|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
عمّ شعبان يقدّم لك مبادرة "اشحن قلبك"!
شهر شعبان شهر تُرفع فيه الأعمال كل يوم يمر علينا يقرّبنا من رمضان.. وكلها أيام بركة ولها فضل عند الله.. وأهمية حشد هذه الأيام الطيبة قبل رمضان المبارك هو تهيئة القلوب لاستقبال رمضان، فكأنها فترة تدريب على الشهر الذي يجب اغتنامه بأفضل ما يكون، وحتى يهيّئنا الله سبحانه وتعالى إلى شهر المغفرة والعتق من النار، يقدّم لنا على مدار شهرين متتابعين هما رجب وشعبان أياما من أعظم الأيام، وفرصا عظيمة للعبادة والتقرّب إليه والتصالح معه بعد طول فترة الهجران. *يحثّنا على الرجوع إليه في رجب الشهر الحرام، الذي أسرى فيه بعبده محمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء في معجزة ستظلّ خالدة أبد الآبدين، ثم يلهب حماسنا في شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى الله، للتنافس فيه بالخير، وهو شهر شعبان، الشهر الذي حوّل الله فيه قِبلة المسلمين من بيت المقدس في فلسطين إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة؛ استجابة لدعوة نبيّه وحبيبه محمد الذي طال تقلب وجهه في السماء يطلب مِن ربه أن يوليه شطر المسجد الحرام، مخالفة لليهود وتثبيتا للمسلمين. ثم يأتي شهر الطاعات والنفحات والمكرمات الربانية والعطايا الإلهية والحسنات المضاعفة والمحو التام للسيئات، شهر رمضان الكريم.. فماذا تنتظر؟؟ وهل بقي وقت حتى نؤجّل ونماطل ونقول أين نحن ورمضان؟؟ بل رمضان على الأبواب، والأيام الحلوة تمرّ سريعا، وستجد نفسك ككل عام وقد أوشك الشهر على نهايته تستعرض أيامه ولحظاته فتندم لأنك لم تستغلها الاستغلال الأمثل.. وتندهش أنك لم تفز فيه بما كنت تؤمله من عمل صالح وطاعات.. أتدري لماذا؟؟ لأسباب ثلاثة: *أوّلها: لأنك لم تحدّد هدفا واضحا تعمل عليه في رمضان، لم تجعل لك عنوانا تسعى إليه، لذا تفقد بوصلتك، ولا تجد شيئا تقيس عليه نجاحك أو تأخّرك، ولا تجد لوما أو تقريعا من ضميرك لأنك أصلا لا تدري ماذا تريد. وثانيها: لأنك أجّلت التدريب على أيامه حتى فاجأك، وعندما بدأت كان هو يوشك على الرحيل؛ لأنه شهر عزيز يجب أن تنتظره أنت ولا ينتظرك هو. وثالثها: لأنك لم تعدّ نفسك الاستعداد الكافي، ولم تملأ قلبك بوقود الطاعة والهداية، لذا تفتر في وقت قصير، وما تلبث أياما على المداومة على القيام والاستغفار وقراءة القرآن حتى تنفد بطاريتك، ويلين عزمك، وتضعف أمام المسلسلات والفوازير وبرامج الضحك؛ لأنك لم تشحن بطاريتك بشكل كافٍ قبل رمضان، ولم تستعد له بشكل كافٍ. أظنّك فهمت الآن ملامح المبادرة التي أُقدّمها لك.. مبادرة "اشحن قلبك".. خلال هذا الشهر الكريم شهر شعبان سنشحن بطارية قلوبنا، ونستعدّ لرمضان وكأنه أتى.. ونتزوّد من ساعات التدريب ليأتي رمضان ونحن جاهزون.. حالتنا الطبيعية هي العبادة والطاعة، فلا يزيدنا رمضان إلا حماسا وقوة دفع. أوّل خطوة هي أن نحدّد هدفنا في رمضان.. هدف واضح ثابت قابل للقياس.. وبعدها نبدأ في الاستعداد له من الآن.. أنا عندي أهداف في رمضان المقبل، ولكني سأنتظر أن تكتب أنت مستهدفاتك في رمضان القادم لنجمعها سويا، ونبدأ الانطلاق في مبادرة "اشحن قلبك".
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي بإدارة الجمالية التعليمية دقهلية أمين اللجنة النقابية للمعلمين |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|