أولاً : الأسس النفسية للعلاقة الإرشادية :

[جورج م]

تقوم هذه العلاقة الإرشادية على أسس نفسية من أهمها :
1.العلاقة المهنية المبنية على الألفة والمودة ، القائمة على الاحترام المتبادل بين المرشد والطالب
2.التقبل الإيجابي غير المشروط للمسترشد ( الطالب ) .
3.وجود الاتجاه الإيجابي نحو مساعدة الآخرين من قبل المرشد والرغبة في بذل المساعدة
4.الحرص على التوافق مع مواقف الطالب ومشاركته أحاسيسه وتقبل ظروفه والملابسات المحيطة به
5.القدرة على الاستماع وملاحظة الانفعالات على المسترشد ( الطالب ) عن طريق قوله أو فعله أو حركاته لكي يتسنى له فهمه , والملاحظة المستمرة لتكرار تلك الانفعالات .
6.اتزان المرشد الطلابي وعدم استفزاز المسترشد للكشف عن مشكلته .
7.تنمية الثقة الكاملة المتبادلة بين المرشد والمسترشد ( الطالب ) والعمل على منحه الشعور بالأمن والطمأنينة على نفسه وأسراره.
8.حيادية المرشد الطلابي .

ثانياً : فنيات المقابلة الإرشادية :

تعتبر المقابلة الأداة الرئيسية في عمليتي التقويم والتشخيص النفسي , فهي الأداة التي تساعد على فهم حالة المسترشد , وتقييمها وتوجيهها وعلاجها .
والمقابلة الإكلينيكية تحتاج إلى خبرة أعمق وتدريب أطول بحكم أنها عمل مع أناس يختلفون عن غيرهم ويحتاج فهمهم إلى مجهود كبير كما يتطلب العمل معهم إلى يقظة وحكمة
وتتخذ المقابلة الإرشادية أنواعاً متعددة وفقاً للهدف منها وهي ليست متمايزة تماماً بل متداخلة إلى حد كبير بحكم طبيعة المقابلة , ويمكننا الإشارة إلى بعض أنواع المقابلة فيما يلي :
أولاً : المقابلة الميدانية :
وتتضمن بعض البيانات الأولية الأساسية عن المسترشد وتكون تمهيداً للمقابلات الأخرى وفي ضوئها يسعى المرشد الطلابي إلى تكوين نوع من الألفة بينه وبين المسترشد .
ثانياً : مقابلة البحث الشخصي أو الاجتماعي للمسترشد :
وتهدف هذه المقابلة إلى جمع بيانات تفصيلية عن المسترشد منذ الولادة حتى تاريخه وعن الأسرة والعلاقات بين المسترشد والوالدين أو الأشخاص المهمين في حياته سعياً للحصول على بيانات عن المدارس التي التحق بها وعن النواحي الاجتماعية والبيئة التي عاش بها المسترشد , ويمكن أن يستعين المرشد بمصادر ومعلومات أخرى كالوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء وكذلك التقارير الصحية والدراسية وغيرها , وينبغي أن يعمل المرشد على تدقيق المعلومات التي أخذها من المسترشد ومراجعتها مع المعلومات الأخرى التي حصل عليها من الوالدين أو المعلمين أو الأصدقاء والتقارير الرسمية .

