجب دراستها من كافة جوانبها ، ثم وضع مجموعة من الحلول المقترحة ، مع الأخذ في الاعتبار بالحيز ( المكاني - والزماني ) لتلك الحلول وما هو متاح من إمكانيات مادية وبشرية واجتماعية .. الخ، ومن ثَم وضع جدول مكاني وزماني يتناسب وحجم المشكلة ، ثم تبدأ مرحلة التنفيذ وهى في الواقع مرحلة تأكد من صحة وفاعلية الحلول المقترحة نظرياً ، وبناءاً على ذلك فمن الأرجح أنه لم تكن هناك دراسة كافية وافية لهذا المشروع ، فالموعود بتحقيقه يحتاج أضعاف ما قد تم الإعلان عنه من وقت ، ويبدوا أن الحماسة قد أخذته في حينها .

ولهذا لا يروق لي تلك التقييمات المنتشرة هنا وهناك ، أولا لعدم منطقية ما هو خاضع للتقييم ، ثانياً لعدم موضوعية نماذج ووسائل وأدوات وضوابط التقييم .

أعلم أن ما من أحد قد أملى أو فرض على الرئيس أن يعد المواطنين بتلك الوعود في هذه الفترة المحدودة ، وهو مَن قد قطعها على نفسه ، وبالتالي فقد جعل البعض ينتظر وقت الوفاء بها وهم على حق ، ولكنها عادة متوارثة تعودنا عليها خلال فترة المواسم الانتخابية ، وإلي أن نتخلص منها فليس من الصالح العام الآن أن نجلده ونلوح له برايات الفشل .

لذلك فمن الخطورة أن نروج أو نسترسل في مثل هذه النوعية من التقييمات الوهمية لأنها حتماً ستؤدي لنتائج وهميه ، وستصيب الجميع بعمي مجتمعي ، عن السلبيات ولو كانت كثيرة بمحاولة نفيها من المؤيدين وإظهار الحياة وكأنها أصبحت وردية ، وعن الإيجابيات ولو كانت قليلة بمحاولة طمسها من المعارضين وإظهار الحياة وكأنها أصبحت كاحله ، ومن المفارقات المضحكة أن كلا الجانبين يسلمان بأن فترة المائة يوم غير كافية على الإطلاق لإحداث أي تغيير جذري وملموس ، وأمسى كل طرف يتفانى في إقناع الطرف الآخر بما هو ليس موجود ، وتناسوا أن الخاسر في نهاية المطاف الجميع .

لا شك أن التقييم لهو خطوة أساسية وهامة ولابد منها لقياس مدي كفاءة وأداء أي موظف عام ؛ وعلى رأس الوظائف العامة رئيس الجمهورية ( وهذا ما كنا ومازلنا نفتقده وبشدة )، وذلك للوقوف على نسبة النجاح أو الإخفاق فيما هو منوط به من أعمال وأهداف تقتضيها وظيفته العامة ، ومن ناحية أخرى وهي الأهم نسبة ما قد حققه من وعود انتخابية والتي قد وعد مسبقاً بتحقيقها وهي ما جعلت الناخبون يذهبون إليه دون غيره ، وفي ضوء نتائج تلك التقييمات سيقرر الناخبون ما إن كانوا سيعطونه أصواتهم مرة أخري أم سيتجهون لغيره ، ومن هنا يتضح لنا ما لهذه التقييمات من أهمية بالغة .

ولهذا فإن التقييم لا يتم بشكل عشوائي ، وإنما هناك مجموعة من الخبراء تقوم بوضع نماذج لتقييم الأداء مضبوطة بشروط أكاديمية موضوعية ، تراعي فيها كافة الأمزجة والطوائف الشعبية والفكرية ، كما أن لكل مجال نماذجه الخاصة فضلا عن أن المجال الواحد يخضع لأكثر من نموذج للتقييم .

وهذا يتطلب العمل على أكثر من محور- المحور الأول : زيادة الوعي الثقافي والمجتمعي لأفراد الشعب وتعريفهم بأهمية التقييم وكيفية التعامل مع نموذج التقييم من الناحية المادية والمعنوية ، المحور الثاني : وهو مرتبط بالشيء الخاضع للتقييم سواء عنصر بشرى أو برنامج انتخابي ، فيجب أن يكون البرنامج الانتخابي لأي مرشح قادم أوحالي مدروس ومحدد الأهداف والأبعاد الزمنية والمكانية بحرفيه ، وعليه سيتم وضع نماذج تقييميه تراعي تلك الأهداف والأبعاد المختلفة للبرنامج ، والمحور الثالث والأخير : وهو متعلق بالثقافة الانتخابية ما بين المرشح والناخب ، فينبغي على الناخب ألا يصدق إلا كل ما هو منطقي من وعود ولا يهرول وراء الشعارات الجذابة ، وعلى المرشح هو الأخر أن يخاطب بالعقل- العقل قبل العاطفة ، ولا يستغل حاجة الناس إلي الأفضل فَيَمْلأُ الأرض والسماء وعود وردية تفوق قدراته ولا تتناسب مع الإمكانيات المتاحة ، ويضع نصب عينيه دائماً قول الرسول صل الله عليه وسلم في صفات المنافق ومنها "إذا وعد أخلف" أو كما نقول نحن " وعد الحر دين عليه " .

المقال فى جريدة - التحرير اليوم
http://www.tahrir2day.com/2011-05-09...%8A%D9%85.html
__________________
الساجد لله

آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 12-10-2012 الساعة 08:32 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:47 AM.