فتوى الشيخ الألباني بخصوص عورة المرأة أمام المرأة:

[محمود حربي]

فتوى الشيخ الألباني بخصوص عورة المرأة أمام المرأة:

وصلتني مؤخراً استفسارات كثيرة بخصوص حدود عورة المرأة أمام المرأة، وقد أرفق بعضهم فتوى للشيخ الألباني بهذاالخصوص..
وقد أحببت أن أتناول هذه الفتوى بالمناقشة نظراً لأهمية الموضوع بالنسبة للنساء..
يرى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى أن عورة المرأة على المرأة ليس كما قال جمهور الفقهاء: ما بين السرة والركبة عورة، بل عورة المرأة على المرأة في رأيه هي بالإضافة إلى ما بين السرة والركبة ظهر المرأة وبطنها ومواضع إبطيها أيضاً..
وقد أثارت هذه الفتوى ضجة لدى الأوساط النسائية لأنها تجالف ما اعتادوا معرفته من أن ما بين السرة إلى الركبة هو وحده العورة بين المرأة والمرأة، ولأنها تؤدي إلى تحريم كثير من الملابس التي اعتادت المراة أن تلبسها أمام المرأة..
فهل فتوى الشيخ الألباني صحيحة؟
استند الشيخ الألباني في فتواه هذه المخالفة لآراء جميع الفقهاء إلى قوله تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن).
يقول الشيخ الألباني: ولا يبدين زينتهن أي مواضع الزينة، وليس المقصود عين الزينة..
فما تحت الإبطين ليس موضع زينة.. الخاصرتان ليستا موضع زينة..
الظهر ليس موضع زينة..
إذاً الآية تـقول: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر شيئاً من بدنها إلا مواضع زينتها..
أما حديث: ما بين السرة والركبة عورة، فهو في نظره لا ينطبق على النساء بل على الرجال، على الرغم من أن نص الحديث عام، لم يخصص الرجال، ولكن الشيخ الألباني يرى أن نص الآية: ولا يبدين زينتهن، يوضح أن الحديث لا ينطبق على النساء..
ولكني هنا أحب أن أناقش الشيخ الألباني في فتواه الغريبة هذه، فأقول:
لو كان اجتهاد الشيخ صحيحاً لكان على المرأة أن لا تظهر ظهرها وبطنها وموضع إبطيها اأمام زوجها أيضاً، لأن الآية السابقة شملته ضمن من يجوز للمرأة ان تبدي زينتها أمامهم.. وهذا الكلام لم يقله أحد بما فيهم الشيخ الألباني نفسه..
إذاً الآية تتحدث عمن يجوز للمرأة أن لا تضرب خمارها أمامهم، أما حدود العورة، فبينته أحاديث نبوية أخرى، وضّحت أنه لا عورة بين الزوج وزوجته، وأن العورة بين الرجال أمام الرجال وبين النساء أمام النساء هي من السرة إلى الركبة..
ومن هنا أقول كما قال جمهور الفقهاء: العمدة في عورة المرأة على المرأة هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين السرة إلى الركبة عورة. وهو حديث صححه الشيخ الألباني نفسه.