ثالثاً : المقابلة مع أقرباء المسترشد وأصدقائه :
الأقارب والأصدقاء يعرفون معلومات كثيرة ومهمة عن المسترشد والتي قد تساعد على التشخيص لذلك تأتي أهمية مقابلة المرشد لمن يرى ضرورة مقابلته منهم على أن يدرك مدى تأثير ووقع هذه المقابلة على المسترشد لذا من الأفضل أن يكون المسترشد على علم بهذه المقابلات مع إقناعه بأن مثل هذه المقابلات مهمة ويمكن أن تساعد على تكيفه وتعديل سلوكه حتى لا يفقد ثقته بالمرشد الطلابي وينقطع عنه .
الملاحظات التي يهتم المرشد الطلابي بها أثناء المقابلة :
1. سلوك المسترشد :
يلاحظ المرشد الطلابي على المسترشد بعض الأعراض الانفعالية كالبكاء والسرور والضيق والاضطراب والخوف أو الشك أو الارتياح ..
2. مظهر المسترشد وتصرفاته :
على المرشد الطلابي أن يلاحظ بصورة عامة مظهر المسترشد كالملابس ومدى ملائمتها للسن .. وهل هي نظيفة وملائمة ؟ وهل هو يبالغ في أناقته وألوان ملابسه ؟ , كذلك ملاحظة حركاته كقضم أظافره وتعرقه وتلعثمه ونظرات عينيه وإيماءاته ووجود بعض اللزمات المعينة لديه .
3. حديث المسترشد :
هل يتميز بطلاقة اللسان أم أنه مقتصد في ذلك ؟ وهل حديثه مترابط ومنطقي أم متناقض ؟ وهل هو منتبه أم مشتت الانتباه ؟ وهل يتذكر الأحداث الهامة أم ينساها ؟ وهل هو يكذب في حديثه ؟ وكذلك إلى أي مدى يسيطر على أفكاره ومشاعره ؟
كيفية إجراء المقابلة :
للمقابلة إجراءات ومبادئ لابد أن يسير المرشد الطلابي وفقها قبل إجرائها وهي على الشكل التالي :
1. موعد المقابلة :
يحتاج المرشد الطلابي إلى أن يحدد وقت المقابلة أو الجلسة وتاريخها وتبليغ المسترشد بذلك , وعلى المرشد الطلابي الالتزام بهذا الموعد حيث أن هذا يشعر المسترشد باهتمام المرشد به واستعداده لبحث حالته ومساعدته .
2. مكان المقابلة :
حيث يوفر المرشد الطلابي في مكتبه الطمأنينة والخصوصية للمسترشد بحيث لا تكون هناك مقاطعات أو مداخلات من أحد أثناء الجلسة ( المقابلة ) كذلك تعتبر المسافة الفاصلة بين المرشد والمسترشد هامة جداً أو يجب ألا تكون كبيرة فتؤدي إلى الإحساس بالتباعد ولا تكون قريبة جداً لدرجة تجعل المسترشد لا يشعر بالارتياح وقد تكون المسافة المناسبة من متر إلى متر ونصف تقريباً على أن يجلس المسترشد بجانب مكتب المرشد وليس في الجهة المقابلة حتى يتسنى ملاحظته من قرب .
3. مدة المقابلة :
يعتمد طول المقابلة وقصرها على عدة اعتبارات كسن المسترشد فالطالب الذي يدرس بالمرحلة الابتدائية يختلف عن طالب المرحلة الثانوية فكلما كبر السن لربما يطول الوقت

