|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رقصة الموت انْتَظِرْ .. يَا صَاحِبَ الْكِبْرِيَاءْ .. مَا عَادَتْ تُجْدِي أَفَاعِيْلُكَ الرَّعْنَاءْ .. لاَ تُكَلِّفُ نَفْسِكَ الْعَنَاءْ .. أُخْبِرُكَ : تَأَكَّدَ أَنَّهُ مَيْؤوسٌ مِنَ الشِّفَاءْ .. سَتَخْتَفِي الْبَسْمَةُ عَلَى الشِّفَاهِ .. وَ تَبْقَى رَعْشَةُ الْبُكَاءْ ، وَالنُّوَاحُ عَلَى قَبْرِهَا .. حَذَارِي أَنْ تَظُنُهُمَا لَوْنًا مِنْ أَلْوَانِ الغِنَاءْ .. فَقَدْ جَاءَ الْمَوْتُ .. جَاءَ الْفَنَاءْ .. يُرَاقِبُ مِنْ بَعِيْدٍ .. يُطَالِعُ الْحَسْنَاءْ .. تَخَيَّرَهَا مِنْ بَيْنِ كُلِّ الأَحْيَاءْ .. تَقَدَّمَ إِلَيْهَا مَشْدُدًا بِقَلْبٍ مِلْؤهُ الشَوْق والرَجَاءْ .. وَمَا شَوْقُهُ إِلاَّ تَعْجِيِلاً .. عَلَى حَيَاتِهَا بِقَضَاءْ .. يُرِيْدُ أَنْ يَصْطحَبَ رُوحِهَا فِي طَرِيْقِهِا إِلَى السَّمَاءْ .. لِتَلْقَى خَالِقَهَا .. فِي جَنَّةِ الْعَلْيَاءْ .. * فَقَدْ عَشِقَهَا الْمَوْتُ وَبِهَا هَامْ .. وَبِأَفْعَالِكَ عِشِقَتْهُ حَتَّىْ تَمَنَّتْ الْعَدَمْ وَالإِعْدَامْ .. إِهْنَأْ .. هَا هُوَ يُشَابِكُهَا الأَيْدِي .. سَوْفَ يَصْطَحِبُهَا لِتَنامْ .. نَوْمَة لَنْ تُبِقِي لَهَا الأَعْوَامْ .. ولاَ حَتَّى الأَيَّامْ .. هَا هِيَ رَاحِلَةٌ الآَنْ .. الآنْ سَوْفَ يُسْلِبُهَا الأَنْسَامْ .. * أَرَى ذَرِاعَ الْمَوْتِ تَلُّفُّ خَصْرِهَا النَّحِيْلْ .. وَيَقْتُلُهُ الشَّوقُ إِلَى ثَغْرِهَا الْجَمِيْلْ .. يُرَاقِصُهَا رَقْصَة المُحِبِّ الَّذِي فِي عِشْقِ مُحِبِهِ قَتِيْلْ .. أَلاَ تُرِيْدُ وَدَاعَهَا يَا صَاحِبَ الْقَلْبِ الْعَلِيْلْ .. قَبْل أَنْ يَحِيْن وَقْتُ الأَصِيْلْ .. وَبَعْدَه اللَّيْلُ الطَّوِيْلْ .. أَلاَ تُرِيْد .. ؟؟ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْقَلِيْلْ .. * أَرَاهُ يُسَارِعُ بِخَطَوَاتِهِ .. رَاحِلاً بِهَا مِن الدُّنْيَا بِكُلِّ مَا فِيْهَا .. تَارِكَةً لَك مُسْتَقْبَلَهَا وَحَاضِرَهَا وَمَاضِيْهَا .. كَرِهَتْ دُنْيَاكَ .. أَصْبَحَتْ تُعَافِيْهَا .. انْتَهَى كُلُّ شَيءٍ .. لَمْ تَعْدْ تَرَاهَا .. لنْ تُلاَقِيْهَا .. قُلْ لِي .. هَلْ تَسْتَطِعْ تَنَاسِيْهَا .. ؟؟ لاَ أَظُنُّ ذَلِكَ يَا صَاحِب الْكِبْرِيَاءِ .. !! * يَا صَاحِبَ الْكِبْرِيَاءْ .. شَفَاهَا اللهُ مِنْكَ يَا سَبَب الدَّاءْ .. يَا مَنْ أَخْلَصَ لِلظُّلْمِ .. وَأَوفَى لَهُ كُلَّ الْوَفَاءْ .. وَمَنَحَ شَيطَانِهِ كُلَّ الْوَلاَءْ .. وَشَمَّتَ أَصْحَابَ الْقُلُوبِ الصَّفْرَاءْ .. نَامِي فِي آمَانٍ .. يَا مَنْ بَيْنَ ضُلُوعِكِ جَنَّة خَضْرَاءْ .. أَنْتِ الآنَ فِي رِعَايَةِ أَرْحَمِ الرُّحَمَاءْ .. * يَا صَاحِبَ الْكِبْرِيَاءْ .. لاَ تَحْزَن عَلَيْهَا .. اتْرُك الْبُكَاءْ .. فَقَدْ كَانَتْ سَرِيْرَتُهَا أَصْفَى مِنَ الصَّفَاءْ .. وَضَمِيُرُهَا أَنْقَى مِنَ النَّقَاءْ .. أَرَاى رُوحِهَا تَنْعَمُ مَعَ الْحُورِ .. فِي حَفْلَةِ تَرْحِيْبٍ وَغِنَاءْ .. وَتَحِنُ عَلَى جَسَدِهَا حِجَارَةُ قَبْرِهَا الصَّمَّاءْ .. فِي زِمَّةِ اللهِ يَا صَاحِبَة الصَّفْحَةِ الْبَيْضَاءْ .. يَا أَرَقّ وَأَحن مَنْ أَنْجَبَتْ حَوَّاءْ ..
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|