|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() { واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر } سعود الشريم ملخص الخطبة 1- ضرورة الاعتبار بقصص السابقين. 2- ابتلاء الله لليهود بالسبت. 3- عقوبة الله للظالمين. 4- واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الخطبة الأولى أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله ـ عز وجل ـ، اتقوه وراقبوه، لئلا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا يبغي بعضكم على بعض، وتكونوا عباد الله إخوانا. أيها الناس، إن كتاب الله عز وجل هو المنبع الثرُّ للهدى والحق، فيه يجد المسلم النور الذي يضيء له الطريق، ومنه يفوز بالقوة والخشية من الله، المثمرة الاعتبار والادكار، اللذين يحفزان إلى الخير، وينقذان من ترادف الزلات، وحلقات الانحراف، ومن ندّ عن السويّ من ذلك فما هو بحي، ولو نما جسمه ونبض عرقه، بل هو ميت، وإن طار في السماء أو غاص في الماء، ![]() ![]() ألا وإن المرء المؤمن حينما يغشى معالم كتاب ربه بقلب غير مقفول، لهو كمتعبد يغشى في مصلاه، ولربما أكرمه مولاه جزاء تدبره فلم يخطئ، دمع عينه مجراه، يغدو في خمائل القصص والعبر، يمتح من هذه، وينهل من تلك، متأولاً قول ربه ـ سبحانه ـ: ![]() ![]() إن مثل آيات القصص ـ عباد الله ـ لجديرة بحق، أن نقف عند معانيها، وما ترمي إليه من دروس وعظات، ينبغي ألا تذهب هدراً على ذوي الألباب؛ إذ ليس شيء أنفع للمرء من تدبر القرآن، وإطالة النظر في عواقب المثلات التي قد عفت، فيرى لعن اليهود ومسخهم، ويقرأ غرق فرعون ذي الأوتاد، وخسف قارون، ويتأمل عذاب إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، فيعيش المرء مع القرآن حتى كأنه في الآخرة، ويغيب عن الدنيا حتى كأنه خارج عنها: ![]() ![]() عباد الله، يقول ربنا ـ جل وعلا ـ في سورة الأعراف: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() هذه الآيات ـ عباد الله ـ إنما هي بسط في المقام لما أجمل في قوله ـ سبحانه ـ: ![]() ![]() ![]() ![]() أيها الناس، إن حاصل معنى آيات الأعراف هذه، هو أن اليهود المعارضين لرسالة محمد ![]() ![]() ![]() ![]() روى ابن جرير بسنده عن عكرمة قال: دخلت على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ والمصحف في حجره وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا ابن عباس جعلني الله فداءك؟ فقال: هؤلاء الورقات، وإذا هو في سورة الأعراف، فقال: ويلك، تعرف القرية التي كانت حاضرة البحر؟ فقلت: تلك أيلة، فقال ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، نخاف أن نكون مثلهم، نرى فلا ننكر، فقلت: أما تسمع الله يقول: ![]() ![]() عباد الله، إننا بحاجة ماسة إلى أن نرفع الستار، ونلي الضوء الواعظ على هذه الآيات الكريمات، التي تتمخض عنها دروس ثرة، ووصايا حثيثة، نوجز منها على سبيل المثال لا الحصر: ما أوضحه الله في هذه الآيات مما تنطوي عليه طبائع اليهود، من خبث ومكر، وتنكر للرسالة السماوية، يتلونون تلون الحِرْباء مما جلب لهم المقت من ربهم، فأوقع بهم شر العقوبات، ![]() ![]() لقد كان لليهود شأن في بادئ الأمر، وقد أثنى الله عليهم بقوله: ![]() ![]() ![]() ![]() إن التاريخ صفحات