4. تسجل المقابلة :
تسجيل ما يدور في المقابلة وفي أسرع وقت مهم جداً للمحافظة على المعلومات وعدم نسيانها وينبغي ألا يكون ذلك أمام المسترشد والإكتفاء بكتابة بعض النقاط أو الرموز ثم يقوم بكتابة ما يتذكره بعد انتهاء الجلسة وتدوينه , كما يجب أن تقوم المقابلة على الاحترام المتبادل بين المرشد الطلابي والمسترشد وأن يأخذ أقواله مأخذ الجد والمسؤولية التي تفرضها عليه مهنته , وألا يفرض آراءه أو نظرياته على المسترشد بل يترك الفرصة له للتعبير عن نفسه .
مهارات المقابلة :
للمقابلة مهارات وفنيات أساسية تقوم عليها أثناء الجلسة الإرشادية ومن أهمها :
1. مهارة الإصغاء :
وتعني هذه المهارة بأهمية الاستماع لما يقوله أو يتحدث فيه المسترشد , والهدف منها تشجيعه أثناء المقابلة على الكلام بحرية ويمكن أن تتحقق هذه المهارة من خلال الآتي :
1.النظر إلى المسترشد : توجيه النظر إلى دائرة الوجه بكاملها أثناء الكلام وعدم الانشغال بشيء آخر وقت المقابلة .
2.جلسة المرشد : تكون مواجهة للمسترشد وأن تكون المسافة بينهما من متر إلى متر ونصف تقريباً
3.صوت المرشد : يجب أن يتصف بالهدوء والحنان مما يثير على الارتياح لدى المسترشد .
4.مسار الحديث : يجب أن يواكب المرشد حديث المسترشد أثناء المقابلة وأن يكون معه في نفس الموضوع الذي يتحدث عنه ولا يحول الحديث إلى مسار آخر .
5.استخدام بعض الإشارات كإيماءة الرأس وزّم الشفاه وإصدار بعض الأصوات الخفيفة كالهمهمة وبعض الكلمات البسيطة مثل نعم ... أيوة ... طيب .... الخ
2- مهارة الأسئلة :
تهدف مهارة الأسئلة إلى جعل المسترشد يتكلم عن نفسه وعن مشاعره وعن آرائه وعن المشكلة والتفاصيل المتصلة بها ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق استخدام المرشد لأسئلة مفتوحة فالأسئلة المفتوحة هي التي تؤدي إلى إجابات طويلة مما يتيح للمرشد الحصول على معلومات أكثر . أما الأسئلة المغلقة فهي التي تكون إجاباتها قصيرة وتركز على معلومات معينة مثل ( نعم , لا , صعب سهل ....... الخ ) , ويفضل تجنب هذا النوع من الأسئلة
مع تجنب الانتقال السريع في طرح الأسئلة حيث أن السرعة في الانتقال بين الأسئلة يربك المسترشد وتكون المعلومات التي يدلى بها مبتورة وبالتالي تفقد المقابلة أهميتها .
3.التشجيع والإعادة والتلخيص :
ويقصد بالتشجيع الوسائل التي يستعملها المرشد أثناء المقابلة ومنها إيماءة الرأس وإسماع المسترشد لغة الإيجاب باستمرار مثل ( نعم ) ( جيد ) .
ويقصد بالإعادة استعمال المرشد لبعض الكلمات أو الجمل القصيرة التي تتضمن المعنى الذي يتحدث عنه المسترشد ( مثال ) :المسترشد : إنني لا أعرف كيف أعمل بنفسي فأنا سأدخل الاختبارات بعد يومين وأنا لم أزل مشغولاً بمزرعة والدي .
المرشد الطلابي : يعني انك لم تستعد جيداً لهذه الاختبارات نظراً لإنشغالك بأعمال أخرى غير المذاكرة !
ويقصد بالتخليص هو ما يستعمله المرشد في نهاية المقابلة وذلك باستخلاص وذكر النقاط الرئيسية المهمة في كلام المسترشد وكذلك استخدام هذا التلخيص في افتتاح الجلسة التالية قبل استئناف كلام المرشد لكي يكون الحديث متصلاً ويوجد شعور لدى المسترشد بأن المرشد محيط بمشكلته ومهتم بها ,
4. التعبير عن مشاعر المسترشد :
تهدف هذه المهارة إلى تكوين الشعور لدى المسترشد بأن المرشد يشاركه مشاعره ولانفعالاته مما يجعل المسترشد يرتاح ويسترسل في التعبير عما يجيش في صدره ولا يستحسن أن يبتسم المرشد والمسترشد يتحدث عن وفاة والده وحزنه عليه مثلاً , فعلى المرشد في هذه الحالات مشاركة المسترشد في التعبير عن مشاعره باستعمال نفس المفردات أو معانيها , وأن يعكس هذه المشاعر مُركّزاً على المحتوى الوجداني لها ..
5.التعبير عن المعاني :
قد يحتمل قول المسترشد أو كلماته أكثر من معنى وعلى المرشد مساعدة المسترشد على التحديد بدقة ماذا يقصد من قوله كذا ......
6- المواجهة :
من خلال تبصير المسترشد ببعض السلوكيات التى ادت الى وجود مشكلة لديه بطريقة مناسبة و ينبغي ألاّ تحتمل هذه المواجهة معاني التكذيب أو التحدي . وفى نفس الوقت يكون المرشد الطلابي على استعداد لتقبل بعض مظاهر الانفعال من المسترشد مثل البكاء أو الصراخ أو مظاهر العدوان وفي هذه الحالة ينبغي للمرشد أن يحافظ على هدوئه ويسيطر على الموقف وأن يظهر عطفه تجاه المسترشد وتركه يعبر عن انفعاله قليلاً ( كالبكاء مثلاً ) .
7. أسئلة المسترشد للمرشد :
يميل بعض المسترشدين إلى سؤال المرشد أثناء المقابلة ببعض الأسئلة وهنا يمكن للمرشد أن يجيب عن هذه التساؤلات حتى يتيح الفرصة للحديث مع المسترشد , أما الأسئلة المتعلقة بحياة المرشد الخاصة عليه أن يعتذر عن الإجابة بطريقة مقبولة دون إحراج المسترشد أو نهره عن ذلك .
8.التفسير :
وتستخدم هذه المهارة في الجلسات الأخيرة وليست في الجلسات الأولى وذلك لحاجة المسترشد إلى معلومات كافية لفهم حالته والاستبصار بها .
المسترشد : إنني أتألم حقيقة مما جرى لي نتيجة لمصادقتي لرفقاء السوء !
المرشد الطلابي : يبدو لي أنك بدأت تعرف حقيقة الأمر .
9. تقديم المعلومات :
وهي تزويد المسترشد ببعض المعلومات التي يحتاج إليها للإسهام في معالجة المشكلة التي يعاني منها وتختلف طريقة تقديم المعلومات عن تقديم النصيحة فالمرشد الطلابي يجب عليه أن يتجنب إعطاء النصائح للمسترشد التى قد تقابل بالرفض .
10. إنهاء المقابلة :
يجب أن تنتهي المقابلة عند تحقيق هدفها . وإنهاء المقابلة مهم جداً بقدر أهمية بدئها , ويجب أن يكون إنهاء المقابلة متدرجاً وليس مفاجئاً بانتهاء الزمن مما قد يشعر المسترشد بالإحباط والرفض , ومن أساليب إنهاء المقابلة استعراض وتلخيص ما دار في الجلسة والإشارة إلى موعد المقابلة القادمة إن شاء الله .