اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-01-2014, 02:07 PM
مخلصة مخلصة غير متواجد حالياً
العضو المميز لعام 2013
العضو المميز لقسم فلاسفة تحت التمرين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,015
معدل تقييم المستوى: 17
مخلصة is on a distinguished road
افتراضي التطور الطبيعي للحب

خدعونا فقالوا أن الأزواج والزوجات يجب أن تظل عاطفتهم ملتهبة أبد الدهر !.

وإلا فإن غير ذلك عاطفة ميتة، وزواج ليس فيه روح !.

ولقد كنت أنا واحدا من هؤلاء، و ظل يطارد ذهني فترة صباي سؤال مهم .
هؤلاء العشاق الذين أراهم في الأفلام، وقد فازوا بمن أحبوا بعد صراع دام مع الأشرار السيئين، هل سيظلوا على أناقتهم، ورومانسيتهم، وعاطفتهم الملتهبة أبد الدهر ؟.


سؤال آخر لازمني فترة مراهقتي،


لماذا ارتبط الشعر الغزلي بفترة ما قبل الزواج، ولماذا لم يخبرنا عنترة عن حقيقة مشاعره بعد زواجة من عبلة،


وهل كان قيس سيلهب قلوبنا لو كانت ليلى زوجته على سنة الله ورسوله !؟.
وفوق هذا، عشت زمنا ليس بالقليل وأنا أظن بأن الوردة الحمراء التي ساهديها لحبيبتي فترة الخطوة لن تذبل أبدا،

وستتكفل مشاعرنا الملتهبة بحفظها نضرة مزدهرة على الدوام !.
ويؤسفني القول بأني كنت مخطئا حين ذاك ..!


واهم أنا عندما ظننت بأن الحب الخالد هو الذي يظل مشتعلا ويثبت مؤشر الحرارة فيه عن الدرجة 100% !.

إن المرء منا لا يستطيع أن ينسى أبدا تلك اللحظات الجميلة التي يضطرب فيها حينما يرى حبيبه قادما وقد صنع من أشعة الشمس تاجا، جعلته أبعد ما يكون عن بني البشر،
وأجلسته على قمة الفؤاد ملكا متوجا، نحلم به في صحونا ومنامنا .

كان هذا قبل أن أكتشف الحقيقة الهامة وهي أننا يجب أن نفرق بين نشوة الوقوع في الحب، وبين الحب ذاته !.



إن اللحظة الأولى لا بد وأن تنتهي، لتأتي لحظات أخرى بمفهوم مختلف، ووعي وإدراك مختلفين .



الحب لا يمكن حصره في النظرات المضطربة، ومن الغباء التمسك بأنه ارتعاشة اليد وحمرة الخد، واضطراب داخلي، وتسارع في دقات القلب .

إننا رغم عشقنا لبراءة الأطفال إلا أننا نتفهم حكمة القدر في أن الطفولة ببرائتها وجمالها وروعتها ليست أكثر من مرحلة،

تتبعها أطوار أخرى، قد تكون أروع من طور الطفولة ذاته لكن بشكل مختلف يتناسب مع المرحلة التي يعيشها الشخص .

وكذلك الحب، في بدايته يكون ساحرا جميلا مدهشا، لكنه يتطور، ومحاولة منعه من التطور الفطري هي محاولة لمعاندة القدر ..

والأيام لم تخبرنا بعد بنبأ شخص نجح في معاندة القدر .

إن الخطر هنا أننا كثيرا ما نخطئ في قياس مؤشر الحب، ونظن جهلا أنه انتهى لمجرد غياب ما نظنه "الحب" ! .

لقد شاهدت كثير ممن أقسموا بأنه لا تربطهم بشركائهم أي مشاعر للحب والمودة، حتى إذا ما تعرض شريكهم لسوء أو غيبته أحد صروف الحياة عن شريكة المدعي رأيناه يولول مذهولا غير مصدق لغياب حبيبه، متفاجأ بأنه يحمل له حبا غير قليل .



وأتسائل هل كان كاذبا في ادعائه أم مكابرا .. فأصل بعد تأمل كثير إلى أنه كان جاهلا!.
نعم كان يجهل أن ما يجمعهما هو الحب، لكنه كان لا يراه لأنه كان يطلبه في صورة أخرى.

لم يدرك أن نظرته إلى ساعة الحائط عندما يتأخر شريكة وقد اعتراه القلق هو حب .


وبأن وضع حاجياته في المكان المخصص له، كي يسهل عليه إيجادها هو حب .


وتلمس مكان رأسه على الوسادة عند سفره شكل من أشكال الحب .


وصنع وجبة يفضلها، أو شراء جريدته المفضلة، أو تذكيره بموعد الطبيب هو حب .


نعم قد تذبل الوردة الحمراء وتتساقط أوراقها في إعياء، لكن الحب لا تحتويه وردة حمراء، الحب الحقيقي هو سلوك لا يضاد حركة الحياة .

هو الحب الناضج الذي يستمر بهدوء، ويتفاعل مع حركتنا الحياتية، ويدخل في تفاصيل حياتنا بانسيابية وتلقائية،



فلا تحزن يا صديقي إن غابت عنك ارتعاشة الأولى، وراقب تطور الحب الطبيعي !.
__________________
لا تيأس إذا رجعت خطوة للوراء
فلا تنس أن السهم يحتاج ان ترجعه للوراء
حتي ينطلق بقوة إلي الامام
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:01 AM.