متتابعة، يُطوى منها اليوم ما يطوى، ويُنشر منها غداً ما ينشر، وإن الله ـ جل شأنه ـ يختبر بالرفعة والوضاعة، بالزلزلة والتمكين، بالخوف والأمن، بالضحك والبكاء: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولأجل ذا ـ عباد الله ـ جاء التحذير الصارخ من أن نسلك مسالكهم، بل جاء الأمر الصريح بمخالفة اليهود والنصارى في غير ما حديث. ومن الدروس المستفادة ـ عباد الله ـ: أنه ينبغي على أهل العلم وذوي الإصلاح أن يقوموا بواجب النصح والوعظ في إنكار المنكرات، على الوجوه التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن. ولا يمنع من التمادي على الوعظ بالأمر والنهي والإصرار عليه، عدم القبول من المخالف؛ لأنه فرضٌ فرضه الله قبل أو لم يُقبل، وأن هذا هو الذي يحفظ للأمة كيانها بأمر الله، وبذلك تكون المعذرة إلى الله، ويكون الخروج من التبعية وسوء المغبة، وبمثل أولاء يدفع الله البلايا عن البشر: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() بارك الله لي ولكم في القرآن... [1] صحيح البخاري ح (3346)، صحيح مسلم ح (2880). الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله والتابعين. أما بعد: فإن من الدروس المستفادة من الآيات ـ عباد الله ـ، أن التهوين من شأن الإصلاح أو التخذيل أو الإرجاف فيه، ليس من سمات الأمة المسلمة الحقة، وأن مقولة بعضهم: "دع الناس وشأنهم فربهم رقيب عليهم"، ليس من السنة في شيء، إنما هو في الواقع إقعاد بكل صراط يوعد فيه، ويصد عن سبيل الله من آمن، وحينئذ لابد من معرفة العاقبة، لمن كان ديدنه كذلك: ![]() ![]() وبعد، فيا ـ رعاكم الله ـ: ليت شعري من لم يكن بالحق مقتنعاً يخلي الطريق ولا يوهن من اقتنعا ![]() ![]() ![]() وأياً كانت هذه الحيل، في العبادات، أو المعاملات، أو الأحوال الشخصية، أو نحوها، لا يجوز فعلها للوصول إلى المحرم من طرف خفي، ولربما انتشر مثل هذا في أوساط الكثيرين، لا سيما في البنوك والمصارف، أو في الهيئات، والشركات المتعهدة في اتخاذ طرق ومرابحات دولية، أو مضاربات صورية، إنما هي في حقيقتها حيلة على أخذ الربا، فيُخدع ببهرجتها السذج، ويُغرُّ بها الذين ينشدون الكسب الحلال، فيوقعونهم في شرّ مما فروا منه، دون الرجوع إلى أهل العلم والمعرفة في كشف حقيقة تلك المرابحات، ما يجوز منها وما لا يجوز، وكذا الحيل في التخلص من الزكاة بتفريق المجتمع، وجمع المتفرق. ولقد كتب أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فريضة الصدقة التي فرض رسول الله ![]() ومن ذلك ـ عباد الله ـ، الحيل في إباحة المطلقة طلاقاً لا رجوع فيه، نتيجة شقاق ورعونة عقل، أعقبها ندم، ولات ساعة مندم، ثم لا تسألوا بعدها ـ عباد الله ـ عن كذا حيلة وحيلة يزوّرها في نفسه، ويخدع بها في إباحة ما حرم من لا يعرف الحيل، إلا على المحتال فلا؛ لأنه هو طبيبها، ويا محنة الأجيال بالمحتال، ولا غرو أن يقع أولئك في أتون الإثم، والتعدي على حدود الله، ناسين أو متناسين قول النبي ![]() ![]() وثبت في الصحيحين أن النبي ![]() اللهم صل على محمد... [1] صحيح البخاري ح (1450). [2] إبطال الحيل لابن بطة ص 24 [نقلاً عن ارواء الغليل للألباني (5/375)]. [3] صحيح البخاري ح (2223)، صحيح مسلم ح (1582). |
العلامات المرجعية |
|
|