|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ **أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا** يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً** يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي جحدتهـا، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي***جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ رزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلق** إِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِ يـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ ** لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِ لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ** ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ يـا نـاعس الطَّرْفِ; لاذقْتَ الهوى أَبدًا** أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِ أَفْـديك إِلفًـا، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًى**أَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِ سـرَى، فصـادف جُرحًـا داميًا، فأَسَا** ورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِ مَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـا**اللاعبـاتُ برُوحـي، السـافحات دمِي? الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـى يُغِـرْنَ** شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِ القــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌ** وللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِ العــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـا** أُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِ المضرمـاتُ خُـدودًا، أسـفرت، وَجَلتْ** عــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِ الحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـا** أَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِ مـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتا**** للعيـنِ، والحُسـنُ فـي الآرامِ كالعُصُمِ يُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍ**** إِذا أَشَــرن أَســرن الليـثَ بـالعَنمِ وضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًى**** يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِ يـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـه**** أَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ? مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُه**** أَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِ مَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ?**** وأَخـرج الـريمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ? بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُب**** ومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِ لـم أَغش مغنـاكِ إِلا في غضونِ كَرًى**** مَغنــاك أَبعــدُ للمشـتاقِ مـن إِرَمِ يـا نفسُ، دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍ**** وإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـمِ فُضِّـي بتقـواكِ فاهًـا كلمـا ضَحكتْ**** كمــا يُفـضُّ أَذَى الرقشـاءِ بـالثَّرَمِ مخطوبـةٌ - منـذُ كان الناسُ – خاطبَةٌ**** مـن أَولِ الدهـر لـم تُـرْمِل، ولم تَئمِ يَفنـى الزّمـانُ، ويبقـى مـن إِساءَتِها**** جــرْحٌ بـآدم يَبكـي منـه فـي الأَدمِ لا تحــفلي بجناهــا، أَو جنايتهــا**** المـوتُ بـالزَّهْر مثـلُ المـوت بالفَحَمِ كـم نـائمٍ لا يَراهـا، وهـي سـاهرةٌ*** لــولا الأَمـانيُّ والأَحـلامُ لـم ينـمِ طــورًا تمـدّك فـي نُعْمـى وعافيـةٍ*** وتـارةً فـي قـرَار البـؤس والـوَصَمِ كـم ضلَّلتـكَ، وَمَـن تُحْجَـبْ بصيرتُه*** إِن يلـقَ صابـا يَـرِد، أَو عَلْقمـا يَسُمِ يــا ويلتـاهُ لنفسـي! راعَهـا ودَهـا*** مُسْـوَدَّةُ الصُّحْـفِ فـي مُبْيَضَّـةِ اللّمَمِ ركَضْتهـا فـي مَـرِيع المعصياتِ، وما*** أَخـذتُ مـن حِمْيَـةِ الطاعـات للتُّخَـمِ هــامت عـلى أَثَـرِ اللَّـذاتِ تطلبُهـا*** والنفسُ إِن يَدْعُهـا داعـي الصِّبـا تَهمِ صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه*** فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ** والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ تطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًى** طَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِ إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ**فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على*** مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ إِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله*** عِـزَّ الشـفاعةِ; لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ*** قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ*** يُمْسِــكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ فكــلُّ فضـلٍ، وإِحسـانٍ، وعارفـةٍ*** مــا بيــن مســتلمٍ منـه ومُلـتزمِ علقـتُ مـن مدحـهِ حـبلاً أعـزُّ بـه*** فـي يـوم لا عِـزَّ بالأَنسـابِ واللُّحَـمِ يُـزرِي قَـرِيضِي زُهَـيْرًا حين أَمدحُه*** ولا يقـاسُ إِلـى جـودي لـدَى هَـرِمِ محــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـه*** وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ وصـاحبُ الحـوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌ** متـى الـورودُ? وجـبريلُ الأَمين ظَمي ســناؤه وســناهُ الشــمسُ طالعـةً** فـالجِرمُ فـي فلـكٍ، والضوءُ في عَلَمِ قـد أَخطـأَ النجـمَ مـا نـالت أُبوَّتُـه**** مـن سـؤددٍ بـاذخ فـي مظهَـرٍ سَنِم نُمُـوا إِليـه، فـزادوا في الورَى شرَفًا** ورُبَّ أَصـلٍ لفـرع فـي الفخـارِ نُمي حَــوَاه فـي سُـبُحاتِ الطُّهـرِ قبلهـم** نـوران قامـا مقـام الصُّلـبِ والرَّحِم لمــا رآه بَحــيرا قــال: نعرِفُــه** بمـا حفظنـا مـن الأَسـماءِ والسِّـيمِ سـائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل** عَلما مَصـونَ سِـرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـتِمِ? كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـا** بَطحـاءُ مكـة فـي الإِصبـاح والغَسَمِ ووحشــةٍ لابــنِ عبـد اللـه بينهمـا**أَشـهى مـن الأُنس بالأَحبـاب والحشَمِ يُسـامِر الوحـيَ فيهـا قبـل مهبِطـه** ومَــن يبشِّـرْ بسِـيمَى الخـير يَتَّسِـمِ لمـا دعـا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍ** فــاضتْ يـداه مـن التسـنيم بالسَّـنِمِ وظلَّلَتــه، فصــارت تسـتظلُّ بـه** غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ الــديَمِ محبــةٌ لرســولِ اللــهِ أُشــرِبَها** قعـائدُ الدَّيْـرِ، والرُّهبـانُ فـي القِمـمِ إِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـا** يُغْـرَى الجَمـادُ، ويُغْـرَى كلُّ ذي نَسَمِ ونـودِيَ: اقـرأْ. - تعالى - اللـهُ قائلُهـا** لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِ هنــاك أَذَّنَ للرحــمنِ، فــامتلأَت**** أَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِ فـلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُها?**** وكـيف نُفْرتُهـا فـي السـهل والعَلمِ? تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلـمَّ بهـم**** رمَــى المشــايخَ والولـدانَ بـاللَّممِ يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه** هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ? لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ** ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ فـاق البـدورَ، وفـاق الأَنبيـاءَ، فكـمْ** بـالخُلْق والخَـلق مِـن حسْنٍ ومِن عِظمِ جـاءَ النبيـون بالآيـاتِ، فـانصرمت**** وجئتنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ آياتُــه كلّمــا طـالَ المـدَى جُـدُدٌ** يَــزِينُهنّ جــلالُ العِتــق والقِـدمِ يكــاد فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ** يـوصِيك بـالحق، والتقـوى، وبالرحمِ يـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةً** حــديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِ حَـلَّيتَ مـن عَطَـلٍ جِـيدَ البيـانِ به** فـي كـلِّ مُنتَـثِر فـي حسـن مُنتظِمِ بكــلِّ قــولٍ كـريمٍ أَنـت قائلُـه** تُحْـيي القلـوبَ، وتُحْـيي ميِّـتَ الهِممِ سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده** في الشرق والغرب مَسْرى النور في الظلمِ تخـطَّفتْ مُهَـجَ الطـاغين مـن عربٍ** وطــيَّرت أَنفُسَ البـاغين مـن عجـمِ رِيعـت لهـا شُرَفُ الإِيوان، فانصدعت** مـن صدمـة الحق، لا من صدمة القُدمِ أَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم** إِلاّ عـلى صَنـم، قـد هـام فـي صنمِ والأَرض مملــوءَةٌ جـورًا، مُسَـخَّرَةٌ**** لكــلّ طاغيـةٍ فـي الخَـلْق مُحـتكِمِ مُسَـيْطِرُ الفـرْسِ يبغـى فـي رعيّتـهِ** وقيصـرُ الـروم مـن كِـبْرٍ أَصمُّ عَمِ يُعذِّبــان عبــادَ اللــهِ فـي شُـبهٍ** ويذبَحــان كمــا ضحَّــيتَ بـالغَنَمِ والخــلقُ يَفْتِــك أَقـواهم بـأَضعفِهم **كــاللَّيث بـالبَهْم، أَو كـالحوتِ بـالبَلَمِ أَســرَى بـك اللـهُ ليـلاً، إِذ ملائكُـه** والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم** كالشُّـهْبِ بـالبدرِ، أَو كـالجُند بـالعَلمِ صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ** ومــن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم** عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ رَكوبـة لـك مـن عـزٍّ ومـن شرفٍ** لا فـي الجيـادِ، ولا فـي الأَيْنُق الرسُمِ مَشِــيئةُ الخـالق البـاري، وصَنعتُـه** وقــدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|