مقامة الثانوية خش ورفه عن نفسك شوية

[طـفـلـة الامـس]

حدثنى ولى امر الطالب سرحان الخايب .. قال : ولدى الخيبان اصابنى بالجنان او الخيبة والتعاسة لانه يكره الدراسة ويحب الذهاب للكوفى شوب للفرجة على الفيديو كليب ونراه من البيت يكت للدردشة على النت ، ويعلق فى غرفته صور نانسى وهيفاء وبوسى سمير وروبى وحماقة وسعد الصغير وان جلس احيانا للاستذكار يشغل اغنية بحبك يا حمار وساعات يشغل اغنية " بوس الواوا " فانتابته تخلف وغباوة وكلما كلمناه قال " يا حلاوة " فاضطررنا فى السنة الماضية ان نعطيه دروسا خصوصية فى جميع المواد العلمية وكان المدرسون داخلين طالعين وياخذون بالشمال واليمين وبالطبع لم تكف الماهية لهذه الدروس الخصوصية ، فبعت نصف فدان من اجود الاطيان ، وبعت الموبايل والساعة والنظارة والولاعة ورهنت هدومى والعربية وعفش بيت الزوجية وظل المدرسون الخصوصيون فى اجرهم يبالغون ولاموالى يلهطون حتى بكيت وقلت :

قل للمدرس اننى يا سيدى .................. من اجل ابنائى طفحت الكوتا
واراك من حصص الفصول مزوغا............... وتفوق فى زوغانك البرغوتا
كم تبتغى الدرس الخصوصى الذى ........... من اجله كم ذا تروح بيوتا
ولقد اكلت الشهد لكن ما اكتفيت ............ وتشتهى الشيكولاتة و البسكوتا
كان المدرس مخلصا فيما مضى .............. والان صار" عياره مفلوتا "

وكل مدرس كانت له تحية تقدم على صينية فضية فهذا يحب المهلبية والجيلى وذاك يحب الكريم كراميل وام على وهذا يطلب الارانب بالملوخية وهذا يطلب الفراخ المحشية ، وتحملنا هذه السماجة ، ليمر الولد من عنق الزجاجة وحرمنا على انفسنا التليفزيون ورفعنا سماعة التليفون وامتنعنا عن زيارة الاهل و الاحباب وكان عاما بعيد عنك كالهباب ، قضيناه فى عذاب واكتئاب ، وتوقعنا ان تكون النتيجة جميلة وبهيجة فاذا بالولد اللعين ترتيبه الاول عاى الفاشلين فيا مصيبتاه ، ويا ميت الف اسفاه ، فقلت : ان ابنك كان ضحية من ضحايا الدروس الخصوصية ، التى لا تعطى الا فى الحالات الضرورية ، اما اذا اعطيت على الفاضى والمليان فهذا بلا شك يؤدى للاجهاد والسرحان ويصيب العقل بالتوهان وينهك القوى البدنية ، ويرهق الميزانية ، وتصبح النتائج عكسية وربما تصل الى السرايا العباسية وكان من الطبيعى مهما تنشال وتنحط ان يبلط الولد فى الخط فجلس الرجل يعض بنان الندم فقلت لاخفف عنه الالم :

نجاح المرء جد واجتهاد ..................... وليس يباع يوما بالفلوس
ولو اولادنا اجتهدوا لفازوا ................... ووفرنا مصاريف الدروس