الشمس

[3olomgy]

أترى ؟..إنها لم تعد كما كانت! منذ طفولتى اعتدتها قوية لاهبة ، تشيع الدفء فى النفوس قبل الأجساد ، تعطينا الأمل قبل أن تعطينا النور؛
كنت طفلاً فسألت: أهى هكذا منذ فترة طويلة ؟
جاءتنى الإجابات مصاحبة للضحكات ...ساخرة من عقلى الصغير الذى لم يكن يستوعب انها ابدية ..أو هكذا قالوا لى ..واليوم..اليوم فقط اكتشفت أنَّهم كاذبون!
فمالِ هذه البقعة السوداء تنتشر فى جبينها إذن ؟ ، ومالِ هذا القبح يلطخ لونها الذهبى الخلاب ؟ ...صدقونى ..لم يعهد احدهم الجنون بى من قبل ولا أتعاطى أى أشياء من أى نوع ...هذه الحقيقة أراها بأم عينىَّ.
فقط من نصف ساعة بدأ ما حدث ؛ بدت وكأن احدهم ألقى عليها بنقطة من الحبر الأسود فأصابها فى منتصفها تماماً والآن انتشرت البقعة من المنتصف متجهة بشراهة وإرادة نحو الأطراف...فقط ينقصها يومُ او نصفه حتى تحيل شمسنا إلى قرص أسود ينبض بالموت.
فركت عينىَّ ...نظرت مرة وراء مرة وراء مرة دون جدوى...ليس هنالك من لعبة او خداعات بصرية ..أدرك قوانين الفيزياء جيداً
ناديت الناس ليروا معى ولم يستجب أحد؛ الجبناء يعلمون..أقسم لك أنَّهم يعلمون ولكن أحدهم لا يبالى...((فلتنطفأ الشمس أيها المجنون...ماذا تريد منَّا إذن ..ماذا تريد ؟ )).
..يئست...انطفأ الأمل فى قلبى موازياً لإنطفاء ضوءها...وقفت أبكى ...أناديها وأتوسل إليها ألا تنطفىء ورغماً عنى تنطفأ..اجثو على ركبتىَّ وأصرخ بها أن تبقى ..رغماً عنى تريد ألا تبقى.